أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صالون مي زيادة الأدبي في أريحا..!














المزيد.....

صالون مي زيادة الأدبي في أريحا..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4426 - 2014 / 4 / 16 - 00:33
المحور: الادب والفن
    



كانت الأديبة اللبنانية ، ابنة الناصرة الجليلية بفلسطين ، وصاحبة "باحثة البادية " ، مي زيادة (1886- 1941) ، قد أقامت في بيتها صالوناً أدبياً ، شكل حدثاً ثقافياً تاريخياً فريداً ومميزاً . وكان يعقد كل يوم ثلاثاء ويحضره لفيف من أقطاب الأدب والفكر والسياسة وفرسان الشعر ومشاهير العلماء والمفكرين ، أبرزهم طه حسين ومصطفى صادق الرافعي وعباس محمود العقاد ومصطفى عبد الرازق وإسماعيل صبري واحمد لطفي السيد وخليل مطران وسواهم الكثير .
وكان هؤلاء يجتمعون في الصالون ويتبادلون الآراء والأفكار ويتحاورون فيما بينهم حول مواضيع سياسية وأدبية وقضايا فكرية وفلسفية مختلفة . وكان كلام مي زيادة وجمالها الجسدي والروحي الفتان وثقافتها المتنوعة يضفي على هذه اللقاءات جواً من البهاء والصفاء الذهني والعقلي والإحساس الراقي بالجمال بكل تجلياته ، ولم يكن يتغيب احد عن هذه اللقاءات إلا لظروف قاهرة وفوق الإرادة .
ولكن هذا الصالون انفض بعد أن رحلت مؤسسته وصاحبة فكرة إنشائه مي زيادة عن الدنيا ، تاركة في القلوب والعيون الغصة والحسرة والمرارة والألم ، لما كانت تتمتع به من خصال وجمال وفكر وثقافة ووعي ورؤيا وعبقرية فذة وفكر تحرري متنور . وكان كل واحد من أدباء وكتاب عصرها يحلم ويتمنى أن يحظى بقلبها وحبها وودادها .
وبعد موتها وانفضاض صالونها كتب شاعر القطرين خليل مطران فيها شعراً ، قائلاً :
أقفر البيت أين ناديك يا مي
إليه الوفود يختلفونا؟
في مجال السبق آل إليك السبق
في المنشآت والمنشئينا
نعمة ما سخا بها الدهر حتى
آب كالعهد سالباً وضنيناً
أيهذا الثرى ظفرت بحسن
كان بالطهر والعفاف مصوناً
لهفي نفسي على حجى عبقري
كان ذخراً فصار كنزاً دفيناً
واليوم يعود من جديد صالون مي زيادة في مدينة القمر وبلد النخيل أريحا ، الذي أعلن عن افتتاحه في ختام احتفالات آذار الثقافة ، تتويجاً لنشاطات الاحتفاء بثقافة الوطنية الفلسطينية الإنسانية الراقية ، حيث شارك جمع من الأدباء والمبدعين والمثقفين الفلسطينيين في افتتاحه ، من بينهم الأديب سلمان ناطور والروائي يحيى يخلف والكاتبة ليانة بدر والشاعر عمران الياسيني وغيرهم .
وقد تمحورت مداخلات وكلمات المتحدثين في هذا اللقاء الثقافي عن مي زيادة ومسيرتها ودورها النهضوي وأفكارها التقدمية التنويرية المناصرة لحرية المرأة وحقها بالمساواة الاجتماعية ، وعن أهمية صالونها الأدبي وملتقاها الفكري الذي جمع واستقطب خيرة وصفوة المفكرين والمثقفين والأدباء المصريين .
إن الهدف الرئيسي من وراء إعادة إحياء صالون مي زيادة في أريحا هو تنشيط الحياة الثقافية وتفعيل الحراك الأدبي ، والارتقاء بالثقافة والفكر الفلسطيني ، وتعميق أواصر العلاقات بين المبدعين والمثقفين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وتعزيز الحوارات الثقافية والفكرية بينهم ، في هذه المرحلة التي تتميز بالشلل والركود الإبداعي والفراغ الثقافي وغياب الحوارات الثقافية والفكرية والادبية ، وطغيان السياسي على الثقافي العام .
ومع الترحيب بإقامة صالون مي زيادة الأدبي في أريحا ، فكلنا أمل أن يسهم في رفد الحياة الثقافية الفلسطينية باللقاءات والثقافية والحوارات النوعية ، التي من شأنها تحريك المياه الراكدة في بحر الثقافة الفلسطينية .





#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفة النفاق الاجتماعي
- في مواجهة الراهن
- تجريم للعمل والنضال السياسي والميداني ..!
- وقفة تأملية في واقعنا الاجتماعي..!
- الشاعرة نداء خوري بين ارتعاشات الجسد واشراقات الروح
- ذكرى راشيل كوري
- الأزمة السورية في عامها الرابع
- لن يغتالوا محمود درويش ..!
- على صدوركم باقون
- إصدار العدد (12) من مجلة الإصلاح الثقافية
- سحب السفراء والصراع بين السعودية وقطر
- رشيد حاج عبد على دروب الشعر/ قراءة في ديوانه الأول -حلم ليلة ...
- نظرة في السياسة الإسرائيلية تجاه المسألة الفلسطينية وعبثية ا ...
- يحاكمون الشيح رائد صلاح من جديد ..!
- مرحباً بأيقونة النضال جميلة بوحيرد
- -أبو عرب- صوت الثورة وشاعر المخيم والحنين الفلسطيني يرحل عنا ...
- ليس رداً على بيان الجركة الإسلامية ضد -الشبيحة-..!
- الانتخابات البرلمانية العراقية والبديل القادم
- بقعة ضوء على قانون فصل المسيحيين ..!
- الدور الروسي الجديد في الشرق الأوسط


المزيد.....




- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين
- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - صالون مي زيادة الأدبي في أريحا..!