أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ارفعوا أيديكم عن الثقافة والإبداع أيها الظلاميون ..!














المزيد.....

ارفعوا أيديكم عن الثقافة والإبداع أيها الظلاميون ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أقدمت عناصر ظلامية سلفية حاقدة في مدينة باقة الغربية على مهاجمة أحد معلمي اللغة العربية في المدرسة الثانوية ، وطالبت بفصله وإقصائه من المدرسة اثر قراره بتدريس طلابه رواية "أورفوار عكا " للكاتب علاء حليحل في إطار القراءات التي يختارها المعلم بغية إثراء المعرفة وتوسيع العقول وتذويت عادة القراءة والمطالعة في نفوس الطلاب ، وذلك بحجة احتوائها على مواقف "تخدش الحياء " – على حد تعبيرهم وزعمهم .
وتعمل هذه العناصر ضد المعلم وتهديده في مواقع التواصل الاجتماعي ومنابر إعلامية أخرى ، وذلك بهدف النيل من هذا المعلم ،الذي يتمتع بثقافة ومعرفة ووعياً واطلاعاً على الفقه الإسلامي وفهماً لأصول الدين والأخلاق أكثر منهم . ووصلت هذه الهجمة التحريضية المسعورة أوجها في بيان مجموعة تسمي نفسها "أنصار الحق" طالب بإقصاء المعلم لأنه "يساوم على ديننا وتربية أبنائنا " ولذلك ليس له مكاناً بيننا " – كما جاء في البيان .
ورداً على هذه الحملة الشعواء ضده كتب في صفحته على الفيسبوك :" سيبقى الأدب ملجأ أحرار النفس ، ومتنفس المغردين خارج سرب الترهيب والتجهيل والتكفير ، وسيبقى لنور الأمة سدنته وحفظته رغم الظلام " . ويتابع قائلاً : " اندثر حرقة الكتب والمعرفة ، وبقي ذكر ابن حزم وابن رشد خالداً . حظروا ألف ليلة وليلة ألف عام ثم تغلبت عليهم وصارت مصدر الإشعاع الأدبي الأول في العالم ومولد الفخر ! نخاطب الجاهليين الغوغائيين بالسلام وحسبنا !".
هذه ليست المرة الأولى التي تثور فيها ثائرة الظلاميين والسلفيين التكفيريين في بلادنا ضد الأدب والإبداع الثقافي ، فقد سبق وان تعرض المربي فرسان عبد القادر من قرية مصمص للفصل من عمله في احد مدارس أم الفحم بسبب تدريسه قصيدة الشاعر نزار قباني "خبز ، حشيش وقمر " ووصلت قضيته إلى أروقة المحاكم ، كما تعرض الأستاذ فريد نصار من عرابة البطوف لهجمة ظلامية قبل سنوات ، نتيجة مواقفه الفكرية والأيديولوجية واتهم بالإساءة للإسلام . كذلك فقد منع عرض كونسيرت "نعنع يا نعنع" للفنانة أمل مرقس في كفر قرع ،ومنع أيضاً عرض "وطن على وتر" في عكا ، كما أحرقت لوحات الفنانة التشكيلية ماريا قعدان .
وفي الماضي الغابر حظر كتاب "ألف ليلة وليلة" ، وتعرضت كتب الفيلسوف القرطبي ابن رشد للحرق ، وحرق كتاب طه حسين "في الشعر الجاهلي" ، كذلك صودر كتاب "الإسلام وأصول الحكم " للشيخ علي عبد الرازق الذي نفى فيه أن يكون الإسلام ديناً ودولة ، وبسبب هذا الكتاب طرد من سلك القضاء وسحبت الشهادة الأزهرية العلمية منه ، وأيضاً ما حصل لكتب خليل عبد الكريم الذي تم تكفيره ، عدا عن مصادرة مئات الكتب منها كتاب "النبي" لجبران خليل جبران ، وسداسية "مدن الملح" لعبد الرحمن منيف" ، وروايات حيدر حيدر ، وغير ذلك من الكتب الفكرية والفلسفية ودواوين الشعر والروايات والقصص القصيرة والمسرحيات وأفلام السينما والفنون التشكيلية والغناء - مثلما حصل مع مارسيل خليفة بسبب قصيدة محمود درويش "أنا يوسف يا أبي " التي لحنها وغناها – وغيرذلك من الأصناف والألوان والأجناس الأدبية والثقافية .
إن منع معلم من تدريس رواية والمطالبة بفصله من المدرسة ، أقل ما يقال فيه إنه مس بحرية التفكير والاعتقاد والتعبير والإبداع ، بوصفها قيمة عليا في التاريخ الإنساني وحق طبيعي لكل كائن بشري ، وبمثابة اغتيال لهذه الحرية . وبدون شك أنها ممارسات قهرية واستبدادية ضد الفكر الحر والثقافة التنويرية ، وتساهم في ضرب وتقهقر ثقافتنا العربية ، وتؤسس من جديد لمحاكم تفتيش القرون الوسطى ، وتخنق الحريات التي هي سر إبداع كل ثقافة إنسانية ، وبدن هذه الحرية لا يكون إبداعاً ، والمبدع بطبيعته يضيق بكل القيود التي تكبله وبكل ما يحاصر عقله وذاته .
هؤلاء الظلاميون بممارساتهم وسلوكياتهم يشوهون حقيقة الدين الإسلامي الحنيف الذي أعطى العقل الحرية في التفكير والاختيار ، لا في السب والقدح والشتم والحظر والحرق والقتل ، وإنما بالحوار والاجتهاد ، ولم يضق ذرعاً بما لم يقتنع فيه .
ونحن إذ نقف ونتضامن مع المعلم في حقه بتدريس الكتاب الذي يختاره ، نقول لهؤلاء الظلاميين : كفى ، ارفعوا أيديكم عن الثقافة والأدب والإبداع الإنساني ، لكي نطوي صفحة الجرائم والمجازر بحق الثقافة والمعرفة ، ولكي تزهر ثقافتنا وتزدهر ، ولكي ينطلق الفكر العربي محلقاً ومبدعاً في الآفاق الرحبة ، وليس إعادتنا إلى الخلف والوراء آلاف السنين ، إلى عصور الجاهلية ودياجير الظلام الدامس .
لقد أن للمبدع والمثقف أن يعيش في عالم بلا أقفاص ، وينطلق بلا قيود . وكم نحن اليوم بحاجة لحرية التفكير وحرية الإبداع كي نثري الفكر والثقافة العربية وتجديدها ، وذلك يتطلب تجفيف المنابع الفكرية لعصابات وقوى الظلام ، وتنمية الخطاب الثقافي والتربوي، وتسسييد ثقافة العقل والثقافة الديمقراطية التنويرية كي تنتصر على الجهل والتخلف والقمع .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدد جديد من -الإصلاح- الثقافية
- مجتمعنا إلى أين ؟!
- انتصار الديمقراطية في تونس الخضراء ..!
- الدور الغائب للمثقف ..!
- صدور عدد تشرين اول من مجلة (الإصلاح)
- في خطاب التكفير ..!
- الهدف سورية أم داعش ..؟!
- مرسي -نصير الأقصى- ..!
- الرسائل بين شقي البرتقالة الفلسطينية
- ما بعد معركة غزة ..!
- حرب غزة ، أهدافها ونتائجها ..!
- عدد خاص من -الإصلاح- الثقافية عن شاعر الوطن والمقاومة سميح ا ...
- وانتصرت المقاومة في غزة ..!
- في رثاء منتصب القامة ، نبي الغضب الثوري سميح القاسم
- عدد آب من -الإصلاح- الثقافية
- داعش حركة فاشية وصناعة أمريكية ..!
- سورية يا حبيبتي ..!
- دور المثقف في مواجهة العدوان على غزة ..!
- الموقف المصري تجاه العدوان على غزة - بعض الاستنتاجات
- عذراً غزة، يا جرحنا الباقي


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - ارفعوا أيديكم عن الثقافة والإبداع أيها الظلاميون ..!