أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الدور الغائب للمثقف ..!














المزيد.....

الدور الغائب للمثقف ..!


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المثقفون هم صفوة وطليعة المجتمع ، وضمير الشعب ، وصمام أمان الأمة وصوتها ولسانها ، وهم أصحاب رسالة مقدسة ، ويمتلكون مهمة حضارية ، ويؤدون دوراً ريادياً ونموذجياً في صيرورة التغيرات والتحولات البنيوية المجتمعية . كما أنهم يشكلون المرجعية الحقيقية في الإشعاع والتنوير والتثقيف والتغيير والتعبئة والتوعية وإشاعة القيم ، وبمثابة رافعة قوية في نهوض المجتمع وتطوره وتقدمه ، وواجبهم الوقوف إلى جانب شعبهم في السراء والضراء ، في الشقاء والرخاء ، ومكافحة كل الظواهر السلبية التي تجتاح مجتمعهم، والتصدي لها بكل قوة وشجاعة وبشكل موضوعي وهادف .
وإذا نظرنا في واقعنا الراهن نجد أن دور المثقف غائب ومغيب في المشهد العربي ، وليس له أثر في مواجهة المحن والأزمات ، وهناك كثير من المثقفين ارتدوا وتخلوا عن دورهم ووعيهم وقناعاتهم وأيديولوجياتهم ومواقفهم وأصبحوا جزءاً من المحنة نفسها ، وقسم آخر التحق بركب الطغاة من خلال ارتباطه بالسلطة ومؤسساتها القمعية والتعبوية ، وآخرون همشوا وخفتت أصواتهم وتواروا في أوراقهم .
ما من شك أن دور المثقف على الدوام مستهدف ، والأنظمة الديكتاتورية الحاكمة اكتشفت هذا الدور فعملت على مصادرته عبر الكثير من الممارسات والإجراءات القمعية في محاولة لاستمالة المثقفين التقدميين والمتنورين الممهدين لطريق الثقافة الإنسانية ، بهدف تدجينهم وتهميشهم وتسخير الثقافة والأدب والإبداع لصالح المؤسسة الحاكمة وخدمة أهدافها .
إن صوت المثقف في السنوات الأخيرة خافت وأحياناً متلون حسب المصلحة ووفق الأهواء والمطامع الشخصية وغدا عقيماً وعاجزاً ، وتراجع دوره كثيراُ فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية والمصيرية والمفصلية والأكثر حساسية بالنسبة للأمة والشعوب العربية ، التي تئن تحت الفقر والفاقة والظلم والقهر الاجتماعي .
وقد ساهمت الثقافة الاستهلاكية الوافدة والمعلبة في انحسار وتضاؤل هذا الدور وغاب تأثيره النهائي عن الساحة .
ما يجري ويحدث في العالم العربي من فوضى خلاقة ونزاعات وأعمال عنف وقتل وإرهاب على خلفيات دينية طائفية ومذهبية بغيضة ، وتفشي الوباء السرطاني الداعشي الجديد في المنطقة ، يحتم على النخب المثقفة الواعية المسلحة بفكر تنويري طلائعي وقناعات مبدئية ومشبعة بالقيم الإنسانية وتمتلك الوعي الثوري الجماهيري ، تجاوز مرحلة الركود والجمود والقنوط والإحباط واليأس ، والخروج من عنق الزجاجة وزاوية المهمشين والعودة إلى الواجهة واستعادة دورها الحقيقي الذي من المفترض أن تلعبه النخب في عمليات التغيير الاجتماعي والتأثير في عملية اتخاذ القرار الخاص بمستقبل الأمة ، وإتباع استرتيجية جديدة تعيد صياغة وبلورة وعي المجتمع .
فأوطاننا ومجتمعاتنا العربية بحاجة إلى طوفان وتسونامي ثقافي وفكري وانتفاضة في العقل والوعي الجمعي . وهذا يتطلب أوسع واكبر اصطفاف للمثقفين وتكاتفهم مع بعضهم البعض للوقوف بوجه الخطر الداعشي وموجات الفوضى والجهل والتخلف والعنف والإرهاب . وكم نحن بحاجة في هذه المرحلة لمثقفين عضويين وثوريين وتقدميين ورسوليين يحملون فكر ورؤية ثقافية ويعون التاريخ والوقائع ويساهمون في التقدم الإنساني ، ومنحازون للقيم الجمالية والإنسانية والديمقراطية ، وليس التواطؤ نحوها ، خصوصاً بعد رحيل وموت العديد من المثقفين والمفكرين العرب الذي تركوا بصماتهم في الحياة الفكرية المعاصرة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور عدد تشرين اول من مجلة (الإصلاح)
- في خطاب التكفير ..!
- الهدف سورية أم داعش ..؟!
- مرسي -نصير الأقصى- ..!
- الرسائل بين شقي البرتقالة الفلسطينية
- ما بعد معركة غزة ..!
- حرب غزة ، أهدافها ونتائجها ..!
- عدد خاص من -الإصلاح- الثقافية عن شاعر الوطن والمقاومة سميح ا ...
- وانتصرت المقاومة في غزة ..!
- في رثاء منتصب القامة ، نبي الغضب الثوري سميح القاسم
- عدد آب من -الإصلاح- الثقافية
- داعش حركة فاشية وصناعة أمريكية ..!
- سورية يا حبيبتي ..!
- دور المثقف في مواجهة العدوان على غزة ..!
- الموقف المصري تجاه العدوان على غزة - بعض الاستنتاجات
- عذراً غزة، يا جرحنا الباقي
- غزة / ستالينغراد وإرادة شعب لا يقهر
- الأعنية الوطنية الفلسطينية في المعركة ..!
- غزة .. الجرح النازف !
- مجلة -الإصلاح- الثقافية تحيي ذكرى الشاعر والمناضل توفيق زياد


المزيد.....




- -الصواريخ بتعدي فوق روسنا زي الحمام الزاجل-.. محمد رمضان يعت ...
- الحرس الثوري يكشف تفاصيل ضربة مستشفى سوروكا في إسرائيل.. وصو ...
- إعلام عبري: الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مباشرة في مدن تل ...
- سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- تواصل التصعيد الإيراني الإسرائيلي واتهامات إيرانية للوكالة ا ...
- نجم عابر قد يهدد استقرار نظامنا الشمسي
- بوتين وشي جين بينغ: لا حل عسكريا لقضايا الشرق الأوسط
- زاخاروفا: -بريكس- نواة النظام العالمي الجديد
- الكونغرس الأمريكي.. مشروع قرار يلغي -قانون قيصر- المفروض على ...
- توجيهات أمريكية بفحص الحضور الإلكتروني لطالبي التأشيرات التع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر فريد حسن - الدور الغائب للمثقف ..!