أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول















المزيد.....

ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1013 - 2004 / 11 / 10 - 11:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خطبة الخمنائي التي اختار ان يلقيها باللغة العربية لتكون اكثر تأثيرا واشد وقعا على من يسمعها من الشيعة العراقيين ،وضعت الاحزاب الاسلامية الشيعية التي تشارك في الحكومة والشخصيات الدينية التي دأبت على الاشادة بايران وقيادتها في موقف حرج ،فهي اي الشخصيات والاحزاب الدينية طالما تغنت وانشدت للقيادة الايرانية بشقيها الديني والمدني وبديمقراطيتها وانتخاباتها ورجاحة عقل رجال دينها وحكمتهم ،وجندت نفسها مدافعا طوعيا للدفاع عن ايران وعن سياستها ومواقفها المبدأية الى درجة ان السيد عبد العزيز الحكيم خلع عبائته العراقية وارتدى الجلباب الايراني ليطالب بتعويضات لايران جراء تضررها من حرب الثمان سنوات.
وغدا من الصعب على هذه الاحزاب والشخصيات الدينية العراقية ،اقناع جمهرة الشيعة العراقيين بما فيهم المتعصبيين للمذهب بسلامة وصفاء نية ايران و القاء تبعية مساندة الارهاب على دوائر خفية تعمل بالضد من رضى وموافقة القائد اية الله العظمى ووكيل الامام المهدي خامنئي ،بل هي لا تستطيع بعد هذه الخطبة ان تنفي ضلوع ايران في مساعدة الارهاب والارهابيين والعمل بشكل مكشوف على صب المزيد من الزيت على النار الملتهبة بموافقة قيادتها الدينية والاستخباراتية .
وليس مصادفة توقيت هذه الخطبة التي تحث على الارهاب وتفتي بشرعية الاعمال الخسيسة التي ارتكبتها القطعان الاسلامية على مختلف انتمائاتها المذهبية ،ليس مصادفة ان تتوافق خطبة القائد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران مع الفتوى السلفية التي اصدرها 26 وهابيا سلفيا ،من حيث الزمان والمحتوى ،فكلاهما يهيب بقوى الارهاب الطائفي والمذهبي بزيادة جرائمها ومنكراتها واعمالها الخسيسة ضد قوى الشعب وتحويل العراق الى بركان يحرق اهله قبل ان يحرق الغريب وكلاهما قد اتى قبل بدء الهجوم على وكر الفوجة الخبيث.
ايران الاسلامية نست كل خلافاتها المذهبية مع السلفيين التكفيريين الذين اصدروا الاف الكتب للاساءة للمذهب الشيعي وللتشهير بشخصياته والانتقاص من طقوسه ومعتقداته ،تقف اليوم بدون حياء مع اعدائها التقليدين في السياسة وفي المذهب،تقف مع السلفيين التكفيرين والبعثيين القذريين ،فكما تتلاقى قوى الخير والمحبة تتلاقى قوى الشر والارهاب،وكما تتوحد النوايا الحسنة من اجل البناء والاعمار تتضافر النوايا السيئة من اجل الهدم والتخريب.
من يمعن النظر بالاسماء التي اصدرت الفتوى الهمجية سوف لن تخطأ عينه في تمييز ما يسمى بعلماء الصحوة الاسلامية والتكفيريين السابقيين المناصريين لبن لادن والظواهري والخط التكفيري والذين قد امضوا فترات في السجون السعودية ثم اعلنوا توبتهم واصطفوا مع الحكومة السعودية المنقسمة على نفسها في مواقفها الدنية والسياسية .
لكن في عالم السياسة لا يوجد مكان حتى للاله ،المصالح هي التي تحدد درجة الايمان والتدين والتحالف والجنة والنار ،وكل شيئ له مايبرره وما يجيزه .
خطبة الخمنائي تشير وبشكل واضح الى عمق العلاقة التي تربط ايران مع خلايا الارهابيين ومقدار المساعدة التي تقدمها لتخريب العملية الديمقراطية في العراق .
ومقارنة بسيطة بين خطبة خمنائي وبين فتوى السلفيين الاخوانجية من جماعة الصحوة الاسلامية نرى مدى الترابط بين الموقف الايراني والموقف السلفي ،فكلاهما يؤكد على وحدة المسلميين في مقاومة الامركيين وكلاهما يهيب بالعراقيين بقتال القوات المتعددة الجنسية وكلاهما يعزو الاعمال الاجرامية التي قام بها البعثيون والبهائم الاسلامية الى القوات الاجنبية وكلاهما يسأل الله ان ينصر الفلوجة واهلها وارهابيها وكلاهما يتجاهل قتل الاطفال والنساء وتفجير السيارات المفخخة في المزدحمات العراقية ويتجاهل الاف العراقيين الابرياء الذين قتلوا واغتيلوا على يد القطعان الاسلامية .من يقرأ الفتوى السلفية الظلامية ويستمع الى خطبة الظلامي الخمنائي يضن انهم كانوا في اجتماع وافقوا على قرارته بالاجماع واتفقوا على ابلاغة للناس كل حسب طريقته الخاصة.
الغريب ان بعد هذه الخطبة التي تدعوا بصراحة ووضوخ الى تصعيد الارهاب وتدافع عن المجرميين في الفلوجة وسامراء والرمادي يخرج علينا كمال خرازي ليطالب رئيس الوزراء اياد علاوي بتقديم الدليل الذي يثبت تورط ايران في العمليلات الارهابية بينما مرشد الثورة الايرانية يزعق من على منبر الجمعة بضرورة مساعدة الارهابيين فهل يوجد دليل اكثر من هذا الدليل لا سيما وان كل كلمة يقولها الخمنائي حسب مبدأ ولاية الفقيه تصبح بمثابة قانون واجب اطاعته وملزم تنفيذه.
يقول الخمنائي ان صدام ونظامه قد ذهب الى مزبلة التاريخ ولكنه لا يقول ان من ارسل صدام ونظامه الى القمامة هو ليست ايران الاسلامية التي عملت بكل طاقتها للاحتفاظ به فوق العرش مع ان مكانه الطبيعي هو القمامة ،وانها تعاونت معه استخابراتيا واعلاميا وتأمرت معه على سرقة نفط العراق وتهريبه عبر موانئها،يسكت هذا الفقية الذي لا يفقه شيئا بان من اراح المنطقة والشعب العراقي والايراني ومن ارسل صدام ونظامه الى القمامة هي القوات الامريكية التي يطالب هذا الشيخ الخرف الخمنائي بمحاربتها على حساب دماء العراقيين وخراب ديارهم .
المشكلة ليست بايران فنحن نعرف اطماعها ومنافستها للمرجعية الشيعة وتامرها على العراق وتورطها بالكثير من الاعمال الارهابية وجهودها في تحويل العراق الى مستنقع يغرق في اوحاله ليست القوات الامريكية وحدها بل كامل الشعب العراقي بجميع طوائفه ومكوناته،المشكلة بمن يتبنى الموقف الايراني عن جهالة ربما او عاطفة مذهبية او ارتباط مصلحي ،فثمة طابور خامس للايرانيين وطابور اخر للسلفين .
الخطر الايراني لا يقل عن الخطر السلفي وان بدى غير وشيك ،بعد فشل حركة المغفل الاخرق مقتدى الصدر وتياره المتأثر بالسلفية القذرة،لكن الايرانيين يراهنون على قدرتهم بكسب الرأي العام الشعبي البسيط ،عن طريق ملاليهم المنتشرين في كل مكان من انحاء العراق والماهرين في التأثير على عواطف الناس البسطاء ،الذين هم حطب سريع الاشتعال بفعل مخزون العاطفة المكبوتة والظلم الذي طالهم لسنوات طويلة ..الاحزاب الدينية بشقيها السني والشيعي قد فشلت فشلا ذريعا بالحد من الخطر الخارجي وحتى الداخلي فلم تستطع الاحزاب الشيعية التأثير على ايران وتحيدها وتقليل من تحريضها الاعلامي والعملي على الارهاب وكذلك الاحزاب السنية مثل الحزب الاسلامي العراقي رغم العلاقات التي تربط هذه الاحزاب بالدول المجاورة او بالتجمعات الدينية .
الخطر الايراني ليس كالخطر السلفي الذي يفقد مواقعه تدريجيا في العالم الاسلامي رغم كثرةالتثقيف الديني المكرس لنشره بشكل مباشراو غير مباشر،وذلك لانتهاجه خطا صداميا جهاديا واضحا ،ويمكن قطع دابره بالقضاء على ممثليه وبهائمه المفخخة ،اضافة انه لا يمتلك اساس قوي في العراق،على العكس من هذا فالخطر الايراني يداعب الاحاسيس والمشاعر الدينية بشكل تدريجي غير محسوس مثل ما تتسرب المياه تحت اكوام القش، لا يشعر بها الناس الا بعد ابتلال الملابس ..ويعتمد بالاساس على نشر الاكاذيب الاعلامية ولاخبارية بطرق دينية خبيثة غير مباشرة خاصة في مواسم زيارة العتبات المقدسة ،وعلى توافق الخط التثقيفي الديني العام لبعض رجال الدين الشيعة الذين يعادون العلمانية ومساواة المرأة وحريتها ومحاربة الاساليب الديمقراطية في حياة المجتمع .
واذا كانت الهجمة السلفية بشكلها العنفي والقتالي هي من يمنع رؤية الخطر الايراني المحدق ،فان الايام القادمة ستشهد تجليات هذا الخطر في معارضة لاي قانون او اجراء سياسي او اجتماعي يصب في مصلحة تحرير المجتمع العراقي من قيود العرف الديني والثقافة الموروثة ،متخذا من ذلك قاعدة للتصادم التي سيسعون الى تطويرها الى نزاع مسلح لا سيما وان النفوذ الايراني في مناطق الجنوب قد اشتد الى درجة التدخل بتسير المدن كما هو الحال في مدينة البصرة مثلا.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟
- المسلمات القومية والصفعة العلاوية
- شريعة اسلامية بلون السخام
- الاسلام الروحي الاجرامي المنظم هو الخطر وليس الاسلام السياسي ...
- هل ستكون هيئة علماء المسلميين خرقة لستر عورة الارهاب القميئة ...
- التفسير السياسي للقرآن
- ! خوفي ان يُستبدل جيش المهدي بقوات بدر
- المقدسات والعصابات الدينية
- حسنا..لندعوها مقاومة
- شعوب تدافع عن الاستعمار
- عندما تغرق السفينة تهرب الفئران اولا
- برجيت باردو-الاسلام- والوهابية
- خادم الحرمين الديمقراطيين
- الحكومة الجديدة وتصوراتها الحمقاء
- الفلوجة تستسلم على الطريقة البعثية
- للننقذ النساء من براثن رجال الدين


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول