|
مع كتاب -المدخل إلى أدب مصطفى مرار - لمؤلفه طارق أبو حجله
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 13:21
المحور:
الادب والفن
مع كتاب "المدخل إلى أدب مصطفى مرار " لمؤلفه طارق أبو حجله شاكر فريد حسن "المدخل إلى أدب مصطفى مرار" هو عنوان كتاب صادر عن قسم الثقافة العربية في وزارة العلوم والثقافة ، لمؤلفه طارق أبو حجله ، مفتش اللواء للمدارس العربية في لواء المركز . وهو غيض من فيض الرسائل وكلمات التكريم والتقريظ والإطراء والخواطر والهمسات الصادقة والمقالات والدراسات النقدية والتحليلية في أعمال الأديب والقاص اللامع مصطفى مرار ، الذي يعتبر وبحق من أعلام وطلائع القصة الفلسطينية المعاصرة . جاء الكتاب في (570) صفحة من الحجم الكبير ، وأهداه مؤلفه إلى "روح والده ، وإلى أبناء وبنات جيله أحياءً وأمواتاً ، وإلى أولئك الذين عاشوا وعاصروا تلك الحقيقة التي صورها الكاتب مصطفى مرار في أدبه ، وإلى الجيل الذي عاش أحداث الوطن منذ بدايات العشرينات من القرن الماضي ". يستهل أبو حجله كتابه بمقدمة يشير فيها بأنه لم يكتب في الأدب وإنما قارئ جيد ، يقرأ الأدب ويتذوقه ، ولربما كان إعجابه بشخصية وكتابات أستاذنا الأديب مصطفى مرار وقربه الروحي والمكاني من الأجواء التي يكتب عنها .. ومنها .. وفيها .. ولها ، هو ما دفعه إلى الوقوف عند بوابة هذا الفن الرفيع ، فن الأدب والكتابة . ثم يؤكد بان كل كلمة قرأها من إنتاج مصطفى مرار كانت زاداً أثرى ثقافة جيله وثقافتنا عامة ، ويرجو بأن يكون قد وفق في تقديم هذا العمل ، بل هذه الورشة التي تعرف القارئ العربي وتؤرخ لهذا الكنز الثقافي الأدبي الذي اسمه "مصطفى مرار" . ما يميز هذا الكتاب هو ذلك الجهد التجميعي الدائب الذي بذله مؤلفه طارق أبو حجله ، فجاء الكتاب مدخلاً ومرجعاً هاماً نهتدي من خلاله إلى العديد من المقالات والدراسات المتناثرة في الصحف والمجلات والدوريات الأدبية المختلفة ، التي تتناول تجربة مصطفى مرار الإبداعية والتحولات التي طرأت على قصصه ضمن مساره الأدبي القصصي. يقسم أبو حجلة كتابه إلى ستة أبواب ، الباب الأول : ويضم رسائل إلى الكاتب كان كتبها وأرسلها كتاب ومحاضرون ورؤساء ومؤسسات وطلاب ومديرو مدارس ومربون. الباب الثاني : ويشتمل على مختارات من كلمات التكريم المنشورة في مجلات "الأسوار" و"الشرق" و"المواكب" التي كرمت الكاتب واحتفت بأدبه . الباب الثالث : ويحوي حوارات أجريت مع مصطفى مرار وأدارها الأخوة "نبيل عوده ، غدير جرايسي، أمل حسين ، رياض بيدس ، سامر خير ، المرحوم محمد حمزة غنايم ، رافع يحيى، سهاد مصاروه ، إبراهيم موسى إبراهيم ، أمل قعيق" ، كما ويضم هذا الباب تأملات في أعمال مصطفى مرار الناجزة في مجال الأدب . الباب الرابع ، ويشتمل على مقدمات لبعض مؤلفات مصطفى مرار . الباب الخامس : يشمل خمسة فصول وتتضمن الأبحاث التي تناولت القصة والأقصوصة في أدب مصطفى مرار وما قيل يوم بلوغه السبعين من عمره . الباب السادس والأخير: وهو عبارة عن مختارات من قصص مصطفى مرار . يلاحظ قارئ الكتاب أن الذين كتبوا عن مصطفى مرار وأدبه يتفقون ويجمعون على بساطته وإنسانيته وغزارة إنتاجه ومستواه الرفيع ، وثورته عل مجتمعه التقليدي المتزمت ،علاوة على توزيع همومه على قضايا وطنية واجتماعية وسياسية وتربوية ، ومعالجة حياة المجتمع القروي الريفي بعمق كبير، وأسلوب قصصي رشيق ، وحبكة متينة ، وحيوية نابضة ، وطابع رومانسي متكامل . ويرى الباحث والناقد الفلسطيني عبد الرحمن عباد أن مصطفى مرار ليس الاستثناء ، و لكن القاعدة وسيظل هكذا ، بينما يرى المرحوم سالم جبران أن مصطفى مرار لا يمارس الضجيج ولا يجب الضجيج ، ونادراً ما نسمعه يتكلم عن نفسه ، وهو يمتاز بميله الراسخ والمثابرة إلى البساطة ، ويجمع الكلمات بإناء وصبر وهدوء ، ويرسم من الكلمات البسيطة لوحة جميلة صادقة عن الحياة . في حين يؤكد الشاعر شفيق حبيب أن مصطفى مرار مؤسسة ثقافية عامة ، وفي إبداعاته تتمثل مسيرتنا الفلسطينية مع الأرض والإنسان بشمولية تثير الدهشة . ويكتب الدكتور يحيى جبر رئيس قسم اللغة بجامعة النجاح الوطنية عن "مصطفى مرار وثورة الكلمة " مشيراً إلى أنه دقيق في لغته ، وعلى درجة عالية من الضبط والترقيم ، يعرف ما يريد ويعبر عنه بلفظ فصيح ، فتأتي عبارته على بساطتها بليغة ، ويسرد الأحداث في تلقائية رائعة . ويخلص إلى القول :" أن مصطفى مرار أسهم بحكاياته وكتاباته في المحافظة على الهوية الفلسطينية بأبعادها ومقوماتها المختلفة ، على الرغم من رياح الغزو العاتية ". أما الشاعر والكاتب الفلسطيني محمد علوش فيلحظ بأن لمصطفى مرار خصوصية السردية والفلسفية ، وله أبجديته الخاصة في عملية البناء والتراكيب اللغوية ، وأنه يتقن اختزال النص ويعمل جاهداً للحفاظ على صدق فكرته وتطوير الحدث بأسلوبه البسيط المحبب والجذاب . وهنالك كلمة تقريظ جميلة كتبها المربي والكاتب فتحي فوراني عن مصطفى مرار النبع الذي لا ينضب ، يوضح فيها أن أبا نزار من الذين نكبر فيهم تواضعهم وعطاءهم الغزير الذي لم ينقطع على مدى خمسين عاماً ، ولا يمكن أن نذكر القصة الفلسطينية وبداياتها دون أن نرى فيه واحداً من آبائها وواضعي اللبنة الأولى والشاهدين على ميلادها . وفي الكتاب الكثير من الشهادات والآراء وكلمات الإطراء والتقريظ عن مصطفى مرار ، الإنسان والموقف والكاتب الأصيل، الذي علمنا دروساً في عشق الكلمة ، وغرس فينا القيم الحضارية والأخلاقية والجمالية والفرح الإنساني الكبير ، واترك هذه الشهادات للقراء كي يستمتعوا فيها . صفوة القول ، هذا الكتاب يرسم شخصية مصطفى مرار التي أجمع حولها الدارسون ، ويشكل مدخلاً للولوج إلى عالمه القصصي وفضائه الأدبي الخصيب والغني ، وهو إضافة نقدية تثري أدبنا ، ويمكن اعتباره مرجعية أدبية لمن يريد أن يعرف شيئاً عن واحد من رموز ثقافتنا العربية في هذه الديار . وإننا إذ نقدر الجهد الذي بذله المؤلف طارق أبو حجله في تجميع المواد ، نتمنى له ولصديقنا الكاتب الرائع أبي نزار العمر المديد والعطاء الثر ، وإلى اللقاء في كتب أخرى ، وهي بلا شك قادمة .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أه يا يافا..!
-
في الوضع السوري
-
إصدار العدد العاشر من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
-
لبنان على فوهة بركان وشفا حرب أهليه..!
-
في مواجهة خطة كيري
-
العملية الديمقراطية ومستقبل العراق ..!
-
في ظاهرة انتحار الشعراء والمبدعين ..!
-
مات فنان الشعب الملتزم فؤاد سالم
-
مستقبل قوى اليسار بعد فشل مشروع الاسلام السياسي
-
عندما يموت المبدع متجمداً من البرد والصقيع ..!
-
ماذا تراجع دور المثقف ..؟!
-
أين هي بشائر المصالحة الوطنية الفلسطينية ..؟!
-
كلمات قليلة في وداع الناشط الحقوقي الفلسطيني د. اياد السراج
-
الواقع العراقي ودور المثقف ..!
-
مع الشاعر والمناضل الفلسطيني محمد علي صالح
-
عدد جديد من مجلة -الاصلاح- الثقافية في الأسواق
-
متى يتوقف الارهاب في العراق ..؟!
-
الذكرى ال (26) للانتفاضة الفلسطينية المجيدة
-
وداعاً احمد فؤاد نجم ، شاعر الغلابا وسفير الفقراء
-
متطلبات المرحلة فلسطينياً ..!
المزيد.....
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|