أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - يوم الشحدة ( التسول ) العربي














المزيد.....

يوم الشحدة ( التسول ) العربي


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم الشحدة ( التسول ) العربي

يُعقد في هذا اليوم الثاني عشر من تشرين الأول / أكتوبر 2014 ، في القاهرة ، مؤتمراً عالمياً تحت عنوان " إعمار غزة " ، ويشارك في هذا المؤتمر العديد من ممثلي الدول والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني في العالم ، بحجة رصد المبالغ اللازمة لإعمار غزة بعد العدوان الصهيوني البربري على القطاع ، ذلك العدوان الذي استهدف الشجر والحجر والبشر بأسلوب يعجز عنه كل ظلاميي العالم منذ فجر التاريخ وحتى الآن ، فهذا العدوان يعتبر مدرسة يتعلم منها الأرهابيون في كل بقاع العالم ولعل على رأسهم دواعش سوريا والعراق الذين لم يصلوا رغم وحشية ما يقومون به إلى مستوى معلميهم من الصهاينة الذين نهلوا كل علمهم وتدريبهم من طريقة الكابوي الأمريكي في محاربة الشعوب وتدمير كل معالم الحضارة في أي بقعة يستهدفها ذلك الكاوبوي من العالم .. فمعلم الإرهاب واحد مهما استخدم الإرهابيون من شعارات ، وروح الإرهاب الأمريكية موجودة حيثما وجد الإرهاب .
وبعيداً عن الهدف المعلن من عقد المؤتمر فإن الهدف الحقيقي في نظري يكمن بإنقاذ سمعة الكيان الصهيوني وغسل أيادي الصهاينة من الدم الفلسطيني ، مع محاولة إزالة آثار التدمير الذي ألحقه الصهاينة بغزة ، عن طريق إعمار لن يتحقق إلا بموافقة ومشاركة من كان سبباً فيه ، وعلى الوجه المقابل نرى أيدي الفلسطينيين قد مُدت للتسول من كل بقاع العالم لتحقيق ذلك الإعمار الحلم ، آخذين بعين الاعتبار أن هذا المؤتمر ليس المؤتمر الأول فقد سبقه مؤتمر آخر تم عقده بعد العدوان الصهيوني الذي سبق هذه العدوان في عام 2008 ، وهو إعمار لم يرَ النور ابداً وذات الشيء سيحصل لهذا المؤتمر وللإعمار المنشود فالصهاينة يريدون أولاً وبشكل أساسي تنظيف صورتهم أمام من يدعمهم باستمرار وداعميهم كُثر واقوياء.
ومع الفرحة العربية الفلسطينية من فتح وحماس ومع ابتهاج مصر والنرويج بعقد المؤتمر، فحتمية المنطق الأعوج بالإعتماد على العقلية الصهيونية وتجارب الماضي تقول إن لم يوافق الصهاينة على برنامج الإعمار – إن كان هناك برنامج أصلاً – فإن الإعمار الفعلي لن يرَ النور إطلاقاً ، وبعد المؤتمر ستأخذ صورة الكيان الصهيوني صورة الذي يساعد في الإعمار شفقة وعطفاً على المتسولين ، وإن كان من إعمار فالكيان الصهيوني هو من سيستفيد أولاً إذ ستقوم شركاته بالمشاركة بتنفيذ أي بناء وأي إعمار في المستقبل وربما يشاركهم في ذلك زمرة من المشبوهين والمتنفذين من فلسطينيي هذا الزمن التعس وهي ذات الزمرة التي شاركت في بناء جدار الفصل العنصري وبدأت بعدها بالشكوى والتذمر والنحيب من ذاك الجدار ...
الكيان الصهيوني ما زال يبتز العالم أجمع ، واوروبا وألمانيا على وجه الخصوص للتعويض عن محرقة أتقن الصهاينة فن المبالغة فيها ، محملين أوروبا مسؤوليتها ، فلم يكفهم مكافأة إنشاء دولة كيانهم البغيض بل مازالت موازنة عدد من الدول الأوروبية وأمريكا تحتوي بنداً لتعويض الكيان الصهيوني عن تلك المحرقة المبالغ فيها وعلى رأس تلك الدول ألمانيا ، فقد تعود الصهاينة الكذب والمبالغة وتعود العالم على الدفع والتعويض ، هاهم هنا قد قتلوا ودمروا وشردوا ويتوجب على العالم أن يدفع ، ونحن نصفق لمؤتمر عقد ونسعى لجمع نقود لإعمار لن يتحقق حتى لو كان مع ذلك إعفاء الكيان البربري من كل ذنب ، ولا نطالب ذلك الكيان الأكثر همجية ودموية في العالم بدفع كلفة ما اقترفت يداه ولا بالتعويض عما ألحقه من دمار ... فاين هي منظومة الأمم المتحدة واين هي محكمة الجنايات الدولية ، واين المنطق وراء حقيقة أن من يُدمر سيستفيد مما قام به من تدمير ومما سيحصل عليه المتسول من صدقات من الدول والمؤسسات المشاركة في المؤتمر ، الشحاذ العربي / الفلسطيني جاهز ليقول في المؤتمر ... صدقة يا محسنين ، من شان الله عمروا لي البيوت والمصانع والمزارع والشوارع ....
فتباً لكل من وافق على هكذا مؤتمر ، ولكل من سعى اليه ، وتباً لكل المستولين الذين استبدلوا روح المقاومة بماعون صغير يضعوه أمامهم أو على الطاولة التي أمامهم ولا فرق هنا إن كان الماعون على الأرض أو على الطاولة أو لدى البنوك ليضع فيه المتصدق ما يسكت الشحاد ويمسح دموعه مانحاً بذلك صك البراءة الإنسانية للمعتدي الصهيوني، ولعلني أختم قولي بمناشدة ودعوة جامعة الدول العربية لإعتماد هذا اليوم ضمن قائمة ما تم اعتماده لديها من أسماء لأيام تنتهي بكلمة " عربي " وأن يطلق على يوم تشرين أول / أكتوبر من كل عام "" يوم التسول العربي "" .

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الاردن
12/10/2014



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن والصهاينة وحق الرد
- عباس وطلقاته الفارغة ...
- أمريكا بين محاربة الإرهاب وصناعة الأصنام
- نقص المناعة العربية
- ابو مرزوق وشرعنة المفاوضات
- وتبدد الحلم من أجل السلطة والحكم
- عباس وحماس ومحاضر الاجتماعات المسربة
- طربوش أم رئيس ...
- أمريكا رأس الحية
- وانتصرت فلسطين ...
- عباس بين عدم الممانعة والمفاجأة ...
- غزة تقول .. المخفي دائماً أعظم
- أوسلو 2014
- النصر .. بين القسام والشعب الغزي / الغزاوي ....
- - من وحي غزة - الهزيمة يتيمة ...أما النصر فله ألف أب
- الحرب على غزة .. بين حماس والإرهاب ... وشؤون أخرى
- المخاض الفلسطيني العسير ...
- التنسيق الأمني ... الوسيلة الأقوى لمنع الانتفاضة
- - لن نعود لانتفاضة تدمرنا - ...
- من مهبط للرسالات إلى هدف للمؤامرات فضحية للصراعات ...


المزيد.....




- نقل محمد صبحي للمستشفى وأشرف زكي يوضح حالته الصحية
- دبس وزيت.. سخرية من هدية الرئيس العراقي لمواطن والرئاسة ترد ...
- تركيا وإسرائيل.. لماذا أوصى تقرير استخباراتي تركي ببناء ملاج ...
- الشابة السعودية عزيزة العمري تتحدى الصعوبات وتحقق أحلامها بي ...
- ألسنة اللهب تلتهم قاربيْن أثناء إطلاق الألعاب النارية في مهر ...
- -بوتين لن يرضخ-.. تقرير يكشف عدم اكتراث الرئيس الروسي لتهديد ...
- ألمانيا تشد الأحزمة: مكافحة -العمل بالأسود- والتهرب الضريبي ...
- جلسة تاريخية للحكومة اللبنانية.. ماذا أسفر عنها؟
- آخر مستجدات وتطورات الوضع الأمني في الفاشر في السودان
- قناة 12 الإسرائيلية: نتانياهو يميل للاستيلاء على قطاع غزة


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - يوم الشحدة ( التسول ) العربي