|
الدعاء لدى المسلمين هل فعلا له تأثير ؟
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 13:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اورد علماء المسلمين مئات الادعية ، في كتبهم ومصنفاتهم ، منها دعاء في كشف البلاء والضر ، ومنها في طلب زيادة الرزق ، وطيلة العمر ، والانتصار على الاعداء ، والشفاء من المرض ، ودفع الفقر، وزيادة الخير والبركة ، وغير ذلك كثير جدا . حتى قالوا ان الدعاء سلاح الانبياء ! . وهم الى اليوم يقرأون الادعية صباحا مساء ! . ونحن نٍسئل هنا ما فائدة الادعية ؟ وهل فعلا لها تأثير وواقع ملموس ؟ . واذا كان الجواب (نعم) وهو مغالطة ، فاين هذا الواقع ، ومتى ؟ . والمسلمون لا يزالون في شدة وبلاء وفقر وجهل وامراض وامية والتخلف عن ركب الحضارة ، وخسران مبين ، بعكس الذين لا يدعون ولا يعترفون في الدعاء ولا يرون له اي تأثير على حياتهم وواقعهم . واعني بهم الغرب الذين تجاوزونا نحن العرب والمسلمين بملايين السنوات الضوئية ، بالعلم والطب والهندسة والتكنولوجيا والعمران . الرجل الغربي يستمع الموسيقى الكلاسيكية صباحا ثم يخرج الى مكان عمله وكله نشاطا وحيوية ، فينتج ويبدع ويعطي عصارة فكره وذهنه في عمله وانتاجه ولا يعتمد على شيء سواه . فهذا الحاسوب الذي اكتب به هذه الكلمات لغرض نشرها هو من ثمرة هؤلاء الغرب ، وانا الجاهل المتخلف انتقدهم واقول انهم (كفرة)! ولا يقرأون الدعاء ! ، انا ماذا انتجت ؟ هل استطعت ان انتج مضاد للفايروسات عندما يدخل جهازي هذا فيعطله ؟ ، ام هل استطعت ان اصنع البرامج التي يحتاجها حاسوبي عندما افرمته ، والامثلة كثيرة جدا . الدعاء سلاح الانبياء ! طيب ، يروون ان العديد من الانبياء قد ذبحوا بالسيف ، لماذا لم ينفعهم الدعاء الذي هو سلاحهم ! . فلا تقل لي ان ذلك كان بارادة الله سبحانه ؟! . والجواب : لماذا الله تعالى يبعثهم لنشر الرسالة لم يسلط عليهم من يقتلهم ويفتك بهم ؟! . اليس هذا ظلم والله لا يريد ظلما بالعباد ! . ثم لماذا لم يقرؤون الدعاء الخاص بهم ، وهو سلاحهم حتى ينتصروا عليهم وينشروا الرسالة التي كلفهم الله بها . نقرأ في الدعاء: (اللهم فرج هذه الغمة عن هذه الامة ) ! وعمر هذا الدعاء اكثر من اربعة عشر قرنا . ولا تزال هذه الغمة جاثمة على صدر الامة ، وتأكل بها رويدا رويدا . الله تعالى لم يستجب ، ليس لآنه عاجز او ضعيف ، لا بل حاشى لله ان يكون ضعيفا او عاجزا وهو مالك الملك ومسير الفلك ز الله تعالى ليس له دخل بالعاجزين الضعفاء الاتكاليين امثالنا ، الله اعطانا عقولا نفكر ونعمل بها ، فاذا جرحت بآلة جارحة لا ادعو الله كي يشفيها بل ابحث عن الدواء المخصص لها ، وذلك بحكم العقل ، الله اعطاني العقل حتى افكر به ما يخدم ابناء جلدتي وانفعهم ، لذلك ورد عن النبي : (خير الناس من نفع الناس ) . الله اعظم مبدع في الوجود ، ومن ابداعاته خلق الانسان وزوده بالعقل . لماذا لا استخدم العقل ، وفي كل مرة ارجع الى المبدع واطلب منه كل شيء ؟ّ وهو الذي قال لي : خذ هذا العقل واستخدمه في كل شيء . لذلك فان الله لم يعط عقلا للحيوانات وخص فقط الانسان به . نحن لم نستخدم العقل ، ظلينا عاجزين ، اتكاليين على غيرنا . لذلك نجح وفاز غيرنا وتأخرنا نحن ، ورجعنا القهقرة الى الوراء . لا نتعلم ، ولا نريد احدنا ان يتعلم ، او يعلمنا ، رضينا في الجهل ، ورضي بنا الجهل . واذ رأينا المتعلم حاربناه وربما كفرناه ، وربما قتلناه . مسلكتنا لها حل ، لكننا لا نقبل بهذا الحل ، نريد من الله كل شيء ، لا عن طريق الابداع والتفكير والتجربة ، بل عن طريق الدعاء ، (ادعوني استجب لكم ) لكننا لا ندرك مفهوم هذه العبارة ولا مغزاها الحقيقي زما يراد بها . اذا اصبت بحالة مرضية لا اجلس في البيت وادعو الله ان يشفيني ، بل اذهب الى الطبيب المختص حتى يعطيني الدواء اللازم المخصص للعلة او المرض ، ولو جلست في البيت ودعوت الله اغلظ الايمان ، انا والف من امثالي لا اشفى ، وكل هذا بحكم العقل . الغرب ادرك هذه اللعبة قبلنا فابدع وتطور وطور ، والا ان الغرب ايضا كان في جهالة تحت ظل المؤسسة الدينية ، يوم كان كل شيء بيد الكنيسة ، حتى جاءت الثورة الصناعية والثورة الفرنسية فبدلتا الحال وقلبت الموازين . الغرب اكتشفوا الكهرباء التي يرجع لمكتشفها كل ما ابدع في قضايا العلم ، لان معظم الابداعات العلمية تشتغل بالطاقة الكهربائية . فسبحان من اعطى هذا العقل لهذا المبدع الذي اخترع الكهرباء ، وافاد بها جميع الناس ، وفي الحديث :(خير الناس من نفع الناس ) . نحن في كل شيء نعتمد على الغرب ، فهل ان الله فضلهم علينا بحيث جعلهم يبدعون ويفكرون وينتجون ، وجعلنا عاجزين خاملين ، واذا كان الجواب (نعم) لماذا نكفرهم ؟! لماذا الله فضلهم علينا بنعمة العقل ، ومن علينا بنعمة الجهل ؟! ، بل حاشى الله ، نحن الذين لا نريد ان نتعلم ونبدع وننتج . واتخذنا الدعاء ذريعة فخسرنا انفسنا . 29 / 9 / 2014
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تصبح وزيرا في عشرة ايام
-
الباقلاني... والقول بنفي السجع عن القرآن
-
رجل من ولد عمر يشتم عليا فيكرمه موسى بن جعفر
-
كفيان شر ملة عليوي
-
ايكد ابو كلاش ياكل ابو... !
-
ابو المثل ما خله شيء ما كاله
-
شارع يحتضر
-
الجن في القرآن
-
سبايكر ..جريمة العصر
-
ايفوتك من الجذاب صدكن ...!
-
هل ستقام ثورة صناعية في الاسلام ؟!
-
الفلسفة: ما هو النظام الذي يصلح للبشرية
-
انا ربكم الاعلى فاعبدون !
-
جواد علي ... صاحب اعظم موسوعتين في تاريخ العرب قبل الاسلام
-
شخصيات مهمة في حياة النبي .. (سلمان الفارسي )
-
عبادة (ذات انواط ) تعود من جديد !
-
الصبح موعدهم ... اليس بالصبح بقريب ؟
-
عمرو بن لحيّ ... الرجل الاسطوري
-
القرآن : (ت) ام ( ة ) ؟
-
النبي : من دخل دار ابو سفيان فهو آمن !
المزيد.....
-
وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
-
مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
-
مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
-
بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام
...
-
فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
-
اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
-
اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى
...
-
اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير
...
-
اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي
...
-
اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|