أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابتسام يوسف الطاهر - المتعاونين مع الاحتلال














المزيد.....

المتعاونين مع الاحتلال


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 13:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


المتعاونين مع الاحتلال
سألتني صديقتي الفلسطينية باستنكار لماذا لاتشتري هذا البرتقال؟ مشيرة الي النوع المستورد من اسرائيل (جافا). فأجبتها باستغراب انه من جافا اي من مزارع اسرائيلية؟ واضفت قبل ان تقاطعني اعرف ان الامر لن يؤثر على الاقتصاد الاسرائيلي المدعوم من قبل اوربا وامريكا، لكنه المبدأ، ولو كلنا عملنا ذلك لاستطعنا التأثير بشكل ما.
ابتسمتْ بمرارة وقالت: لكن الذي زرعه فلسطيني والذي جناه فلسطيني! بشراءنا سندعم العامل الفلسطيني..
قدرت شعورها ازاء الفلاح ومرارته وهو يشتغل بحماس لحبه للارض او لانه لم يكن له بديل غير ذلك.
كلنا نعرف ان هناك العشرات من المزارعين والعمال الفلسطينيين الذين يرحلون يوميا من قراهم ويعبروا عشرات الحواجز الاسرائيلية ويصبروا على قسوة وحقد الاسرائيلي، ليشتغلوا مضطرين ، في مزارع او مصانع اسرائيلية، ليوفروا لقمة العيش لاولادهم وعوائلهم، تاركين امر السياسة لقادتهم. لقد شجبنا الحصارالذي فرضته حكومة شارون الحاقدة على غزة ورام الله، لانها حرمت اؤلئك العمال من فرصة العمل التي لديهم، وبالتالي جوعت عوائلهم بمحاولة لاذلالهم.
ونعرف ان عشرات المستوطنات بنيت بايدي فلسطينية، لعل المستوطن يتركها يوما عائدا الى بلده امريكا او روسيا او بريطانيا. !
نحن لانعتبر هؤلاء المساكين عملاء لاسرائيل، بل لهم الحق بالعيش الكريم ومادام ليس هناك بدائل فلابد ان يواصلوا العمل حتى يلوح بالافق حل ما. فمن الكفر والاجرام ان يُصّدر احد المحصنين بجحورهم المكيفة والحاوية على كل الوسائل التكنولوجية، اوامرهم لدفع احد المخدوعين ليفجر نفسه بحشد من هؤلاء العمال المساكين؟؟
التعاون مع الاحتلال لايعني على الاطلاق ، عمل الانسان البسيط ، ليواصل الحياة او ليطعم اولاده، لايمكن اعتبار العامل اوالمهندس اوالطبيب اوالمترجم اوالصحفي .. عملاء، المتعاون مع الاحتلال هو من يزوده بمعلومات خطيرة تتعلق بمنشآت حيوية كما حصل منذ بضع سنوات حين سلم صدام الاف الوثائق الحساسة لامريكا!
لماذا لم يصدراحد اذكياء الجهاد أمره حينها لتفجير صدام لانه تعاون مع الاحتلال؟ على الاقل كان سينقذ الاف الابرياء ويجنب البلد تلك الحرب المدمرة ويُفشل مخطط امريكا لاحتلال العراق!
عانقتني وبكت ونحن نستعرض الاخبار اليومية عن الضحايا من العراقيين الذين يُستشهدوا يوميا على ايدي الاغبياء من الحاقدين، من بقايا عصابات صدام، او المرتزقة ممن يُدفع لهم المبالغ التافهة مقابل قتل اؤلئك الابرياء من عمال وطلبة وصحفيين وموظفين، من اطفال وامهات يتسوقون من اسواق الحلة او بغداد او اربيل ،يقتلوا بذلك الشكل البربري وعلى مرأى ومسمع القوات المحتلة التي لم يمسها سوء!!
فالمقاومة التي تتبنى تلك الجرائم, وليس لها لون ولا رؤيا سياسية, ليست مقاومة بل هم عصابات اجرامية تخدم المستعمر وبعض المستنفعين من مصائبنا.. المقاومة التي تنضوي تحت اسم صدام او الزرقاوي او بن لادن, عملاء امريكا بالامس واليوم, ليست مقاومة بل هي تشويه لاسم المقاومة, ومايقوموا به ليس سوى عمليات انتقام او ابتزاز, او محاولة لجعل الفوضى مستمرة لمنافع شخصية تافهة.
فالمهندس الذي يصلح ماخربوه, والطبيب الذي يصمد امام تهديدات تلك العصابات ويواصل انقاذ حياة الجرحى, هؤلاء هم المقاومة. الطالب الذي يواصل التعليم ويسعى للتفوق, والام التي صمدت بوجه صدام والحصار وتصمد اليوم وتسعى لتربية الاولاد هؤلاء هم المقاومة. والصحفي والموظف والاداري الذي عاد للوطن ليخدم ابناء البلد ويسعى لبناءه, ويحاول جاهدا محاربة الفساد والرشوة وسوء الادارة, هؤلاء هم المقاومة الشريفة. فالاستعمار يسعى جاهدا لتخريب البلد وروح الانسان هناك واشاعة التفرقة والفساد, ومايقوم به المجرمين من قتل وخطف تحت قناع (المقاومة) هو دعم لمايريده الاستعمار وهي اعمال بعيدة تماما عن الشرف والاخلاق, بعيدة عن اي قيمة انسانية او اسلامية, وفيها تشويه للانسان العربي والمسلم بشكل عام.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق
- من يرفع الراية
- الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم
- لمصلحة من، قتل العراقيين؟
- من هم اعداء الاسلام، اليوم؟
- صدي الايام
- اليسار واليمين وصراع المصالح
- الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟
- الصمت العربي ومحنة العراق
- من وراء تفجيرات العراق?
- منطق الجريمة في تفجيرات العراق
- دروس الانتفاضة
- أغنية الموسم
- العراق وزيف الأعلام العربي
- طلعنا عليهم طلوع المنون..!!
- على الضفة الأخري
- الرهان الخاسر


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابتسام يوسف الطاهر - المتعاونين مع الاحتلال