أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ربطة عنقي بالات !














المزيد.....

ربطة عنقي بالات !


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 13:25
المحور: كتابات ساخرة
    


في كل يوم البس ربطة عنق جديدة ، حتى قال لي زملائي في العمل : امورك عدلة ، دلالة على ان اموري ميسورة ودولاري مرتفع . ومن حق اصدقائي حينما يقولون ذلك فهم لا يدرون ان ربطة عنقي التي استبدلها في كل يوم هي بالات ، اي( لنكة ) وسعر الواحدة الف دينار عراقي اي ما يعادل قيمة لفة فلافل ، حتى صار لدي كميات هائلة من ربطات العنق ، ويمكن لي ان اصدّر منها الى دول الجوار باستثناء الجارة ايران لأنها دولة لا تحبذ لبس ربطات العنق معتبرة ذلك تقليد للغرب وهي لها مواقف مختلفة مع الغرب بسبب برنامجها النووي.
ويذكر ان ثقافة البالات دخلت الى العراق في بداية الثمانينيات اوالتسعينيات من القرن المنصرم يوم فرضت الولايات المتحدة الامريكية حصارها الظالم على العراق ، لان العراق اجتاح جارته الكويت وضمها اليه واعتبرها المحافظة التاسعة عشر وقد حذرت الولايات المتحدة العراق من مغبة الامر ، الا انه لم يذعن الى ذلك .
واليوم اكثر من ثمانين بالمئة من العراقيين يبلسون ملابس البالات ، حسب ثقافة (الماعنده منين ايجيب يا خلك الله ) ، ابتداء من الجواريب الى ربطة العنق التي يلبسها صاحب هذه السطور الى السترة وحتى الحذاء ، ولولا البالات – وكلام الحق يقال – لأصبح الشعب العراقي كل ثلاثة اشخاص يمتلكون بنطال واحد . والسبب ان الصناعة المحلية قد ماتت في العراق وقرأ عليها سورة ( الفاتحة) رغم كون العراق ، بعد سقوط النظام ، قد تمقرط ، اي صار ديمقراطي !، ومن الوزن الثقيل وحاز على عدة جوائز . وكانت الصناعة المحلية من ارقى واجود الصناعات وتنتج صناعة راقية تسد حاجة البلد ، وربما يصدر منها الى الخارج ، وفوق هذا وذاك تشغل بها يد عاملة عراقية تعيل آلاف الاسر العراقية ، بعكس اليوم الذي كثرت فيه البطالة وعمت الفوضى واتسع اطار الفساد بكل انواعه وصنوفه ، وزادت المحسوبية والمنسوبية وارتقى الاميون والحزبيون مناصب مهمة في الدولة العراقية ، بينما اصحاب الشهادات يتسكعون في دهاليز البطالة بحثا عن عمل فلم يجدوه . الصناعة المحلية كانت مدعومة من الدولة او ما كان يسمى القطاع المختلط ، والحكومة اليوم قد رفعت يدها عن الصناعة المحلية وصارت الدولة مستهلكة اكثر مما هي دولة مصنعة ومصدرة ، والاسباب سياسية بحتة لا نستطيع ذكرها لان للحيطان آذان ، (والحجارة اللي ما تعجبك تفشخك ) كما يقوم المثل العامي . واعتقد ان بعد اليوم يعذرونني اصدقائي ولا يحسدونني على لبسي كل يوم ربطة عنق جديدة ، ولا يذهب بهم الظنون يمينا او شمالا .( واتفوتك من البالات ربطات عنق كثيرة ) .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتراف المسلمين بوجود احاديث موضوعة
- اعلانات خليعة !
- امنية ضائعة
- الاسلام لا يقود الحياة (الحلقة الاولى)
- الدعاء لدى المسلمين هل فعلا له تأثير ؟
- كيف تصبح وزيرا في عشرة ايام
- الباقلاني... والقول بنفي السجع عن القرآن
- رجل من ولد عمر يشتم عليا فيكرمه موسى بن جعفر
- كفيان شر ملة عليوي
- ايكد ابو كلاش ياكل ابو... !
- ابو المثل ما خله شيء ما كاله
- شارع يحتضر
- الجن في القرآن
- سبايكر ..جريمة العصر
- ايفوتك من الجذاب صدكن ...!
- هل ستقام ثورة صناعية في الاسلام ؟!
- الفلسفة: ما هو النظام الذي يصلح للبشرية
- انا ربكم الاعلى فاعبدون !
- جواد علي ... صاحب اعظم موسوعتين في تاريخ العرب قبل الاسلام
- شخصيات مهمة في حياة النبي .. (سلمان الفارسي )


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - داود السلمان - ربطة عنقي بالات !