أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - من مستنقعات الارض الى مواخير السماء















المزيد.....

من مستنقعات الارض الى مواخير السماء


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنظم المملكة السعودية مؤتمرا دوليا لمكافحة الارهاب يستمر لمدة ثلاثة ايام .ومن العنوان نستطيع القول ان المؤتمر سيبحث فى الطرق المضادة لمكافحة الارهاب التطبيقي والعملي وليس اساسه الفكري وركائزه ،وهذا ما تسعى اليه السعودية واغلب التيارات الاسلامية والدينية بمذاهبها المختلفة التي بدات بالتنصل والنأى بنفسها عن الارهاب بعد اشتداد الضغوط الدولية وليس كمبادرة ذاتية او موقف اختياري .ربما سينجح المجتمع الدولي في الحد من ظاهرة الارهاب على الصعيد العملي وذلك باعطاء دور اكبر لقوى الامن والاستخبارات ورجال الشرطة مما يعني عسكرة المجتمع والدولة واتباع اجراءات عنيفة تنعكس سلبا على المواطنيين الذين يعانون من تسلط الدولة ومن مذابح الارهابيين بنفس الوقت.
لكن تبقى مثل هذه المؤتمرات عاجزة عن المساس بالقاعدة والمنطلقات النظرية للارهاب ،ويبقى القضاء على الارهاب محدودا وقتيا اذا لم تتوفر الجراة والشجاعة في الاشارة الى اهم قواعد الارهاب التاريخية والتي تجد تعبيرا لها فيما يعرف بالصحوة الاسلامية ،اي بعث التاريخ المزيف من جديد والنظر اليه كحقيقة موضوعية ومجد ديني وفخرقومي يجب التعامل على اساسة في كافة النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية.
كلما زادت الثقافة الاسلامية واعتمدت على انها اساس التربية والتعليم وكلما نظر الى التاريخ الديني او القومي كمقدس لا ينبغي المساس به او بشخوصه وحوادثه ،كلما زاد الميل نحو الارهاب واعمال العنف الديني والمذهبي وفرض ما يعتقد بقداسته ،ويزداد ميل الناس وتصوراتهم بإضفاء القداسة على أعمال القتل والذبح والتخريب في طقوس تشبه تلك التي يقدمها المؤمنون في معابدهم عند نحر ذبائحهم تقربا الى الرب.
ليس تعاليم الدين الاسلامي في الجهاد والقتال في سبيل الله هي وحدها التي تبعث على مثل هذه التصورات والميول ،وليس فقط الطمع بحور العين والغلمان المخلدون وانهار الخمر هي التي تجعل من الارهابي المسلم تواقا مشتاقا لمغادرة الارض الى مواخير السماء ،بل ايضا التقليد وتقمص الشخصيات الاسلامية التي تحاط عادة بهالة من التبجيل والتقديس والذود عن الدين والقتال في في سبيل الله . شخصيات طاغية مجرمة مغتصبة سارقة ناهبة ،حياة الانسان لا تساوي عندها شيئا في سبيل معتقد هو ليس الاساس في سلوكها انما قد اضيف عليها وحجبت الاسباب الحقيقة وراء اجرامها وعقوقها ودمويتها.
فهل يستطيع احد ان يمسح من اذهان الناس صورة سيف الله المسلول خالد بن الوليد كبطل اسلامي ويستبدلها بصورته الحقيقية كمغتصب سادي وقاتل مجرم .؟هل يستطيع احد ان يستبدل صورة من سقط بسيف اسلامي مقدس كضحية لا تستحق هذا المصير .؟ هل نستطيع رد الاعتبار الى اللحاج الذي لو عاد اليوم لصلبه كافة المسلميين مرة ثانية وامعنوا في التمثيل بجثته .؟ هل نستطيع القول ان مئات الاف الناس الذين سباهم المسلمون في غزواتهم وفتوحاتهم الظالمة كانو بشرا لا يستحقون ما جرى لهم من سبى ما كان الا سلوكا همجيا كفعل الأمم الغابرة.؟
اسامة بن لادن مثلا لا ينظر اليه وفق نظرية الجهاد في سبيل الله او مقاتل من اجل الاسلام بقدر ما ينظر اليه كبطل اسطوري شبيها بابطال اساطيرهم الاسلاميه المزيفين وما اكثرهم في التاريخ وما ابعد من ان يمسهم الانسان بسوء ان لم يسلخ جلده وهو حي يرزق .
قد لا يدعو خطيب الجامع الى الجهاد بشكل سافر ،بل حتى يمتنع عن ذكر الايات التي تحث على الارهاب وتصور بشاعة القتل وقطع الاطراف على انها قصاص رحيم وجب ايقاعة بالعاصين والمجرميين ،بل حتى يمتنع عن ذكر الاحاديث النبوية التي تدعو للقتال وتوعد من يُقتل في ساحة المعركة المقدسة بالجنة ،لكن بمجرد ما يتطرق الى التاريخ فانه سيذكر مئات الامثلة لرجال ارتكبوا اعمال القتل والبطش والذبح والتقطيع ثم حصلوا على الجنة ثوابا لما اقترفته أيديهم ،ولا زالت صورهم حية عند جماهير المسلمين وخاصة الوهابية منهم ،صور تعج بالتعظيم لرموزهم الدينية وتحث على اتباع منهجهم تقربا لمكانة زائفة العظمة عند الله .
ما يحدث عند المسلم هو اتباع لرموز و شخصيات تاريخية وليس لمبادئ فقط ،ليس من الصعب العثور على مبادئ انسانية في الاسلام او ايجاد مرتكزات للرحمة والعدالة الانسانية وحتى المساواة ،فالقرآن حمال اوجه مثل ما يقول الامام علي ،لكنه التقديس لاشخاص امتازوا بدمويتهم وساديتهم واعتداءاتهم على شعوب واديان بكاملها وبلورة سيرتهم كسيرة مقدسة ينبغي اتباعها كمنهج اخلاقي وتربوي واجتماعي .
السعودية التي تود اقامة مركز دولي لمكافحة الارهاب تتبع نفس الاسلوب الارهابي في التكفير لمعالجة المشكلة ،فهي تنظر الى المارقين كما تود ان تدعوهم على انهم خوارج على ولاة الامر،ومن يخرج على ولي لامر يستحق القتل والتعذيب .ويتساوى حين ذاك من يطالب باجراء الاصلاحات وارساء اسس اليمقراطية في الحياة العامة والمطالبة بالكف عن النظر الى المراه كمخلوق منتقص ليس له دور الا القيام بواجبات الرجل ،يتساوى مع الارهابي الذي يمتهن القتل ،فكلاهما قد خرج عن طاعة أولى الأمر .وهنا يجب الانتباه الى ان الخروج على ولاة الامر تعني فقط الخروج عن طاعته في السعودية نفسها وليس خارج البلد .فالسعودية لم تتخذ موقفا حاسما ضد من دعى الى الجهاد في العراق وضد من دعى الى قتل الشيعة والاكراد ،ولم توقف ادعيية وتضرعات أئمة المساجد الذي يدعون ليل نهار في انزال العقاب والخراب على اليهود والنصارى والرافضة وجميع من خرج عن الخط الوهابي.
السعودية التي تود مكافحة الارهاب ترتكز في مبادئها الاساسية على جملة من المبادئ والنظريات الدينية المتطرفة التي تبنى اساسا على تمجيد الشخصيات الإجرامية مثل يزيد والحجاج وعبد الملك بن مروان وغيرهم وتطبع مئات الاف الكتب في تكفير بقية المذاهب الاسلامية وتشويه التاريخ الى درجة بتر الوقائع وتزييفها فى كتب التاريخ القديمة والتي اذا ما درست ودققت تكشف الوجه الحقيقي للتراث .
تستطيع السعودية ان توقف او تحد من الاعمال الارهابية في مملكتها،ولكنها لا تستطيع وقف العفن المستفحل فى برك هائلة من التراث لا يبعث الا الروائح النتنة ومن مستنقعات دينية راكدة منعزلة عن اية مياه جديدة جارية مهما تغيرت شروط الحياة واحلام البشر .ما تفعله السعودية الان هو مجرد مناورة سياسية لا اكثر ولا اقل لتخفيف الضغوط الدولية المسلطة عليها ،همها الاول ان تظفر بالسلام في ديارها ولا يهمها ان حل الخراب في العالم اجمع ،حتى وان اخلصت النية في مكافحة الارهاب فان القوة وحدها لا تستطيع وقف الارهاب اذا لم تمس الاسس النظرية له ولدعاته من الوهابية ،وعكسه لا يعني الا ان يكون الجمر متقدا تحت الرماد .



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اغتال العراقي مرة اخرى .؟
- تأجيل الانتخابات حلقة في مسلسل تآمري
- ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول
- غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟
- المسلمات القومية والصفعة العلاوية
- شريعة اسلامية بلون السخام
- الاسلام الروحي الاجرامي المنظم هو الخطر وليس الاسلام السياسي ...
- هل ستكون هيئة علماء المسلميين خرقة لستر عورة الارهاب القميئة ...
- التفسير السياسي للقرآن
- ! خوفي ان يُستبدل جيش المهدي بقوات بدر
- المقدسات والعصابات الدينية
- حسنا..لندعوها مقاومة
- شعوب تدافع عن الاستعمار
- عندما تغرق السفينة تهرب الفئران اولا
- برجيت باردو-الاسلام- والوهابية
- خادم الحرمين الديمقراطيين


المزيد.....




- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - من مستنقعات الارض الى مواخير السماء