أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - لتتوقف جرائم التطهير العرقي ضد المسيحيين في العراق ..!














المزيد.....

لتتوقف جرائم التطهير العرقي ضد المسيحيين في العراق ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4522 - 2014 / 7 / 24 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لتتوقف جرائم التطهير العرقي ضد المسيحيين في العراق ..!
شاكر فريد حسن
في حين تشهد ارض فلسطين حرباً إجرامية دموية بحق شعبنا في قطاع غزة ، وترتكب خلالها أفظع المجازر بحق المدنيين العزل ، أطفالاً وشباباً ونساءً وشيوخاً ، وأبشع جرائم الحرب ضد الإنسانية على أيدي قوات الغزو الاحتلالية الإسرائيلية ، يواجه المسيحيون في بلاد الرافدين ، العراق ، وبالذات في الموصل ، بحكم انتمائهم الديني ، جرائم تطهير عرقي وإبادة جسدية جماعية من قبل عصابات تنظيم "داعش" الإرهابي وتيارات سلفية وظلامية وتكفيرية أخرى بمسميات مختلفة ، تمارس القتل والذبح واقتراف الجرائم الوحشية ضد أبناء الديانات والطوائف المتنوعة ، وبحق المسلمين والمسيحيين الذين لا يتفقون مع فكر هذه الجماعات والعصابات التكفيرية المتطرفة ، وكل ذلك تحت يافطة الإسلام ، والإسلام منها براء .
ومنذ أن وطأت أقدام الإرهابيين الداعشيين تراب الموصل ، وبعد أن استولت عليها وأعلنت قيام" دولة الخلافة الإسلامية " فيها ، بدأت بتطبيق نهجها العدواني المجرم الذي اختارته لدولتها تجاه أتباع الديانات والمذاهب الأخرى ويكشف طبيعتها وحقيقتها ، فأخذت تقتل كل من لا يتفق مع فكرها ، وتحصد أعداد هائلة من الشيعة وأئمة المساجد الذين رفضوا مبايعة الخليفة . وانطلاقاً من مبدئها ومعتقدها أن لا وطن لغير التكفيريين من أبجديات تنظيم دولة الخلافة ، فقد خيرت مسيحيي الموصل بين إشهار إسلامهم ودفع الجزية أو مغادرة مدينتهم التي أحبوها وعاشوا فيها قروناً ودهوراً جنباً إلى جنب إخوانهم المسيحيين ، الأمر الذي دفعهم واضطرهم للهجرة والنزوح . وهكذا أفرغت الموصل من أهلها الأصليين من بناة الحضارة والثقافة العراقية ، ومن احد مكوناتها الدينية والثقافية ، وتغيرت معالمها بعد سيطرة داعش عليها ، التي راحت ترفع الآذان على كنائسها .
إن المسيحيين في العراق هم جزء عام ومكون أساسي من مكونات الشعب العراقي الواحد ، ذي الأصول المتعددة ، وامتداد لشعوب تاريخية سكنت واستوطنت بلاد دجلة والفرات ، وبنت حضارات وثقافات وأمجاد ما تزال بصماتها وملامحها ظاهرة في العراق ، من البابليين والأشوريين والكلدانيين والسومريين وسواهم . وما تقوم فيه هذه الحركة الداعشية المجرمة الهدامة من ممارسات اضطهادية دينية وعرقية هي جرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة وتصفية للحضارات والمقدسات والثقافات الإنسانية وشطب للتاريخ الحضاري العراقي .
إنها ممارسات غير أخلاقية وغير إنسانية بعيدة عن روح الإسلام وتعاليمه ، وتفسد جوهره ، وتسيء لصورته المشرقة السمحة ، وتشوه ديننا الإسلامي الحنيف الذي يقول بصريح العبارة " لا إكراه في الدين " و" لكم دينكم ولي دين " .
في الحقيقة أن ما يجري في العراق هو من إفرازات ونتاج الاحتلال الامبريالي الأمريكي البغيض ، الذي زرع وغرس نظام المحاصصة الطائفية القمعي الإجرامي الاقصائي ، وعمق الطابع الطائفي في العراق كخطوة أولى على طريق تقسيم وتجزئة وإضعاف وتفكيك هذا البلد العربي العريق . ولا ريب أن إفراغ الموصل من سكانه المسيحيين لهو جريمة كبرى بحقه وتاريخه العربي الإسلامي ، وبحق شريحة عريقة ممتدة وضاربة جذورها في التاريخ العراقي منذ آلاف السنين ، ويشكل وصمة عار لا يمكن السكوت والتغاضي عنها ، وعليه فان إنقاذ المسيحيين كبشر هو واجب إنساني وأخلاقي يتجاوز كل الفوارق والاختلافات الدينية والقومية والمذهبية .
إننا إذ نقف وندين كل أشكال الاضطهاد والملاحقة بسبب الانتماء الديني والعقيدة المتعلقة بالدين ، ندعو المجتمع الدولي والعالم التدخل السريع لوقف جرائم داعش في العراق وإنقاذ مسيحيي العراق من عمليات التطهير العرقي والتهجير القسري ، ومن واجب القوى الوطنية التقدمية والعلمانية والمدنية والديمقراطية ومؤسسات المجتمع الديني العراقي أن تأخذ دورها الحقيقي الفاعل في التصدي لهذه الجرائم الداعشية ، لأنها لن تبقى محصورة في العراق وسورية بل ستمتد إلى دول أخرى ، والوقوف بالمرصاد لهذه الحركة السلفية الظلامية الهدامة المجرمة التي تريد إعادتنا على كهوف الظلام ودياجير التخلف ، والعمل على اجتثاث جذورها وسحقها بالكامل في المجتمع العراقي وكل مجتمعاتنا العربية .




#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفعت السعيد والموقف من العدوان على غزة ..!
- غزة تنزف وتحترق والعالم يتفرج ..!
- -لن تقبروا شعباً فجر المقابر وانبعث عملاقاً -..!
- إنها حرب عدوانية شاملة على شعبنا الفلسطيني بأكمله وليس على - ...
- غزة تتحدى وتقاوم العدوان ..!
- حسين عبد اللطيف سراج الشعر الذي انطفأ مبكراً
- لطيف دوري والحنين إلى بغداد ..!
- مع الكاتبة والمناضلة المصرية الراحلة فتحية العسال
- الكاتب محمد كمال جبر نورس فلسطيني آخر يودع الدنيا
- لتتوقف حرب الإبادة..!
- هويتنا الوطنية ..!
- المطلوب لجم الحرب العدوانية على غزة ..!
- الحكومة الإسرائيلية تدفع الفلسطينيين باتجاه انتفاضة ثالثة .. ...
- -عابرون في كلام عابر -
- لأجل عراق موحد ..!
- جورج حزبون .. وداعاً أيها المناضل والنقابي الفلسطيني العريق ...
- صدور عدد حزيران من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- زكي الكرمي .. وجه في الذاكرة !
- حوار مع الشاعرة الفلسطينية معالي مصاروة
- قراءة في المشهد العراقي


المزيد.....




- بطلّة ملكية ساحرة.. الملكة رانيا تتألّق في حفل زفاف بيزوس وس ...
- المعارضة التركية تطلب من ألمانيا دعمها في مواجهة أردوغان
- تفاعل الأوساط السياسية والإعلامية داخل إسرائيل مع تصريحات تر ...
- إيران تشيّع قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في الحرب مع إسر ...
- مقتل 16 جنديا في هجوم بباكستان
- -تكتيكات أمنية- إسرائيلية جديدة خلال اقتحام الضفة الغربية
- -مصائد الموت-.. أبرز مجازر إسرائيل بحق المجوّعين بغزة
- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - لتتوقف جرائم التطهير العرقي ضد المسيحيين في العراق ..!