أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - أبو تمام في مواجهة داعش ..!














المزيد.....

أبو تمام في مواجهة داعش ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 21:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبو تمام في مواجهة داعش ..!
شاكر فريد حسن
يواصل الداعشيون حربهم على كل شيء ، على الحياة والناس والوطن والطبيعة والجغرافيا والتاريخ وصولاً إلى تحطيم التماثيل . فبعد أن احتلوا وامتهنوا الموصل العراقية التاريخية وسقطت بقبضة أيديهم أشاعوا في جنباتها مظاهر القتل والدمار والخراب ، وانتهكوا أسرار آشور ، ويحاولون بالقوة فرض أفكارهم وتجذير قوانينهم ودستورهم في أزقة وساحات وميادين العراق ، ويقومون بذبح أبناء الموصل وتفجير الكنائس والمساجد ومراقد الرموز الإسلامية فيها ، وفرض جهاد النكاح على النساء العراقيات ، ومن ترفض تغتصب ثم تذبح .
وقبل أيام أقدمت داعش على هدم وتحطيم تمثال الشاعر العباسي ، أمير البيان أبي تمام . وهذا العمل البربري الإرهابي الأخرق والمشين الذي نفذه الداعشيون بحق احد رموز الشعر العربي ، هو استمرار لما قامت فيه المجموعات السلفية المعارضة التي تنتمي لجبهة النصرة في سورية العام الماضي ، حيث حطمت وكسرت تمثال أبو العلاء المعري في معرة النعمان باعتباره من "الزنادقة "، وما قام فيه المتشددون المتعصبون في مصر بقطع رأس تمثال عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وتمثال سيدة الغناء العربي أم كلثوم .
وفي حقيقة الأمر أن تحطيم التماثيل ونهب الآثار هو جزء من المأساة الرهيبة التي حلت بتراثنا الفكري الحضاري العربي ، وهو تدمير للهوية والتاريخ والحضارة وحتى المستقبل ، وبمثابة تحريض واعتداء على حرية التفكير والمعتقد ، وقطع رأس الفكر والحرية والديمقراطية .
والداعشيون بعملهم الإجرامي هذا يريدون استئصال واغتيال شاعر القوة والجزالة أبي تمام ، الذي ولد لأب مسيحي واعتنق الإسلام وقال "السيف أصدق أنباء من الكتب" مادحاً الخليفة المعتصم بعد استيلائه على عمورية إحدى حصون وقلاع الروم . لكنهم لم يدركوا أن انقضاضهم على رأس الشاعر العباسي أبو تمام أعادوا الروح من جديد لصاحب "الحماسة " و"فتح عمورية" ، وأعادوا إحياء قضية حرية التفكير والمعتقد .
وامام هول هذه الحادثة بل الكارثة الثقافية ، نتذكر ما قاله الشاعر اليمني الكبير عبد اللـه البردوني في قصيدته الشهيرة "أبو تمام وعروبة اليوم " حيث قال :
ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني عفواً سأروي ..ولا تسأل.. وما السبب
اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة وموطن العرب المسلوب والسلب
حكامنا أن تصدوا للحمى اقتحموا وأن تصدى له المستعمر انسحبوا

أننا نحتج وندين تحطيم تمثال أبي تمام في الموصل ، ونؤكد أن روحه ستظل تطارد الدواعش في المعركة الطويلة ضدهم حتى الانتصار عليهم ، وتسييد فكر التنوير وثقافة النور والحرية والعدل والديمقراطية .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديب فتحي فوراني وسيرة -بين مدينتين-
- عدوان احتلالي متواصل
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلة -الآداب-
- حول انتخابات الرئاسة السورية
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلات لم تعش طويلاً .. ...
- صدر العدد الجديد من مجلة -الإصلاح- الثقافية
- عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلات دار -اليسار-
- الكاتبة عناق مواسي : كنت اندهش من صانعي اللغة كيف يستطيعون ع ...
- اصدار عدد نيسان من المجلة الشهرية الثقافية -الإصلاح-
- بشرى المصالحة الوطنية الفلسطينية
- عن منع عروض -وطن على وتر- وقمع الإبداع..!
- اعتداء عنصري جبان
- صالون مي زيادة الأدبي في أريحا..!
- آفة النفاق الاجتماعي
- في مواجهة الراهن
- تجريم للعمل والنضال السياسي والميداني ..!
- وقفة تأملية في واقعنا الاجتماعي..!
- الشاعرة نداء خوري بين ارتعاشات الجسد واشراقات الروح
- ذكرى راشيل كوري


المزيد.....




- -نساء الزرافات- في تايلاند..هكذا وثق مغامر إماراتي واحدة من ...
- كيف تحوّلت ألعاب الفيديو إلى ساحة لتجنيد المتطرفين؟
- فاديفول في زيارة رسمية لأوكرانيا تأكيدا لمواصلة الدعم الألما ...
- حرب السودان.. عندما يصبح الصحفي سائقا والمهندس مزارعا
- هل تحتوي الإيصالات الورقية على مادة سامة؟
- هل تنجح ضغوط واشنطن في التوصل إلى صفقة تنهي حرب غزة؟
- سلاح حزب الله بين الضغوط والجدل اللبناني وترقب الرد
- أوسع هجوم روسي منذ بدء الحرب.. رسالة حادة للغرب
- غروسي ينسف رواية ترامب.. مشروع إيران النووي لم يُقبر بعد
- ضربات ترامب على إيران تعزز تمسّك كوريا الشمالية بترسانتها ال ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - أبو تمام في مواجهة داعش ..!