|
المفكر العراقي د. حسام محيي الدين الالوسي نجم لا يخبو بريقه أبداً
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 09:51
المحور:
سيرة ذاتية
من جديد يداهم الموت الإبداع الفكري والثقافي فيختطف فيلسوف بغداد ، وسادن الثقافة والفلسفة ، المثقف النقدي العراقي الكبير د. حسام محيي الدين الألوسي ، بعد مسيرة عطاء لا ينضب في سوح الفلسفة والفكر النقدي والثقافة التنويرية الحداثوية المعاصرة امتدت عقوداً من الزمن ، حيث ترجل عن صهوة مجد الابداع في تشرين أول الماضي ، مودعاً ومغادراَ ساحة الفكر الى عالم الخلود الأبدي . يعد د. حسام الألوسي من أبرز المفكرين والاكاديميين والمثقفين المشتغلين في حقل الفلسفة والتنوير ، ترك بصمات واضحة في الفكر والوعي الفلسفي العراقي والعربي الحديث ، وحظي بالاحترام والتقدير لدى الأوساط الثقافية في العراق والوطن العربي لمنهجه الفلسفي الجدلي ومنجزه الفكري النقدي والتاريخي . انه ظاهرة مضيئة وساطعة في الاجتهاد الفكري والشجاعة النقدية والتعفف الأخلاقي والاستقامة المبدئية ، ظاهرة تبدو غريبة في زمن النفاق والخواء والتخلي عن القناعات العقائدية والايديولوجية والسياسية والأكل من خبز السلطان والضرب بسيفه . حسام الدين الألوسي ، الباحث والمفكر وأستاذ الفلسفة بجامعة بغداد ، هو شاخص فكري ، وصاحب مشروع نقدي يمهد الطريق امام فلسفة عربية جديدة وأصيلة معاصرة . انشغل واهتم بدراسة الفكر الاسلامي بشقيه الفلسفي واللغوي ، واهتم بمعالجة قضاياه بمنظور عقلاني مسترشداً بالمنهج الجدلي التاريخي الاجتماعي . وقد كرس جزءاً من جهوده العلمية في الجدال والسجال المعرفي النقدي لاطروحات بعض المفكرين والمثقفين العرب المعاصرين أمثال : حسين مروة ، حسن حنفي ، محمد عابد الجابري ، الطيب تيزيني ، صادق جلال العظم وسواهم . عكف الألوسي على الدراسة والتمحيص والبحث والتأليف في الجانر الفلسفي واشتهر باعماله وانتاجاته الفلسفية العظيمة ، وصدر له عشرات الكتب الثقافية والفلسفية ، من أهمها وأبرزها : " حوار بين الفلاسفة والمتكلمين ، مشكلة الخلق في الفكر الاسلامي ، الأسرار الخفية في العلوم العقلية ، من الميثولوجيا الى الفلسفة أو بواكير الفلسفة قبل طاليس ، الزمان في الفكر الديني والفلسفي القديم ، دراسات في الفكر الفلسفي الاسلامي ، فلسفة الكندي وراء القدامى والمحدثين فيه ، التطور والنسبية في الأخلاق ، الفلسفة والانسان ، الفلسفة اليونانية قبل ارسطو ، مبادئ علم الاجتماع والفلسفة ، مدخل الى الفلسفة ، حول العقل والعقلانية ، الزمان في الفكر الديني والفلسفي وفلسفة العلم ". والى جانب كونه فيلسوفاً كان الألوسي شاعراً يمتلك شعرية خصبة وخاصة ، وله في هذا المجال ديوان شعري يحمل اسم " زمن البوح " ، الذي قال عنه : " ان هذا الديوان يحمل غربة عن الزمن وعن الآخرين وعن تراثي ، وأنا ليس كما يراني الناس منتظماً فانا أعرف انني ربما ضللت الطريق ، وحين تجدوني وحدي فأنا كذلك في الديوان وفي سلوكي ، حيث انكم ستجدون في القصائد انساناً يتكلم بعقله في بيت شعر ما ، وفي بيت آخر يتحدث بقلبه " . حسام الدين الألوسي مفكر رصين ، نظيف ، قوي الروح ، سديد الرأي ، عميق الفكر ، واسع الثقافة والمعرفة ، وهو من اصحاب الاتجاه الماركسي وفلسفة العلم ، وأحد أعمدة وأركان الفكر العراقي ، الذي عرفته المنديات الفكرية ، وكان له باع طويلة في ميادين وحقول الفكر النقدي والحراك الفلسفي ، لكنه لم يلق الاهتمام الذي يستحقه خلال حياته وعمره المعرفي ، فرحل وغاب عن حياتنا بصمت وهدوء بعيداً عن الضجيج الاعلامي . وتشكل وفاته خسارة كبرى وفادحة للفكر العراقي والعربي وللمشروع الفلسفي المعرفي التنويري العقلاني ، في ظل الرحيل التسلسلي التدريجي لأئمة وعمالقة الفكر الفلسفي على امتداد الوطن العربي . واذا كان الألوسي غادر سماء الفكر الانساني اليساري التقدمي الا انه يبقى نجماً لا يغيب ، ولا يخبو بريقه أبداً .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع القاصة والروائية حوا بطواش
-
الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني الى أين ..؟!
-
الوضع العربي الراهن والبديل الديمقراطي المنتظر ..!
-
مجلة -الشرق- الفصلية تحتفي بالكاتب مفيد صيداوي
-
عزمي بشارة والانحراف الفكري ..!
-
وقفة أخرى مع نتائج انتخابات السلطات المحلية
-
تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيده الثمانين
-
ليسقط مخطط بيع -خان العمدان- ..!
-
قراءة في المشهد الانتخابي المحلي
-
نتائج الانتخابات المحلية وانتصار المشروع الوحدوي في طلعة عار
...
-
صدور عدد جديد من شهرية (الإصلاح) الثقافية
-
الموقد الثقافي
-
الروائي محمد شكري صاحب -الخبز الحافي- في ذكراه العاشرة
-
صفحة من تاريخنا الثقافي الفلسطيني
-
محمد دكروب .. وداعاً أيها الشيوعي الاخير ..!
-
على هامش عملية الوراق الارهابية ..!
-
شفيق كبها .. الغياب القاسي !
-
اصدار عدد تشرين أول من مجلة (الإصلاح) الثقافية
-
هموم انتخابية ..!
-
مصمص يا بلدي !!
المزيد.....
-
سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا
...
-
اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
-
الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل
...
-
البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت
...
-
الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
-
-وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف
...
-
مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن
...
-
السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير
...
-
4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|