النبي زكريا زوج خالة القديسة مريم !

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4612 - 2014 / 10 / 23 - 11:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

النبي الكريم زكريا وفق المصادر الإسلامية كان زوج خالة الصديقة مريم العذراء ؛ وهناك رأي آخر - دائما وأبدا نجد رأيا آخر في الفقه وفي التأريخ أيضا !! ما علينا ؛ - وقيل بل هو زوج أختها ؛ قال القرطبي في تفسيره عن آية " وكانت امرأتي عاقرا " سور مريم آية 5 : امرأته هي إيشاع بنت فاقوذا بن قبيل ، وهي أخت حنة بنت فاقوذا ، قاله الطبري ، وحنة هي أم مريم ؛ وقال القنبي : امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران ، وعلى هذا القول : يكون النبي الكريم يحي ابن خالة النبي الكريم عيسى على الحقيقة ، وعلى القول الآخر يكون ابن خالة أمه ؛ في حديث قال النبي : فلقيت ابني الخالة يحي وعيسى شاهدا للقول الأول ؛ ابن كثير في البداية والنهاية ج 1 وص 438 قال : إيشاع أم يحي أخت مريم أم عيسى ؛ وفي صحيح البخاري حديث 3207 حديث المعراج عن مالك بن صعصعة وفيه : ...ففتح ، فلما خلصت إذا يحي وعيسى - وهما ابنا خالة ....الحديث ؛ لكن الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج 6 وص 68 وابن جرير في جامع البيان ج 3 وص 234 ووافقهما ابن إسحاق قالوا : إيشاع هي أخت أم مريم حنة وعليه تكون إيشاع خالة الصديقة مريم العذراء وليست أختها وفق ما زعم ابن كثير ووافقه الجمهور ؛ وعلل الإمام أبو السعود في تفسيره ج 2 وص 27 قائلا : وأما قول النبي في شأن يحي وعيسى هما ابنا خالة قيل : تأويله أن الأخت كثيرا ما تطلق على بنت الأخت ؛ وبهذا الإعتبار جعلهما النبي ابني خالة ، انتهى النقل ؛ صديقي القارئ الكريم والعزيز قد نقبل مسألة التعليل والتأويل في المسائل الفقهية والأحكام الشرعية والتي أغلبها تعتمد على الاجتهاد والاستنباط بالقياس وخلافه ، لكن أن نجد الاختلاف في حقائق تأريخية ومتوارثة ومعلومة فهنا لدينا معضلة ! ومعضلة بمثابة طآمة كبرى !! فالحقائق التأريخية المعروفة والمؤرخة اسما ومكانا وزمانا والمتناقلة والمتوارثة جيلا بعد جيل يغلبها الثبات على القول الواحد ويندر الاختلاف ! والاختلاف يكون بواقعة ما من حيث تأريخ وقوعها مثلا أو مكانها لكن الاختلاف في حقيقة شخوصها فمن النادر الخطأ أو الإلتباس بها !! كتب السير ومؤلفات أهل التأريخ عندنا هي بواقع الأمر أشبه بكتب الفقه ! وهذه حقيقها يعرفها المبتدئ من المؤرخين والباحثين في التأريخ الإسلامي !! ومعضلتنا الحقيقة هي موروثاتنا وتراثنا الإسلامي والذي شابه كثير من الخلط والغلط والحشو والخلاف والاختلاف ناهيك عن كثرة تضارب الأراء والأقوال في الوقائع التأريخية والحقائق العلمية والتي ديدنها التوافق والاتفاق في طرائق ثبوتها !! وللأسف لم يكن الفقهاء وحدهم من كثر اختلافهم وخلافهم في الفقه والاجتهاد والأحكام والأقوال !! بل إن المؤرخين والمحدثين والمفسرين أيضا يغلب عليهم ذلك في مصنفاتهم !! وأوضح مثال هو اختلافهم بالذبيح !! فهل هو اسماعيل ؟ أم إسحاق ؟!! والمضحك المبكي أنه لم يذبح أحد بإتفاق !! لكنهم مختلفون من هو الذبيح !!! ألم أقل لكم المضحك المبكي ؟!! حقا شر البلية ما يضحك !! ذبيح وهم بذات الأمر مع اختلافهم بحقيقة من هو اسماعيل أم إسحاق ؟!! متفقون أنه لم يذبح أحد منهما !! لكن يوجد لفظ ومصطلح الذبيح !! وهو محل نزاع كبير بين كبار المفسرين هل الذبيح إسحاق أم إسماعيل وهذا مبحث آخر .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات