أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - حكي بانورامي في المجموعة القصصية -وشم في السعير- للكاتب المغربي هشام ناجح















المزيد.....

حكي بانورامي في المجموعة القصصية -وشم في السعير- للكاتب المغربي هشام ناجح


نجية جنة

الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


حكي بانورامي

في: " وشم في السعير" للقاص للكاتب المغربي هشام ناجح




هشام ناجح نجح فعلا في نحث عوالم خاصة به وقدمها للقارئ ، حيث جعل خياله يسبح بين الشرق والغرب وبين خصوصيات مغربية من خلال مجموعته القصصية " وشم في الذاكرة" التي صدرت سنة 2013 ، وقد عبر العنوان عن محتوى جل القصص ، بحيث سرد الكاتب أحداث ووقائع من وحي الذاكرة فقط .

كما وظف طريقة بانورامية في هندسة مجموعته القصصية ، حيث تنقل بين قصة وأخرى وكأنه يضع خطوة هنا وأخرى هناك ، بأسلوب تعبيري ، محمل بسرد غرائبي ، طريف أحيانا ومستفز أخرى ، استعمل التناص مع التاريخ والأسطورة واعتمد على قراءاته المتنوعة في آداب الشعوب الأخرى وعلى مخيلته الواسعة ، فجاءت القصص مزخرفة بألوان الطيف ، ما إن تندمج في واقع المحكي الشعبي ، والواقع المعيش حتى يحلق بك من جديد إلى آفاق مغايرة تماما ، وكأنه يحلق بك بجناحين خرافيين، يتغيا من ورائها منح القارئ فسحة فكرية و راحة نفسية من ثقل محكياته الواقعية البئيسة. لقد جعل مجموعته القصصية تتخطى الانتماء الشوفيني لتعانق كل الثقافات الإنسانية.

مرات عديدة يجد القارئ نفسه يحاول فك المقاطع المجازية لاستقراء المغزى الموارب ، الشيء الذي يجعل بعض النصوص مفتوحة على كل التأويلات ، ولعمري هذا ما يشدني أكثر ، " فالقصة الماتعة لن تكون بحجمها أو موضوعها أو شخوصها بقدر ما تكون بتأثيرها على ذهن وإحساس القارئ".

بخصوص اللغة المستعملة فهي فصيحة ، جريئة تعتمد على معجم تركيبي ، ولكنها محملة بإيحاءات تستبطن روح العامية ، كما نجد توظيفات قليلة للدارجة المغربية كما في ص 9 في القصة " سبع موجات" بحيث اعتمد على المخزون الشعبي والاعتقاد الخرافي السائد ، فشطر قصته إلى سبع أجزاء وعنونها بالموجة 1...2....إلخ وحاول من خلالها إثارة مجموعة من القضايا جاءت على شكل صور تفضح الواقع وتعريه. تحدث عن الفقر والبطالة وعن السكن العشوائي حيث تتفشى العادات السيئة والأخلاق المنحطة في ص9 " آش من نهار نتفك منك أعيفة الرجال؟" في ص10 " زعيق والدتي يهتز له البيت ، العطالة والبطالة هي أهم ما أنجبت ...الجارة الشهوانية هذه المرة هي من تسترق السمع لتملأ جرابها من الحكايا، فتستمر مسرحية الحكي والنكاية بينهما على مشارف كؤوس الشاي العصرونية" في ص10 أيضا " متى يعول على من يفطر بالخبز والشاي أن يكون رجلا ؟" في ص12 المسكين جن من فرط قراءة الكتب ، الله يسترنا في الدنيا والآخرة... ، تهمهم والدتي بأدعيتها التي تتصدى لعين بني آدم، تعد الموجات ، فنغطس جميعا في الموجة السابعة التي تأتي على السحر والعين والإنسان والأشياء.

يتغير الخط السردي في قصة "الدخان الأبيض" ص 13 حيث يعب من الإبداع المتخيل يأخذنا معه إلى أجواء الكنيسة في الفاتكان حيث يحرك شخصيات بدون ملامح ويحكي على لسانها ما يجده أسئلة كونية قد تعنى بالدين والوجود في ص 13 " أيتها الأم هل نحن نحقق الأمل على جادة الأناجيل؟" " أيهم كان على حق ، مرقص أم متى أم يوحنا أم لوقا" يطرح ناجح تساؤلات عديدة وكأنه يشكك في الحقائق التي أتى بها التاريخ .كما في ص 23 مع " بداية حلم" تتخذ الرحلة شكل حلم ، فيطير بنا إلى بودابست- النمسا- جبال الألب- سويسرا- بيرن-باريس-نهر السين ، فيمرر خلالها خطاباته وقناعاته ويكشف عن حالات تهم الإنسانية عامة. في قصة " الطريق الأخير" ص55 يطرح عدة أسئلة من خلالها ينتقد بعض المعاملات والأخلاق السيئة السائدة في المجتمع " ألم أقل لك ابتعد عن النافذة أيها الوغد " " كفى من النوم أيها الكسول أمامنا نوم كثير تحت التراب " ...

في قصة "الكلب السائب" يسهب في وصف المكان والزمان ليعطينا انطباعا بثقل الوضع وروتينيته ، حيث يتأخر القطار عن موعده " في ص 18 " و أخيرا ها أنت أيها اللعين ، كدت أن أخرج عن طوري أمام هذه الأكباش "

في قصة "أبجدية الشهوة" ص 19 يعود إلى ذكريات الطفولة ليسرد تجربته الأولى ومغامراته في اكتشاف أسرار اللذة ، بأسلوبه الذي يغلب عليه طابع الوصف والتصوير الدقيق يبوح بحالته النفسية وعن وضعية المجتمع الذي يرفل تحت وطأة الخطايا والفحش. في ص20 " كم كانت مشكلتي كبيرة في الحصول على المال الكافي لزيارة معشوقتنا ، فأضطر إلى سرقة ديك أتربص به طيلة النهار أو بكيس من الذرة لأبعها خلسة ل " ولد الغزواني" فهو يعلم ذلك، ليرغمنا على قبول ثمنه الذي لا يتعدى النصف فيقول : " فلوس الحرام تمشي في الحرام "

ويعود بنا إلى الموروث الثقافي الشعبي الذي يمزج بين الدين والخرافة في قصة البوهالي بوحمامة"في ص 26، سينتقد أولائك الذين يتاجرون ببؤس الناس وتخلفهم وفراغهم الروحي في غياب تغطية صحية وتعليم ناجع ، يأخذ التناص، مع التاريخ و الحكايا والأغاني الشعبية ،قسطه من السرد ليوظف أدعية على لسان البوهالي " بسم الله باش بديت ، على نبينا صليت، وفاكد فيا يا بوعبيد، واعطي الشفا و النجاح لهاد لوليد..." ص 28.
كما في قصة "عائشة بنت لمعاشي" ص 48 المغنية الشعبية التي تمتلك الجرأة في فضح خيانة الباشا وتبعيته للمستعمر ، " دار الباشا خلات- حنت مقابلة لمعاشات."اسمع يا كوفال -واش لحم الكلب حلال"

في المقابل تأتي بعدها قصة " انتظار" ص 30 التي تصف حالات وانتظارات ناس العالم الغربي بحلول السنة الجديدة " أصوات دافئة كأنها همسات الملائكة، شموع تنكوي خلف ستائر المحلات، وروائح الكعك بالقشدة البيضاء اللزجة تغري العين والمعدة" تقابل صارخ مع شخوص القصة في ص 26 " ويشدك منظرهم وهم يقضون حاجاتهم وراء بيوتهم التي تلتقطها كلابهم على وجه السرعة قبل وقوعها على الأرض ، حتى نساؤهم لا تقلن صلافة عن الأبناء، سحنات كالحة، تفوح منهم روائح عطنة مكسوة بالقطران والحلبة توحي بعدم اهتمامهن بأنفسهن..."

" في رحاب الرشيد" ص35 يأخذنا الحلم إلى بغداد حيث التناص مع حقبة وشخوص من التاريخ العربي ، فيفند بذلك مزاعم الصداقة التي تنبني على المصالح . كما يشكو هم الكتابة وما يصاحبها من متاعب رغم الإحساس باللذة في قصة " مسودة" ص 39 .

نلاحظ أن تنوع ترتيب القصص بين دفتي المجموعة القصصية هو أمر مقصود من الكاتب ، ففي القصص التي يصور فيها بؤس المجتمع يقدم لنا شخصيات من الواقع المغربي ، وفي القصص الذي يناقش فيها أفكاره وقناعاته يقدمها على لسان شخوص من عوالم متخلية . فجاءت المجموعة تحمل هندسة بانورامية أيضا .

قصة " وشم في السعير"ص 42 و قصة "جزيرة الأصوات الشريرة" ص 44 وظف الأسلوب الشاعري المكثف و حمله دلالات قوية وتعابير موحية ، تأوه الكاتب وتنهد ، فهو شاعر حزين قبل أن يكون قاصا ، كما يقول الأستاذ أحمد بوزفور " كما تعكس المرآة الشاخص أمامها وجزءا من العالم خلفه، يعكس الحلم الواقع المتخيل في النص وجزءا من الواقع الاجتماعي خلفه " 2

الهوامش:
وشم في السعير ، مجموعة قصصية لهشام ناجح ، مطبعة سليكي أخوين ، طنجة
ص: 9-10-12-13-18-19-20-23-26-26-28-30-35-39-42-44-48.
2 الزرافة المشتعلة ، أحمد بوزفور، ص 119 .شركة النشر و التوزيع الدار البيضاء.



#نجية_جنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما رواء الحكي في المجموعة القصصية-وصمة زعفران- للكاتب المغرب ...
- أنفاس ليلي
- دثريني أمي
- الحلم العربي في رواية - الحلم لي- للروائية المغربية حليمة زي ...
- -نماذج من الشعر الرومانسي- في كتاب -شعراء فرنسيون من القرن ا ...
- قراءة في ديوان -أنزف مرتين- للأستاذة نجية جنة بقلم الأستاذ ع ...
- تأملات في تراجيديا الواقع في-خرير الوهم-للقاص والروائي العرا ...
- عيون باسمة رغما عنها
- ديوان - أنزف مرتين- للشاعرة المغربية نجية جنة
- لا عهد لك
- الحوارية الدرامية في - امرأة تخشى الحب - للروائي المغربي مصط ...
- ها العيد حل
- عندما تكتب أنثى ..((نزيف الحروف )). قراءة في ديوان جنة نجية- ...
- كان اي
- الوحدة العضوية وانسجام الموضوع في ديوان - ولادة - للشاعر الم ...
- التقابل الدرامي في المجموعة القصصية - لسمر حجازي-
- السخرية اللاذعة والأسلوب الملغز في - ويك ...مد النظر- للقاصة ...
- -الأسلوب الساخر في رصد سلوكات الواقع- في -رؤية معكوسة - للأس ...
- علاقة المرأة والرجل في - رقص المرايا- لنعيمة القضيوي الإدريس ...
- حتى لا يطول الانتظار


المزيد.....




- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة
- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية جنة - حكي بانورامي في المجموعة القصصية -وشم في السعير- للكاتب المغربي هشام ناجح