أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابتسام يوسف الطاهر - الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟














المزيد.....

الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 11:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في فترة الانتخابات العراقية قرأت خبر على صفحة جريدة الحياة اللندنية .. اشتباكات بين سكان احدى قري (مثلث الموت) ــ او المثلث السني ـ كما يسميه البعض! وبين مسلحين هددوهم بالقتل ان شاركوا بالتصويت...! ودعا احد شيوخ العشيرة التي تقطن القرية، دعا الحكومة للتدخل لوضع حد لهذه التهديدات التي يوجهها السلفيين ضد السكان.. وفي صحيفة القدس: تضاهرات في قرية الحويجة، احتجاجا على عدم مشاركتها بالانتخابات...تلك كانت دلالة على ان الانتخابات كانت مطلب الشعب العراقي بكل قومياته وطوائفه، حتى لو ادعت امريكا تبنيها باطلا، لرغبة الشعب بوضع حل معقول للكوارث التي يمروا بها.
فالعراقيون واعين جيدا ان امريكا وان تبنت موضوع الانتخابات، لكنها كانت تأمل بفشلها، كما قامت من قبل بافشال الانتفاضة الشعبية او محاولات الجيش العراقي للتخلص من النظام السابق. فجندت وسائل الاعلام الامريكية -حين لاحظت تحمس الناس وموافقة كل الاحزاب لخوض تلك الانتخابات- للدفاع عن حق السنة بالانتخاب! بالرغم ان الامر واضح وضوح الشمس، ان السنة قد شاركو بالانتخابات من خلال الاحزاب التي تضمهم او بشكل انفرادي كتحدي لضعاف النفوس او المجرمين من مخلفات النظام البائد الذين هددوهم بالقتل ان شاركوا بالتصويت. اذن من لم يستطع المشاركة، فهو اما حفاظا على سلامته، او خوفا على عياله من الذين هددوه.
فالشعب العراقي حتى سكان القرى المحاصرة والبعيدة، اثبتوا انهم اكثر وعيا من بعض دعاة الوطنية، او (المحللين السياسيين والمفكرين) الذين تتسابق الفضائيات العربية لاستقبالهم، من الذين لايعون خطورة تحليلاتهم وتحريضهم لفئة ضد اخرى، فعدم مراعاة هؤلاء لمعاناة الشعب العراقي طوال العقود السابقة، يدعم وبشكل غير واعي، عملية القتل التي تلاحق العراقيين يوميا!
والحال اشبه بما يحصل اليوم من تهديد (القاعدة) وعصاباتها بقتل كل من يكتب الدستور او يصوت عليه، ليبدو الامر وكأنهم ناطقين باسم الشعب العراقي برفض مشروع الدستور الحالي! مع ان الشعب خرج مبكرا رافضا المشروع اياه غير منتظرا لازلام القاعدة، ولكنها لعبة على مشاعر البسطاء الذين يكنوا كل الكره لتلك العصابات.
فراينا خطأ الذين قاطعوا الانتخابات من قبل، حيث كانوا احد المساهمين بفوز من لايختلفوا كثيرا عن النظام السابق، الذين لجأوا لوسائل لاتختلف عن التهديد المباشر لاجبار البسطاء علي انتخابهم. حيث تنوعت وسائل التهديد وقتها، البعض هدد بالقتل كل من يشارك، لغايات معروفة، واخرين هددوا بشكل مبطن، لانتخاب جهة معينة، فادعي بعضها ان هناك (فتوة) من رجال الدين تدعو لانتخاب قائمتهم! وهذا تهديد واضح للبسطاء الذين صوتوا خوفا من عقاب الاخرة اذا لم يتبعوا تلك الفتاوي! التي لانعرف مدى صحتها؟
والوضع لايختلف كثيرا عن ماعشناه بالامس القريب حيث كان التهديد لاجبار الناس للخروج بمسيرات لتأييد النظام السابق بحروبه التي دمرت البلد وعرضته لابشع احتلال.. ثم صار التهديد ليحتفلوا باعياد ميلاد القائد، وقد ازدادت حفلاته بذخا، خاصة في فترة الحصار..
بالرغم من وعي الشعب العراقي، الذي اثبت انه ليس غبيا، لينجر خلف شعارات فقاعية، فقد تعلم من (ام الفقاعات) وابوها، ان العروبة، لاتعني اضطهاد الشعب. وتبني قضية العروبة (فلسطين) لايتم من خلال تدمير البلاد بحروب لم يستفد منها احد سوي ــ امريكا واعوانها. والوحدة العربية لاتعني تفتيت وحدة الشعب، او الاعتداء على الاخوة العرب. كذلك الشعب العراقي يعرف ان امريكا ستبقي الى ماشاء لها الهوى، اذا لم يسارعوا بانتخابات (نزيهة) كوسيلة ناجعة لاجبارها على الرحيل ولو بعد حين، اما عمليات مايسمي مغالطة (بالمقاومة)، فهي ليست سوي داعمة لبقاءها. كذلك مايجري على الساحة السياسية اليوم من تاليب طائفة ضد اخرى لن يخدم سوى اعداء الشعب وسيزيد من مأساته. لكن البعض لم يجد وسيلة سوى اللعب على ورقة الطائفية وتفتيت الشعب الامر الذي سيساهم بانجاح مخططات امريكا و عملاءها. وهذا سيؤدي حتما لكوارث لاتقل بشاعة عن مامر به الشعب العراقي. فرعاية طائفة دون اخرى سيؤدي لكوارث لتلك الطائفة نفسها، بعد عزلها عن باقي الشعب، فقوة الشعب بوحدة ابنائه من كل الطوائف والقوميات.
الشعب العراقي الذي استطاع الصمود بوجه ابشع نظام عُرف على مر العصور، وبوجه الحروب وما نشأ عنها من تخريب لكل مقومات المجتمع، وتحمل الحصار الذي حاول الطرفين استخدامه لاذلالهم ، هو قادر اليوم على الخروج من هذه المحنة، فقد رأينا بالامس القريب، كيف تحدى القتلة متعددي الجنسيات، واصر حتى العجائز منهم للمشاركة بالتصويت، واستطاع ان يثبت للعالم مدى وعيه وثقافته وتحديه لكل الابواق التي تبشر بحرب اهلية او بتمزيق البلد، استطاع ان يثبت انه اقوي من الجميع.. هو قادر اليوم ايضا ان يتحدي الموت المتربص به في كل مكان، ويدافع عن وحدته وكرامته وطموحه بالعيش بسلام وامان. عن طريق تخليه عن الانجرار وراء التعصب الاعمى لهذه الطائفة او تلك، عن طريق كشف زيف دعاوي البعض ممن يعملون لتمزيق الشعب لتحقيق بعض المنافع الدنيئة.
فليس امام الشعب الا الوقوف بوجه كل من يريد اعادة كوابيس التسلط، وبوجه كل الممارسات التعسفية التي يمارسها بعض من الذين أُنتخبوا بالامس ليرفعوا عن الشعب بعض الاذي، لا ليستخدموا السلطة مطية لتحقيق مطامع انية لهم ولمقربيهم، كما كان يفعل النظام السابق، الذي قرب اهله وعشيرته واخوته على حساب ارادة الشعب.

اذن على الكل ان لايعيدوا خطأ الامس ويقفوا متفرجين، ويساهموا بالتصويت والمطالبة بتاجيل الدستور لحين توفير ماهو اهم للمرحلة الحالية: الامن والاستقرار، وتوفير الخدمات الضرورية والاساسية من ماء وكهرباء وفرص عمل للجميع بالتساوي، وبناءا علي المؤهلات، لا علي درجة القرابة والانتماء! والعمل علي القضاء علي كل اشكال الفساد الاداري. حينها فقط بالامكان منح الثقة لتلك الحكومة او غيرها، بكل اطرافها المشاركة، لاصدار مشروع دستور خال من التعصب ومن كل مايمس بوحدة الشعب، ويراعي مسيرة التطور لا ان يعود بالبلد عقودا من التخلف!.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .......وظلم ذوي القربي
- المتعاونين مع الاحتلال
- العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق
- من يرفع الراية
- الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم
- لمصلحة من، قتل العراقيين؟
- من هم اعداء الاسلام، اليوم؟
- صدي الايام
- اليسار واليمين وصراع المصالح
- الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟
- الصمت العربي ومحنة العراق
- من وراء تفجيرات العراق?
- منطق الجريمة في تفجيرات العراق
- دروس الانتفاضة
- أغنية الموسم
- العراق وزيف الأعلام العربي
- طلعنا عليهم طلوع المنون..!!
- على الضفة الأخري
- الرهان الخاسر


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابتسام يوسف الطاهر - الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟