جائزة نوبل والهندسة

محمد رياض حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 08:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

جائزة نوبل والهندسة
محمد رياض حمزة
لعل الهندسة بفروعها وتخصصاتها في العالم ، وعبر التأريخ ، هي الأكثر إسهاما في الإنجازات التكنولوجية التي صيرت حياة الناس في العلم كله أيسر ، بما في ذلك إنجازات الهندسة المدنية والمعمارية والميكانيكية والكهربائية ـــ الإلكترونية والكيميائية . فالمصانع التي تنتج الملايين من البضائع إنما تصنع بمكائن وآلات وعدد ، وهناك مصانع تصنع المصانع ، وآلات تؤسس الطرق والجسور ومصانع تصنع مولدات الطاقة الكهربائية ، وغيرها تصنع الطائرات والمركبات بمختلف خدماتها ..... وغيرها ... وغيرها . ويمكن القول ، غير مغالين، إن الحياة وما فيها من خير للبشرية من إنجاز مختلف العلوم الهندسية . ومع ذلك فليس للهندسة نصيب في جائزة " نوبل" التي تمنح للفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد والأدب والسلام. على إعتبار أن إنجازات هذه العلوم تقدم خدمات نوعية غير مسبوقة للبشرية .
وإن عدنا إلى إنجازات البحث العلمي في الفيزياء والكيمياء والطب فإن الباحثين الذين منحوا جائزة نوبل إنما عملوا في مختبرات صَمَّمَ ونفذ أجهزتها ومكائنها وعددها مهندسون أعانت الفيزيائي والكيميائي والطبيب على إنجازه العلمي .
مؤخرا أصدرت الجمعية الهندسية الأمريكية قائمة بما دعته "أعظم الانجازات الهندسية في المائة عام الماضية".. وقد تم الترشيح من قبل 29 منظمة هندسية مستقلة.. وقد طلب من كل جهة تقديم قائمة بعشرين انجاز مهم. وجاءت الترشيحات على النحو التالي تنازليا :
1ـ في المركز الأول :كهربة المدن كأهم انجاز هندسي في القرن العشرين ـ واعتبرها معظم الخبراء (الأب) الشرعي لمعظم التقنيات المعاصرة..
2ـ وفي المركز الثاني : السيارة كأهم وسيلة مواصلات في التاريخ (رغم ان اختراعها يعود إلى عام 1800م)!
3ـ وفي المركز الثالث : الطائرات كأسرع وسيلة مواصلات وتتويجاً لحلم طالما تمنى الإنسان تحقيقه.
4ـ وفي المركز الرابع : تقنية تعقيم المياه ـ بعد إن كانت المياه الملوثة سبباً في تفشي الأمراض وتقصير الأعمار في معظم البلدان!
5ـ وفي المركز الخامس : الأنبوب المفرغ (ولاحقاً الترانزستور) كحجر أساس في معظم الأجهزة الحديثة.
6ـ ثم الراديو والتلفزيون كأهم وسيلة عممت المعلومة وزادت من انتشارها.
7ـ ثم الماكينات الزراعية التي ضاعفت الغلة ، وأنقذت من المجاعة، ووفرت الكثير من الجهد والمال.
8ـ وأجهزة الكمبيوتر التي نظمت الأعمال الإدارية والشخصية بطريقة يصعب الاستغناء عنها.
9ـ والهاتف كأهم أداة اتصال أتاحت ـ من موقع ثابت ـ الوصول إلى كل مكان في العالم.
10ـ الثلاجات وأجهزة التكييف التي يسرت حفظ وتصدير الاطعمة ـ وتكييف بيئات العمل والمنازل!
11ـ الطرق السريعة (والسكك الحديدية) ودورها الحيوي في نقل الأفراد والبضائع بتكلفة زهيدة.
12ـ ثم الاستكشافات الفضائية التي وسعت معارفنا عن الكون وقدمت 60ألف اختراع لحياتنا العامة!!
13ـ الإنترنت كأسرع وأعظم نظام معلوماتي شامل في التاريخ (وأتوقع ان تحتل مركزاً متقدماً في القرن الجديد!).
14ـ تقنية التصوير (والتصوير الطبي) ودورها في توضيح الخبر والمعلومة ـ ورؤية داخل الجسم لأول مرة بالتاريخ!
15ـ الأجهزة المنزلية التي سهلت حياة الناس وقدمت لهم رفاهية غير مسبوقة!
16ـ التكنولوجيا (والأجهزة) الطبية التي وسعت مدارك الأطباء وأنقذت حياة الملايين!
17ـ النفط(والغاز الطبيعي) الذي يعد بحق المحرك الأساسي للقرن العشرين!!
18ـ ثم الليزر (الذي كان يوصف بأنه اختراع بلا تطبيق) وأصبح اليوم حجر الأساس في اختراعات يصعب حصرها!
19ـ فلق الذرة الذي ـ رغم استعماله في صنع القنابل الذرية ـ قدم مصدراً خرافياً وجديداً للطاقة!
20ـ السبائك المعدنية الحديثة التي تواءمت مع متطلباتها وتميزت بالقوة والقدرة على التحمل!
ومع ذلك فإن الهندسة وكل ما قدمته للبشرية من التطور وما ستقدمه أكثر ، فإن الهندسة ليست على قائمة جوائز نوبل. والحجة الجدلية التي تستثني الهندسة من الإبداع العلمي هي أنها بكل فروعها وتخصصاتها تعتبر من العلوم التطبيقية ، والعلوم التطبيقية تطور وتنفذ مخترعات للعلم الصرف ( الكيمياء والفيزياء) .
وبعد .... فهل إن تلك الحجة مقنعة ؟

#محمد_رياض_حمزة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل