أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - أسماء القرى والمدن، ورُخص الباحثين!















المزيد.....

أسماء القرى والمدن، ورُخص الباحثين!


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدم المعرفة لها مراتب كما أن لكل شيء في الدنيا مراتب، منها مرتبة "الجهل المقبول" والذي يعني عدم العلم بالشيء، و"فوق كل ذي علم عليم"، ومن ثم عدم التحدث به إلا من باب طلب المعرفة، ومنها مرتبة "الجهل المركب" وهي المعنية بالحديث، لأن أصحابها سبب للبلاء على مر الزمان، لاسهامهم في تزييف الوعي العام وتشويه الثوابت، عبر تمرير جهلهم ومعلوماتهم المغلوطة إلي محيطهم سواء أسرة صغيرة أو مجتمع قبلي أو دولة حديثة على أنها حقائق جاءت نتيجة لبحث ودراسة، فيكون لهذا أثر سيء على العموم.

وعلى رأس هؤلاء صنف من الكتاب زعموا العمل في المجال البحثي، وخدموا عن جهل أو عمد، نظامًا حكم مصر لأربعة عقود بداية من البسعينات، سعى فيها لتقزيمها وعزلها عن محيطها العربي وطمس هويتها، والاستعاضة عنها بالعدم !، فكان ما كان من أبحاث مغلوطة، تتناقلها المواقع الإليكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتتعامل معها على أنها تملك إجابات قطعية على أسئلة، ربما، ترد على خاطر المتابعين لها.

وإن كانت الشبكة العنكبوتية قد أسهمت في تيسير أمر الحصول على المعلومة، فإنها أسهمت أيضًا في تسييلها وتوسيع نطاق العبث بشأنها؛ وخذ عندك القضية الرئيسية التي كانت السبب في هذه المقدمة، وهي المتعلقة ببعض "الباحثين" الذين استستهلوا مسألة نفاق الرأي العام وأغوتهم فكرة إصدار كتب، تتصدّر أسماؤهم أغلفتها، فراحوا يلوون عنق "اللغة"، ليخلصوا لنتائج تخدم أفكارهم التي بدأوا بحوثهم الوهمية وهم يؤمنون بها.

الأمر يتعلق ببعض الأبحاث المنشورة، والتي تحاول أن تَرُدَّ معظم المقاطع الأولى من أسماء القرى والمدن المنتشرة في ربوع مصر مثل (كفر، وعزبة، شَبرا) إلي اللغة المصرية القديمة، كمحاولة جانبية لنفي الارتباط بين العروبة ومصر، وإظهار العروبة كأمر طارئ لا أصل له.

وهم في ذلك يتغاضون عن ثلاثة أمور وهم:

الأول:

أن أغلب القرى والنجوع تسمّت بأسمائها حديثًا في عهد محمد علي باشا، وبالتأكيد الدولة الحديثة حينها لم تستعن بلغة غير العربية لتسمّي بها القرى والمدن، أضف إلى ذلك أن مصر يديرها حكام ينطقون العربية لمدة تزيد عن1400 عام، فهل كانوا يحكمون بلادًا لا يعرفون معاني مدنها وقراها !.

الثاني:

عدم التفريق بين اللغة القبطية والهيروغليفية القديمة، ومحاولة خلط الأوراق بشأن ذلك، بحيث يبدو كأن اللغتين وجهان لعملة واحدة، والعربية خارج اللعبة، وهو أمر غير صحيح من كل وجه

الثالث:

أن الهيروغليفية من جانب والقبطية من جانب آخر صارتا من اللغات الميتة، والكلمات يمكن تحويرها بدون ضابط، لتُنسب أي كلمة حديثة لأي أصل هيروغليفي أو قبطي قديم، خاصة وأن أغلب البحوث من هذه النوعية تكتفي بإخبارك بأن كلمة كذا تعني كذا بالقبطي.. وأوقن تمامًا أنه لو كان مثلا للمملكة السعودية تاريخًا تكلم فيه بعض أهلها لغة غير العربية، واندثرت كالقبطية مثلًا، لنسبت الدمام والجبيل وربما مكة ذاتها وأي اسم مدينة أو منطقة يستصعب على الناس فهمه فورًا للقبطية، ولظهرت الترجمات، عوضًا عن فتح المعاجم والبحث في كتب التاريخ للوصول للمعنى الحقيقي للكلمات. بالمناسبة مكة: أصلها يعود للمُكاء أي الصفير لأنها كانت عادة زوار الكعبة قبل البعثة النبوية الشريفة (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية).

وأمر هامشي رابع، ونقول هامشي لأنه غير مقطوع بثبوته علميًا، وتتضارب فيه الأقاويل، فوق ذلك فهو يوحي بأنه وحل للعنصرية، ونريد أن نسلم منه ولا نغوص فيه أكثر، وهو:

ما أثاره باحثون غربيون، وعرب معاصرون وقدامي مثل (الطبري وابن خلدون وابن الأثير) من أن لغة المصريين القدماء "الفراعنة" ذات أصول سامية، حتى أجروميتها فيما يتصل بتركيب المؤنث والجمع، ولا تختلف عن الآرامية، والأكدية، وأن أغلب الأسر الحاكمة قبل الوحدة حوالي 3200 قبل الميلاد وبعدها من العماليق الساميّين، وتمصّروا، وتزواجوا، وامتزجوا، للحد الذي انفصلوا فيه عن أصولهم، وأن سِحنهم وصورهم ومحنطاتهم بالنظر المجرد تؤكد ذلك!.

...

بالعودة إلي التدليس بشأن أسماء بعض المدن والقرى، ومنه نسب كلمات مثل "عزبة" و"كفر" و"شبرا" و"كوم" و"ميت" و"بولاق"، زورًا وافتئاتا للغة الهيروغليفية أو القبطية، وترجمتها على أنها بمعنى واحد وهو القرية أو المدنية، رغم أنه وبقليل من الجهد البحثي، نجد أن أصول هذه الكلمات عربية، وبعضها دارج على الألسنة..

فمثلًا "عِزْبة" مصدرها "عزب"، وعَزَب عن الشيء أي بعد عنه، ومنها شاب عازب أي بعد عن الزواج، من هنا جاءت "عزبة" بمعنى مكان بعيد غير مأهول بالسكان، ومنها جاءت "عِزَب" الباشاوات التي كانت أراضي مهولة يملكها إقطاعي لا يسكنها بشر.

أما عن كلمة "كفر" وهي تطلق على الأماكن الزراعية، لأن "كَفَر" كفعل في العربية تعنى ستر وغطّى، والكافر في الدين: هو الذي ستر نفسه عن رؤية الحق فأنكره، والفلاح "يَكفُرُ" البذرة، أي يضعها في الأرض ويغطيها بالتراب، ومن هنا صارت تطلق على كل القرى الزراعية كلمة كفر نفرة وكفر الشيخ وهكذا، ومن نفس الأصل العربي جاءت كلمة "كوفرته" الإنجليزية بمعنى الغطاء.

وبخصوص كلمة "شبرا" فهي تُرد لأصلها العربي كلمة "شبر" التي تستخدم للدلالة على المسافة ما بينَ أعلى الإِبهام وأَعلى الخِنصرِ، ويدور معنى الكلمة في هذه الدائرة، فيشير إلي المدن والقرى التي تم قياسها وتخطيطها ورسم طرقها، على اعتبار أن "الشبر" وحدة قياس، وربما تعني المكان الواسع لأنه يقال (هذا أَشْبَرُ من ذاك أَي أَوسَعُ)، ومن الوارد أن تكون بمعنى الخير والعطية، حيث يقول الشاعر "لم أخنه والذي أعطى الشبر"، مع ملاحظة أن الشين في الأصل مفتوحة، والدليل أن اسم "شبراوي" المنسوب إلي "شَبرا"، مفتوح الشين، وهكذا ننطقه إلي اليوم، وقد ذكر المرتضى الزبيدي أسماء لـ "72 مدينة وقرية" تحمل اسم "شَبرا" في مصر بمعجمه تاج العروس، مما يؤكد نسبة الكلمة للعربية.

بالمثل كلمة "كوم"، كوم حمادة وهكذا، فمعناها بالعربية مكان التجمع، وكانت تستخدم للدلالة على مكان تجمع قوم ما في منطقة ما وهي كلمة دراجة على الألسنة، معروفة، ومنها كوّم حجارة / قمحا / التراب /..

وبالنسبة لكلمة "ميت" بكسر الميم والتي تسبق عدد من القرى مثل "ميت غمر"، "ميت رهينة" وهكذا.. فإن أصلها يعود إلي، فعل "يُميت"، ومعنى "مِيت" أي الطريق أو المنطقة الممهّدة، لأن "يُميت" تستخدم كـ "يُعبّد"، فُيميت الشيء أي يجعله صالحًا للسير والمعيشة، ويمهده، ومنها جاءت "مِيت".

أما عن معنى كلمة بولاق، فأصلها "بُلوقَةٌ" بضمِ الباء وفتح القاف وهي: الأَرْض المسْتوِيَةُ اللَّيَنة، الَّتِي ليسَ بها شَجَرٌ، وهذا أقرب للصواب ولا شك من العبث القائل بأن أصل بولاق الدكرور هو البركة الجميلة بالقاهرة Beau lac de Caire !.

....

بقيت إشارة أخيرة إلي أن هذا الكلام لا ينفي وجود كلمات قبطية وحتى تركية وفارسية في اللغة العامية حتى اليوم، وأنه بالفعل هناك مدن وقرى تعود تسميتها للغات قديمة، وليس الحديث بهدف الحط من قدر لغات تكلم بها مصريون في أزمنة مضت، ونحن لا نملك من الأصل ذلك، ولكن الهدف بوضوح هو إلقاء الضوء على التزييف المباشر والبجاحة في الإسفاف، واستسهال تقديم أبحاث تنافق الموجة السائدة، وتم توظيفها لفترات طويلة لخدمة أهداف سياسية.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود السيسي، وأحلام البسطاء
- -السقا- الذي ارتدى ملابس رئيس الوزراء
- فؤادة أكثر -فرعنة- من عتريس!
- القضية الفلسطينية.. الحل في تبنيها لا الفرار منها
- بعيدًا عن فوضى الشعارات.. ماذا نريد من النظام القادم ؟
- -فلسطنة- الطابور الخامس !
- الانتخابات والإخوان ورجال الأعمال
- الإخوان وأمريكا (الشياطين الصغار في خدمة شيطانهم الأكبر)
- -صربيا- كلمة السر المنسية في أحداث العالم العربي
- قراءة في فرية دعم الفلول للسيسي..
- أربع سنوات مضت.. وأربع قادمة
- -نابوكو- والشرق الأوسط الجديد.. ما خفي كان عظيم !.. بقلم: ال ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - أسماء القرى والمدن، ورُخص الباحثين!