أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - هل غيّر القرضاوي نهجه المعتدل بعد إنجازات الإسلام السياسي؟















المزيد.....

هل غيّر القرضاوي نهجه المعتدل بعد إنجازات الإسلام السياسي؟


منعم زيدان صويص

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 12:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أن الحرب على المنظمات الدينية المتطرفة التي تعتمد تفسيرات معينة للمعتقدات الدينية لن تنجح إلا إذا إستهدفت العقول وقارعت أعضاء هذه المنظمات ومؤيديها ومنظريها بالحجج وأقنعتهم أنهم على خطأ. وقد رأينا محاولات من هذا القبيل، ولكن الإتجاه العام كان دائما إعتقال هؤلاء وتصفيتهم وإهمال نظرياتهم وأفكارهم. والحقيقة أن الأنظمة العربية وقادة الرأي لم يتنبهوا لهذه المسألة إلا بعد أن سددت القاعدة ضربتها التاريخية إلى أقوى وأغنى دولة في العالم، لا بل في التاريخ، وهي الولايات المتحدة، وبيّن الهجوم على نيو يورك، الخطر الهائل الذي يمكن أن يشكله عدد قليل من الشباب المنحرف المتحمس على العالم، وشعرت بعض الدول العربية والإسلامية أن عليها أن تفعل شيئا بهذا الصدد. فبعد أحداث 11 إيلول 2001، شهدت بعض الدوائر في العالم الإسلامي حركة تدعو إلى الوسطية والإعتدال والتعامل مع العالم الخارجي بطريقة سلمية، واقتنع رجال دين عديدون أن الضرر الذي ألحقته القاعدة بالإسلام والمسلمين، في العالم ككل، كان أفدح من الضرر الذي الحقته بالولايات المتحدة، وبناء عليه بدأوا بتبني أفكار تدعو إلى التسامح والتفاهم مع العالم.

وكانت أول إشارة في هذا الصدد، ما ورد في بيان ميثاق منظمة العالم الإسلامي الجديد عام 2008 الذي ركز "على تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتعزيز الحكم الرشيد والديمقراطية والسعي إلى إشاعة قيم التسامح والاعتدال والتنوع ومكافحة الإرهاب." وحاول رجال دين وعلماء من المعتدلين أن يصححوا الأفكار المتطرفة، وكان أشهرهم الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي انتقد المتطرفين "والمتشددين" الإسلاميين، وفي عام 2008 ، ألف كتابا هاما سماه "فقه الجهاد: دراسة مقارنة لأحكامه وفلسفته في ضوء القرآن والسنة." وكان من المعجبين بهذا الكتاب الزعيم الإسلامي التونسي ورئيس حزب النهضة راشد الغنوشي.

يقول القرضاوي في كتابه: "إننا نستطيع أن نعيش في ظل إسلامنا في عالم ينادي بالسلام لا الحرب وبالأمان لا الخوف، وبالتسامح لا التعصب وبالحب لا بالكراهية... نستطيع أن نعيش مع الأمم المتحدة والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان وجماعات حماية البيئة. والحق أن مشكلتنا الكبرى مع إخواننا المتشددين الذين أغلقوا على أنفسهم النوافذ وأصروا على وجهة نظر واحدة. آفتهم أنهم يحيون في الماضي لا في الحاضر، في الكتب لا في الواقع". وفي كتابه فضّل القرضاوي استخدام مصطلح "غير المسلمين" بديلا عن مصطلح "الكافرين."

ويقول انه "في ظل الاعتراف الدولي بحقوق الإنسان ومنها حقه في حرية الاعتقاد والدعوة إليه وإقامة مؤسساته وحماية الأقليات، ينتفي مسوغ أساسي من مسوغات جهاد الطلب، أي الغزو من أجل الدعوة إلى الإسلام وما كان يهدف إليه من إزاحة عقبة الأنظمة الطاغوتية التي كانت تمنع الشعوب من أن تفكر أو تؤمن." ويضيف القرضاوي: "بينما اليوم قد انداحت في الأرض كما لم يحصل في أي فترة ماضية من تاريخ الإسلام مساجده وأقلياته، بما يجعل حاجتنا أكثر إلى جيوش جرارة من الدعاة والمعلمين والإعلاميين المدربين المقتدرين على مخاطبة العالم بلغاته المختلفة." ويقول: "أنك قد تجد الكثير ممن هو مستعد لأن يموت في سبيل الله ولكن القليل القليل ممن يملك الاستعداد ليعيش في سبيل الله."

يقول الغنوشي عن الكتاب: "يَعتبر المؤلف أن الجهاد ضد الظلم والفساد في الداخل مقدّم على جهاد الكفر والعدوان الخارجي، إلا أنه يؤكد أن المواجهة السلمية هي الأصل في الوقوف في وجه الظالمين مستفيدين مما طور الآخرون من صيغ معقولة في مواجهة سلاطين الجور، ويقصد بذلك الأنظمة الديمقراطية مثل البرلمانات المنتخبة والأحزاب والفصل بين السلطات." ويضيف الغنوشي: "كما يؤكد المؤلف على أهمية الجهاد الفكري والثقافي، ويضيف: "لا ندعو إلى عزلة عن العالم بل إلى تفاعل ثقافي وحضاري، نأخذ منهم وندع وفق فلسفتنا ومعاييرنا كما أخذوا هم عنا قديما واقتبسوا وطوروا وبنوا عليها حضارتهم، ولكن ما نأخذ نضفي عليه من روحنا ومن شخصيتنا ومواريثنا الأخلاقية ما يجعله جزءا من منظومتنا الفكرية والقيَمية الحضارية وتُفقده جنسيته الأولى."

ويقول الغنوشي: وبالعموم يتوصل المؤلف من خلال استقرائه لفقه الجهاد في الإسلام إلى أن الجهاد نوعان: جهاد مدني وجهاد عسكري بمعنى قتال الأعداء إذا اعتدوا على المسلمين بالقوة، ما يقتضي الاستعداد لذلك عندما تتوفر دواعيه "وهو نوع تُعنى به الدول". وهناك الجهاد الروحي المدني، ويشمل المجال العلمي و الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي التربوي والمجال الصحي والطبي والمجال البيئي والمجال الحضاري.

هذه الأفكار تدل على أن الإسلام السياسي، كما يؤمن به الإخوان المسلمون، إتخذ إتجاها معتدلا قبل الثورات العربية الحديثة، ولكن هذا الإتجاه بدأ يتغير بعد الثورة المصريه على حكم حسني مبارك والتجربة المُرّة التي مر بها الإخوان لاحقا. وكان واضحا في البداية أن الإخوان أصابهم الذهول وأسقط في يدهم عندما عبأ شباب مصر المستنيرون الشعب المصري وبرزوا كقادة المستقبل، ولم تمض بضعة أيام إلا وكان الشيخ يوسف القرضاوي في القاهرة ليقود الإخوان ويمكنهم من الإستيلاء على الثورة. وربما كان هذا نقطة فارقة في تفكير القرضاوي وتفكيرهم فأوقفوا التحرك نحو الإعتدال والحديث عنه، لأن الوضع في رأيهم، لم يعد بحاجة إلى تنظير بل إلى التطبيق العملي لأفكار سيد قطب.

وللأسف لم يحظ كتاب فقه الجهاد بكثير من التحليل والتعليق، لا بل انه هوجم من قبل الكثيرين. ومع أن علاقة القرضاوي بقناة الجزيرة متينة وعضوية، إلا أن القناة لم تخصص أيا من مقابلاتها مع القرضاوي، في برنامج الشريعة والحياة، لشرح الأفكار التي ذكرها، إلا في أواخر 2010، بعد أكثر من سنتين على تأليف الكتاب وبعد ظهور مقالات واستفسارات عنه في الإعلام، ربما لأن الجزيرة تعلم أن الإعتدال، وخاصة في هذه المسألة، سيضعف شعبيتها لدى الكثيرين، وهذه الشعبية مهمة جدا بالنسبة لقناة تعتمد على الإثارة. ولم تركزالحلقتان المتتاليتان من برنامج الشريعة والحياة على الجوانب المهمة للكتاب، وخاصة مسألة الجهاد ومسوغاته التي بُحثت بطريقة سطحية.

الشيخ يوسف القرضاوي الآن قريب من نهاية الثمانينات وقد قل نشاطه بشكل عام ولكن أعمال عالم مهم ومعاصر كالقرضاوي لا تموت معه، و يجب الإستفادة منها وخاصة في هذه الأيام العصيبة.



#منعم_زيدان_صويص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف تقوده أمريكا لن يهزم داعش
- سايكس بيكو وأخواتُها
- وسائل الإتصال الحديثة، والإرهاب، وإسرائيل
- حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني
- المهاتما غاندي والقضية الفلسطينية
- حرب العراق الطائفية إحدى كوارث الإسلام السياسي
- من يُنقذ إسرائيل من نفسها؟
- حسن نصرالله وإستمرار المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- -بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي
- القضية الفلسطينية والمواقف السلبية
- النظام السوري المتعجرف
- دهاء إيران السياسي
- التفكير الإيجابي وجلد الذات
- وفاة ياسر عرفات -- السبب والمسبّب
- المثقف الحقيقي
- الخلافة وولاية الفقيه
- الإبحار إلى الهلاك
- عصْرُ البرابرة
- الضجّة حول البرنامج النووي الإيراني جَمّدتْ قضية فلسطين لمصل ...
- -الجزيرة- الأمريكية


المزيد.....




- لقاء وحوار بين ترامب ورئيس بولندا حول حلف الناتو.. ماذا دار ...
- ملخص سريع لآخر تطورات الشرق الأوسط صباح الخميس
- الهند تشهد أكبر انتخابات في تاريخها بمشاركة مليار ناخب
- هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يخرج التدريس من -العصر الفيكتو ...
- دراسة تكشف تجاوز حصيلة قتلى الروس في معارك -مفرمة اللحم- في ...
- تدمير عدد من الصواريخ والقذائف الصاروخية والمسيرات والمناطيد ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /18.04.2024/ ...
- -كنت أفكر بالمفاتيح-.. مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة ...
- تعرف على الخريطة الانتخابية للهند ذات المكونات المتشعبة
- ?-إم إس آي- تطلق شاشة جديدة لعشاق الألعاب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منعم زيدان صويص - هل غيّر القرضاوي نهجه المعتدل بعد إنجازات الإسلام السياسي؟