كوباني النضال والمقاومة تكافح العنف ضد المرأة

شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لوضع حد للسياسات القمعية التي مورست ومازالت تمارس بحق المرأة ومن اجل وضع قوانين تعيد للمرأة كرامتها وحقوقها في المجتمع ,وضع مجلس شعب غرب كردستان( روز افا ) التابع لحزب الإتحاد الديمقراطي الكردي جملة من التشريعات والقوانين اللازمة التي تعظم الثقافة الديمقراطية و تجسد مشاركة المرأة الحقيقية في المجتمع وترفع الحيف والظلم عنها انطلاقا من قناعة المجلس بان : لا يمكن أن يتحرر المجتمع إلا بتحرر المرأة وان المرأة هي القوة الأساسية في المجتمع .....!
وعليه قرر مجلس الشعب على ان تأخذ المرأة مكانتها الحقيقية في كافة مجالات الحياة وفي مراكز القرار, وشدد المجلس على ان تكون المرأة متساوية في الارث مع الرجل ,وان تكون لها الحق في اختيار الشريك المناسب , كما صادق المجلس على ان يلغى( المهر ) باعتباره قيمة مادية لاستملاك المرأة، بالاضافة الى أحقية الأم في حضانة أطفالها حتى بلوغهم سن الخامسة عشرة من عمرهم، كما منع من تزويج البنت القاصرة قبل سن الثامنة عشر، ومنع تعدد الزوجات , واكد المجلس على المساواة بين الرجل والمرأة في حق العمل والأجر والمساواة بين شهادة الرجل وشهادة المرأة من حيث القيمة القانونية وتجريم القتل بذريعة الشرف ...!!
نعم ان المرأة الكردية بشكل عام لم تتوقف يوماً عن بذل جهودها رغم إنها واجهت صعوبات جمة بسبب ظلم القانون والدين والعادات والتقاليد الموروثة والاعراف العشائرية المتخلفة و التي كبلت وتكبل ارادة المرأة وتعطل طاقاتها بجملة من القيود البالية التي لا تعترف بدور المرأة خارج إطار الإنجاب وتربية الأطفال ومسؤولية البيت . بالاضافة الى (التفسيرات الدينية المتشددة للقرآن والتي تبرز كتحديات حقيقية أمام تمكين المرأة من التقدم وكسر القيود ) ...
لقد استطاعت المرأة في غرب كردستان وخلال فترة وجيزة أن تنظم نفسها ضمن المؤسسات الاجتماعية التي تشكلت في غرب كردستان وفق مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية, وفرضت نفسها بقوة على جميع الاصعدة بمشاركتها الفعالة في كافة مجالات الحياة (السياسية، الاجتماعية والثقافية والعسكرية ) , فعلى سبيل المثال لاالحصر تشكل النساء الكرديات نحواكثر من ثلث عدد المقاتلين في وحدات حماية الشعب التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي (داعش) دفاعأ عن ارضهم وشعبهم , بالاضافة الى أن نائب الآمرية العامة لقوات وحدات حماية الشعب الكوردية المدافعة عن كوباني هي امرأة بطلة واسمها ( نالين عفريني)(1 )
ومن الجدير بالذكر ان هناك اكثر من (6000) إمرأة مقاتلة في ساحات القتال ضد عناصر التنظيم الإرهابي (داعش) منذ الأيام الأولى لمحاصرة مقاطعة كوباني ، بالإضافة إلى وجود (200 )آمر عسكري كبير ومدربين عسكريين لتدريب وتأهيل المستجدين الملتحقين بقوات وحدات حماية الشعب الكوردية يعملون تحت إشراف البطلة (نالين عفريني) .
اخيرأ .....
إننا نعيش مرحلة حساسة جدا ...علينا جميعا ...نساءاً ورجالأ ان نتكاتف وأن نكون يقظين تجاه ما نواجهه من تحديات خطيرة خارجية وداخلية , وان نكون جاهزين لممارسة دورنا الحقيقي في النضال من اجل ترسيخ كل القيم الانسانية النبيلة في مجتمعنا الكردستاني ومحاربة العادات والتقاليد المتخلفة التي تكبلنا وتقيد عقلنا وإبداعنا ...
كما انتهز هذه الفرصة لأناشد كافة المنظمات الانسانية والتنظيمات النسائية والشخصيات المدافعة عن حقوق المرأة في( اقليم كردستان ) عن رفع وتيرة النضال ضد النظام الذكوري المتسلط وذهنيته, كما اوجه ندائي لكافة النساء في كافة ربوع كوردستان المُجزأة الأوصال ان ترص صفوفها وتنظم كل قواها في النضال من اجل ان تأخذ المرأة مكانتها في كافة مجالات الحياة ومراكز القرار اسوة بالمرأة الكردية في غرب كردستان ( روز افا ) ....!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ ميسا عبدو المعروفة بـ ( نالين عفريني ) ، من مواليد مدينة عفرين 1974 والتي اشتق منها اسمها الحركي ، وهي مقاتلة وقائدة كردية ثورية بطلة تقود الكتائب النسائية ( (YPJ ), ونائب الآمرية العامة لقوات وحدات حماية الشعب الكوردية (YPG) في كوباني ....،وصاحبة المقولة الشهيرة : (نناضل جنباً إلى جنب مع الرجل لنيل الحرية وقطع يد كل من يطمع بالشرف والعرض والأرض والوطن ..., و النصر أت والمقامة مستمرة حتى الرمق الاخير .....) .

#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل