أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مليشيات بدر والصدر وجهان لظلام واحد














المزيد.....

مليشيات بدر والصدر وجهان لظلام واحد


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 10:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يتفاجأ ولم يفغر احد فاهه من شدة الدهشة وهول المفاجأة لما يسمعه من القتال المحتدم بين المليشيات الاسلامية الصدرية والبدرية.فالدهشة والمفاجاة تكون عادة لشيئ غير مالوف ولا معتاد او غير متوقع.ولكن عندما يتعلق الامر بالمليشيات و الفرق والاحزاب الدينية فكل شيئ متوقع وليس من اسثناءات ،هم مثل فتاويهم الدينية ،متغيرة متبدلة ،انتهازية الطابع ،غبية التناول ،مظلمة المحتوى ، تحرم اليوم ما ستحلله غدا من دون ان يطرأ اي تغييرعلى الشيئ نفسه ،اكان على جوهره او مظهره. اليوم هو سماحة السيد وغدا يشار اليه بقرن الشيطان واساس الفتنة والخراب والعكس صحيح.
فمقتدى الصدر متهم بجريمة قتل السيد الخوئي وصدر امر بالقبض عليه وعلى اعوانه ولا يزال الامر ساري الفعول لحد هذه اللحظة ،لم تسقطه اي هيئة حقوقية او قضائية.لكن تدخل ،من الاعتراض على تدخله رجسا من عمل الشيطان ،اعاد مقتدى الى حلبة الدين السياسي،دون الاخذ بنظر الاعتبار استقلال القضاء ووجوب احترام القانون المفترض ان يكون جميع الناس امامه ،سواسية كاسنان المشط. لكن مشط رجال الدين لا تتساوى اسنانه الا عندما يمرعلى لحاهم ،فلا يصفف الا اموالهم ومكانتهم وامتيازاتهم،ولا يساوي الا بين عمائمهم.
ورغم فضائع جيش المهدي وافعاله الشنيعة بحق ابرياء الناس وبسطائهم ،ورغم همجيته وفهلوته وطيش منتسيبه واعتدائاتهم المتكررة على الناس في الشوارع وفي محلات العمل وفي الجامعات وفي المنتزهات ،ورغم فرض نزوات شيوخه بالقوة باسم بالمعروف والنهي عن المنكر،ورغم ان هذا الجيش يشكل احد المعوقات الكبيرة في استقرار العملية السياسية ،ويشكل احتياطي تحت اهبة الاستعداد لمشعلي الحرائق والفتن واثارة الاحقاد والبغائض بين مكونات الشعب العراقي،جاهز متى ما دعت الحاجة الى استخدامه واقحامه في كل المنعطفات الحساسة والهامة ،رغم ذلك كله يطلق عليه من يشابهوه في الاعتقاد والمنهج ويخالفونه بالولاء ،من انه فصيل واحتياطي وطني مجاهد في سبيل الوطن والحق.
فيتوجه رئيس الوزراء الى الاب الروحي والقائد الاعلى لجيش المهدي مقتدى الصدر، ليجلس معه على حصير واحد،يتطارح معه شؤون السياسة والاقتصاد والدستور،ويظهران على شاشات التلفزه كصبي اخرق يرشد اباه الشيخ الخرف .يزوره نائب رئيس لوزراء احمد الجلبي ويعلن تفهمه لاسباب عصيانه وهيجانه. ويستقبله السيد علي السستاني في صومعته الممتنعة عن الوصول ،ويرحب به المراجع العظام ايما ترحيب ،ولا احد يعرف لماذا.هل فعلا انه علامة وراسخ في العلم الديني ام لانه اصبح امير حرب .؟ام لانهم مجبورين على ذلك مثلما أُُجبروا على الصمت ايام البعث فتعوده واصبح من طبائعهم،الامر الذي حعلنا نتفهم نعت مقتدى لهم بالمرجعية الخرساء.؟
لكن بالمقابل،هل ان من ينازعه السيطرة والجاه والمركز،يمتلك صفة قانونية او حقوقية او تفويض شرعي ؟ام انه مثله لا يملك شرعية غير شرعية السلاح والتهديد بالانهاء والوعيد باشر العواقب للمعترضين.؟
هم مثله ،لا يختلفون عنه ابدا سوى باختلاف الولاء لرجل اخر ،فالولاء لصاحب العمامة وليس للناس ،وليس من اقتداء بـ ،اعرف الناس بالحق ولا تعرف الحق بالناس،فاالعمامة اصبحت اليوم هي صولجان الحكم وكرسيه وكرباجه .من اعتمرها اخضع الحق لصالحه و دانت له رقاب الناس ،طالما كان الجهل هو اساس العلم واساس المعرفة وطالما خيم الدين على الاذهان كما يخيم الظلام على الاشياء فيجعلها معتمة.
ما يلفت النظر هو ان الدولة لا تتدخل لانهاء القتال وتلقي القبض على الجناة ،انما يخرج رئيس وزرائها على شاشة التلفاز ليرتجل خطبة دينية وكانها حديث يوم الجمعة،عن الحب والتسامح والمغفرة، ثم يترحم على سماحة فلا ن وفلان والثناء على انجالهم والاشادة بجنودهم المدججين بالسلاح والقنابل . يترجاهم الهدوء وتفويت الفرصة على من يحاول التصيد في المياه العكرة ويتعهد ببناء مكتب الصدر.رئيس الدولة يلغي دور الدولة ويلغي دور القانون ودور رحال القانون وحق الضحايا ولا يشير الى المسؤول عن الخراب والدمار والترويع ولارهاب.ولا يطالب بنزع سلاح المليشيات الاسلامية لانها غير شرعية خاصة تلك التي تدعي ان لها جيش يوازي الجيش النظامي بقوته ويتفوق عليه عددا ،بل يطلب منهم ظبط النفس وعدم الانجرار الى مؤامرات النيل من الحكومة وليس الكف عن توريع الناس وقتلهم وانزال الخراب ببيوتهم.
وتتوالى الاعتذارات لصبي اقل ما يقال عنه انه معتوه ،فهادي العامري زعيم مليشيات بدر المسلحة يعتذر ،واكرم الحكيم عضو الجمعية الوطنية يعتذر ،والطلبانيرئيس الجمهزرية يتصل تلفونيا لطمانته،وعبد العزيز الحكيم يستجيب لطلب مقتدى ويسارع بالاعتذار.افليس له الحق بعد الان ان يفرض ظلمه وظلامه على الشارع ويجبر الناس زفرض عليهم اتباع اوامره واوامر جيشه الهمجي.؟

موقف رجال الدين والاحزاب الاسلامية من ما يحدث في العراق الان من قتل وارهاب هو مجرد نموذج مصغرعن خراب عام وشامل سيكون اشد واقسى ان هم استطاعوا فرض هيمنتهم على السطلة وان لم تستطع الناس وضع حد لتماديهم وعنجهيتهم واستهتارهم بالارواح والمصائر.فمليشيات الصدر ومليشيات بدر هما وجهان لا يختلفان كثيرا عن بعضهما ،فالظلام يبقى كالحا مهما كانت درجة عتمته.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب عراقي ام شعوب عراقية
- فدراليات الخوف
- الدستور ونغل الباغة
- من يدعي تمثيل الله لا يحق له تمثيل الانسان
- برودة في اجواء بالغة السخونة
- انتخاب جلال الطلباني بداية لوطنية جديدة
- تيار الاوغاد الصدريين
- الاسلام حد السيف ام حدة الفكر
- محاصرون بين سكاكين الزرقاوي والاطماع الدينية
- من مستنقعات الارض الى مواخير السماء
- من اغتال العراقي مرة اخرى .؟
- تأجيل الانتخابات حلقة في مسلسل تآمري
- ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول
- غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟
- المسلمات القومية والصفعة العلاوية
- شريعة اسلامية بلون السخام


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - مليشيات بدر والصدر وجهان لظلام واحد