أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الإسلام السياسي ما بين الصعود والأفول ..!














المزيد.....

الإسلام السياسي ما بين الصعود والأفول ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلام السياسي ما بين الصعود والأفول ..!
شاكر فريد حسن
شهدت الحياة العربية المعاصرة في العقود الأخيرة نمواً وصعوداً للتيار الديني الاصولي السلفي المتطرف المتمثل في حركات الإسلام السياسي . وثمة عوامل عديدة لعبت وساهمت في نشوء وتكون الظواهر السلفية والعدمية متعددة الألوان والأشكال ، وفي الفورة الدينية المقترنة بالتطرف والعنف والارهاب ، التي اجتاحت المنطقة العربية . ومن هذه العوامل تردي الواقع العربي، وحالة التخلف الثقافي والحضاري بمعانيه ومستوياته وجوانبه وتجلياته، وتغلغل نزعات التعصب الديني في العمق والوجدان الشعبي العربي عدا عن تراجع الحركة الشعبية والفعاليات السياسية ، وفشلها في ايجاد الحلول والأجوبة للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها الجماهير الشعبية الكادحة الفقيرة، اضافة الى نكوص الأحزاب التقدمية والديمقراطية والليبرالية، وانحسار دور المثقفين العرب بفعل محاكم التفتيش وحالات التكفير وعمليات القمع السلطوي المؤسساتي لكل فكر تقدمي ونضالي ثوري وجذري مخالف ولكل اجتهاد في الدين والسياسة والأخلاق والعلاقات الاجتماعية، ما خلق وهيأ الظروف والشروط لتنامي الأفكار والمعتقدات السلفية والغيبية في مجتمعاتنا العربية .
وقد حقق التيار الديني ممثلاً بجماعة الإخوان المسلمين انتصارات ونجاحات، وتمكن من استقطاب واستمالة فقراء الوطن ومعذبيه ومستضعفيه ، ونجح من خلال المشاركة السياسية في الحراك الشعبي، الذي هز عروش الديكتاتوريات العربية ، وعروش الملوك والأمراء والسلاطين العرب، في الوصول الى سدة الحكم وتسلم زمام السلطة وشؤون البلاد في مصر وتونس عبر الانتخابات التشريعية والدستورية ، التي جرت عقب انتصار الثورات والانتفاضات الشعبية ، التي سميت بـ "ثورات الربيع العربي" واطاحت بنطامي مبارك وزين العابدين . لكن حلاوة هذه الانتصارات لم تدم طويلاً ، بعد تراجع شعبية التيار الديني في اعقاب تولي السلطة ، نتيجة الأخطاء التي مارستها وارتكبتها قيادات الإخوان المسلمين ، وفشلها في تلبية وتحقيق مطالب الثورة المصرية ، فضلاً عن تردي وسوء الأوضاع والأحوال الاقتصادية المنهكة بالأساس ، التي شكلت عاملاً رئيسياً وسبباً مباشراً في اندلاع ثورة الجماهير ، كذلك افتقارهذه القيادات للرؤيا السياسية واخفاقها في حل المشكلات العالقة والقضايا المفصلية الجذرية التي تواجه مصر وشعبها . ناهيك عن انتهاكها حقوق الانسان وتفردها بالسلطة وهيمنتها عليها ، واعتمادها سياسة التهميش والاقصاء والتشدد تجاه الآخرين من قوى وأحزاب المعارضة ، وعدم اشراكها في صياغة وبناء ملامح المستقبل المصري . كل هذا أدى بالتالي الى تأجج الغضب الشعبي وانفجار التسونامي الجماهيري ، الذي جعل الجيش المصري بقيادة اللواء عبد الفتاح السيسي من اتخاذ القرار بعزل مرسي والاطاحة بحكم الاخوان المسلمين ، الذي كاد ان يدخل مصر في أكبر فتنة داخلية لا تحمد نتائجها وعواقبها .
يمكن القول ، ان ما حصل في مصر من عزل مرسي، وفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة ، واعتقال قيادات الإخوان وزجهم في المعتقلات ، واعلان المحكمة المصرية عن حظر جماعة الإخوان ، كل هذا يمثل انتكاسة كبرى للتيار الديني ولجماعات وحركات الاسلام السياسي ، ويعمق أزمتها ويجعلها في اسفل السلم ، وفي طريق الأفول والزوال عن المشهد السياسي والفكري المصري والعربي .
الانتكاسة الراهنة التي تواجه التيار الديني من شأنه خلق واقع جديد في مصر والوطن العربي وافراز ظواهر سياسية واجتماعية جديدة ، وبعث الروح الثورية ودب الحياة في الفكر السياسي العربي وفي حركة التطور العربية ، واعادة الوهج والنضرة للعقلانية ولفكر التنوير العربي . وازاء ذلك فإن المطلوب من الأحزاب والتيارات السياسية التقدمية العربية ، التي تحمل راية التقدم والحرية والديمقراطية والحداثة والمعاصرة والمعرفة والتنوير والعقلانية تجديد ذاتها ، والتحرر من عصبويتها وفئويتها فكراً وممارسة ، واعتماد الديمقراطية أساساً في النضال والعمل الثوري والممارسة اليومية والاجتماعية ، والعمل على اعادة بناء وارساء صرح النهضة الثقافية والعلمية ، الذي تم بناؤه في أواخر القرن التاسع عشر على أيدي رجالات الاصلاح والتنوير ، ونراه اليوم حطاماً ، وصولاً الى احداث التغيير المنشود والمأمول ، واجراء الاصلاحات الدستورية والسياسية ،وتصفية واجتثاث جذور مجتمعنا الذي يرزح تحت عبء التقليد وتقديس القديم ، وإنشاء مجتمع عصري ومدني حديث ، وانعاش مؤسساتنا الثقافية والعلمية ، وتحقيق الانتصار للعقل والابداع العربي .




#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساجد للعبادة وليس للسياسة ..!
- ماذا وراء الهجوم على الأزهر وشيخه الدكتور احمد الطيب ..؟!
- إنهم يحرقون الكتب ويغتالون الفكر ..!
- سوريا تصنع تاريخها ..!
- رحيل المقكر والكاتب الفلسطيني د. فوزي الأسمر
- نحو انتخابات السلطات المحلية ..!
- عدد جديد من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- صفحة من تاريخ جماهيرنا العربية الفلسطينية / الاضراب الوطني ا ...
- في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا..!
- في رحيل الدكتور أسامة الباز عميد الدبلوماسية المصرية
- ذكرى مجزرة صندلة
- القائد والمناضل بشير البرغوثي في ذكراه ال 13
- وسقطت ورقة التوت عن البرادعي ..!
- عن السيسي ومستقبل مصر المنظور ..!
- انهم يدقون طبول الحرب ضد سوريا.. 1
- في ذكراه : محمود درويش / لماذا يموت الشعراء ؟!
- هوامش على يوم القدس ..!
- شاعر الحرية والمقاومة شيركو بيكَس يلملم اوراقه ويرحل ..!
- رحل القاص والروائي العراقي عبد الستار ناصر
- باقة زهر لصحيفة -طريق الشعب- في عيدها ال 78


المزيد.....




- فيديو: إصابة 11 شخصاً من بينهم طفل في قصف على مدينة يبلغورود ...
- إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق
- بالفيديو..-القسام- تستهدف جرافة عسكرية وتقصف قوات إسرائيلية ...
- لوكاشينكو يطلب من قوات الأمن البيلاروسية ضمان سلامة القاضي ا ...
- السعودية.. أستاذ ينقذ طالبا من الاختناق بـ-نباهة وفطنة- ويثي ...
- -السلحفاة-.. ابتكار روسي جديد لاختراق دفاعات العدو (فيديو)
- فيديو بكاء وصراخ من داخل سجن يثير جدلا على مواقع التواصل..هل ...
- انطلاق مسيرة النصر بالسيارات في بيروت
- ألمانيا تعلن عزمها على شراء منظومات -هيمارس- الصاروخية لتسلي ...
- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الإسلام السياسي ما بين الصعود والأفول ..!