أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكايات أهل العراق














المزيد.....

حكايات أهل العراق


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 21:08
المحور: كتابات ساخرة
    


بحكم العمل ألتقيته مرات متباعدة عدة , كان وجهه وتركيبة جسمه من تلك النوعية التي لاتنسى وتجلب الأنتباه يشبه (السيّاب) أو (فاضل عواد في السبعينات) تم تعيينه كأختصاصي في علم النفس في دائرة قريبة تتوافق مع طبيعة عملنا وله في الوظيفة أربع سنوات , أنه الصديق (ت) , شاب رغم مسحة الحزن الواضحة على وجهه يحمل كبرياء نسميها (أنَفَه) تلك الصفة المميزة للعراقيين الحقيقيين قبل أن ينال من غالبيتهم التملق والرياء .
أخبرني أحد أصدقائي مرّة أن وضعه (خاص) , زوجته الشابة مصابة بالسرطان عافاكم الله ,أشترى قطعة أرض وبنى عليها غرفة واحدة لم تكتمل الى الآن , وأنهم - أي زميلي وبقية الزملاء - أتفقوا على جمع مبلغ من المال يقدمونه له كهدية أو مساعدة كل شهر وهي مقبولة بين الأصدقاء , وتم فعلاً جمع المبلغ وتقديمه له بالسر من قبل أحد الناشطين في تلك الأمور , لكنه فاجأ المبعوث حين أنقلب أمامه الى وحش تقدح عيناه بالشرار , أعتبرها إهانة كبيرة , رفض وعاتب الجميع على فعلتهم الشنعاء أشد العتاب .
همس لي أحد الأصدقاء بأن صاحبنا - الكينوني أعلاه - هو الموظف الوحيد في العراق الذي يشتغل في (العمّالة) أيام الجمع والعطل من أجل توفير ثمن العلاج لزوجته , ذلك العلاج المكلف ولايطيقه حتى الأغنياء.
قبل يومين ألتقيت بأحدهم وأخبرني بأن مشكلة جديدة لاحت بالأفق وهبطت على رأس صاحبنا (ت) فقد تم الحجز على راتبه الشهري جميعه , ومصدر الحجز كان قرار لجمعية حكومية بسبب أنه كفِل أمامها أحد الأشخاص الذي أشترى منها (مواد بناء وأجهزة وأغراض) وأن الأخير لم يسدد لعدة أشهر مبلغ الأقساط .
وبعد التحقق من الأمر تبين أن الشخص الذي كفله صاحبنا هو أحد المفقودين في معسكر (سبايكر) ومن عائلة فقيرة جداً تستحق العون وقبله الرثاء , رفض (ت) أشد الرفض بأن يخبر عائلة المفقود بما جرى له بسبب كفالة أبنهم , ولازال يرفض رغم خسارته لراتبه الذي يعتبر زوادته الرئيسية فيما يواجه من مصائب الحياة , أتصلنا به تباعاً لنقنعه بأن يتصل بذوي المفقود لتسديد الدين , لكنه رفض مجرد التفكير بذلك , أخبرني شخصياً بأنه يفضل الموت على أن يخبر عائلة مفجوعة بأبنها بأنه (يطلب أبنهم دين) , فالمصائب مراتب ولايمكن التعدي على الفواجع منها , حتى وإن خسرت راتبي لسنة أو سنتين , لو رأيت حالهم لبكيت عليهم وكذلك يفعل العدو أو الصديق , أضرب نفسي (طلقة) ولا أطرق باب هؤلاء المساكين ..
كان يحدثني وكأنه أغنى رجل في العالم حتى فكرت حينها أن أقترض منه مبلغ (مليار أو مليارين) أحقق بها مشروعي بأنشاء (بانزين خانه) عدد أثنين أبنيهما في (الصوبين) !
لله درك وللناس درسك أيها الدر الفرات (تاء) , نأسف أن نتفرج ولانملك سوى الأماني والدعاء .



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولمه بين كرات النار وكرات الثلج
- في ذكرى حرب تشرين
- هل أتاكم حديث الأسحاقي
- فرج آيدول وحرب الخليج الثالثة
- لغز الموازنة ولطم شمهوده
- بيتنا وبيت أبونا والغربه فرهدونا
- العراق وحرامي البيت الأخطر من أمريكا
- الهالووين ينقذ بلاد الرافدين
- في ذكرى هادي المهدي كوكب العراق
- جنّه بالهوسات ما تسوى فلس
- جماجمُ قومٍ عند قومٍ قلائدِ
- بيان نگرة السلمان
- سبايكر وبزونة حلب وين أهل الغيرة
- فرشاة الأسنان والأنف الكبير والكلب
- القيمر والتمر يهزمان الشر
- أزمة العراق مشاكل عائلية فحسب
- طار نتن گوگل
- لاعزاء مع لصوص الله
- رسالة الى رجالات العراق
- يوميات سفيه


المزيد.....




- بالأسم ورقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول ...
- “استعلم عبر بوابة التعليم الفني” نتيجة الدبلومات الفنية برقم ...
- “صناعي – تجاري – زراعي – فندقي” رابط نتيجة الدبلومات الفنية ...
- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - حكايات أهل العراق