أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابتسام يوسف الطاهر - دروس الانتفاضة















المزيد.....

دروس الانتفاضة


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 803 - 2004 / 4 / 13 - 09:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل ايام طرح احد الكتاب العرب مبتهجا، فكرة اكتشافه في مقال له .. مامعناه (ان العراقيون اخذوا دروس المقاومة من ابناء فلسطين، دروس اطفال الحجارة، او الاستشهاديين...)
بلي ان لاؤلئك الاطفال الذين فاجأوا العالم بشجاعتهم واقدامهم وهم يتحدون دبابات اسرائيل ومدافعها بايديهم الصغيرة البريئة وهي لاتحمل سوي حجارة الشارع ليعلنوا انتفاضتهم بالثمانينات، مؤجلين احلامهم ولهوهم، مؤجلين نموهم وطفولتهم ومستقبلهم لعل صرختهم تلك توقظ الرجال والقادة ليصحوا ويهبّوا لحمايتهم وارجاع منازلهم وارضهم واحلامهم.
لكن رأينا ان الكبار ظلوا علي ماهم عليه يسبحون بحمد الله في المقاهي ، او يدبجون المقالات (تمجيدا للحجارة واطفالها) وكأن تلك الانتفاضة جاءت لتمنحهم موضوعا يملأون به صفحات جرائدهم والمجلات التي لم يعد بها شئ سوي شعارات لا تغني ولا تشبع، بل البعض منهم طالب حرفيا ان تبقي الانتفاضة الي الابد وكأني به يطالب كما يتمني الاخرين امثاله ان يواصلوا الاطفال انتفاضتهم ، ان يلغوا طفولتهم، واحلامهم ولهوهم ومدارسهم، ليواصلوا اؤلئك الكتاب تدبيج مقالاتهم ليضمنوا استمرار الدفع الشهري لهم، علي المقالات الخطابية والقصائد الحماسية التي امطروا بها الصحف والمجلات. ولنواصل نحن الحلم والتأمل والانتظار...
نحلم ان القادة العرب خاصة والمسلمين عامة قد استوعبوا الدرس، فجهزوا الجيوش كلها وقد إتحدت وتحدّتْ اسرائيل ومن وراءها، ومزقوا كل صحائف التنديد والاستنكار بل هددوا وتوعدوا، وحين لم يُستجاب لهم دخلوا بجيوشهم واسلحتهم التي اشتروها باموال شعوبهم، فحرروا الارض التي احتلت عام 67 ثم بنشوة انتصاراتهم واصلوا الزحف ليحرروا الارض التي احتلت عام 1948 بل اعادوا كل يهود اميركا الي امريكا والروس الي روسيا وكلّ الي بلاده التي نزح منها، داعين كل فلسطيني الشتات للعودة الي قراهم ليبنوا فلسطين التي حلموا بها طويلا!!!
ولكن شمس الحقيقة توقظنا من ذلك الحلم علي كوابيس قادتنا ... فنُفيق مذهولين بصدام العراق وهويحيد عن اطفال فلسطين وحجارتهم (المباركة) ويزحف بجيش العراق، علي ايران ليفجعنا لابجهله السياسي والعسكري فقط بل بالجغرافي ايضا حين يرفع شعاره اياه (الطريق لتحرير القدس عبر عربستان)، وبعد سنين من القتل والتدمير للعراق .. يعود مرة اخري وبلا اعتذار، ليرفع شعارا اكثر حمقا وجهلا وخرابا (الطريق الي فلسطين عبر الكويت)؟؟
ليفتح الباب واسعا امام الجيوش الحاقدة لتحتل العراق كله ليلتحق بفلسطين.
وقائد آخر نسي فلسطين ونسيت خزائنه بملايينها شعب فلسطين وقراها، بعد ان حمّلته امريكا سلاحها ليقاتل نيابة عنها (الروس الملحدين) الذين كانوا اكثر الدول دعما لفلسطين !! فوزع ذلك (الشيخ) امواله علي الغلابة في افغانستان من الذين تربوا علي قاحل الجبال ، ليجدوا انفسهم يحملون سلاحا لم يحلموا به وقد لعبت الاموال بعقولهم فنزلوا الي المدن التي لم يروها من قبل ، ليروّعوا الاطفال والنساء، وتُخرب البلد علي ايديهم وقد صاروا يقتل بعضهم البعض كما يتقاتل افراد العصابات وقطاع الطرق علي الغنائم ! كل ذلك حقق الانتصار لرائد الشر (امريكا) .
وربما ايضا ليحقق بهجة التشفي لدي البعض ممن علي شاكلة احد الفلسطينين الذي كان ظابطا في جيش العراق ! الذي عبر عن فرحه ان بلد آخر يُخرّب .. يوم احتلت امريكا العراق وحاصرته في 1991..(اذا بتُ ضمآن... فلا نزل القطر).
او يحقق النشوة لذلك الكاتب الحالم، وهو يري اطفال العراق الذين حرموا من نعمة الامان والسلام لعشرات السنين، يتحدّون دبابات امريكا بالحجارة!
هل يعني ان ذلك الدرس هو تطبيق لما حصل في فلسطين؟ مقابل بربرية الجيش الامريكي الذي يطبق مايقوم به الصهاينة ضد الفلسطينيين؟
فلسطين التي كان الصهاينة يحتلون اقل من نصفها في الخمسينات ثم زحفوا علي بقايا ذلك النصف واكثر في الستينات، وحين شغل صدام العالم بحروبه، منحها فرصة للاستيلاء علي النصف الاخر ، حتي الدولة التي وصفها زميل فلسطيني (دولة علي الريحة) حين سموها (غزة واريحا)، حتي هذه الدولة زرعوا في كل قراها ومدنها مستوطنات ليحتل جيشها كل الشوارع، ويتحول القادة اصحاب (اللاءات)، الي شاجبين ومستنكرين. ليصل اليأس بالصغار حدا لاليقتلوا احلامهم فقط بل ليحولوا اجسادهم الصغيرة الطرية الي قنابل وقد جرّحت الحجارة ايديهم وقد اعياهم انتظار الصحوة! فيقتلوا انفسهم لقتل جندي او اثنين!!
عرفنا من قبل ان العمليات الفدائية ، التي صارت اليوم استشهادية ، كانت تُدرس جيدا بحيث ان جسد الشاب لايتحول الي قنبلة ويفجر نفسه ، الا من اجل عملية تهز كيان العدو وتخلخل قواه العسكرية او السياسية.. كتفجير قطار محمل بالسلاح! لا بالعمال والطلبة ،لنتحول الي بربريين حاقدين فقط! او نسف قاعدة عسكرية ومااكثرها اليوم! رغم ان بعض الشعوب المتحضرة استطاعت اغلاق بعض من تلك القواعد عن طريق الاعتصامات السلمية وايصال صوتهم للاعلام المقروء والمرئي، كما حصل في احدي القواعد الصاروخية في بريطانيا ، في السبعينات..
إذن اي درس سيتعلمه العراقي الجريح من جراح اخيه الفلسطيني، هل ينتظر ان يخسر العراق كله؟ كما حصل لفلسطين لاسمح الله! ام ان يتحول العراق بشعبه وارضه الي (موضوع متمثل بالقائد الضرورة) الذي لاهم له سوي التمسّك بعروة الكرسي، الايلة للخلع ولنا في صدام مثلا! او كما تحاول اسرائيل ان تفعل بتمييع هجماتها علي فلسطين وقتْلها الابرياء يوميا، من خلال تهديدها المتواصل لعرفات ومطالبتها بتنحيته، بالرغم من انه لاحول ولاقوة له ، بالاضافة الي تعاونه معهم وادانته لكل ماتقوم به فصائل المقاومة!!
اذن الدرس هو للكبار قبل الصغار: ان الارض لاتُحررْ بالشعارات ولا بقتل أحلام الصغار، ولا بتأجيل طفولتهم. بل بمدّهم بما يعزز حب الحياة لديهم ، التي هي هبة من عند الله ، ومن يكفر بالحياة الدنيا هو كافر بالاخرة ايضا، لان الفوز بالاخرة مبني علي مافعلناه بالدنيا، والزهد بالدنيا لا يعني الانتحار، او الاندفاع بسبب اليأس الي اعمال متهورة او مشحونة بالعواطف البعيدة عن العقل والتروي. بل هو التضحية لجعل الحياة جميلة للاجيال القادمة، هو العمل المثابر الصبور لزرع الامل والحب والامان بنفوس الاطفال والشباب، زرع روح المحبة والوفاء والاخلاص للحق وللحرية وللوطن .. لا للقائد (فلان) او الزعيم (فلتان) وقد عرفنا ان أغلب هؤلاء الزعماء او القادة يختبئون في (جحورهم) لاهم لهم سوي زرع الفتن بين الناس والتسلط عليهم ، يتشدقون بالمعارك والبطولات وهم ابعد الناس عنها.
لابد اذن من التحام العقل مع القلب للتخطيط المكثف والدراسة العميقة للماضي والحاضر واحتمالات المستقبل ووضع الاصبع علي الاخطاء وبهذه الحالة لابد لنا من كل اصابع اليد وحتي القدمين لكثرة الاخطاء التي لايمكن تجنبها مالم نعترف بها ومالم تكون لنا الشجاعة الكافية لتشخيص (من وما السبب) في كل تلك الاخطاء التي احيانا هي جرائم اكثر منها اغلاط سياسية او عسكرية. كما رأينا بحالة صدام ومواجهته الكاذبة للاستعمار والامبريالية .
فالسياسة لابد لها من ذكاء وحيلة ، لا الاكتفاء بالعواطف والزعيق بشعارات مفرّغة من كل معني ومضمون.. وقد عشنا ورأينا كيف إستغل البعض مشاعر الناس ولعبوا علي عواطفهم ليبتزوها، وهم يرفعوا شعارات العروبة والاسلام بيد وباليد الاخري ينفذوا للعدو كل خططه للسيطرة علي مقدرات البلاد سياسيا واقتصاديا، حتي امست مصائرنا تتأرجح بين تخاذل القادة اياهم والشعارت التي صدعوا بها رؤوس الشباب الذي مازال اغلبهم لم يستوعب الدرس بعد من كثرة الصراخ المتواصل والغوغاء التي تحيط بهم.
لندن
نيسان 2004



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنية الموسم
- العراق وزيف الأعلام العربي
- طلعنا عليهم طلوع المنون..!!
- على الضفة الأخري
- الرهان الخاسر


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ابتسام يوسف الطاهر - دروس الانتفاضة