أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شاكر فريد حسن - الحركة الشيوعية واليسارية العربية ومتطلبات النهوض














المزيد.....

الحركة الشيوعية واليسارية العربية ومتطلبات النهوض


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 18:29
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



شهدت الأحزاب الشيوعية والتنظيمات الماركسية والقوى اليسارية والديمقراطية في العالم العربي هزة عنيفة ، وعانت حالة من التراجع والتفكك والارتداد ، بعد الانهيار والسقوط المدوي للمنظومة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفييتي سابقاً ، انعكست بشكل ملحوظ على الوضع التنظيمي والفكري والسياسي . فقد انهارت قيادات أحزاب شيوعية عديدة ، واهتزت قناعات العديد من الرفاق ، وتفشى فيها التشكيك حتى بمبادئ الطريق ، وهناك أحزاب غيرت اسمها وعدلت من توجهاتها الثورية ، ومنها أصابها الانشقاق والانقسام والاستقالات . وثمة أسباب ذاتية للمستقيلين والمنشقين ، وهي رغبتهم في الوصول إلى المواقع القيادية في الحزب ، ولو بتجاوز كل الأعراف والأنظمة الداخلية للحزب وعدم احترام قرار الأكثرية وعدم الالتزام بالمركزية الديمقراطية .
وقد رافق ذلك مظاهر الفوضى الفكرية ، وضعف الوعي الأيديولوجي وضحالته وارتداده ، وتفاقم الرخاوة التنظيمية والسياسية . وهذا الوضع أدى بالتالي إلى وقوف أحزاب وقوى اليسار عاجزة عن القيام بدورها التاريخي الطليعي الثوري في إحداث التحول الجذري العميق في المجتمعات ، سعياً لتحقيق العدالة الاجتماعية وانتصار أفكار التنوير والتقدم والتحرر .
لقد مضى أكثر من عقدين على انهيار المعسكر الاشتراكي وأفول نجم الاتحاد السوفييتي ، الصديق الصدوق الداعم لقوى النور والتقدم والحرية والثورة والتغيير، لكن لم تشهد الحياة العربية ، وللأسف ، أي انطلاقة وإنهاض للحركة اليسارية وللأحزاب الشيوعية والماركسية لتواصل مسيرتها واستعادة بريقها .
واليوم ، وعلى ضوء المخاض غير المسبوق في تاريخ الشعوب العربية ، وما يتصدر المشهد السياسي الراهن من محاولات إفراغ الحراكات الشعبية الثورية من مضمونها الطبقي الاجتماعي الاقتصادي ، الذي كان عاملاً رئيسياً في نشوبها وانفجارها جنباً إلى جنب مع مطلب الديمقراطية والعدالة والحرية ، ينبغي النهوض بهذه القوى وتجديد الأحزاب الشيوعية والحركات اليسارية ، وذلك يتطلب وقفة مع الذات وفحص مسار التجربة الماضية والاستفادة منها ، علاوة على تطهيرها من كل الانتهازيين والمتسلقين والمنحرفين والغوغائيين ، وتعزيز دور الطبقة العاملة ونقاباتها ونضالها ، وإجراء حوار بين شتى التيارات والحركات الفاعلة في الشارع العربي على اختلاف قناعاتها الأيديولوجية ومشاربها الفكرية ، الماركسية والديمقراطية والقومية والإصلاحية والليبرالية والإسلامية المتنورة . ويجب تثمين انعقاد السينمار اليساري العربي الأول في اربيل ، الذي تم بضيافة الحزب الشيوعي العراقي قبل عدة شهور ، بهدف تشذيب حركة اليسار والنهوض بمسيرتها والارتقاء فيها لتكون قادرة على مواجهة الواقع وإيجاد الأجوبة على الأسئلة العالقة ، وطرح الحلول للمشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تواجه مجتمعاتنا وشعوبنا العربية ، والوقوف بوجه الهيمنة والتبعية والسيطرة الامبريالية في المنطقة
. إن المطلوب الآن هو تجاوز الترهل والأزمة العميقة ، والتصدي للارتداد الفكري والتراجع التنظيمي ، وتنظيم عملية التثقيف الفكري للسائرين على دروب الشيوعية والماركسية ، الذي يحمي من المواقف السياسية والفكرية والتنظيمية الخاطئة والمنحرفة ، وضرورة الالتصاق بالطبقات الشعبية الضعيفة والمسحوقة ، والمساهمة في توعية الجمهور الواسع وتثقيفه بروح القيم السامية والمفاهيم الطبقية ، قيم الوطنية وحب الإنسان والسلام والعدل الاجتماعي والعطاء والتضحية ، دفاعاً عن شرفنا الوطني والنضالي ومستقبلنا الإنساني السعيد .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى حول الموضوع السوري
- لماذا فشلت تجربة الإخوان المسلمين في الحكم ..؟!
- ذكرى ثورة 25 يناير المصرية
- مجلة -أوراق فلسطينية - ورسالتها التنويرية
- في الشأن اللبناني
- تضامناً مع الشاعر والإعلامي العراقي عبد الزهرة زكي ..!
- عبد الناصر ليس بحاجة إلى دفاع ..!
- مؤتمر (جنيف -2) والمحاولات الأمريكية لإفشاله ..!
- مستقبل مصر مع الفريق عبد الفتاح السيسي
- حوار مع الشاعرة الفلسطينية أمنه حسين أبو مهنا
- شيخ الليبرالين الجدد الدكتور شاكر النابلسي يترجل عن صهوة الح ...
- واقع قوى اليسار الفلسطيني ومستقبله ..!
- جماهيرنا العربية الفلسطينية والتحديات المقبلة ..!
- حول أدب الثورة الفلسطينية
- مع كتاب -المدخل إلى أدب مصطفى مرار - لمؤلفه طارق أبو حجله
- أه يا يافا..!
- في الوضع السوري
- إصدار العدد العاشر من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
- لبنان على فوهة بركان وشفا حرب أهليه..!
- في مواجهة خطة كيري


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - شاكر فريد حسن - الحركة الشيوعية واليسارية العربية ومتطلبات النهوض