أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري - ابتسام يوسف الطاهر - العراق وزيف الأعلام العربي















المزيد.....

العراق وزيف الأعلام العربي


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 776 - 2004 / 3 / 17 - 09:43
المحور: ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري
    


قيل مر عام علي احتلال العراق، وقيل مر عام علي تحرير العراق من صدام؟ وقيل مر عام علي فتح ابواب العراق وقد تحول إلي سجن كبير بفضل مكارم القائد (الضرورة) بل كان سجنا لذلك القائد نفسه، هل رأيتموه خارج العراق يشارك في مؤتمر ما أو اجتماع ما حتى الحج الذي ادعاه ، مارس طقوسه في زوايا احد المساجد في داخل العراق ! والله اعلم. احقا مر عام؟؟
بلي مر عام اعتقدنا أن غربتنا انتهت ولكن اُضيف هذا العام إلي الأعوام العشرين التي ضاعت من العمر في المنافي، بانتظار عام آخر لعله يبشرنا بلم الشمل مع أهلنا في الخير والسلام.
لم يكن خافيا أن الشعب العراقي صرخ مرارا حتى بح الصوت للفْت أنظار العالم إلي ما يجري في العراق من قتل وتهجير وسجن بغير حساب، لم نجد أذنا صاغية لا من الغرب ولا من الشرق، برغم أن الآلاف من أبناء العراق توزعوا علي منافي العالم، فأبناء الشرق بلعوا طعم (قومية القائد، وشجاعته بمواجهة الامبريالية) برغم أن ذلك القناع كان مهلهلا وبالأمكان رؤية كذب وخيانة ذلك القائد بوضوح، لكنهم مثل الغرقان ويتشبث بقشة، وقد خلت الساحات من بطولات حقيقية، حتى أغرقتهم تلك القشة التي كانت صخرة اثقلت العراق وغيره من البلدان بوحل الاستعمار والفوضى والمتاجرة بخيراته.
اما الغرب فقد كانت له أسبابه الأخرى وخططه التي أجّل بموجبها الأصغاء إلى صوت الحق صوت الشعب الذي بقي يعاند صدام والحصار والحروب، حتى صمد وبقي متوحدا متضامنا رغم كل المحاولات المستميتة لزرع الشقاق بين ابنائه. وقد رأينا كيف مارس الغرب كله لعبته من خلال دعم حروب ذلك القائد الذي لم يكن يعرف حتى قيادة قطيع من الخرفان، لكنهم بأسلحتهم جعلوه ينفش ريشه ويدعي القوة والمهارة ليقود الجيش العراقي لمعارك استنفذت قواه وقدراته بلا سبب ولا ناقة ولا جمل، بدل من توجيه الجيش الذي كان متعطشا لممارسة واجبه الإنساني والقومي إزاء القضية الفلسطينية، التي نالها من الفشل والأحباط ما نالها علي يد ذلك القائد الذي كان لُقْطة لا تثمن بالنسبة للغرب، لذلك حرصوا علي حمايته من غضبة الشعب العراقي، خاصة وقد حققوا كل رغباتهم، واهدافهم ومنها تشويه القومية العربية والأمة الأسلامية وتحجيم القضية الفلسطينية والسيطرة علي منطقة الخليج ، كل ذلك بجهود القائد الضرورة وعلي حساب العراق وشعبه.
المصيبة ليست هنا ، فقد وقع الفأس بالرأس ، وبامكان الشعب العراقي النهوض والعمل علي بناء العراق من جديد وأعمار ما خربه صدام أو من أتى بهم، لكن المصيبة الكبرى هي بهؤلاء جوقة المطبّلين والمستنفعين من مصائب الشعوب والذين مازالوا علي نهجهم باللعب علي عواطف المساكين ومشاعرهم، وهذا التطبيل مدفوع الثمن وقد ملأ صدام جيوبهم بالمال الحرام، أي المال الذي كسبوه بلا تعب وعلي حساب لقمة أطفال العراق!
لكن بعضهم وبعد أن تمادى صدام بعمالته لأميركا وأشعل الحروب يمينا وشمالا، حتى خلت خزائن العراق، إلا من المال الذي شيد به قصوره.. حينها أعلنوا شعار (المعارضة) وتوزعوا علي بلدان أوربا، وبقدرة قادر صارت لهم هناك قصور ومكاتب وسيارات وسفرات إلى بلاد العم سام بل وصارت لهم صحف لتكن قناعا تختفي خلفه الصفقات التي برعوا باختلاقها.. بينما غيرهم خرج من ظلم صدام (بطركْ هدومة) تاركا البيت والآثاث للقطاء البعث! وفي أوروبا عانوا عشرات السنين من العمل الشاق ولم يستسلموا ولم يتنازلوا عن مبدأهم بحب العراق مُضحّين بكل ما تكالب عليه هؤلاء علي حساب العراق وسلامة أبناءه!! ولا يريدوا اليوم سوى العودة للبلاد للمساهمة بتعمير ما خرّبه صدام وأعوانه من أمثال هؤلاء من عملاء وانتهازيين، ولكن ما زال أولئك المنتفعين يواصلوا الحقد ذاته ليحرموهم حتى من هذه الأمنية، فيلبسون جبة الحقد بعمامة مرة وأخرى مرتدين نفس أقنعة صدام التي خبأ خلفها خدمته الجليلة لأمريكا، أقنعة الدين أو القومية البعيدة كل البعد عن الإنسانية، أو الدين أو الوطن ..
وحين أعلنت أميركا الحرب علي صدام، الذي وقفت بالأمس تحميه من كل محاولات أبناء العراق للتخلص منه، حتى صار لا مفر من تلك الحرب، طبّلوا لها وأيدوا أميركا ودافعوا عن غايتها بتدمير العراق بحجة أنها الوسيلة الوحيدة للتخلص من صدام!! بل وقفوا ضد أي حزب أو فصيل من فصائل المعارضة من الذين لم يطالبوا بأكثر من الاجتماع لمناقشة ذاك القرار ، وصاح غراب منهم (ماذا يريد هؤلاء.. لا أرحمك ولا اخلي رحمة الله تجيك!) بلي فقد أعتبر بعضهم (تدمير العراق رحمة)!! لأنه سيفتح لهم الطريق للمناصب والنياشين، كما فتحت لأستاذهم صدام حسين. واتهموا كل من وقف ضد الحرب بالعمالة لصدام ، بالرغم أن اغلبهم من الذين عانوا من صدام وأعوانه ممن كانوا اليد اليمني لصدام!!!
وبعد أن وقعت فؤوسهم بالراس، كان لابد من جمع الكلمة ولو إلى حين، حتى يتنفس الشعب المسكين ويذق طعم الأمان بعراق خال من صدام وعملاء أميركا الحاقدين.. صاروا يطبلون اليوم كالغربان ويسنون فؤوسا ورماحا أخرى لم تقتل سوى ابناء العراق ، ووقفوا ضد كل من يريد تحقيق الهدنة للعراق والعراقيين وأخيرا ضد الدستور، من قبل حتى قراءته أو النقاش على نقاطه ولا حتى شرح ما يعترضون عليه!!
لماذا؟ لماذا كل هذا الحقد .. ؟
أذن الويل لنا لو اجتمع الحقد والطمع والغباء معا خاصة لدي بعض الإعلاميين من الذين نحتاج إلى مكبرات خاصة للصوت ونصرخ بآذان المساكين ممّن قد يصدقوا ادعاءات هؤلاء كما صدقوا صدام بالأمس القريب؟
فمن هؤلاء من اعتبر بقاء صدام بالسلطة كل تلك السنين (انتصارا) لعروبتهم بالرغم من وضوح موضوع بقاء صدام كان لخدمة أميركا وتشويه لكل الشعارات التي صدعونا بها ، وكما يقال شر البلية ما يضحك ، فقد اعتبروا خسارة بوش الأول وفوز كلنتون انتصار لصدام ومن ثم انتصارا لأوهامهم مع انه الكل يعرف أن سياسة الحزبين هناك (الديمقراطي أو الجمهوري ) واحدة تعمل لمصلحة أميركا ورخاءها علي حساب الشعوب الأخرى من التي ابتلت بقيادات لا همّ لها سوى التشبث بالكرسي، علي العكس مما فعله صدام تماما، ونسوا أن صدام لم يأت للسلطة بناءا علي انتخابات بل لم يرغب بها حتى رفاقه بنفس الحزب ، وأنما اغتصب السلطة اغتصابا. وما الحروب التي افتعلها سوي درعا لتأجيل عملية تنحيته او التخلص منه ، فقد اعتاد الحكام الذين ابتلت شعوبنا بهم أن يعتبروا السلطة وسيلة للغنى الفاحش أو التسلط على رقاب البشر، لا يتزحزحوا منها إلا إلى القبر أو السجن المؤبد في أحسن الأحوال وأكثرها إنسانية، لا يعرفوا من الانتخابات غير مهزلة 99% والتي رأينا كيف كانت أشبه بمسرحية فاشلة.
لم ينظروا إلى المضار التي أحدثها أو خلفها هؤلاء الحكام المنتصرين علي شعوبهم فقط ورأينا النتيجة كيف استفرغت قضايانا من محتواها وصارت متبلورة بشخص القادة (المضرة) مهما اثبتوا فشلهم سياسيا أو عسكريا.
وحتى يتابعوا اعلاميينا منهاجهم الخاسر ذاك، أي الخاسر علي المستوى العام وطنيا و قوميا وحتى دينيا، والرابح لهم (جيبيا) حتى لو كان ذلك من دماء أبرياء كثير.
فبعضهم صار يعتبر قتل العراقيين الذين عادوا لأهلهم ولوطنهم (عمليات بطولية ومقاومة شريفة) حتى لو أصرت تلك المقاومة علي قتل العراقيين فقط، وبذلك تخدم (الاستعمار) ليبقى أطول أو ليحققوا انتصارا سهلا وهم يتفرجوا علي قتل الأبرياء الذين نجوا من القصف .
البعض الآخر يعتبر قتل الأبرياء في البلدان التي شعوبها تناصرنا وتقف ضد حكوماتها تأييدا لقضايانا، تعتبر الجريمة بقتل هؤلاء انتصارا، بل صاروا يتبنون أي جريمة فيها إدانة لنا كعرب أو مسلمين، حتى لو اقسم الغير علي ارتكاب تلك الجريمة ، صاروا هؤلاء من (المتأسلمين) خاصة من الذين رعتهم أميركا وأمدتهم بالسلاح بعد أن أخذت أموالهم، صاروا يتفاخرون بارتكاب جرائم مثل التي ضربت الشعب الاسباني، وهم يعرفون كم سنخسر لو فقدنا تأييد تلك الشعوب، مع ذلك يتفاخرون بفشل هذا الرئيس أو ذاك انتخابيا ليعلنوا عن فرحهم الغبي (أسقطنا حكومة) يا لله ..... ماذا نقول؟ ي للعار .. ألا يعرفون أن في أوروبا علي الرغم من سخريتنا من ديمقراطيتهم، هناك الرئيس فعلا موجود لخدمة الشعب بما في هذه الخدمة من متاعب لا تحصى، ولفترة محدودة ليأتي غيره ويرتاح هو، لا مثل صدام أو عرفات أو غيره ممن قادوا بلدانهم لخراب ودمار مع ذلك يتشدقون ببقائهم علي رقاب الشعوب، والمستفيد منهم هي الحكومة الخاسرة انتخابيا التي يتباها البعض بانتصاره عليها، فمَن سيضحك من مَن بعد انتصاراتنا، أعني (خسائرنا).

لندن 15/3/2004



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلعنا عليهم طلوع المنون..!!
- على الضفة الأخري
- الرهان الخاسر


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري - ابتسام يوسف الطاهر - العراق وزيف الأعلام العربي