أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - قراءة في المشهد العراقي














المزيد.....

قراءة في المشهد العراقي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة في المشهد العراقي
شاكر فريد حسن
لا ريب أن ما جرى ويجري في العراق من أعمال إرهابية ، واستيلاء داعش السلفية التكفيرية المتطرفة على مساحات شاسعة من الأرض العراقية ، وسيطرتها على مدن عراقية ذات طابع استراتيجي وتاريخي هام كالموصل وتكريت وكركوك بعد انسحاب الجيش العراقي منها ، هو مؤشر خطير وعلامة واضحة على بدء مسلسل نزاع دموي طويل الأمد يهدد وحدة العراق وكيانه كدولة ، ومن شأنه أن يجلب الويلات للشعب العراقي ويدخل البلاد في آتون حرب مذهبية وطائفية سوف تحرق الأخضر واليابس .
ويندرج ذلك في إطار مشروع الفوضى الخلاقة الرامي والهادف إلى تفتيت البلاد العربية والعراق على وجه الخصوص ، وتقسيم الوطن العربي على أساس مذهبي وطائفي وعشائري ووفق الثروات . وتشارك في هذا المشروع والمخطط التفتيتي جهات وأطراف عراقية وعربية وإقليمية ودولية ، ولكل جهة أو طرف من هذه الأطراف له أهدافه وغاياته ومصالحه .
لقد شهد العراق في السنوات الأخيرة تصعيداً للأعمال التفجيرية والإرهابية من قبل المجاميع الإرهابية التكفيرية وتشكيلاتها القديمة والجديدة ، وبكل مسمياتها ، في ظل استنفار طائفي ، باتجاه سفك وإراقة دماء العراقيين من مختلف الشرائح والانتماءات الدينية ، الأمر الذي الحق أضراراً كبيرة في النسيج الاجتماعي العراقي وأصاب التنوع والتعددية الثقافية والسياسية والمجتمعية في الصميم .
ومن الواضح أن المشهد العراقي يمر في حالة غليان واسعة ، ولم تنجح حكومة المالكي بتقديم أي حل من شأنه أن يعيد للإنسان العراقي حسه الوطني ومشاعره الوطنية بالانتماء إلى الوطن ، بلاد الرافدين .
ومما زاد الأمر تعقيداً أن المجاميع الإرهابية لها ارتباطاتها الإقليمية ، والنظام السياسي الطائفي الحاكم في العراق الذي زرعه وكرسه الاحتلال الأمريكي ، لعب دوراً في تعميق وترسيخ الطائفية والمذهبية ووصول العراق إلى ما هو عليه الآن .
إن الانفلات الدموي العسكري الإرهابي الداعشي الذي يجتاح العراق بسرعة مذهلة هو امتداد لما يدور في سورية الشام ، وهدفه الأساسي إضعاف العراق وتفتيته وتقسيمه إلى دويلات صغيرة ، عن طريق تدمير مقدراته وزعزعة استقراره ، وتعميق الشرخ الطائفي والمذهبي فيه ، وإشعال حرب طاحنة ومدمرة بين أبناء الشعب الواحد . ولذلك فإن الحكومة العراقية والجيش العراقي مطالبان في هذا الوقت بالتحرك السريع للتصدي ومقاومة نهج الإرهاب الداعشي الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إحكام قبضتها والاستيلاء على العراق بكامله، وإلا فسوف يستنزف الوطن العراقي ويستوطن ألإرهاب فيه ، وسيشهد حالة شبيهة بما يجري في سورية ، وسوف تقوم فئات وجهات شتى باستغلال الوضع الحالي لدق المسامير في نعش الدولة العراقية الموحدة .
إن مكافحة الإرهاب تقتضي وتتطلب اعتماد إستراتيجية علمية متكاملة سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وتربوياً في إطار عمل مؤسساتي موحد ، واعتماد خطة إعلامية وثقافية وتربوية مجتمعية لنشر وتأصيل ثقافة اللاعنف والتسامح والأخوة والمحبة واحترام الرأي الآخر والإقرار بالتعددية . والحل الآن في العراق هو وضع حد للمحاصصة الطائفية السياسية وإنشاء حكومة وحدة وطنية جديدة من كل ألوان الطيف السياسي العراقي ، تتميز بالكفاءة والقدرات والاستقلالية ، والتوجه بقوة نحو تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية التعددية بكل استحقاقاتها .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تصريحات محمود عباس في جدة
- أبو تمام في مواجهة داعش ..!
- الأديب فتحي فوراني وسيرة -بين مدينتين-
- عدوان احتلالي متواصل
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلة -الآداب-
- حول انتخابات الرئاسة السورية
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلات لم تعش طويلاً .. ...
- صدر العدد الجديد من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلات دار -اليسار-
- الكاتبة عناق مواسي : كنت اندهش من صانعي اللغة كيف يستطيعون ع ...
- اصدار عدد نيسان من المجلة الشهرية الثقافية -الإصلاح-
- بشرى المصالحة الوطنية الفلسطينية
- عن منع عروض -وطن على وتر- وقمع الإبداع..!
- اعتداء عنصري جبان
- صالون مي زيادة الأدبي في أريحا..!
- آفة النفاق الاجتماعي
- في مواجهة الراهن
- تجريم للعمل والنضال السياسي والميداني ..!
- وقفة تأملية في واقعنا الاجتماعي..!


المزيد.....




- مصور إماراتي في أبوظبي يسعى لتوثيق -الهوية المعمارية- لبلاده ...
- مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق ...
- إيران وإسرائيل: جهود التهدئة تسابق الطائرات والصواريخ
- خبير عسكري: إيران تعتمد مناورة صاروخية ذكية والمفاجآت معياره ...
- إندبندنت: كيف تمكّنت إيران من اختراق نظام القبة الحديدية الإ ...
- إسرائيل.. 30 ألف مطالبة بالتعويض جراء هجمات إيران
- محللون إسرائيليون: قصف سوروكا غير مؤكد والهدف قد يكون عسكريا ...
- الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
- لقاء جنيف.. ماذا بجعبة الترويكا لخفض التصعيد بين إيران وإسرا ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: شركة الطيران العالمية إيزي جت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - قراءة في المشهد العراقي