أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - حول صراع الهيمنة على المنطقة العربية - رؤية من خلال نصر أكتوبر 1973 م















المزيد.....


حول صراع الهيمنة على المنطقة العربية - رؤية من خلال نصر أكتوبر 1973 م


محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان اليوم هو السادس من أكتوبر المجيد فهو إذاً الذكرى الواحد والأربعين على إنتصار الجيوش العربية على جيش الكيان الصهيونى المدعم من الإمبريالية العالمية وليكن المعنى واضح وجلى لقد إنكسر الجيش الذى قيل عنه أساطير وأهمها أنه الجسش الذى لايهزم أو لايقهر وهنا يأتى عظمة هذا اليوم فإنه ليس مجرد ذكرى إنتصار جيش ولكنه ذكرى كسر وتحطيم إسطورة أراد البعض بها كسر شوكة الأمة العربية أمام عصابات مرتزقة مافاوية وفاشية حيث أن الحركة الصهيونية هى فى النهاية هى حركة فاشية داخل الديانة اليهودية الأمر الذى يجب الإشارة إليه فى هذا الصدد فهذه الحركة الفاشية الدينية تتقاطع مع مثيلاتها فى الفاشية الدينية كحركة الإخوان المسلمين وأبنائها وروافدها من حركات تدعى الإسلام ولكنها فى النهاية صنيعة مَن صنع الصهيونية ومن أوجد الكيان الصهيونى على الأرض العربية فى فلسطين لكى تكون رمزاً للجبروت الإمبريالى .
إذاً منذ هذا السادس من أكتوبر عام 1973 م إنكسرت شوكة القوة الغاشمة للإمبريالية العالمية بكسر عصاتها الغليظة الكيان الصهيونى ومن هنا كان أمراً محتماً للقوى الكونية الإمبريالية أن تبحث عن بديل للقوى الغاشمة وإن كانت هذه القوى الغاشمة ( العسكرية ) مازالت فى المشهد كصناعة تدر الأموال وتحسم فى نفس الوقت بعض الصراعات التى تهدد مصالحها كالحرب فى أفغانستان والحرب فى العراق وخاصة أن الأخيرة أخذت تلوح بعصا القوى ضد الكيان الصهيونى ( العصا الغليظة للإمبريالية فى المنطقة العربية والحارس لآبار النفط ) .
كان لابد من البحث عن بديل بدلاً من القوى العسكرية الغاشمة لإدارة الصراع الكونى من جانب النظام الإمبريالى حتى تستمر هيمنته على الكون هذه الهيمنة التى تعمل على إستلاب وإستغلال دول المحيط للمركز الإمبريالى فهذا الإستلاب أو سرقة الشعوب ونهب ثرواتها هو الأمر الذى يمكن النظام الإمبريالى من الهيمنة الكونية .
وإذا كنا نتحدث هنا عن الحالة العربية والتى تم تحديد الصراع الأساسى فيها بالصراع بين دول المنطقة العربية وكفاحها ضد الإمبريالية العالمية فى حركات التحرر الوطنى والتمسك بمبادئ السلم العالمى والإعلان العالمى لحقوق الإنسان وخاصة حق تقرير المصير ولما إنتهى الأمر بالمنطقة العربية إدارة صراعها الإقليمى والذى يعد الصراع الرئيسى وهو الصراع العربى – الصهيونى هذا الصراع الذى مكنت الإمبريالية العالمية الأوربية ومن بعدها الأمريكية من زرع هذا الكيان الصهيونى فى قلب الأمة العربية الغنية بمصادر الطاقة لكى يكون هذا الكيان هو حامى مصالحها ورؤيتها التى ترى من خلاله المنطقة العربية وما يدور فيها من أحداث وتيارات سياسية وأن يقوم هذا الكيان الصهيونى بعمل المرصد والتدخل لحسم أى نهوض أو صراع لإحدى دول المنطقة حتى كانت الحرب العربية فى السادس من أكتوبر 1973 م .
ولما كانت المنطقة العربية تعتبر وبحق بؤرة للصراع العالمى لأسباب إقتصادية بإعتبارها /كبر مخزن للنفط وأسباب جغرافية – سياسية بإعتبارها فى قلب العالم وهى ملتقى القارات الثلاث وهى جزء أساسى من أوراسيا قلب العالم فكان لابد لهذه المنطقة أن تكون هى الأولى بالرعاية من وجهة نظر الإمبريالية العالمية لتكون هى المحل للبديل عن الحرب العسكرية الغاشمة والتى فقدت سطوتها بهزيمة الكيان الصهيونى خاصة بعد تكرار هزائمه من محور المقاومة وخاصة من حزب الله اللبنانى وهزائمه المتلاحقة من هذا المحور فى غزة الفلسطينية .لقد كان البديل هو الحرب الناعمة بمعنى هى الحرب التى لاتستخدم فيها الإمبريالية العالمية قوتها العسكرية الغاشمة أو إستخدامها فى أضيق النطاق والتى يقصد منها تمرير ما يسمى بالحرب الناعمة .
فالحرب الناعمة هى الحرب التى تنقل إلى أرض العدو أحد طرفى الصراع فإذا إفترضنا أن الصراع فى المنطقة هو الصراع العربى – الصهيونى المدعم إمبرياليا فما تمارسه الإمبريالية والصهيونية من حرب ناعمة هو نقل الحرب الناعمة فى المنطقة العربية بصفتها أنها الطرف الثانى من الصراع ومن ناحية أخرى هوى الطرف المراد إستلابه وإستغلاله والمحافظه على هذه الحالة من الإستلاب والإستغلال حتى تستمر الهيمنة الأمريكية فى تأبيد هيمنتها .
لقد كانت بداية هذه الحرب الناعمة بعد حسم معركة اكتوبر مباشرة وقد تم وضع الأسس لهذه الحرب الناعمة بواسطة مهندس العلاقات والحروب الأمريكية هنرى كسينجر وكان الشريك الظاهر معه هو الرئيس المصرى آنذاك أنور السادات ولما كانت الحرب الناعمة كما أسلفنا هى نقل بؤرة الصراع فى الجانب العربى فقد نجحت الإمبريالية فى هذه الحرب حيث فصلت القوة الأكبر إقليمياً مصر عن منطقتها العربية بعمل إتفاق صلح منفرد بين مصر والكيان الصهيونى والذى هو العدو التقليدى لمصر والأمة العربية وما إنتج عنه من إتفاقية كامب ديفيد وقد كان هذا الإنشقاق هو الأول فى تاريخ الأمة العربية حيث تنفصل مصر عن بقية الجسد العربى .
لقد كان هذا الإنسلاخ لمصر عن بيئتها العربية هو إنسلاخ الروح عن الجسد فقد اصبحت مصر دولة تابعة للنظام الإمبريالى العالمى كما أصبحت دولة صديقة لعدوتها اللدود الأمر الذى نشطت بمقتضاه الأنظمة الرجعية العربية العميلة واعلنت إنحيازاتها وتوجهاتها لتسير فى الموكب المصرى فى دائرة التبعية للإمبريالية .
إذاً الحرب الباردة كان من أول نتائجها نقل الصراع داخل الأشقاء العرب المكون للأمة العربية وأصبح هناك محوران أساسيان هما ماسمى بمحور دول الإعتدال بزعامة مصر والسعودية وبه كل الدول الخليجية النفطية كما كان هناك على الطرف الثانى محور الممانعة أو محور المقاومة وهو المحور الذى ثبت على موقفه فى القضية العربية وصراعها الرئيسى بين هذا المحور وبين الكيان الصهيونى الإمبريالى وبعد خروج العراق من المشهد بعد تصفية جيشها وإحتلالها أصبح محور المقاومة والتى أصبحت فيه سوريا البلد العربى الأساسى يجمع إيران من خلال القضية الإسلامية كدولة إسلامية ومن واجبها حماية المقدسات الإسلامية وهنا كانت الحماية لبيت المقدس الذى أحتل من الكيان الصهيونى وقد ضم هذا المحور المقاومة اللبنانية خاصة بعدما إحتل الكيان الصهيونى بجحافل جيشه المهزوم لبنان وإحتل بيروت العروبة حيث نشطت المقاومة اللبنانية وحررت لبنان وبيروت من الإحتلال فى عام 2000 م ولكن المقاومة اللبنانية بعد ذلك تركزت فى الجنوب اللبنانى الملاصق للكيان الصهيونى والمستهدف دوماً هذه المقاومة التى إعتمدت جيوسياسيا على الطائفة الشيعية الساكنة هذه المنطقة والتى إستمرت فى تجييش سكان المنطقة للمقاومة وبالمدد الإيرانى الشيعى والدعم السورى إستمر هذا المحور فى نشاطه حتى قامت إسرائيل بمهاجمة لبنان فى 2006 م وفى قلب هذا الهجوم وهذه الحرب بين المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله اللبنانى وحركة أمل قامت وزيرة الخارجية الأمريكية بزيارة أصدقائها وحلفائها وتابعيها فى بيروت العروبة وأعلنت خطة الإمبريالية لمواجهة المنطقة وحسما للصراع فيها بجملة قالتها ( إن ما يحدث فى لبنان ما هو إلا مخاض ولادة لشرق أوسط جديد ) وهنا نسطتيع القول أن المقصود بإستخدام القوة الغاشمة الصهيونية كان لغرضين أساسيين أولهما الثأر للهزيمة الصهيونية فى عام 2000 م من المقاومة اللبنانية والغرض الثانى هو تمهيد الأرض لما قالته مس رايس وهو ولادة شرق أوسط جديد ويجب ألا نفرق بين الشرق الأوسط الجديد والمنطقة العربية فكلاهما واحد .
إن هذه الخطة التى أبطلها حزب الله المقاوم فى لبنان بإنتصاره للمرة الثانية على الكيان الصهيونى والذى توالت هزائمه هى خطة تفعيل إستخدام القوة الناعمة هذه القوة الناعمة التى خرجت الإمبريالية الأمريكية بها كنتيجة إحتلالها للعراق وهى خطة التقسيم الطائفى والمذهبى والإثنى والتى قسمت بمقتضاه العراق إلى ثلاث أقاليم الإقليم الشيعى ومقره من بغداد إلى الجنوب حتى البصرة وشرق يغداد ثم إقليماً سنياً فى المنطقة من غرب بغداد وهى منطقة الأنبار بما تحتوية من مدن الرمادى والفالوجا حتى شمال العراق فى محافظة نينوى وعاصمتها الموصل ثم الإقليم الثالث والذى يقع شمال شرق العراق وهو الذى أصبح شبه منفصلاً بحكم ذاتى وهو الإقليم الإثنى الكردى والذى أصبحت آربيل عاصمته السياسية .
وما كانت تبغيه الحرب اللبنانية هو تقسيم لبنان القزمية إلى كانتونات تكريساً للمحاصصة اللبنانية حتى يكون فيها كانتون مسيحى وكانتون فى منطقة جبل لبنان وكانتون سنى فى شمال لبنان وعاصمته طرابلس اللينانية وكانتون شيعى فى الجنوب اللبنانى وكانتون درزى فى جبل لبنان مشاركا للكانتون المسيحى وممتداً حتى يشمل دروز الجولان السورية ولكن هيهات لقد هزمت الإمبريالية بهزيمة الجيش الصهيونى فى لبنان .
أضاعت الهزيمة للجيش الصهيونى فكرة الشرق الأوسط الجديد ولكن الإمبريالية لم تفقد الحلم هذا الحلم الذى بنى على قاعدة ثابته وهى الحرب الناعمة والتى بمقتضاها ينقل الصراع فى الطرف المستهدف وه8نا نكرر ونعيد فإذا كان الصراع الرئيسى بين الأمة العربية وبين الكيان الصهيونى الإمبريالى فإن الصراع الجديد بالفكر الإمبريالى وبمساعدة القوى التابعة له والمتحالفة معه ينحى الكيان الصهيونى من دائرو الصراع وينقل الصراع بين أطراف الألآمة العربية كما تم تأصيله فى لبنان والعراق ثم لبنان مرة أخرى .
الصراع الجديد التى تقيمه القوى الإمبريالية العالمية يبنى فى الأساس وتكون قاعدته هو أن تكون الغلبة للمنطق العاطفى الذى يشحذ وينمى الغرائز والنعرات على حساب المنطق العقلى الذى يستخدم العقل والتفكير المنطقى الناتج عن التراكمات المعرفية والمعلوماتية كما أن هذا المنطق العاطفى قد تم تطويره بواسطة الإمبريالية العالمية حتى إستطاع أن يخضع العقل لمنطقه فى إستخدام تكنولوجيا المعلومات .
من هنا وبعد الخسائر التى لحقت بالكيان الصهيونى وبعد فشل محاولات الشرق الأوسط الجديد بدأت الإمبريالية العالمية الأمريكية فى تطوير منظومة الشرق الأوسط الجديد ووضعها فى قالب ما يعرف بحروب الجيل الرابع ,
هذه الحروب التى تعتمد فى الأساس على إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد وتقسيماته الطائفية والمذهبية والإثنية الأمر الذى يؤدى بالضرورة إلى الفوضى فى المجتمع المستقر فالنزاع الذى سيقوم نتيجة هذه التقسيمات السابق الإشارة إليها هذا النزارع سيؤدى إلى الفوضى التى سميت اغلفوضى الخلاقة وبناء عليه هذه الفوضى بالضرورة هى ضد إقامة الدولة فهذه النزاعات تؤدى إلى تقويض دور الدولة من هنا تكون النتيجة الحتمية هى أن الفوضى الناتجة عن الصراعات والنزاعات الطائفية والمذهبية والإثنية ستتوجه بالضرورة إلى التأثير على كيان الدولة بمؤسساتها وستعمل على تقويضها فنفس المؤسسات ستنتقل لها عدوى الفوضى ومن هنا بدلاً من أن تقوم المؤسسات لخدمة المواطن فلان فى الدولة الفلانية أصبحت المؤسسات ستخدم فى جزء منها فلان الذى طائفته الفلانية وجزء أخر يخدم فلان من الطائفة الأخرى وجزء ثالث من المؤسسات سيخدم فلان من العرقية الفلانية ويبقى فى النهاية عندما تدب الفوضى فى جطسد الدولة تبدأهذه العناصر المنقسمة توجه سهام حربها إلى جهاز حماية وأمن الدولة ومن هنا نجد أن الهجوم كل الهجوم سيتوجه فى الفوضى الخلاقة فى حروب الجيل الرابع إلى مؤسسات الدولة الأمنية خاصة الجيش والشرطة .
فى الحرب الناعمة والتى لاتستخدم فيها الإمبريالية العالمية قوتها العسكرية الغاشمة وإنما أستخدمت فيها الفوضى الخلاقة سيكون الدور الإمبريالى هو مجرد داعم بالسلاح لكافة الأطراف المتنازعة ثم المتحاربة حتى لاتقف الآله المصنعة للسلاح فى الدول الإمبريالية وحتى أيضاً تتخذ الفوضى مظهراً عسكرياً داخل الطرف المغلوب على أمره فى الصراع الرئيسى الذى بدوره قد إختفى من قاموس الصراع وأصبح هذا الصراع مع العدو المغتصب والمحتل فى خبر كان وأصبح كماً منسياً حتى يتم حسم الصراعات الثانوية بين الأشقاء , يبقى الأمر فى النهاية أن حروب الجيل الرابع والتى تعتمد على تصدير الفوضى الخلاقة فى النهاية تنتهى بتقويض الدولة حتى يسمح الوضع بعد ذلك ممهداً لتكوين الكانتونات ونعود مرة أخرى إلى ما قالته السيدة رايس فى الشرق الأوسط الجديد أما مظاهر حروب الجيل الرابع والتى تبدأ بإرساء فكر التقسيم بمحاربة الدكتاتورية والإستبداد من هنا تبدأ الأفكار وكأنها سليمة وديموقراطية وتبدأ فى جذب أعداد من الشباب الذى ضاق من السلطات الإستبدادية هكذا يكون المدخل إستخدام الأفكار الحسنة والجيدة للوصول إلى نتائج كارثية تنتهى فيها الأوطان والبلدان المستقرة تبدأ الأفكار تتدفق من خلال منظمات حقوق الإنسان والمطالبة بالحرية والديموقراطية ثم تنتهى بمقاومة الإستبداد من خلال ما يعرف بحروب اللاعنف والتى يستخدم فيها سلاح المظاهرات والإعتصامات ثم يتطور الأمر بالصدام مع قوى الأمن الشرطية الأمر الذى يستدعى الجيش لحفظ الأمن بعد فشل الشرطة ثم تسطدم الجماعات مع الجيش بصفته حامى النظام الأمر الذى يؤدى بالضرورة إلى تحويل حروب اللاعنف إلى حروب العنف المتطرف فى عنفه بتحويل هذه الجماعات التى تم تربيتها بواسطة القوى الإمبريالية إلى مليشيات ثم جيوش مسلحة بأقوى العتداد والسلاح حتى يؤدى فى النهاية إلى تقويض أركان الدولة .
اقد كانت خطة تدمير سوريا التى أشرف عليها نفر من الرجعية العربية وآخر من أركان النظام الإمبريالى الأمريكى تم وضع هذه الخطة بعد نجاح محور المقاومة فى الإنتصار على الكيان الصهيونى فى عام 2006 م وهذا ما يعنى وضع الخطة فى عام 2008 م الأمر الذى سبقه ظهور ما يسمى بالهلال الشيعى وتدفق رؤوس الأموال الخليجية الوهابية لتظهر أن الاشيعة أشد خطراً من الصهيونية وقد عملت الآلة الإعلامية على ترويج هذا المفهوم الذى جذب كثير من الشباب المتأسلم حتى يتم إستبدال إيران فى الصراع بدلاً من العدو الصهيونى لضرب محور الممانعة والمقاومة ولإخضاع حزب الله المقاوم وجره لحروب الكانتونات ولكن الحزب كان واعياً لذلك ونأى بنفسه بعدما تم التركيز على كانتون السنة فى طرابلس اللبنانية ونشر الأفكار الوهابية حتى تمكنت القاعدة من إختراق شمال لبنان بدعم خليجى ولكن هذا المحور ظل صامداً رغم ما تم تفعيله فى العراق التى تم إحتلالها بحجة دعم الديموقراطية والقضاء على الإستبداد تحت هذا الغطاء تم إثارة الفتنة بين السنة والشيعة ليكتشف العراق بعد ذلك إنه فى ظل التقسيم وممارسة الحق الديموقراطى سوف تكون الغلبة للشيعة فى العراق والتى تمثل 60% من عدد السكان وخاصة بعد نجاح الفتنة من ترحيل الطائفة المسيحية وهجرتها تحت القهر الطائفى هكذا تخلق الأفكار الجيدة حالة من التفسخ المجتمعى فكان الأمر الذى جعل السنة فى العراق فى حالة تهميش وما هى إلا برهة من الوقت حتى ظهر فكر القاعدة المدافع عن السنة وظهور أبومصعب الزرقاوى فى العراق حتر يؤسس ما عرف بعد ذلك الدولة الإسلامية فى العراق .
ومع ظهور ما سمى بالربيع العربى أو بثورات مناهضة الإستبداد والتى بدأت فى تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن بعد حسم الأمر فى السودان بتقسيمه شمالاً وجنوباً ليتم فى النهاية إلى الوصول لخطة تدمير سوريا .
هذه الثورات التى بدأت ثورات حقيقية ناتجة من الإحساس بالظلم الواقع على الشعوب العربية نتيجة تحول هذه الشعوب إلى التبعية الإمبريالية كانت العدة معدة من الطرف الإمبريالى على التفعيل الأكبر لتولى تيار الإسلام السياسى كبديل إمبريالى عن الأنظمة المستبدة فى كل تونس ومصر لقد كان هذا البديل معد سلفاً ومشاركاً فى السلطة حتى وإن كان من تحت ستار هذا الإعداد قد بدأ فى مصر منذ بداية حكم السادات لمصر وفى أعقاب حرب أكتوبر حتى قام السادات بإستقدام مجموعات الإخوان المسلمين من دول الشتات فى الخليج العربى بل الأدهى من ذلك إن قام السادات بمساعدة الإخوان المسلمين يتكوين ما يعرف بالتنظيمات الجهادية وقد تولت الدولة المصرية فى منتصف سبعينيات القرن الماضى بتكوين تنظيم الجهاد وتنظيم الجماعة الإسلامية هذه التنظيمات التى تماهت مع تبعية مصر للإمبريالية العالمية بالقيادة الأمريكية وفلم يكتف الأمر بذلك بل بدأت العناصر الإخوانية بمشاركة السلطة فى سياساتها العامة والتى تم توجيهها بواسطة صندوق النقد الدولى أحد العناصر الإقتصادية التابعة للإمبريالية العالمية الأمر الذى جعل الإخوان شركاء فى السلطة الإقتصادية عن طريق تدفق رؤوس الأموال الإخوانية والخليجية الداعمة وقامت هذه الجماعة بنشر الجمعيات الإخوانية وبناء المدارس الإخوانية والتى بدأت تربى نشئ إخوانياً إضافة إلى الشراكة فى التوكيلات للشركات التى تكونت نتيجة ما سمى بالإنفتاح الإقتصادى وخاصة فى التصدير والإستيراد .
هذا ماجعل التيار المتأسلم بقيادة الإخوان المسلمين يكون الابديل الجاهز لتولى السلطة بعد عزل مبارك بواسطة ثورة الشعب المصرى فى 25 يناير 2011 م .
مع وجود التيار الشعبى الثورى سرعان ماسقطت ليبيا وإختفى القذافى المستبد من المشهد الليبى وبالمال الخليجى ونفس التغلغل الإمبريالى تم تحطيم ليبيا وتسليمها لجماعات التيار المتأسلم مع دعم هذا التيار بالسلاح حتى يكون طاغياً على القوى الثورية الشعبية المسالمة .
ماحدث فى ليبيا تم تفعيله فى الدولة الجائزة الكبرى وهى سوريا البلد العربى الفاعل فى الصراع الرئيسى بين القوى الإمبريالية – الصهيونية ومحور الممانعة وقد تم الدفع بهذه الجماعات والتى إنتقلت من كل من تونس وليبيا ومصر ودول الخليج خاصة السعودية حتى تحارب النظام الحاكم فى سوريا وقد تولى إخوان سوريا المشهد من بدايته حتى تم تجميع كافة الأنظمة التكفيرية من محيط العالم لتحارب فى سوريا لإسقاط النظام السورى العلمانى وتم الدفع من ثلاث جهات بالكفيريين اولاً من درعاً على الحدود السورية الأردنية والتى بدأت شرارة الثورة فى سوريا منها ثم تم فتحة الغرب السورى مع الحدود اللبنانية من عرسال وغيرها ثن كان الفتح الأكبر والأشمل مع فتح الحدود الشمالية السورية ليتدفق الآلاف من بقاع العالم من تركيا الجارة الشمالية لسوريا وما لبثت هذه القوى أن تم تجميعها فى جماعات متناحرة لكل جماعة تبغى القيادة الأمر الذى ادى إلى تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين والذى أصبح تحت قيادة أبو بكر البغدادى بعد مقتل ابو مصعب الزرقاوى ليعبر الحدود العراقية السورية ويعلن قيام تنظيم ما سمى بالدولة الإسلامية فى العراق والشام كما تم إعلان جبهة النصرة القاعدية فى الغرب السورى بقيادة أبو محمد الجولانى مع ما يسمى الجيش الحر السورى الذى تم إغداق المساعدات الإمبرياليه عليه من الدول الخليجية خاصة فى البداية السعودية وقطر ثم تولت المهمة قطر الوكر الإخوانى مع تركيا الإخوانية والتى بدأت الأسلحة والأموال تتدفق منها لمحاربة الجيش السورى وسرعان ما تفكك الجيش السورى الحر وأعلنت بعض الجماعات منه الإنضمام لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام والذى أطلق عليها إختصاراً داعش وإلى جبهة النصرة مع وجود العديد من الجماعات والتى تعمل منفردة وهنا لابد أن نذكر لماذا قويت داعش عن بفية القوى التكفيرية ؟ .
للإجابة على هذا السؤال لابد أن نرجع غلى ماسبق ذكره عن مظلومية السنة فى العراق نتيجة العملية التى سميت بالديموقراطية فى وسط الإنقسام المذهبى وكثرة السكان الشيعة فى العراق الأمر الذى ادى غلى تعاطف بعض القبائل السنية فى العراق مع تنظيم الدولة الإسلامية والذى نشأ وترعرع فى العراق حتى قامت بعض الفرق من الجيش سواء من السنة بتسليم كامل اسلحتها إلى تنظيم داعش وبعض الفرق الشيعية فى الشمال العراقى التى فرت أمام داعش بتحالفه مع السنة سكان المنطقة الشمالية وهذا ما أدى إلى السقوط المروع لمحافظة نينوى وعاصمتها مدينة الموصل وإستيلاء داعش على كل الأسلحة من إحتياطيات الجيش العراقى حتى أصبح ها التنظيم يمتلك العتاد العسكرى الثقيل من دبابات ومدافع ثقيله الأمر الذى إستدعى قيام هذا التنظيم بتهديدات تعدت العراق والشام حتى وصلت إلى بعض الدول الخليجية بفضل غطرسة القوةبالسلاح المستولى عليه .
فى عودة إلى مادار فى مصر وإكتشاف الشعب المصرى حقيقة التقاطع والتواصل بين نظام جماعة الإخوان المتأسلمين كنظام إستبدادى آخر بديلاً وشريكاً سابقاً لنظام المخلوع مبارك حتى إستفاق هذا الشعب وقام بإزاحة هذا النظان الذى مكث فى السلطة عاماً كانلاً ولكن إرادة الشعب المصرى كانت أقوى من كل القوى العاتية للنظام الإمبريالى العالمى هذه الإرادة التى أعلنت عداءاها للتبعية الأمريكية وأعلنت إستقلال القرار الوطنى المصرى والذى كان اهم إنجاز لثورة ال30 من يونيو 2013 م كما أعلنت الإرادة المصرية انها فى موقف العداء لكل الجماعات المتأسلمة التكفيرية وهذا الإعلان هو بمثابة تصحيح لنصر أكتوبر المجيد .
فى النهاية لابد لنا من خلال هذه القراءة الموضوعية ألا نخلط الأوراق وأن نوضح أن ما تم من خلال الفوضى الخلاقة وحروب الجيل الرابع وإستراتيجية الشرق الأوسط الجديد ما هو إلا إعادة للدور الصهيونى كقوة كبرى فى منطقة الشرق الأوسط وأن ما تم التصارع عليه فى المنطقة العربية ما هو إلا دعماً ومشاركة للدور الصهيوإمبريالياً وأن التحالف الواضح الجهرى بين النظام الفاشى الصهيونى والجماعات الفاشية التكفيرية المتأسلمة لهو خير دليل ومانراه يحدث من جبهة النصرة وداعش على الحدود السورية – السورية المحتلة هو البهان الساطع ليكون الصراع فى النهاية هو بين القوى الوطنية المقاومة وبين القوى الإمبريالية الصهيونية التكفيرية بما تحمل من أذناب فى تركيا وقطر الأمريكية .



#محمود_حافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس مصر2014
- مصر الدستورية - 6 - يوم الإنتخابات
- مصر الدستورية - 5 - سباق الرئاسة المصرية
- مصر الدستورية - 4 - الرئيس القادم
- مصر الدستورية - 3 - أوراسيا ومصر
- مصر الدستورية 2 - فى مسالة الإنتخابات الرئاسية
- ثورة المراة المصرية - طوبى لنساء 8 مارس
- مصر الدستورية- 1 -ثقافة الإستبداد والشباب
- مصر الدستورية
- مصر الثورة - 11 - حول طبيعة المرحلة الراهنة
- مصر الثورة - 10 - حول إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية
- مصر الثورة - 9 - الثورة المصرية ومانديلا
- مصر الثورة - 8 - صراع الإرادة الشعبية
- ردا على حملة تدمير الإنتاج السمكى فى مصر - الثروة السمكية بي ...
- مصر الثورة - 7 - رئيس مصر
- مصرالثورة - 6 - بيت اليسار المصرى يتحرك
- مصر الثورة - 5 - فى مسألة إرهاب الفاشية الإخوانية
- مصر الثورة - 4 - فى مسألة تحرير الميادين المصرية من الإحتلال ...
- مصر الثورة - 3 - فى مسألة الحكومة
- مصر الثورة - 2 - فى المسألة الوطنية


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حافظ - حول صراع الهيمنة على المنطقة العربية - رؤية من خلال نصر أكتوبر 1973 م