أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - إلى مركز المدينة














المزيد.....

إلى مركز المدينة


أسماء الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 19:42
المحور: الادب والفن
    


إنه القطار الذي يقلني لسنتر المدينة وسأصعد ، لفت نظري إن العديد من الصاعدين معي من كبار السن
وفي داخل الفاركون أيضاً كانت نسبةً لابأس بها منهم ، فهذا المحني الظهر والآخر وجهه وكأته لا يرى
ما حوله . لا أدري لِمَ أمسكتُ رجلي اليمنى إذ شعرتُ وكأنها لا تعينني لأسير ، حتى إني إخترتُ أقرب
الأماكن للباب لأجلس
خرج القطار إلى محطة مكشوفة فعاد السرور لقلبي وأنا أسمع صوتَ طائرٍ جعلني أشعر وكأني عدتُ
لأرتباطي بالحياة حتى إني التفتُ لأرى هذه الشمس الجميلة التي إفتقدناها منذ أيام عديدة والتي أثقلت علينا
بالمطر ما أجملها أعادت لي شمس فجر هذا اليوم التي صحتني كانت تغلف جزءاً من أغصانِ شجرةٍ
خريفية لتبدو كذهبٍ منحوتٍ بين ظلالِ الشجرة المتمايلة مع الريح ،يا للجَمال ويا لجمالِ هذه الغاباتِ على
جانبِ طريق القطار بهذه الألوان الخضراء والأوراق التي بدأت تميل للأصفرار والأحمر منها وتلك
البحيرة المجاورة هذا اللون الأزرق الصافي الذي أحبه والبواخر التي ترسو قرب شاطئها كم هي أنيقة
بدأ الركاب يتزايدون واختلط المكان بكل الأعمار التي تضفي حياةً لما حولي وإن كان طابع الهدوء
يغلب وحتى على لعب الأطفال الجميل ، وبدأنا نقترب
الأزدحام واضح في المدينة وبعد مشيةٍ دخلنا أحد مقاهي الماكدونالد ، المكان يبدو مغلقاً بالموجودين رغم
سعنه إلتفتُ هناك مكان صغير في إحدى الزوايا وجلسنا . مجاميع من الشباب لا زالوا يتوافدون فاليوم
هو السبت وهذا مكان للقاء الكثيرين منهم في أيام العطل
هذا المقهى الذي أجلس فيه أحبه فهو واسع ومقابل للسوق القديم الذي أحب المرور فيه عند وجودي في
السنتر ، وأنا أشرب قهوتي لفتت نظري هذه الصغيرة في عربتها والتي تجلس مع عائلتها حول المائدة
القريبة تنظر إليّ ، وترمشين لي بجفنيكِ ما أجملكِ قبلةً بين عينيكِ حبيبتي . إحدى العاملات في المقهى
تدور بالبالونات الملونة على الأطفال وتقدمها هدايا لهم ويحلو للبعض أن يضربها ليتمتع
بصوتٍ يسعده
المكان المكشوف مقابل هذا المقهى لا زال يحتوي على الخيم الصغيرة التي تعرض الخضر والفواكه
والورود لكن الذي أثار التفاتي هذا النوع من الفطر بلونه الكركمي والذي طغى على كل ما معروض
هنا حتى تخيلته موسم *الخريط الذي كان يطغي في سوق البصرة الشعبي وكأنه وحده الموجود . لم
أكن أحبه فكان موعد نزوله يبعد حتى الفواكه الموجودة لكني أتذكر أمي كانت تقول حين يطبخ بالتمر
هي تحبه لا أدري أنا لا ...
هذا الفطر المعروض يذكرني بتلك الليلة التي سهرنا فيها مع حفيدي حين كانوا معنا قبل مدة إذ تناول
في المساء القليل منه مع الأكل الذي أعدته والدته ، والحساسية الشديدة التي سببها له في معدته
صرتُ أخاف النظر لهذا الكركمي الذي يملأ السوق أمامي
لا زال المكان الذي نسير فيه مزدحماً فالناس ينتشرون في المطاعم والمقاهي المكشوفة رغم إن الجو
بدأ بالبرودة . جميلٌ التمشي في الأماكن القريبة من المركز ، مررنا من شارعٍ رئيسي إذ تجمع العديد
في طابورٍ طويل ، المكان مقابل أسواق *الأنكو، على جانب الشارع تقف قطارات خاصة تنقل من
يريد إلى مدينة الألعاب وحديقة الحيوانات ولا زال بعض السواح في المدينة وغالبيتهم من اليابان
بشكلهم المميز
حين انتهينا من مسيرتنا عدنا لمحطة الأنفاق وللسلالم العديدة التي تحمل الناس للقطارات
وعلى اليسار وقدماي تجرني لأول سلم ينزل إلى النفق الذي سنركب منه إبتسمت لأن صوت حفيدي
جاء في أذني وهو يصيح ضاحكاً .. جدتي ليس هذا الذي تنزلين منه بل هو السلم الذي يليه وغيرتُ
إتجاهي لأسير للآخر الذي يوصلني
كُتبت26/9/2014
في ستوكهولم
*الخريط هو الدقيق الذي يجمع من بذور البردي الذي يتكاثر في الأهوار
*الأنكو: هذه الأسواق الواسعة بالطوابق المتعددة بكل الأشياء الجميلة .في الثمانينات حين زيارة زوجة
الرئيس السابق للعراق صدام حسين للسويد ، دخلت هذا السوق الذي أغلق لها لتختار ما تشاء



#أسماء_الرومي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاطرتان مع المطر
- قلب العيد
- ليت قلبي
- كفاية يا سلاطين الفضائح
- من نطقةٍ سأمرّ
- على بابِ الله سائرون
- يا سائرين على باب الله
- لوحةٌ تحترق
- أحاديث الطريق
- يا أم الغائبين
- لا عتاب
- عتاب للزمن
- جيفارا مات السلام
- كم كذبوا
- لعيون مَنْ يُقتلون
- أعلى من صوتٍ يُكَبّر
- يا بن غزَةَ قتلوا قلوبَنا
- دموع العذراء
- من يصحيكَ يا بشر
- وتطيح القلوبُ والدروب


المزيد.....




- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة
- كيف حال قرار بريطاني دون أن تصبح دبي جزءاً من الهند؟
- يجتمعان في فيلم -Avengers: Doomsday-.. روبرت داوني جونيور يش ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسماء الرومي - إلى مركز المدينة