أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - وقفة أخرى مع نتائج انتخابات السلطات المحلية














المزيد.....

وقفة أخرى مع نتائج انتخابات السلطات المحلية


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد أن إنجلى غبار الإنتخابات المحلية وتبد الضباب ، لا بد من وقفة متأنية شاخصة لاستقراء النتائج التي افرزتها واستخلاص العبر منها . فقد ازالت هذه الانتخابات القناع ، وأماطت اللثام ، وكشفت حقيقة وجه مجتمعنا ، وأبرزت بشكل مركز جداً كل العاهات والآفات الاجتماعية والتربوية والأخلاقية ، التي تنخر في جسد وعظام هذا المجتمع ، واحدثت هزة عنيفة وقوية في المبنى السياسي والاجتماعي له.
لقد انتصرت العائلية والطائفية والشخصنة والمحسوبيات والبلطجية والعنف الكلامي والمال السياسي ، وهزمت الأحزاب السياسية والوطنية وتقهقرت ، وفشل الخطاب السياسي نتيجة غياب مقومات الاستمرار والتواصل مع الناس والارتباط بالهموم الشعبية والاندماج بقضايا وآلام الجماهير . وتعرض التيار اليساري التقدمي ممثلاً بالجبهة الديمقراطية والحزب الشيوعي لضربة موجعة ومؤلمة في الصدر ، ولأكبر هزة انتخابية ، هي من اعنف الهزات التي تعرضت لها الجبهة عبر تاريخها منذ اقامتها في منتصف السبعينات ، بعد سنوات من النضال وتحقيق الانتصارات في عدد كبير من القرى والبلدات والمدن العربية ، حيث فقدت صدارتها وخسرت مواقعها ومعاقلها الرئيسية في الناصرة وطمرة وسخنين وعرابة وعيلبون وكفر قاسم ودير الاسد والبعنة الحمراء وغيرها ، ولم يبقَ بيديها سوى مجلس يافة الناصرة .
ان انحسار وانهيار الأحزاب السياسية لدليل واضح وجلي على الأزمة الفكرية والردة الاجتماعية التي يعيشها مجتمعنا في العقدين الأخيرين ، وتتمثل بتراجع الفكر السياسي والايديولوجي ، وغياب الثقافة الحزبية والتثقيف السياسي ، ونكوص الوعي الطبقي والعمالي ، واختلاط المفاهيم ، وتغير المعايير والمقاييس والمعادلات التي كانت سائدة ، عدا عن اندثار القيم وتراجع الأخلاق ، واللهاث الغريب وراء السلطة والكرسي والمنصب والمال والجاه ، فأصبح كل واحد يبحث عن المصلحة الشخصية والذاتية ولا يلتفت الى المصلحة العامة ، ولا للمبادئ والبرامج والاجندة السياسية ، ولا للقيم الوطنية التي تربينا عليها، وكانت في يوم من الأيام هادياً ومرشداً ونبراساً وسلاحاً في حياتنا .
ومن الواضح ان الكثير من المصوتين باتوا يعتمدون ،ولللأسف ،على الخلفية العائلية والحمائلية والطائفية للمرشح الذي سيقود المجلس المحلي أو البلدي ، ولا يتم الانتخاب وفق معايير تستند الى الكفاءات والمؤهلات والاجندات والخلفية السياسية والفكرية ، وذلك لادارة المجلس والنهوض بمسيرة التقدم والتغيير والتطوير والتعمير في البلد .
ان عدم قدرة الأحزاب والقيادات السياسية في اجراء الاصلاحات الجذرية العميقة واحداث التغيير في حياة الناس على المستوى المحلي وخدمة المواطن ، وفي مجال البنى التحتية والمشاريع العامة ، واعتمادها المحسوبيات في مسألة التعيينات ، كل ذلك أدى وقاد الى نزع الثقة من القيادات السياسية والحزبية والتخلص منها ، ودعم وايصال مرشحين جدد ، لعل وعسى أن يكونواعلى قدر المسؤولية وينجحوا في تلبية رغباتهم وأحلامهم ومطالبهم في التطور واحداث التغيير المبتغى والمرتجى .
علينا أن نعترف بأن الانتخابات المحلية الأخيرة حملت في طياتها الكثير من الدلالات والمؤشرات السلبية ، واستخدمت خلالها أساليب الاحتواء والاقصاء وعدم قبول الآخر ، فضلاً عن التنازل والتخلي عن القيم والمبادئ والقناعات وتزوير ارادة الناخب بالرشوة وشراء الأصوت والذمم وتقديم الخراف سبيلاً للوصول الى رئاسة السلطة المحلية . زد على ذلك تغييب دور وصوت المرأة وتمثيلها المتقدم في القوائم الانتخابية ، رغم تزيينها ببعض الأسماء والوجوه النسوية .
ومع انتشار العصبية العائلية والطائفية والاستقطاب العشائري والحمائلي أفرغت الاطر الحزبية والسياسية من مضامينها الفكرية، وازداد الصراع على المناصب والمواقع والغنائم ، وتعمق العنف في حسم الصراع والمنافسة ، وتحول الاطار هدفاً أكثر من البرنامج بهدف الحصول على المركز والمنصب.
انني أقولها بكل وضوح وصراحة مؤلمة أن المبنى السياسي العام في مجتمعنا في خطر ، بعد ان دخل في غيبوبة واصابته جلطة عميقة وحادة ، وأحد أعراضها التمزق الداخلي ، والتخلي عن القيم ، وانهيار الاحزاب وسقوطها واندحارها . وإنها لفرصة الآن أمام الجبهة الديمقراطية وبقية الأطر الحزبية والقوى السياسية والمدنية مواجهة النتائج على حقيقتها ، وجعلها فرصة لفحص البيت وحساب النفس والذات والمراجعة النقدية سعياً للتصحيح وتصويب المسيرة ، واستخلاص العبر والدروس واعادة ترتيب الاوراق والتشكيل الحزبي وتجديده ، والالتصاق أكثر بالجماهير والناس، والاصغاء لنبض الشارع ، استعداداً للمرحلة الجديدة القادمة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للحزب الشيوعي العراقي في عيده الثمانين
- ليسقط مخطط بيع -خان العمدان- ..!
- قراءة في المشهد الانتخابي المحلي
- نتائج الانتخابات المحلية وانتصار المشروع الوحدوي في طلعة عار ...
- صدور عدد جديد من شهرية (الإصلاح) الثقافية
- الموقد الثقافي
- الروائي محمد شكري صاحب -الخبز الحافي- في ذكراه العاشرة
- صفحة من تاريخنا الثقافي الفلسطيني
- محمد دكروب .. وداعاً أيها الشيوعي الاخير ..!
- على هامش عملية الوراق الارهابية ..!
- شفيق كبها .. الغياب القاسي !
- اصدار عدد تشرين أول من مجلة (الإصلاح) الثقافية
- هموم انتخابية ..!
- مصمص يا بلدي !!
- في أزمة مجتمعنا..!
- التحرش الجنسي آفة اجتماعية خطيرة ، فهل نتخلص منها ؟!
- الحالة السورية وسقوط مثقفي -اليسار- ..!
- الإسلام السياسي ما بين الصعود والأفول ..!
- المساجد للعبادة وليس للسياسة ..!
- ماذا وراء الهجوم على الأزهر وشيخه الدكتور احمد الطيب ..؟!


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مواطن -يصفع- عاملا وتأثر الأخير مما حصل يشع ...
- تحديث مباشر.. فيديو آثار ضربة إيران في حيفا وتحذير رئيس CIA ...
- شاهد ما قاله ترامب للصحفيين عن سبب صعوبة مطالبته إسرائيل بوق ...
- هل يحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء النفسيين؟
- المعارضة الإيرانية في ظل الحرب مع إسرائيل.. هل ستنجح في إسقا ...
- هجوم إسرائيل على إيران .. دفاع عن النفس وفق القانون الدولي؟ ...
- إسرائيل تعلن تعطيل البرنامج النووي الإيراني لمدة سنتين أو ثل ...
- إيران تعتقل 22 -عميلا- لإسرائيل في قم
- مقصلة الجوع المنصوبة في غزة.. الطريق إلى اللقمة أو القتل
- دوي انفجارات في طهران وهجوم إسرائيلي على منشأة أصفهان النووي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - وقفة أخرى مع نتائج انتخابات السلطات المحلية