أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - أه يا يافا..!














المزيد.....

أه يا يافا..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 13:55
المحور: الادب والفن
    



يافا مدينة السحر والجمال والبرتقال الحزين ، وعاصمة الساحل الفلسطيني الغافية على البحر المتوسط ، وعروس الكنعانيين الضاربة جذورهم في عمق التاريخ . .يافا كعبة الشعر والأدب ، ومنارة الفكر والإبداع ، ومنهل الثقافة والصحافة .
يافا المدينة التاريخية العريقة ، التي تعيش مع حجارة بيوتها القديمة والعتيقة المزروعة في خبايا الروح وسويداء القلب ، التي اشتهرت وعرفت كـ "مدرج الميناء" و"برج الساعة" و"الفنار" و"مسجد حسن بك " و"العجمي" و"المنشية" .
يافا مدينة الصيادين التي تصغي لحوريات البحر، ويفوح عطر بياراتها ورائحة بحرها وشذا برتقالها وليمونها.
يافا مدينة المشردين والمهجرين والنازحين ، الذين هتفت لهم فيروز وانشد لعيونهم مطرب الجبل وديع الصافي .
يافا مدينة الإشعاع والنور ومركز النشاط الثقافي الإبداعي والمسرحي والفني ، التي تعلّم وتخرّج من مدارسها خيرة المثقفين والمبدعين الفلسطينيين ، وفي طليعتهم شهيد القضية غسان كنفاني الذي ما زال يدق جدران الخزان ..!
يافا بلد الأدباء والصحفيين والشعراء والمفكرين ومهد الراحلين "إبراهيم أبو لغد" و"هشام شرابي" ، وملهمة فرسان القلم وعشاق الشعر الذين طالما غنّوا وتغنّوا فيها ، ومنهم الشاعر الرقيق الناعم وهفهاف الجرس "جميل دحلان " ، الذي قال فيها :

يافا الحبيبه .. أي أرض مثلها من سحرها الفتان بدع بياني
أشتاق رؤياها الدار وهي بعيدة لا الأهل فيها.. لا ولا خلّاّني
ما زال في يافا الحبيبه منزلي خاوٍ .. رميم مصدع الأركان
فأهيم في الذكرى وقلبي متعب أصبو إلى وطني بكل حناني
لا أرتضي وطناً فإني عائد في موكب للسلم .. بالإيمان

يافا ، العراقة والأصالة والحضارة والتاريخ الكنعاني ، التي نزح منها سارق النار ، ويذكرها مهجروها في منفاهم القسري ، لم تعد كما كانت سابقاً ملاذاً وعنواناً ومحجاً ومهبطاً وهوية وانتماءً وقصيدة وأغنية وهتافاً . فقد غادرها الشعراء والمثقفون وغاب قمرها الحزين وأفلت بياراتها ، وخبا نور برتقالها وليمونها الأخضر ، وصمتت عنادلها وبلابلها وكفت عن الشدو والغناء . كما فقدت طابعها التاريخي والمكاني والحضاري ومعناها الروحي في واقع المأساة والتراجيديا الفلسطينية فـ "تعبرنت" وتحولت إلى بارات ومقاهٍ وأوكار لمتعاطي الخمور والحشيش والمخدرات .
فأين يا يافا المنصات الأدبية والحلقات الثقافية والروابط الفكرية والوشائج الحضارية ..؟!
أين المسارح والنوادي التي كانت إشعاعاً معرفياً لبث الوعي وتصدير العقول وصقل المواهب وإنتاج الكلمة المضيئة والثقافة المتنورة ؟!
آه يا يافا ..! نبكي عليك وعلى ما آلت الأوضاع الاجتماعية فيك ، في زمن الفقر والقهر والعهر . إن القلب ليجزع ويتمزق ، والعين تبكي وتدمع لواقعك المأساوي البائس الذي يثير الحزن والشجن والشكوى .
وأخيراً ، سنبقى نحبك يا يافا ونظل نحِنُ لماضيك ومينائك الجميل وآثارك الباقية ، التي تصرخ أنا عربية فلسطينية كنعانية ، وإننا هنا باقون ومنزرعون ، فلتشربوا البحر ..!



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الوضع السوري
- إصدار العدد العاشر من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
- لبنان على فوهة بركان وشفا حرب أهليه..!
- في مواجهة خطة كيري
- العملية الديمقراطية ومستقبل العراق ..!
- في ظاهرة انتحار الشعراء والمبدعين ..!
- مات فنان الشعب الملتزم فؤاد سالم
- مستقبل قوى اليسار بعد فشل مشروع الاسلام السياسي
- عندما يموت المبدع متجمداً من البرد والصقيع ..!
- ماذا تراجع دور المثقف ..؟!
- أين هي بشائر المصالحة الوطنية الفلسطينية ..؟!
- كلمات قليلة في وداع الناشط الحقوقي الفلسطيني د. اياد السراج
- الواقع العراقي ودور المثقف ..!
- مع الشاعر والمناضل الفلسطيني محمد علي صالح
- عدد جديد من مجلة -الاصلاح- الثقافية في الأسواق
- متى يتوقف الارهاب في العراق ..؟!
- الذكرى ال (26) للانتفاضة الفلسطينية المجيدة
- وداعاً احمد فؤاد نجم ، شاعر الغلابا وسفير الفقراء
- متطلبات المرحلة فلسطينياً ..!
- المفكر العراقي د. حسام محيي الدين الالوسي نجم لا يخبو بريقه ...


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - أه يا يافا..!