رشاوى الجزائر الأخيرة للاتحاديات الافريقية لكرة القدم ....

عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 4639 - 2014 / 11 / 20 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

غداة عودة المنتخب الجزائري لكرة القدم من مونديال البرازيل 2014 لم يدخر جنرالات الجزائر جهدا بربط اتصالات مكثفة عبر السفارات الجزائرية وممثليات جبهة البوليساريو بالعديد من البلدان الافريقية، فعبر هذه الأوكار الاستخباراتية بلغت حمى اللقاءات والاتصالات ذروتها خاصة في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر عندما بدأت ملامح حظوظ الفرق التي ستتنافس في نهائيات "كان المغرب 2015 " بالظهور على ضوء النتائج المتوفرة وقتها ....جدير للذكر أن ملف التنظيم تم سحبه من البلد المنظم المغرب بعد أن تذرع مسؤولوه بخطورة داء الايبولا كقوة قاهرة والذي اجتاح بعض بلدان افريقيا الغربية ( ليبيريا - سيراليون - غينيا .........) وحيث أبدت السلطات المغربية خوفها الشديد من تفشيه بين المغاربة عبر المشجعين القادمين من بلدان بؤر هذا الوباء المعدي ....مبرر لم يكن ليقنع الاتحاد الافريقي الذي لوح بعقوبات صارمة في وجه المغرب ان تم تـأجيل العرس الكروي الافريقي عن موعده نظرا للارتباطات و العقود التي تجمع الكاف بالشركات الاستشهارية ، ( ومنها من هي مستثمرة بقطاع الغاز والنفط الجزائري..!!؟؟.(...) ) وحسب عيسى حياتو رئيس الكاف فان قرار المغرب من شأنه أن يصيب الجسم الكروي الافريقي في مقتل ويضرب مصداقية الاتحاد الافريقي الى الأبد .....
ابتداء من أواسط شهر سبتمبر 2014 تلقى العديد من المسؤولين عن المنتخبات الافريقية لكرة القدم رشاوى بالعملة الصعبة من طرف الجزائريين وخاصة المسؤولون عن الفرق التي تملك حظوظا وافرة لبلوغ نهائيات " كان المغرب 2015 "، ( للتذكير فإن بلدان الشخصيات التي تسلمت الرشاوى منها من يؤيد طرح المغرب بما يخص النزاع حول الصحراء الغربية عبر مشروع حكم ذاتي موسع في اطار جهوية موسعة ومنها من يتبنى طرح جبهة البوليساريو في تنظيم انتخابات تحت رعاية المنتظم الدولي لكي يقرر الصحراويون مصيرهم ...)
تلقى هؤلاء المسؤولون عن الاتحاديات الافريقية سيولة بالعملة الصعبة والمقابل هو أن يعمل القيمون على كرة قدم بهذه البلدان على وضع المطبات أمام منتخباتهم وعدم تمكينها من الجاهزية لنهائيات كأس افريقية التي كان سيحتضنها المغرب في مطلع 2015 والاكتفاء بالمشاركة فقط دون التفكير في بلوغ المربع الذهبي أو التتويج حتى تقوى حظوظ المنتخب الجزائري لبلوغ النهاية و الظفر بالكأس الإفريقية....
المرتشون الذين سال لعابهم لقيمة المبلغ لم يكونوا على علم بالجهة المانحة للرشوة وهي الجزائر ،ما يهمهم أنها فرصة لن تتكرر و مبلغ يغري لو أمضوا حياتهم بين دهاليز اتحادياتهم المنضوية تحت الكاميروني عيسى حياتو لما تمكنوا من جمع عشر المبلغ ( المخابرات الجزائرية و بعمل تمويهي تمكنت من تغليط المسؤولين بالاتحاديات الافريقية لكرة القدم عن هوية الوسطاء الذين قاموا بتسليم الأظرفة المالية ، الوسيط لم يكن المليونير " الحاج محمد روراوة " رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم وممثل الفيفا لدى الكاف، روراوة هذا أنيطت به فقط عملية تحديد أسماء المرتشين الماسكين بزمام قطاع كرة القدم ببلدانهم فقط ثم الرجوع الى الوراء،و ترك ما تبقى للوسيط أو الوسطاء وهم أشخاص آخرون يعملون تحت إمرة جهاز الاستخبارات الجزائرية المعروفة اختصارا باسم "DRC "وان كانوا مواطنين جزائريين فلأول وهلة يعطون الانطباع بأنهم أوروبيون، فعيونهم زرق و شعورهم شقر وملامحهم تميل للأوروبية ويتكلمون الفرنسية والانجليزية والألمانية ولغات بلدان الدول الاسكندنافية وهم في الحقيقة جزائريون...والوسطاء ممن سلموا الرشاوى أقنعوا هؤلاء المسؤولين عن كرة القدم ببلدانهم أنهم يعملون في اطار جمعيات تضم شخصيات حكومية ووطنية وازنة تهدف الى اعادة البريق للفريق الوطني المعني وذلك بجلب مدرب كفؤ من أوروبا قادر على صنع فريق ينافس على الألقاب ...ولهذا أقنعوهم بالتعامل معهم في هذا الاطار والمطلوب هو أن لا تكون منتخباتهم في الوقت الراهن جاهزة بل يكفيها المشاركة فقط دون التفكير في وصول المربع الذهبي أوالمنافسة على التتويج ، أما اعادة تقويم الفريق وهيكلته سيكون بعد الكان 2015 مباشرة ...كما تم اعطاء وعود للمرتشين بمحفزات ومناصب داخل القطاع الرياضي سواء على المستوى الوطني أو القاري بين هياكل الكاف ....
== جنوب افريقيا بصفتها شريكا اقتصاديا استراتيجيا للجزائر ففضلا عن كونها مورد للسلاح بعد روسيا لجنرالات الجزائر فقد عملا الجانبان في العشرية الأخيرة على الرفع من التجارة البينية وتطويرها و تنويعها لتشمل عدة مجالات أخرى كالهيدروكاربرات والفلاحة والتكنولوجيات الحديثة والسياحة كما يحظى الاستعمال السلمي للطاقة النووية باهتمام الجانبين واطلاق مشاريع ذات بعد قاري من ضمنها مشروع مجموعة من الأقمار الصناعية لتسسير الموارد ، جنوب افريقيا كانت قد احتضنت نهائيات كأس العالم لسنة 2010 والتي نافس عليها المغرب الذي كان يرغب باحتضان هذا العرس الرياضي الكوني ، صناع القرار ببريتوريا بما فيهم القيمون على قطاع الرياضة لم ينسوا ما قامت به بعض منابرنا الاعلامية من تشويش على ملف جنوب افريقيا لاحتضان مونديال 2010 ولم يهضموا تصريحات صدرت عن مسؤولين مغاربة كبار لتأليب الرأي العام الدولي على جنوب افريقيا بأنها بلاد تسكنها الجريمة ومرض الايدز المعدي بغية تغليب ملف المغرب على ملف" البافانا بافانا " ولهذا فهم يقومون بتزكية أي قرار يصب ضد المغرب خاصة ان كان يخدم الجهة الأخرى ...بما فيه الحقل الرياضي وكرة القدم التي لها عشاق بالملايين بالقارة الافريقية و التي تعمل على تدبيرها اتحاديات منضوية تحت لواء الكاف وشخصيات ذات نفوذ و سطوة كشخصية الحاج محمد روراوة الذي أصبح يتودد اليه كبار رجال الدولة بقصر المرادية ، هذا الرجل بدأ حياته المهنية كعامل قاطع للتذاكر بسينما "دنيا زاد" وسط العاصمة الجزائرية هاو هو اليوم على رأس الاتحاد الجزائري لكرة القدم و عضو مؤثر بالاتحاد الإفريقي و الفيفا، منصب كهذا يجعل صاحبه محاط بمليارات المستشهرين وتحت طلبات رجال المال و الأعمال وكل الفعاليات المؤثرة سواء على المستوى القاري أو الدولي ، المخابرات الجزائرية هي من عملت على تمكين "الحاج محمد روراوة" من المنصب والثروة لتجنيده عن طريق كرة القدم و تدبير عشاقها وطنيا والمساهمة في توطيد السلم الاجتماعي الذي يسعى اليه جنرلات حاسي الرمل و حاسي مسعود عبر الملايين من عشاق المستديرة المنضوين تحت جمعيات يتلقى مسيروها بعضا من فتات روراوة، و تشغيله أيضا قاريا للتأثير سياسيا و اقتصاديا على صناعة القرار الافريقي...واقليميا ودوليا لحماية مصالح المؤسسة العسكرية و جلب الاشعاع لبلد الثورة الملهم (...) ...


إلى هذا الحضيض نزل مستوى جنرلات حاسي الرمل وحاسي مسعود بأن يشتروا الذمم بريع الغاز والنفط والهدف ليس فقط للحصول على الكأس الافريقية في عقر المراركة بل الأهم هو تهييج الشارع المغربي و اشعالها في المغرب ثم بالمناطق الصحرواية عبر تسخير الانفصاليين للاصطدام مع السلطات ... كما أنه وبموازاة مع نجاح عملية ارشاء بعض الاتحادات الافريقية تم تخزين كميات كبيرة من المهلوسات "القرقوبي" بمرآب تابع لمقر المخابرات الجزائرية قصد تسريبه عبر المشجعين الجزائريين القادمين للمغرب للرفع من حالة هيجان المراركة أي المغاربة الذين سيسخطون عن أداء المنتخب المغربي، و القرقوبي من شأنه الرفع من عدوانية الساخط الغاضب الذي سيكسر الواجهات التجارية و السيارات و يعترض سببل المارة سالبا ناهبا ثم ستنضاف لهؤلاء لمن تناول أقراص الهلوسة حشود الناقمين على النظام من معطلين ومتضررين من تردي المستوى المعيشي في انفلات أمني قد يهز البلاد برمتها
المغاربة فطنوا لفتيل القنبلة فألغوا العرس الرياضي تحت ذريعة وباء الايبولا تجنبا للكارثة العظمى التي كانت ستهز المغرب طولا و عرضا والتي خطط لها جنرلات بني كلبون بين أروقة ودهاليز المخابرات الجزائرية بعناية و دقة فائقة...

#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات