أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - دور المثقف في مواجهة العدوان على غزة ..!














المزيد.....

دور المثقف في مواجهة العدوان على غزة ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4534 - 2014 / 8 / 5 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



للمثقفين دور ريادي وطليعي وثوري وجذري في الثورات التحررية والمعارك الكفاحية والقتالية والبطولية والانتفاضات الشعبية والجماهيرية ضد الاحتلال والاستعمار ، وفي سبيل التحرر والاستقلال الوطني ، والتصدي للحروب ومقاومتها والوقوف ضدها ، بشرط أن يكون هذا المثقف غير ملتحق بالسلطة ومؤسساتها القمعية والتعبوية ومرتبط بأحلام وأوجاع وهموم الناس وتطلعاتهم ، لأن ثمة ارتباط بين الثقافة والإبداع والثورات الشعبية .
وهذا الدور ينصب في بلورة واتخاذ موقف سياسي ووطني وثوري وايجابي جاد ومسؤول منحاز لفعل المقاومة ، والالتصاق بحركة الجماهير المظلومة والمقهورة والجريحة التي تئن وتنزف تحت الحصار ولهيب المعارك وصوت البنادق وهدير المدافع وفي الخنادق ، والعمل على حماية الجبهة الثقافية وتعزيزها وإسنادها ، وتعميق المحتوى الكفاحي والثوري من خلال القلم والريشة والمقال والقصيدة الملتزمة واللوحة التشكيلية الفنية والأغنية الوطنية ، واستلهام ما يجري في ارض المعركة من بسالة ومقاومة ضد المحتلين والمستعمرين والغزاة .
في السابق ، وعلى مدار سنوات طويلة ، كان المثقفون العرب يختلفون حول قضايا تخص مجتمعاتنا وشعوبنا العربية وتمس مشاكلها وواقعها ومستقبلها المنظور ، إلا قضية واحدة ووحيدة هي قضية فلسطين ، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يختلفون فيها على مسألة العدوان الاحتلالي الوحشي القذر على غزة ، ولم يرتق دورهم لمستوى الحدث ومستوى المأساة والجرح والبطولة التي يجترحها شعبنا ومقاتليه في غزة العزة .
ومن المؤسف والمحزن والمؤلم أن بعضاً من المثقفين العرب تناسوا رسالتهم وتجردوا من إنسانيتهم وانحازوا لوجهة النظر الصهيو أمريكية ، وكأنهم بموقفهم المخزي والعاري والمكشوف هذا يريدون تصفية حساباتهم مع فصيل سياسي فلسطيني وتيار أيديولوجي يختلفون مع مواقفه وممارساته وتوجهاته ومعتقداته وسلوكياته ، وهو حركة "حماس" ، متناسين أن شلالات الدم القانية هي دماء فلسطينية ، وما يحدث ويجري في غزة هاشم هو عدوان وحشي إرهابي وجرائم ومجازر دموية فظيعة ونكراء وحرب إبادة جماعية يتعرض لها شعبنا بكل شرائحه وفئاته ومكوناته دون استثناء . وهو عدوان يفتك بالمدنيين ويمزق أجسادهم ويحولها إلى أشلاء ، ولا يفرق بين حزب وآخر ، ويستهدف فلسطين ، أرضاً وشعباً ووطناً وقضية وتاريخاً وثقافة ، ويرمي إلى تركيع شعبنا وكسر إرادته وتصفية حقوقه وضرب وحدته الوطنية ومصادرة سلاح المقاومة ومحاصرة ثقافة المقاومة .
لا ريب أن للثقافة وللمثقف في هذه اللحظات التاريخية الصعبة الحرجة والحاسمة ، في ظل تواصل العدوان وأعراس الدم المتدفقة من أجساد أطفال وشباب ونساء وشيوخ غزة ، الدور الأهم والأكبر في شد العزيمة وأزر الصمود والمقاومة ومواجهة العدوان والتصدي للغزاة ، وشحن المقاتلين والمناضلين في ساحات الوغى والقتال بالروح المعنوية ، روح الأمل بالانتصار ، وبمقومات التحدي وبلورة الوجدان .
لقد سطرت المقاومة الفلسطينية صفحات نضالية وبطولية مجيدة ومضيئة ومشرقة في سفر الكفاح البطولي والتضحيات والملاحم الأسطورية ، واستطاع المقاتلون الفلسطينيون اجتراح المعجزات والصمود بوجه العدوان وجيشه المدجج بأحدث الوسائل القتالية والأسلحة الفتاكة ، وكتبوا بدمائهم الطاهرة النازفة ملحمة الاستبسال والشجاعة والمقاومة التي فاجأت العالم الصامت والساكت وأنظمة العار في كهوفها . وهذا الصمود لشعبنا المقاوم سيظل نموذجاً وأمثولة يستلهم منه المبدع الفلسطيني مضامين كتاباته وإبداعاته في المستقبل أكثر مما يستجيب للحظة الراهنة .
إن الواجب الوطني والإنساني والأخلاقي والقيمي والالتزام الثوري يفرض على المثقفين الفلسطينيين والعرب في كل مكان ، الذين يحترقون ويتألمون ويتعذبون من هول المشاهد ومناظر الدم والخراب والدمار ، وما خلفه وأحدثه المحتل الغازي من آثار القدم الهمجية ، وفي خضم هذا الصراع ، تفعيل دورهم وأدواتهم الثقافية ، وتلمس حجم المأساة والمعاناة والكارثة الإنسانية في غزة ، وإعلان موقف واضح في الانحياز للمقاومة الفلسطينية ، وتعرية الاحتلال وفضح ممارساته الوحشية والوقوف ضد العدوان ،ويجعل كلمتهم حرة واعية مقاتلة وداعمة وتستشرف الآتي ، وتحويل عملية الصمود الفلسطيني إلى قصائد ونصوص وأناشيد وهتافات ومساهمات في تعزيز الجبهة الثقافية وترسيخ الانتماء وصيانة الهوية ودعم الصمود الجماعي لشعبنا دون أي مؤثرات حزبية وعقائدية ، وبخيارات وطنية وإبداعية .
ومن نافلة القول في النهاية ، إن المرحلة تحتاج لمثقف عضوي نبيل ونظيف وشجاع ، رافض للتدجين والاحتواء ، ويعي دوره التعبوي والتحريضي والريادي بالانحياز إلى المقاومة وفكر المقاومة وللحياة انحيازاً حقيقياً وجاداً ، ويتقدم الواجهة كدور المقاتل الفلسطيني ، ويسهم في صيانة وتعميق الوحدة الوطنية الفلسطينية ، ضمانة الانتصار على الظلم والقهر والموت والجوع والعدوان والحصار والاحتلال . ولا شك إن ما يجري في غزة من صمود ومقاومة باسلة سيكون له ما بعده ويبشر بهزة فكرية تنتج جيل فلسطيني مقاوم تمرس في الساحات والميادين وانخرط في معارك الدفاع عن حرية الوطن وشرف الأمة وكرامتها المفقودة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف المصري تجاه العدوان على غزة - بعض الاستنتاجات
- عذراً غزة، يا جرحنا الباقي
- غزة / ستالينغراد وإرادة شعب لا يقهر
- الأعنية الوطنية الفلسطينية في المعركة ..!
- غزة .. الجرح النازف !
- مجلة -الإصلاح- الثقافية تحيي ذكرى الشاعر والمناضل توفيق زياد
- لتتوقف جرائم التطهير العرقي ضد المسيحيين في العراق ..!
- رفعت السعيد والموقف من العدوان على غزة ..!
- غزة تنزف وتحترق والعالم يتفرج ..!
- -لن تقبروا شعباً فجر المقابر وانبعث عملاقاً -..!
- إنها حرب عدوانية شاملة على شعبنا الفلسطيني بأكمله وليس على - ...
- غزة تتحدى وتقاوم العدوان ..!
- حسين عبد اللطيف سراج الشعر الذي انطفأ مبكراً
- لطيف دوري والحنين إلى بغداد ..!
- مع الكاتبة والمناضلة المصرية الراحلة فتحية العسال
- الكاتب محمد كمال جبر نورس فلسطيني آخر يودع الدنيا
- لتتوقف حرب الإبادة..!
- هويتنا الوطنية ..!
- المطلوب لجم الحرب العدوانية على غزة ..!
- الحكومة الإسرائيلية تدفع الفلسطينيين باتجاه انتفاضة ثالثة .. ...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - دور المثقف في مواجهة العدوان على غزة ..!