|
الكاتب محمد كمال جبر نورس فلسطيني آخر يودع الدنيا
شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 21:33
المحور:
الادب والفن
فقدت الأوساط الأدبية والثقافية الفلسطينية ، هذا الأسبوع ، الكاتب محمد كمال جبر ، احد نوارس الأدب والمسرح والكتابة للطفل في الوطن المحتل ، ومن الأسماء البارزة في حقول الإبداع ، الذي غيبه الموت اثر عارض صحي لم يمهله طويلا . ينتمي محمد كمال جبر إلى الجيل الأدبي الفلسطيني الذي ظهر على الساحة بعد الاحتلال عام 1967 ، وساهم في تأسيس وبلورة حركة ثقافية وأدبية ملتزمة مقاومة وملتحمة بحركة الجماهير ، جيل علي الخليلي واسعد الأسعد وجمال بنورة وأكرم هنيه وعادل الاسطة واحمد رفيق عوض وفخري صالح واحمد حرب وسامي الكيلاني وغيرهم الكثير . عرفنا الراحل محمد كمال جبر من خلال نصوصه المسرحية التي كان ينشرها في المجلات الثقافية والملاحق الأدبية الأسبوعية الفلسطينية كالبيادر والفجر الأدبي والكاتب والشعب والطليعة ، ومن خلال أعماله التي أصدرتها دور النشر الفلسطينية ومنها الكاتب ودار الأسوار العكية . محمد كمال جبر من مواليد العام 1948 في كفر سابا ، نزح مع عائلته وهو طفل إلى مخيم بلاطه بنابلس ، فعاش تجربة المخيم ، وعاني ما يعانيه أبناء المخيمات من بؤس وشقاء وقهر وفقر مدقع ، وفيه أتم دراسته الابتدائية ثم أنهى الثانوية العامة في نابلس ، وبعد ذلك التحق بالجامعة الأردنية وتخصص في الرياضيات ، عاد بعدها للضفة الغربية ومارس التدريس في مدارس وكالة الغوث ، وأسس بعد عودته مع مجموعة من مثقفي نابلس أول تجمع مسرحي فيها هو "مسرح الزيتون" ، ووظف الفن المسرحي في خدمة القضايا الوطنية وخصوصاً في مرحلة الانتفاضة الأولى ، ولكن المسرح أغلق من قبل سلطات الاحتلال بعد فترة وجيزة . كان محمد كمال جبر من مؤسسي الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ، وبعد مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية التحق باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وبقي يعمل فيها حتى تقاعده قبل سنوات . عرف جبر بغزارة إنتاجه المسرحي وخاصة للأطفال والفتيان ، وبعد تقاعده تولى رئاسة تحرير مجلة "وعد" الصادرة عن حركة التحرير الوطني الفلسطينية والمتخصصة بشؤون الأطفال . صدر لمحمد كمال جبر مجموعة مسرحيات وقصص قصيرة للأطفال والكبار وهي : " لا بد أن ينزل المطر " ، محاكمة الكبار ، الذئاب والمدينة " – عن دار الكاتب في القدس عام 1978 ، و"شوال طحين " (مجموعة قصصية 1980) ، و"زياد والعصافير" (قصة للأطفال 1980) ، و"نعمة الحياة " ، و"رقصة خلد" و"سقوط القلعة " ، و"التحدي" و"فاطمه والقطة" (قصص للأطفال) ، و"على باب السلطان " (مسرحية للأطفال) و"حريق الفصول " . وله أيضاً مجموعة شعرية بعنوان "حريق الفصول " صادرة عن منشورات اتحادات الكتاب العرب 1999، وكتاب "المثل الشعبي الفلسطيني " الصادر عن دار الجندي في القدس ، الذي يقول عنه : " لا أنكر أن المثل الشعبي قد فتح نافذة للمعرفة عندي ، فوجدتني أقرأ ما يقع بين يدي ، من كتب حوله ، وقد وجدت فيما قرأت نقصاً في الأمثال الواردة فيها ، أو لنقل أن كثيراً من الأمثال التي كنت أحفظها لم تكن موجودة فيها ، إضافة إلى أن بعضها كان يحتوي على أقوال ، أو حكم ، أو أحاديث دينية أو آيات من القرآن أو أسفار من الإنجيل . اعتقد أن هذا الكتاب استوفى معظم الأمثال الشعبية الفلسطينية الناجمة عن التجربة الجمعية الحياتية ، وليس كلها فالمجتمع مليء بالأمثال الشعبية التي تحتاج إلى باحثين آخرين يكملون المسيرة كما كنت آمل بمشروعي الثاني الاستزادة في البحث وجمع قصة كل مثل " . تتميز كتابات محمد كمال جبر بتنوع موضوعاتها وبغنى مضامينها ، وارتباطها بالحياة الفلسطينية اليومية في ظل الاحتلال الجاثم ، وتجسيد لها ، وترتفع إلى مستوى المأساة فتلامس الجرح الكبير وتعكس الهم الوطني بفنية راقية . وشخصيات قصصه ومسرحياته مسحوبة من أرضية الواقع وتتلاءم مع الحدث وتنسجم معه . محمد كمال جبر كاتب أصيل وملتزم مسكون بالهم والحلم والوطن الفلسطيني ، ترك أثره المميز في حصيلة الفن المسرحي والكتابة للأطفال . كانت حياته قصيرة إذا قيست بعمر الزمن ، غير أنها ضجت بعمق التجربة النضالية والتحررية الفلسطينية بغزارتها وثرائها ، وحفلت بالعطاء الغزير والنشاط الثقافي والإبداع الأدبي . رحمك اللـه يا أبا حسن ، فالكل يشهد أنك كنت إنساناً نبيلاً وصادقاً ناكراً للذات ، ووفاتك خسارة للحركة الأدبية الفلسطينية ، وسنفتقدك في هذه الأيام الصعبة التي يمر فيها شعبنا ، شعب الجبارين . نم قرير العين مرتاح البال ، فالغد قادم وليل الاحتلال لا بد أن ينقشع ويزول ويبزغ فجر الحرية .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتتوقف حرب الإبادة..!
-
هويتنا الوطنية ..!
-
المطلوب لجم الحرب العدوانية على غزة ..!
-
الحكومة الإسرائيلية تدفع الفلسطينيين باتجاه انتفاضة ثالثة ..
...
-
-عابرون في كلام عابر -
-
لأجل عراق موحد ..!
-
جورج حزبون .. وداعاً أيها المناضل والنقابي الفلسطيني العريق
...
-
صدور عدد حزيران من مجلة -الإصلاح- الثقافية
-
زكي الكرمي .. وجه في الذاكرة !
-
حوار مع الشاعرة الفلسطينية معالي مصاروة
-
قراءة في المشهد العراقي
-
حول تصريحات محمود عباس في جدة
-
أبو تمام في مواجهة داعش ..!
-
الأديب فتحي فوراني وسيرة -بين مدينتين-
-
عدوان احتلالي متواصل
-
المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلة -الآداب-
-
حول انتخابات الرئاسة السورية
-
المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا : مجلات لم تعش طويلاً ..
...
-
صدر العدد الجديد من مجلة -الإصلاح- الثقافية
-
عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر
المزيد.....
-
أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024
...
-
منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع
...
-
“نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه
...
-
مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن
...
-
متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
-
إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
-
مِنَ الخَاصِرَة -
-
ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟
...
-
فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
-
شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|