عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 4626 - 2014 / 11 / 7 - 01:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان المتأمل مليا في سحنة الرئيس الأمريكي، و المتفرس في اسمه الثلاثي " مبارك - حسين - أبو عمامة " والمدقق في أصوله و نشأته وخلفيته الاسلامية ليخرج باستنتاج مفاده أن وصول هذا الأصيمع الأفيدج ذو السويقيتين لسدة الرئاسة لم يأتي بمحض الصدفة ...
أوباما هذا ان ألبسناه عمامة و عباءة ووضعناه خلسة بين قبائل الطوارق بجنوب الجزائر أو النيجر أو ليبيا أو بين قبائل أزواد بدولة مالي لحسبته طارقيا أو من أحفاد الحكيمة "تينهينانت "، وان ذهبنا به وحملناه الى الصومال وقلنا له قف هنيهة بين خرائب موقاديشيو الكئيبة وألبسناه بزة كاكية وأطلق بعضا من شعيرات لحيته وهو يتأبط بندقية لظننت لأول وهلة أنه مقاتل بين صفوف الشباب الاسلامي المتحمس للإقامة الخلافة الاسلامية من خراسان شرقا حتى الأندلس غربا ،أوباما هذا لو ارتدى العقال و البشوت و مشى في أسواق الخليج الشعبية أو حضر حفلا تتخلله رقصة العرضة أو الرزفة أو اليولة التراثية لقلنا عنه أنه من أبناء هذه الترعة الأقحاح المنتمين لقبائل بني جحش و بني كلاب وبني ثور العريقة الضاربة قيعانها في التاريخ ، ولو ألبسناه جلبابا مغربيا وجلس القرفصاء يحتسي شايا أمازيغيا في أسواق مدينة مراكش لخلته من أمازيغ الجنوب المغربي..كذلك الشأن ان رأيناه ببلاد النوبة فانك ستظن أنه نوبي خالص من وادي حلفا بمصر أو من مروى بالسودان ....ذلك هو أوباما وما أدراك ما أوباما الأصيمع الأفيدج ذو السويقيتين صاحب العمامة ورافع العلامة ، فهو بسحنته و اسمه و أصوله يعطي الانطباع بأنه ينتمي لمحيطنا نحن شعوب الشرق الأوسط و شمال افريقيا حتى يقتنع المزاج العام لدينا ببعض من الارتياح لنوايا العم سام السام اتجاه منطقتنا....جيء بهذا الذي منا و الينا أو القريب منا حتى يتم تسهيل الدخول في الفوضى الخلاقة لبلورة شرق أوسط جديد يتماشى ومزاج العم سام السام بما يخدم الأمن القومي الأمريكي ...
ومن بين الأمور الهامة في هذا المشروع المسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد هي السيرة الذاتية للحكام الجدد اللذين تنوي الادارة الأمريكية تعيينهم كمدراء شركات وليسوا كأصحاب جلالة أو سمو أو فخامة فذاك عهد سيطوى من غير رجعة في ظل شرق أوسط جديد يسيره مدراء شركات وفق تعيينات وموافقات مشروطة من طرف اللوبيات والشركات الأمريكية العملاقة ، ان الصورة النمطية لحكام منطقتنا قد ارتبطت بمخيالنا بصفات تكتسي طابع القداسة من قبيل "الحاكم بأمر الله ..خادم الأعتاب الشريفة... حامي الملة والدين .. أو حامل لواء العروبة ...صقر العرب ...حافظ الأمة ...أمين القومية العربية ) هذه الأنماط لن تعد تصلح وفق مقاربة الأمن القومي الأمريكي في عصر الشرق الأوسط الجديد التي ستسطع أنواره عما قري ،فواشنطن لم تعد بحاجة لهذه الطينة من الحكام بل بحاجة الى حكام خبراء في التدبير المالي و الاقتصاد من ذوي الخبرة في تسيير الشركات الكبرى وحتى طاقم الحاكم يجب أن يتوفر على نفس المؤهلات و ليس على شاكلة أمراء بني سعود عمي صم بكم لا يفقهون، كما على الحاكم الجديد أن يتقن الانجليزية تحدثا و كتابة بجانب المامه بلغة أخرى على الأقل ( كالصينية والاسبانية والهندية والألمانية والروسية ....) بالشرق الأوسط الجديد العم سام السام ليس بحاجة لمن يمسح الصنم الأسود من الغبار وتوفير جمرات الرجم للحجيج الآتي من كل فج عميق ، بل الى حاكم خبير بقطاع المال و الأعمال والمعاملات البنكية فضلا عن دراية كبيرة بالعلاقات الدولية والعلوم السياسية،هذا هو الشرق الأوسط الجديد الذي يطمح اليه العم سام السام ، لكن لابد من توطئة ولابد من تمهيد وهذا التمهيد هو ربيع شعوب مزيف وما هو بالحقيقة سوى ريح صرصر عاتية، لابد من الرجة والزلزلة والقارعة ....وهذا ما يحدث اليوم بالضبط بسوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن ...
تم تمكين الاسلاميين من الوصول لسدة الحكم باعتبارهم آداة تخريب ناجعة حاملة لفكر غيـــبي قدري تقاعسي اتكالي محب للموت كقنطرة العبور لجنان الله الفيحاء ومناكحه، تصوراتهم بعيدة كل البعد عن أي مشروع تنموي حقيقي وعن أي مقاربة اقتصادية من شأنها النهوض بشعوبهم ووضعها في مصاف الشعوب المتقدمة، فحكم هذه الأنماط يكون مقرونا دائما بالخراب والكوارث العظمى ..بمصر ثارت الجماهير على الاسلاميين و نزلت الى الشارع مطالبة برحيل مرسي ومن معه ففي عهد حكم الاخوان ازدادت معدلات الفقر والبطالة وغلت المعيشة و كثر الفساد و عرفت خدمات الصحة والسكن و التعليم ترديا ملحوظا ....فنزلت الملايين الى الشارع مطالبة أولائك الذين جاء بهم بساط الربيع الأمريكي لتنزيل الخراب بالرحيل ....لامتصاص غضب المصريين زين الأمريكيون صورة السيسي كرجل جذاب بالكاب والنظارة السوداء وكعسكري منقذ و هو في الحقيقة ذو خلفية سلفية اخوانية جيء به ريثما تمر العاصفة لاعادة مقاليد الحكم لتنظيم الاخوان الدولي ....وللمزيد من الايضاح في هذا الشق نحيل القارئ على مقالات للدكتور سيتي شنودة وهو طبيب و ناشط حقوقي و باحث في الاسلام السياسي و هي عبارة عن أبحاث في ستة أجزاء بعنوان ( هل تحالف الفريق السيسي مع جماعة الاخوان المسلمين !!؟؟ )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=391171
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=393083
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=425165
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=426684
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430248
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=439333
ونظرا لأن الطبيب سيتي شنوده قام بفضح السيسي و تآمره مع الاخوان وكذا مسؤوليته المباشرة على المجازر و الاغتيالات التي حدثت وهو على رأس المخابرات الحربية والاستطلاع فقد كان اسم الدكتور سيتي شنوده على قائمة المطلوبين لتصفيتهم .....الى جانب الروائي و الباحث حامد عبدالصمد لولا انتباه جهاز أمن الدولة النظامي في آخر المطاف إلى تيقظ المخابرات الألمانية التي كانت على أتم الجهوزية للدخول على الخط لافشال العملية و القبض على منفذيها من الآتراك المقيمين بدولة مجاورة قد تكون بلجيكا أو هولندا و استنطاقهم (.....)
===========
=مخطئ من يظن بأن الربيع العربي كانت بدايته بقرية سيدي بوزيد التونسية عندما أضرم بائع الخضار الشاب محمد البوعزيزي النار في جسده بل ابتدأت نسائمه و ارهاصاته الأولى عند لقاء صدام حسين بالسفيرة الأمريكية " آبريل غلاسبي " سنة 1990 التي أوحت له بأن يضم الكويت مقاطعة خالصة كاظمة لمقاطعاته التسعة عشر، (...والكويت أو كاظمة كانت بالأمس القريب تدفع ضرائبها للقائمقام العثماني بواسطة تمور محافظة البصرة فهي من هذا القبيل جيبا عراقيا خالصا لا تشوبه شائبة...)، فوقع صدام في الشرك وتنكر له حكام الخليج ومصر و سوريا الذين اصطفوا كلهم إلى جانب العم السام في ضرب العراق و حصار شعبه و تجويعه و تجهيله و القاء القبض على صدام العرب سنة 2003 العرب و شنقه ليلة عيد الأضحى من سنة 2007 بمباركة و تزكية وإرادة صانعي القرار بطهران، فلولا إيران لما أعدم صدام حسين، ولولاها لما تمكن الأمريكان اجتياح العراق أصلا.... فبداية الربيع السراب و مشروع الخراب ابتدأ عند لقاء صدام حسين بالسفيرة الأمريكية غلاسبي التي نصبت لفارس العرب و حامي البوابة الشرقية و قاهر المجوس مصيدة محكمة و شراكا من الطراز الرفيع ..
هنا يظهر غباء المتلوطة حكام الخليج فبدل من أن يقدموا الدعم اللازم لصدام حسين كحليف ردع طموحات ايران الخطيرة ووقف سدا منيعا في وجه اعصار التشيع أعطوه بالظهر و أبدوا شحا و تنكرا و هو الخارج لتوه من حرب ضروس أنهكته اقتصاديا،فاضطر لدخول الكويت يوم 02/08/1990.... كان على مشيخات الخليج تأهيل اقتصاد العراق باستثمارات مربحة لكلا الطرفين كان عليها استقبال العائدين من جبهة الحرب وكانوا بمئات الآلاف لادماجهم في السوق العاملة ببلدان الخليج فبدل أن يسلكوا هذا الطريق سلكوا عكسه فكان دعمهم للحرب على العراق بتريليونات الدولارات و هذا قمة الغباء .....والدور سيأتي عليهم و سترفض كل الجهات استقبالهم بل ستسحلهم شعوبهم و ستحرق جيفهم لترميها و ليمة لعقبان و ضواري الربع الخالي .....
رجل اقتصاد وعلى دراية بالعلاقات الدولية و خبرة في تسيير المقاولات الكبرى تلك هي شروط العم سام السام لمن سيتولى تدبير مقاطعاته بمنطقة الشرق الأوسط و شمال افريقية
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟