شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 18:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عكا تنزف دماً ..!
شاكر فريد حسن
عكا عروس فلسطين ، وجميلة جميلات الوطن ، ومدينة الأسوار ، التي ترفض الرحيل وتأبى الاقتلاع وبيع خان العمدان وتشويه معالمها الأثرية . هذه المدينة الساكنة في الروح ، الغافية على البحر ، استيقظت ونهضت مبكراً هذا اليوم ليس على صوت الموج الهادر ، ومآذن المساجد ، وأجراس الكنائس ، وأصوات صيادي الأسماك ، والباعة في سوقها القديم ، وإنما على وقع صوت الانفجار المدوي الهائل الذي هز مبانيها وشوارعها ، واحدث مأساة إنسانية وكارثة كبيرة هزت الوجدان والضمير الإنساني ، بعد أن انهار المبنى السكني المكون من ثلاثة طوابق في البلدة القديمة بالقرب من فنارها ، ما أدى إلى مصرع أربعة أشخاص وإصابة آخرين .
لقد بكت عكا ، ونزفت دماً ، وخيم عليها الحزن والأسى ، وأعلنت الحداد ، ورفعت الرايات السوداء بعد سقوط الضحايا ، نتيجة الإهمال وسياسة التضييق والخناق والحصار السلطوية . ولا شك أن المسؤولية الأولى عن هذا الحادث المأساوي تقع على عاتق السلطة ودوائرها الرسمية ، وفي مقدمتها دائرة وسلطة الآثار ، التي لا تقوم بواجبها تجاه أهالي المدينة العرب ، وتمنعهم من ترميم بيوتهم القديمة الآيلة للسقوط ، رغم التصدع الكبير الحاصل فيها .
إننا نشارك الأهل في عكا الحزينة مصابهم الأليم ونقف إلى جانب ألأسر الثكلى ، التي فقدت أحبائها وأعزائها ، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين في هذا الحادث الأليم الموجع .
أخيراً ، سلاماً لعكا ، التي ستظل في القلب ، بأسوارها وآثارها وبحرها ومساجدها ومآذنها وكنائسها وأبراجها وأزقتها وأسواقها القديمة ، عنواناً ورمزاً للإباء والعزة والشموخ والصمود والعنفوان والتحدي ، وستنتصر على الجراح والآلام ، رغم الإهمال والنسيان .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟