أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.















المزيد.....

براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.


جعفر المهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 22:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.
جعفر المهاجر.
لايمكن التقليل من شأن هول الكارثة التي حلت بالعراق يوم حدثت نكسة العاشر من حزيران إثر إحتلال داعش لأجزاء واسعة من أرض العراق الغالية وتدنيسها، وآرتكاب المجازر والفضائع التي تقشعر منها الأبدان في هذه الأرض الطيبة. وقد كان للحدث الجلل وقع كوقع الصاعقة على مسامع الشعب العراقي. وأدمى قلب كل عراقي شريف يحب وطنه ولا يرضى عنه بديلا، ويتمنى أن يكون سالما معافى تعيش فيه جميع القوميات والمذاهب بسلام ووئام ،وتتأجج في قلبه وروحه الغيرة والحمية عليه حين يتعرض لخطر. فكيف يكون حاله وهو يرى هذه القطعان الدموية تغزو أرضه، وتسفك الدماء ،وترتكب فيها كل فعل محرم، وتأمر الجميع بأن يكونوا عبيدا أذلاء تحت سطوتها الدموية ؟ ولابد أن تعرض الحقائق للشعب ويحال كل من تسبب في تداعيات هذه الكارثة الوطنية الكبرى، وكل من تجاوز على حقوق المشردين من هذه الهجمة البربرية مهما كان موقعه من الدولة لمحكمة نزيهة بعيدة عن كل تأثير سياسي ليمثل أمامها صاغرا وينال جزاءه العادل.
ولا أريد أن أفتح كل تلك الصفحات السوداء من التآمر الخارجي المحموم الذي خططت له قوى معادية للعراق منذ أكثر من عشرة أعوام. والتواطؤ والخيانة من جهات داخلية فقدت إمتيازاتها الخيالية تحت تسلط الفرد المستبد والتي تناغمت مع تلك المخططات المعادية وآصطفت معها غير هيابة ولا وجلة من فعلها الذي ألحق أفدح الأضرار بالوطن. ونتيجة لضعف الحكومة العراقية، وعدم إستعدادها لمواجهة المخاطرنتيجة للفساد المستشري في كل مفاصل الدولة ومنها المؤسسة العسكرية التي تمثل سور الوطن وقلبه النابض. وصراعات السياسيين الطويلة المريرة التي تميزت بضيق الأفق ، وإهدار الوقت والمال على مذبح شهواتهم الشخصية، وتفضيلهم الإنتماء العشائري والحزبي والمناطقي على الإنتماء للوطن الذي هو خيمة الجميع .فآعتبروه بسلوكهم كغنيمة يجب أن يتقاسموها فيما بينهم.وتركوا الشعب يعاني الأمرين من مهاتراتهم التي تصاعدت بمرور الأيام حتى صار حال الشعب كالذي قال:
يداوينا الطبيب إذا مرضنا- فكيف بنا إذا مرض الطبيب؟
كل هذه العوامل وغيرها أكلت الكثير من جرف العراق، وأضعفته إلى حد كبير أمام التحديات الكبرى التي واجهها. وحين يجد العدو المتربص بالوطن الذي يتلقى الدعم الكبير من المال والإعلام والسلاح من يتحمل مسؤولية قيادة الوطن في هذا الخضم من الفوضى والصراع يغتنم فرصته الذهبية للإنقضاض وهذا ما حدث . فحلت الكارثة ووقع الفاس بالراس كما يعبر المثل الشعبي . ولولا مسارعة المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف وإصدارها أمر الجهاد الكفائي لجميع العراقيين على إختلاف قومياتهم ومذاهبهم لصد هذا الغزو البربري الذي هدد الجميع لكانت الكارثة أمر وأقسى. ولا يمكن أن يلام الجندي العراقي على هذا لأنه معروف بشجاعته ، وآقتحامه للصعاب إذا ماأعد إعدادا جيدا،وتلقى الدعم المالي والمعنوي من دولته وهو يضحي بروحه فداء للوطن. والجود بالنفس أقصى غاية الجود.وإذا ورأى قادته قدوة له في النزاهة والكفاءة والإخلاص والمهنية والإستعداد المستمر للذود عن الوطن فتظهر شجاعته في ساحات القتال بأعلى صورها . أما إذا كانت الرؤوس فاسدة فالجندي يصبح مقيد اليدين والإرادة.
ولا يمكن لبلد حضاري كالعراق فيه من الموارد المالية الهائلة،والقوى البشرية الخلاقة التي بإمكانها صنع المعجزات وصد هذا العدوان البربري المغولي إذا ماتوحدت تحت قيادة وطنية نزيهة نابعة من صميم الشعب،همها الأول والأخير الحرص على كيان الوطن،وتخليصه من أمراضه، والدفاع عنه بإخلاص أمام الخطوب ، والتصدي لهذه القطعان الضالة تعيث فسادا في أرض الحضارات والمقدسات. وعدم تركها تهتك الحرمات ، وتزرع الرعب بين المدنيين دون ثمن باهض تدفعه على سواعد العراقيين الأباة الذين عركتهم المحن ، وجربهم تأريخ العراق الحافل بالثورات التي قاموا بها ضد كل دخيل عن قيمهم وأخلاقهم وسيرتهم ، ويبغي فرض أجندته الظلامية عليهم بقوة النار والحديد. ولابد أن يهبوا عن بكرة أبيهم ليأخذوا بثأر النساء اللواتي سبين ، والأطفال الأيتام والشيوخ المشردين والذين مات الكثير منهم في الصحاري والطرق الوعرة والمخيمات التي لجأوا إليها وهم في أشد حالات الرعب من قبل هؤلاء الأنذال الشقاة. ولابد أن تحل ساعة الحساب العسير وتتحول أرض العراق المقدسة إلى جحيم تبيد قطعان هذا الغزو الداعشي المجرم التي لايردعها دين ولا تمتلك أدنى خلق إنساني. وهاهي بوادر هذا الإنتصار قد بدأت تلوح في الأفق بعد أن وضعت السلطة الجديدة يدها على مكامن الضعف التي رافقت المرحلة السابقة وبادرت بإصلاح بعض جوانبها. وكلما كانت السلطة قوية منسجمة نزيهة لامكان للمفسدين والوصوليين بين أفرادها كلما كانت عوامل المنعة والنهوض تدب في شرايين الوطن، ويحسب له الأعداء ألف حساب قبل إيذائه.
لقد خطب زعيم القتلة السفاحين المدعو أبو بكر البغدادي ثلاثة خطب منذ أن غزت عصاباته الضالة تراب العراق ففي الخطبة الأولى يوم الجمعة 4/7/2014 في المسجد الكبير بمدينة الموصل أطلق لخياله المريض العنان جاعلا من نفسه (أميرا للمؤمنين) سارقا جملة الخليفة الأول أبو بكر الذي قال (اطيعوني ما اطعت الله فيكم) ، واصفاً مبايعته بـ (الأمر العظيم )، و(الأمانة الثقيلة). وتوجه الى المسلمين قائلاً (اذا أردتم موعود الله فجاهدوا في سبيل الله وحرضوا المؤمنين واصبروا على تلك المشقة، ولو علمتم ما في الجهاد من الأجر والكرامة والرفعة والعزة في الدنيا والآخرة لما قعد أو تخلف منكم أحد على الجهاد ) فهو يعتبر سبي النساء وبيعهن في سوق النخاسة وقتل الأطفال والشيوخ الآمنين في وطنهم (جهادا في سبيل الله.) وهو في حقيقته عدوان بربري تترفع عنه حتى الوحوش الضارية .
وفي خطبته الثانية اقر بالهزيمة في ناحية جرف الصخر بمحافظة بابل العراقية وقال : (ادعو عناصر التنظيم بعدم الانسحاب من ناحية جرف الصخر وترك المعركة.) لكن أتباعه الذين بايعوه تركوا المعركة وانهزموا لأنهم جبناء أمام عزم الرجال الشجعان.
وظهر في خطبة الانكسار تلك استعطاف البغدادي لأهالي جرف الصخر وإقراره بالهزيمة التي حققتها القوات العراقية ضد شراذمه ودعا سنة العراق إلى الحشد بهدف دخول بغداد، ومواجهة كتائب الشيعة التي اعتبرها خنجرا في ظهر داعش. وحين يشعر المجرم الدموي بالإفلاس والهزيمة على أيدي دعاة الحق يلجأ إلى إثارة النعرات الطائفية وهي سلاح المهزومبن.وأنهى خطابه بقوله:(الدم الدم الهدم الهدم) لأنه لايعرف غير هذا الطريق .
وفي خطبته الثالثة والأخيرة يحث فيها أتباعه على الثبات في مواقعهم بعد الضربات القاصمة التي تلقوها من سواعد العراقيين ووصف الحالة التي حلت بأتباعه الغزاة بأنها محنة وستنقلب إلى ( منحة ) ولم يقل ممن يتلقى هؤلاء الشذاذ منحتهم ؟ وطالب البغدادي من قطعانه الضالة بالتوقف عن قتال عما سماها بالفصائل الإسلامية الأخرى بعد أن بدأت مواقعهم تنهار الواحدة تلو الأخرى أمام عزيمة المقاتلين العراقيين الأشاوس. وقال كلاما فيه من التهديد والوعيد لايصدقه حتى أشد أتباعه إخلاصا له. ولا أدري عن أية أمة إسلامية يتكلم هذا الدعي المجرم المهووس بسفك دماء الأبرياء.؟ وهو يحث رعاعه بما سماها تفجير (براكين الجهاد في كل مكان حتى روما!!!)
إن هذه الشراذم المتوحشة التي لقبت نفسها ب ( العمالقة )بعد عرض مشهد للدم قل نظيره في تأريخ الإجرام باتوا يتجرعون الموت الزؤام على أيدي صناديد العراق.فالعمالقة الحقيقيون هم الذين قدموا خدماتهم للبشرية على مر التأريخ مثل توماس أديسون وألكسندر فلمج وإبن سينا والفارابي والقائمة طويلة . أما الذين يشحذون سكاكينهم ليذبحوا ضحاياهم الأسرى في إستعراض للدم فهم أوباش أراذل، وأعداء للبشرية جمعاء وصلوا إلى أحط درجات الوضاعة والإجرام ، ويجب مكافحتهم كما تُكافح الأوبئة.
ولي وقفة صغيرة مع الإعلام الداعشي المهزوم فليحلل وفق مايشتهي ويرغب. وليقل (إن داعش لاتقهر ) وإنها (تتوسع) لكن الواقع على أرض المعركة هوعكس مايتفوه به منجموا هذا الإعلام المضلل والمهزوم . فالدواعش يعيشون أسوأ أيامهم، وجيفهم تملأ ساحات القتال بعد أن إستعاد العراقيون الشجعان زمام المبادرة ليحرروا الأرض شبرا شبرا من دنسهم لتعود إلى أبنائها الأصلاء النجباء تحضنهم ويحضنوها. فالأرض لاترحب إلا بأبنائها الحقيقيين. وهاهي براكين الغضب العراقية المقدسة تزلزل الأرض من تحت أقدامهم الهمجية.
جعفر المهاجر / السويد
17/11/2014م



#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائفية العمق وأهدافها الخبيثة
- الشيخ محمد باقر النمر نبض الرجال الصادقين.
- لتشحذ الأقلام الخيٍرةِ ضد زمر الظلام.
- الديمقراطية الإسلامية ، وطريق ذات الشوكة.!!!
- السلطان العثماني أوردغان ، ونهج العدوان.
- جمراتُ الروح السبعينية.
- هل ستنتهي دوامة (شراكة الشركاء ).؟
- الإنقلابات والحروب لن تغادر عقولهم المريضة
- الحرب الداعشية ، والإزدواجية الأمريكية الغربية.
- تلعفر ذبيحةُ العصر
- العراق يحترق ، والشروطُ التعجيزية تنطلق.
- ربيعُ الدم الداعشي ، وأذرعُهُ الإعلامية .
- ولا غوث سوى حضن العراق
- الجاهلية تطرق أبواب الأمة الإسلامية
- عيد المسلمين ، وترف الحاكمين ، وجرائم الصهاينة والداعشيين.
- الطائفية عار يلاحق أربابها.
- لَنْ يُطفِئوا نورَكَ ياسيدَ الفُراتين
- أين حكام المسلمين ووعاظهم من قيم رمضان.؟
- هل من صحوة ضمير أيها الساده.؟
- عند الإمتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان.


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المهاجر - براكين الغضب العراقي المقدس قادمة ياداعش.