أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - -أبو عرب- صوت الثورة وشاعر المخيم والحنين الفلسطيني يرحل عنا بعيداً














المزيد.....

-أبو عرب- صوت الثورة وشاعر المخيم والحنين الفلسطيني يرحل عنا بعيداً


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4382 - 2014 / 3 / 3 - 13:32
المحور: الادب والفن
    


"أبو عرب" صوت الثورة وشاعر المخيم والحنين الفلسطيني
يرحل عنا بعيداً
شاكر فريد حسن
فقدت الحياة الثقافية والغنائية الفنان والشاعر الشعبي الفلسطيني إبراهيم محمد صالح المعروف بـ" أبو عرب " ، أحد ثوار الكلمة الذي أحب الناس والوطن حتى درجة العشق ، وكان قريباً من الهموم والجراح والعذابات الفلسطينية ، الذي ارتحل أمس في مدينة حمص السورية ، بعيداً عن وطنه ، بعد صراع مع المرض .
أبو عرب هو شاعر الحنين والوطن والثورة والمخيم الفلسطيني ، وصاحب الصوت الجهوري الرخيم والحنون، الذي طالما شنّف آذاننا بأهازيجه الشعبية والوطنية والثورية وأغانيه التراثية والفولكلورية ذات النكهة الفلسطينية الصميمية المحببة..تلك الأغاني والأهازيج والمواويل والعتابا والشعبيات ، التي رددتها الحناجر الفلسطينية في المناسبات الوطنية والكفاحية وأيام الغضب الساطع والانتفاضات الشعبية الفلسطينية والأعراس العامة.
وأبو عرب اللاجئ الفلسطيني ، عانق ضوء الحياة في قرية (الشجرة) المهجّرة ، التي ولد فيها ايضاّ صديقه وابن عمته رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير (ناجي العلي) ،وشرد منها وهو في السابعة عشرة من عمره الغض إلى لبنان ثم إلى سوريا ، حيث استقر وأقام وعاش في مخيمات الفقر واللجوء والبؤس والشقاء الفلسطيني ، وذاق طعم الغربة والبعد عن وطنه ، واستعر فؤاده بنيران وحرارة الشوق العاصف والحنين الملتهب لتراب وثرى فلسطين الغالي والمقدس ، وعبّر عن هذا الوجد والجوى والحنين وألم الغربة والاشتياق في أغانيه الشعبية ، التي انتشرت على ألسنة الفلسطينيين في المخيمات والمنافي القسرية.
منذ صغره عشق أبو عرب الغناء وسكنته الكلمة ، فغنى وأنشد للثورة والصمود والعودة ،وللوطن السليب بكل تجلياته ، وهتف للانتفاضة وثورة الحجر ، وللشهداء والمخيم ، ولغزة هاشم ورام اللـه وكل موقع ومكان في ارض فلسطين . ومن أشهر أغانيه : "سلم على فلسطين "و"راجع ع بلادي"و"لو طال العمر لاجئ" و"ما نسيتك يا دار أهلي" و"ظريف الطول "و"جفرا"والكثير الكثير .
أغاني أبو عرب بمجملها ذات طابع وطني وسياسي وثوري وطبقي إنساني ، ومفعمة بروح الحنين للوطن ، وروح النضال والتحدي والغضب الثوري ، وتحمل بذرة المقاومة ، وانطلقت من المأساة الإنسانية الفلسطينية والتجربة النضالية والكفاحية والثورية لشعبنا الفلسطيني .
وما يميز أبو عرب هو عشقه وتعلقه بالأرض الفلسطينية السليبة ، بترابها وجبالها ووديانها وصخورها وأشجارها ، وتقديسها إلى حد التدله . انه صوت غنائي دائم الاشتعال ، مفعم بالحب والإيمان والتحدي والعشق الوطني . فجّر مواهبه وإبداعاته على امتداد الساحة الغنائية والشعبية الفلسطينية ، وغنى للكفاح والثورة ، فأجاد وجعل القلوب والعيون تبكي وتتطلع إليه ، وتذوب وجداً وعشقاً وهياماً وحنينا للجذور ، وعندما كان ينساب صوته شجياً صادحاً مليئاً بالشجن والحزن ورنة الأسى ، كان يستولى على النفوس ويحتل الأفئدة والعقول.
في العام 2011 وصل أبو عرب ربوع وطنه ، الذي احتضنه وعانقه ، ووطئت قدماه أرض فلسطين لأول مرة بعد غياب دام 63 عاماً .عاد زائراً ليستنشق رائحة التراب والزعتر والزوفا الفلسطينية ، ووقف على أطلال قريته المهجرة ومسقط رأسه "الشجرة" ، وتجول في جبال الجليل ، وغني على المسرح في رام اللـه وجنين أمام أبناء المناطق الفلسطينية ، الذين استقبلوه بالترحاب ، وفاضت عيونهم وهم يستمعون إلى أغانيه ومواويله ، التي لامست شغاف القلب والروح ، ودغدغت المشاعر الفلسطينية.
رحل أبو عرب ، ورحلت مع ابتسامته ووداعته ، وأبقى وراءه إرثاً غنائياً سيظل خالداً في التاريخ والذاكرة الحية الفلسطينية . فسلاماً عليك يا شاعر المخيم ومنشد الثورة ، والرحمة على روحك الطاهرة ، التي ستظل تحن وتشتاق لثرى الجليل وزيتون وبرتقال فلسطين .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس رداً على بيان الجركة الإسلامية ضد -الشبيحة-..!
- الانتخابات البرلمانية العراقية والبديل القادم
- بقعة ضوء على قانون فصل المسيحيين ..!
- الدور الروسي الجديد في الشرق الأوسط
- المصالحة الوطنية الفلسطينية هل هي حقيقة أم سراب..؟!
- الراهن الفلسطيني والتحدي المطلوب
- - حادي المسيرة - كراس لذكرى المناضل الراحل محمد عبد الكريم م ...
- هل تراجع السيسي فعلاً عن الترشح للرئاسة ..؟!
- السؤال الآن : ماذا بعد جنيف (2) ..؟!
- الإرهاب التكفيري في لبنان
- احتفالية الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى التأسيس ، ودور مجلة - ...
- الشاعر صادق صبيحات في ديوانه -الأخوين الشهيدين باسم وحسين صب ...
- عكا تنزف دماً ..!
- على هامش لقاء وتصريحات محمود عباس مع الطلاب الإسرائيليين
- شَاكِر فَريد حَسَن يُحَاوِرُ فَرَاشَة الوَادِي الشَّاعِرَة ص ...
- صدور العدد الجديد من -الإصلاح- الثقافية
- المشير عبد الفتاح السيسي رجل المهمات الصعبة ، ورئيس مصر القا ...
- المؤامرة على سورية
- انطفأ نجم لبنان جوزيف حرب شاعر -شجرة الاكاسيا-
- هل تتحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية ..؟!


المزيد.....




- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - -أبو عرب- صوت الثورة وشاعر المخيم والحنين الفلسطيني يرحل عنا بعيداً