أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عبد الناصر ليس بحاجة إلى دفاع ..!














المزيد.....

عبد الناصر ليس بحاجة إلى دفاع ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4342 - 2014 / 1 / 22 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نشر عضو الكنيست النائب إبراهيم صرصور عن الحركة الإسلامية الجنوبية مقالاً تحريضياً في ذكرى ميلاد القائد العربي والزعيم المصري الملهم جمال عبد الناصر ، ينضح حقداً وكراهية عمياء لعبد الناصر إنساناً وقائداً وفكراً ورمزاً تاريخياً . وهذا الحقد الدفين ليس أمراً مستهجناً ومستغرباً على إبراهيم صرصور وأمثاله ممن ينتمون للتيار الإسلامي وينضوون تحت راية وخيمة "الإخوان المسلمين" ، الذين يكنون الكراهية والعداء الشرس للفكر الناصري ، وفي كل مناسبة أو بغير مناسبة يلجئون لتشويه الصورة الناصعة لهذا القائد الرمز للأمة العربية والإسلامية .
إن عبد الناصر ليس بحاجة إلى دفاع وهو في ضريحه ، فيكفيه هذا الحب الجارف له في قلوب وأفئدة الناس والجماهير على طول وامتداد الوطن العربي . فرغم مضي أربعة وأربعون عاماً على وفاته إلا أنه لا يزال وسيظل يعيش في قلوب وعقول جميع الوطنيين والقوميين العرب وشرفاء وأحرار العالم وكل المناهضين للظلم والقهر والاحتلال والإستعمار ، ولا تزال صوره وشعارات ثورته المجيدة ، ثورة 23 يوليو 1952 ، تتصدر الساحات العامة والميادين العربية ، وترافق جميع الانتفاضات والحراكات الشعبية في مصر والبلدان العربية .
لقد ارتبط عبد الناصر بمعاني العزة والكرامة والحرية والاستقامة والنقاء والتضحية والبذل والعطاء وطهارة اليد والصدق مع الذات والآخرين . وقد عاش حياته وكرسها في خدمة قضايا وطنه وشعبه وأمته ، ووقف بكل صلابة وبسالة وقوة في وجه كل المتاجرين بالدين والمستغلين له نفاقاً وكذباً وقتلاً وإرهاباً . ويكفيه فخراً انجازاته المادية العظيمة كتأميم قناة السويس وبناء السد العالي وتمصير الشركات الأجنبية والتعليم وإنارة الأرياف المصرية وإيصالها بالتيار الكهربائي وبناء مصانع الحديد والصلب وسواها الكثير . ويكفي أنه حارب الأمية وصان الوحدة الوطنية الكفاحية والنسيج الاجتماعي المتماسك بين فئات وشرائح المجتمع المصري . ولعل المرحلة الناصرية هي من أبهى وأرقى المراحل في العصر العربي الحديث ، ففيها ازدهرت الثقافة وفنون الأدب والشعر والموسيقى والغناء والسينما والمسرح ، وسادت العقلانية والفكر الديمقراطي الحر ، وتماهى الشعب المصري مع هموم وعذابات الأمة العربية في معاركها الوطنية ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية .

ولا يكتفي إبراهيم صرصور بمهاجمة عبد الناصر بل صب جام غضبه على ما يسميهم بـ"الانقلابيين " في مصر ، متوهماً ومتخيلاً أن الإخوان سيعودون إلى سدة الحكم .
إن صرصور يقلب ويشوه الحقيقة ، فما جرى في مصر ليس انقلاباً عسكرياً ، بل انتفاضة غضب وانتفاضة شعب ، وجماعة الإخوان جنت على نفسها وأثبتت فشلها في الحكم ، وكادت تحول مصر إلى عزبة ومزرعة لعناصرها وأنصارها ، وبدلاً من إيجاد الحلول والمعالجة الصحيحة لقضايا المجتمع المصري ، الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية ، والقيام بإجراءات جذرية تتناسب والظروف الثورية الجديدة التي أتت فيها للسلطة ،لكي يشعر الإنسان المصري في مردوها الايجابي ، وبدلاً من السير على طريق التقدم والازدهار ، بدلاً من ذلك عملت جماعة الإخوان على إلغاء الآخرين من شركاء الثورة والميادين والمعتقلات ، وحاولت السيطرة بالكامل على مفاصل الدولة والسعي إلى "أخونتها " ، وأثبتت خوائها الفكري وبأنها شعار بلا جوهر ، فتبددت آمال وأحلام الشعب في الحرية والديمقراطية والكرامة ، وحلت محلها معاناة وعذابات يمكن اختزالها بالفوضى والتهميش والمستقبل المجهول المظلم . وليعلم النائب صرصور أن جماعة الإخوان تلقت ضربة قاصمة بعد الإطاحة بمرسي وسقط مشروعها الظلامي الاقصائي ، ولن تقوم لها قائمة ، ولن تعود للحكم أبداً .
وفي الإجمال يمكن القول أن الحركات الإخوانية تبغي من وراء هجومها المنفلت ضد عبد الناصر الطعن بالمرحلة الناصرية بتناغم مخيف ، ولكن ذلك لن يؤثر على التراث الناصري والمكانة التي يحتلها هذا القائد الخالد في العمق والوجدان الشعبي ، فهو شخصية محورية ومفصلية في التاريخ العربي المعاصر ، وله دور مهم في صنع تاريخ المنطقة العربية ، وشكلت وفاته كارثة عظيمة وخسارة فادحة للحركة الثورية العربية وللنضال الوطني التحرري العربي .وكم نحتاج في أيامنا هذه إلى ناصر جديد يقود مصر نحو المستقبل الأفضل والأجمل ، ونرى في الفريق عبد الفتاح السيسي قبساً من نوره وفكره . ومهما تطاول الأقزام على عبد الناصر فلن ينالوا منه ، وسيبقى اسمه محفوراً في قلب كل عربي حر وشريف . وليخيط إبراهيم صرصور بغير هذه المسلة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر (جنيف -2) والمحاولات الأمريكية لإفشاله ..!
- مستقبل مصر مع الفريق عبد الفتاح السيسي
- حوار مع الشاعرة الفلسطينية أمنه حسين أبو مهنا
- شيخ الليبرالين الجدد الدكتور شاكر النابلسي يترجل عن صهوة الح ...
- واقع قوى اليسار الفلسطيني ومستقبله ..!
- جماهيرنا العربية الفلسطينية والتحديات المقبلة ..!
- حول أدب الثورة الفلسطينية
- مع كتاب -المدخل إلى أدب مصطفى مرار - لمؤلفه طارق أبو حجله
- أه يا يافا..!
- في الوضع السوري
- إصدار العدد العاشر من مجلة -الإصلاح- الثقافية الشهرية
- لبنان على فوهة بركان وشفا حرب أهليه..!
- في مواجهة خطة كيري
- العملية الديمقراطية ومستقبل العراق ..!
- في ظاهرة انتحار الشعراء والمبدعين ..!
- مات فنان الشعب الملتزم فؤاد سالم
- مستقبل قوى اليسار بعد فشل مشروع الاسلام السياسي
- عندما يموت المبدع متجمداً من البرد والصقيع ..!
- ماذا تراجع دور المثقف ..؟!
- أين هي بشائر المصالحة الوطنية الفلسطينية ..؟!


المزيد.....




- بروفيسور يقول إن ترامب يفتقد إحدى أدوات القوة الرئيسية.. ما ...
- متجر شاي وقهوة عمره 400 عام يواجه الإغلاق في أمستردام مع ارت ...
- الكرملين يستضيف مهرجان الطريق إلى يالطا
- الدفاع الروسية في حصاد الأسبوع: إصابة أنظمة استخبارات إلكترو ...
- المخابرات المركزية الأمريكية تدعو الصينيين في مقطعي فيديو لل ...
- حادثة طعن بمحطة القطارات المركزية في أمستردام
- الحصبة تتفشى في خُمس الولايات الأمريكية وعدد الحالات يقترب م ...
- -الشاباك- يعزز وسائل حماية نتنياهو
- الصليب الأحمر الدولي: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الا ...
- حكومة أوكرانيا تحيل إلى البرلمان اتفاقية المعادن للمصادقة عل ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - عبد الناصر ليس بحاجة إلى دفاع ..!