أصبحنا أمام اختيارين أحلاهما مرّ : أحتلال تركي ,أو غزوات داعش...؟!

شه مال عادل سليم

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ أكثر من سنة ومقاطعة المقاومة والكرامة (كوباني ـ كوبانيكراد)البطلة تتعرض باستمرار لهجمات ارهابية شرسة من قبل مرتزقة داعش وبمساندة ومؤازرة دول اقليمية وباملاءت امريكية بغرض السيطرة عليها ,وخاصة بعد الاعلان عن ادارتها الذاتية في12 تشرين الثاني 2013 ، كنظام سياسي واجتماعي من قبل قيادة قوات حماية الشعب (YPG),القوة التي التفت حولها القوى الديمقراطية الوطنية المدافعة عن الحرية ضد القهر والظلامية والاستعباد والارهاب من كل المكونات ,الكردية و العربية و السريانية و الاشورية والكدانية والارمن و بمساندة الشعب الكردي والتي أثبتت نجاحها في حماية المنطقة بكافة مكوناتها ,والسهرعلى حماية أمن المنطقة في شمال سوريا، أو(غرب كردستان ـ روج افا ـ Roj Ava ) ....
ومن الواضح أن هناك مخططاً تركيأ كبير وهجومأ خطيرا ً لضرب إرادة الشعب الكردي في مقاطعة( كوبانيكراد ) قلب ومفتاح ( روج افا ) والتي تعتبرايضأ صلة وصل بين مجمل مدن مقاطعة (الجزيرة وعفرين )و تقع على بعد 30 كيلومتراً شرقي نهر الفرات وتشمل اكثر من( 384 ) قرية صغيرة وعدد من النواحي الإدارية .
نعم , تركيا هي صاحبة المصلحة العليا في دعم وتعزيز داعش في العراق وسوريا وذالك لكسر إرادة الشعب الكردي وكافة الشعوب الاخرى والقوى الديمقراطية في المنطقة من جهة , ومن جهة اخرى ,لسيطرة هذه القوى الارهابية التكفيرية على حوض الفرات وسدوده ومحطات توليد الطاقة ومنشأت توزيع المياه والثروة المائية وقطاع الزراعة الذي يشمل المحاصيل ( القمح والشعير والقطن والجوز واللوز والفستق والزيتون والكمون وبعض المحصولات الأخرى بالاضافة الى الثروة الحيوانية والمنشئات الصناعية والمعامل والمصانع ,على سبيل المثال صناعة الالات وصناعة الألبان والصناعات الغذائية وغيرها. وثم السيطرة على منابع النفط السوري بالاضافة الى اخضاع واجبار السكان ( العشائر ) في تلك المناطق الحدودية للمغادرة او الانضمام تحت راية تنظيم (الدولة الاسلامية في الشرق الاوسط) بعد ان يفرض عليهم التوبة ومبايعة (الخليفة),وثم استخدامهم كرأس حربة في الحرب او جواسيس او طابور خامس او لنشر البلبلة والفتنة والاقتتال الداخلي بين ابناء المنطقة كما فعلوا في العراق وبعض مناطق سوريا ,....بالاضافة الى السيطرة على اكثر من (400 )كيلومتر من الحدود السورية التركية ....وعندها يتحول تنظيم الدولة الاسلامية وبشكل تلقائي الى دولة امر واقع, ( دولة الخلافة الراشدة ) في المنطقة شئنا أم ابينا ,أتفقنا ام اختلفنا .... !!

المنطقة العازلة ـ تحت إدارة تركيا ورحمة أمريكا ...؟!
أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء المصادف30 أيلول 2014 ,أن تركيا (تعهدت) بالمشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وذلك اثر لقائه نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو.
وقال كيري : إن تركيا عضو في هذا التحالف في شكل كامل وستكون في (صفوفه الأمامية) ...!!
في غضون ذلك، نقلت محطة تلفزيون تركية عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان القول إن تركيا يمكنها تقديم دعم عسكري أو في مجال الامداد والتموين للحملة الجوية التي تقودها أمريكا ضد (متشددي) الدولة الإسلامية في سوريا . ..
كما اعلن اردوغان قبل ايام ان بلاده لا يمكنها البقاء خارج التحالف الدولي الذي يحارب تنظيم (الدولة الاسلامية ) في سورية والعراق ,الامر الذي ينهي حالة الحذر والتردد التي تمسك بها تركيا طوال الاشهر الماضية رغم كلّ الضغوطات المحلية والاقليمية الدولية عليها ......!!
وبعد ان اعلن أحمد داود اوغلو الأسبوع الماضي عن إرسال مذكرتي تفويض بشأن قيام الجيش التركي بعمليات عسكرية في العراق وسوريا إذا استدعت الضرورة إلى رئاسة البرلمان لمناقشتها, اعطى البرلمان التركي يوم أمس المصادف 2/10/2014 الضوء الاخضر للجيش التركي للقيام بعمليات عسكرية في الاراضي (السورية والعراقية )ويجيز له كذلك نشر قوات اجنبية على الاراضي التركية يمكن ان تشارك في تلك العمليات ......؟! وأقر القانون باغلبية ( 298 ) نائبا، وعارضه( 98) نائبا.
وقال اردوغان يوم امس في خطاب القاه امام البرلمان التركي في انقرة : ( اننا منفتحون على اي تعاون لكن على الجميع ان يعلم ان تركيا ليست البلد الذي يرضى( بالحلول الموقتة ) .....؟! يجب شن حرب ضارية على كل (التنظيمات الارهابية الانفصالية ) في المنطقة ويجب اخذ نصائح تركيا وتحذيراتها في الاعتبار) ......؟! ,وكان يقصد اردوغان بهذا المصطلح (حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ) ذراع حزبَ العمال الكردستاني (PKK) في سوريا.
وهنا اضع خط احمر تحت هاتين العبارتين اللتين قالهما اردوغان امام الجميع : (ان تركيا ليست البلد الذي يرضى( بالحلول الموقتة ) .....؟!, و يجب شن حرب ضارية على كل (التنظيمات الارهابية الانفصالية ) في المنطقة ...!!
وهنا اسأل كل من يهمه الامر : ما هو (الثمن ) الذي سيحصل او بالاحرى حصل عليه اردوغان مقابل انضمام تركيا الى التحالف الدولي الذي شكله اوباما لضرب تنظيم (الدولة الاسلامية) تمهيدا لتصفيته نهائيا ......, وخاصة بعد ان اكد اردوغان في خطابه على (ان جميع طلباته حظيت بالموافقة من قبل الادارة الامريكية وعليه يجب شن حرب ضارية على كل (التنظيمات الارهابية الانفصالية ) في المنطقة ويجب اخذ نصائح تركيا وتحذيراتها في الاعتبار) ....؟!
ونسأل ايضأ : ماذا طلب اردوغان من الولايات المتحدة مقابل انضام تركيا الى التحالف الدولي ؟ ماذا سيكون مصير الثروة النفطية في ظلِّ الحديث عن التدخل العسكري التركي البري للاستيلاءعلى الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم (الدولة الاسلامية) في الرقة ودير الزور والحزام ومناطق شمال سوريا ـ غرب كردستان ـ المعروفة بـ ( روج افا ـ Roj Ava ) ؟
وماذا سيكون مصير الادارة الذاتية الديمقراطية الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديموقراطي(PYD ) في ريف حلب في ظلِّ الاحتلال والهيمنة والقبضة العسكرية والسياسية التركية وبسط سيطرتها الكاملة على المنطقة بحجة انضمامها الى التحالف الدولي وخاصة بعد ان اعلن الرئيس الاميركي حربا طويلة الامد على الارهاب ؟
هل حقأ تنتهي فصول مسرحية (عزوات داعش و وفتوحاتها )في سوريا والعراق بعد انضمام تركيا الى التحالف الدولي ؟ هل تركيا تحل محل داعش في المنطقة وتحديدا في سوريا والعراق وبطريقتها الخاصة ( الاحتواء والاحتلال والهيمنة العسكرية والسياسية ) ؟ ما هو مصير الأكراد في مستقبل سوريا وخاصة بعد ان تحولت تركيا وبقدرة قادر وبجرة قلم (من الفرعون الى عون ) ؟!
اخيرا نقول : ما أصعب أن نكون بين اختيارين أحلاهما مَر بل امر من الحنظل : المنطقة العازلة ـ تحت إدارة تركيا ورحمة أمريكا ....؟!, أو غزوات داعش وفتوحاتها وجرائمها والتي تتخذ من دول الجوار منطلقاً لشن إرهابها على المنطقة و لا تتوقف, و تستخدم في غزواتها عربات هامفي ودبابات ابرامز و الكثير من الأسلحة والتجهيزات الحربية الامريكية والتركية المتطورة الاخرى ...؟!

هولير /3 اكتوبر

#شه_مال_عادل_سليم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل