أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - أربع سنوات مضت.. وأربع قادمة















المزيد.....

أربع سنوات مضت.. وأربع قادمة


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 4410 - 2014 / 3 / 31 - 07:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت أحداث الربيع العربي في بدايتها مبهرة بالحد الذي يعمي كثيرين عن رؤية عيوبها، وكان جلال الحدث وسخونة الدماء التي أُسيلت تجبر المشكّكين - عن حق أو بدون - على الصمت، وكان فساد ورخاوة وعمالة الأنظمة التي انتفضت الشعوب لاسقاطها كافيًا ليحجب العقول عن الإنتباه لمؤشرات فساد وعمالة جماعات تعد - بل أعدت بالفعل - نفسها لقطف ثمار الخروج الشعبي المهيب بعد أن شاركت - ولو جزئيًا - في صناعته.

كل ما سبق كان كافيًا ليسيّد رؤية واحدة مفادها أن ما وقع مع نهاية عام 2010 وامتدْ، هو "ثورة" ذات معنى كلاسيكي، انتفضت فيها الشعوب للمطالبة بالحرية والعدالة، على ما سواها من رؤى تلفت إلي أن ما حدث هو جزء من نظام عالمي جديد تقف خلفه مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وتسعى من خلاله للقضاء على الدول القومية وإعادة تصنيعها بحدود جديدة وتركيبة سكانية جديدة، تخدم مصالحها ومصالح مموليها من الشركات عابرة القارات.. حتى برزت إلي السطح أمور أكدت شكوك المتخوفين، وأضافت إلي أصحاب الرؤى - التي لم تكن سائدة – نقاط جديدة.. يمكن إجمالها في التالي:

1- الخطط الإعلامية الدولية والمحلية التي سعت لتنصيب وجوه قريبة من دوائر منظمات المجتمع المدني الممولة من الخارج، على رأس الانتفاضات الشعبية، وفيما بعد احتكار الحديث باسمها.

2- تنامي وتيرة الهجوم على المؤسسة العسكرية في مصر، واستغلال حوادث أو تجاوزات وقعتْ، للبناء عليها والتهويل منها، وشن حرب نفسية واسعة هدفها الحط من المؤسسة وتاريخها، وكان هذا دليلًا قاطعًا على أن إسقاط كيان الدولة - بحد ذاته - هدفًا مرجوًا.

3- تدخل قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" لمناصرة معارضي الرئيس الليبي الراحل "معمّر القذافي"، وسط حالة مباركة وتهليل من أوساط "ثورية" في مصر وتونس، وكان هذا كاشفًا، لحجم التدخل الخارجي في "الثورات" العربية وأنها صُنّعت على أعين "غرباء عن أهلها"، وأن آلام وطموحات الشعوب قد استغلت لتحقيق مصالح أعدائها وكان الوسيط في هذا المخطط، حركات الإسلام السياسي، والجماعات الشبابية التي أنتجتها الدوائر المخابراتية الغربية التي تستتر خلف أسوار المنظمات الحقوقية.

4- محاولة إعادة إنتاج التجربة الليبية في سوريا، وخروج معارضي النظام السوري في مظاهرات، وصفتها الجزيرة وأجهزة إعلامية غربية - على غير الحقيقة - بأنها حاشدة، لمطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل ودك مواقع الجيش وإسقاط النظام، وهو الأمر الذي أفسدته على الصعيد الدولي روسيا وإيران وعلى الصعيد المحلّي بسالة الجيش العربي السوري.

... إذن فنحن أمام أربع نقاط جوهرية دقّت ناقوس الخطر مبكرًا، ولم يمض عام 2011، إلا وقد انتبه الكثيرون إلي أن المعدن الذي أُنتجت منه الأحداث لم يكن ذهبًا وإن أعطى ذات البريق.

وقد واجه هذا الطرح خصومًا، من الجبهة التي آمنت بأن ما حدث وما هو مستمر ثورات حقيقية، وانقسم أشياعها، بناء على دوفعهم إلي..

- مراهقين أمتعهم الحراك في الشارع والمناوشات مع الأجهزة الأمنية.
- رومانسيين ساقتهم عواطفهم، وجردّوا "الثورة" من مفاهيهمها الوطنية.. و باركوا أحداثها ولو على حساب الوطن.
- متسترين بعباءة "الثورية" بينما هم جنود عن علم ودراية بالمخطط الكبير الذي يُراد له التمام.

...
دارت الأيام دورتها خلال أربع سنوات وكان لثبات الجيش العربي السوري والدعم الذي تلقاه من روسيا وإيران فضلًا في إحراق أوراق الفصل الذي احتلته سوريا في كتاب مخطط الشرق الأوسط الجديد، وكان لوصول جماعة الإخوان للحكم في مصر وفشلهم فيه فضلًا في إعادة ترتيب الأوراق وفتح أبواب خلفية - غير خفية - للتصالح بين مؤسسات الدولة - المتحررة من النفوذ الإخواني - وقوى شبابية، وأستفاق الكثيرون من غفلتهم وكانت الإنتباهة الشعبية في الثلاثين من يونيو، وكانت الإستجابة المؤسسية في الثالث من يوليو، ورحل الإخوان عن رأس سلطة وصولها في غلفة وأداروها بغفلة.
...

هل يمكن اعتبار كل ما سبق رغم الإستفاضة في الشرح - بالنسبة لمقال - مقدمة لما هو آت ؟

نعم يمكن.. لأن الظروف تجبرنا عند الحديث عن واقعنا هذه اللحظة المرور على الأحداث في الأربع سنوات الأخيرة، والإشارة ولو من بعيد للعقود التي سبقتها، حتى تكون استنتاجات وقراءت الراهن مرتبطة لا منفصلة عن الأحداث - التي تتكرر حتى اللحظة - ولا يمكن اعتبارها من التاريخ.

وكما استرشدنا بالنقاط الأربع التي سقناها سابقًا، في فهم مبكر لطبيعة أحداث "الربيع العربي" وما صاحبها من بحور من الالتباس وأمواج من التخبّط، كان التمسك بالثوابت الوطنية هو سفينة النجاة منها.. نطرح اللحظة وبعد أن دارت الأمور دورتها.. وأوشكت الغمة الثقيلة على التواري - لا الإنقشاع -، في انتظارمعطيات أخرى تمهد لها العودة، سؤالًا مفاده..

من هو المؤهل فعليًأ لقيادة دفة الوطن اليوم ؟

الإجابة بايجاز:

1- يحتاج الوطن اليوم - أكثر من أي وقت مضى - لابن الدولة بمؤسساتها عميقة وسطحية، بمعنى أن أي فرصة للشقاق أو عدم التناغم بين مؤسسات الدولة الأمنية أو الإعلامية أو التنموية إلخ.. وبين رئيس مصر القادم سيطيح بأي فرص للمستقبل وسيفتح الأبواب على اتساعها للدوران في الفراغ.

2- لا يستطيع أي مسؤول - مهما بلغت قدراته ودبلوماسيته - أن يخوض معاركه الخارجية، لتحرير وطنه من أسر التبعية لقوى دولية أو إقليمية، في الوقت الذي تعاني فيه الجبهة الداخلية من شقاق وانقسام.. وعلى هذا فإن الوطن لا يليق له في تلك المرحلة - شديدة الحساسية - سوى فرد يتمتع بإجماع شعبي يؤهله وعن ثقة للعب دور دولي وإقليمي أكثر تحررًا وإيجابية.. وإيضاحًا لما نعينه، نسوق هذه الفرضية، ونتعمد فيها على أن نضع أنفسنا مكان أعدائنا ونتبنى نظرتهم لواقعنا ومن نباركه من منظورهم يصبح خصمنا في الحقيقة، ومن نعاديه يصبح ظهيرًا، وهكذا..

((هب أنك مستشار مخلص لامبراطوار لديه رغبة توسعيّة ورثها عن آبائه وأجداده، يقتضي أمنه ومصلحته - في ظنه - أن يحطّم ما حوله من دول ويجهض فرصها في مستقبل آمن ومستقل.. أي دولة تعتبرها عصيّة على هذا المشروع التوسعي وأن فرص نجاح المخطط التآمري فيها ضعيفة ؟

- الدولة التي يحكمها فرد صاحب شعبية حقيقية يلتف حوله أغلب شعبه وتعينه مراكز القوة في بلده ، أم - الدولة التي يحكمها فرد ينقسم شعبه عليه، فيؤيده النصف ويعارضه النصف، بينما لا يجد عونًا من مراكز القوة ! ))..

.. والإجابة على هذه الفرضية كافية.

نطرح النقطتين السابقتين كحجتين ضمن مئات، لتصل بالقارئ إلي ما نؤمن بأنه الإختيار الأنسب والأصلح والأجدر والأكثر ملائمة للمرحلة.. ونقدر التخوفات التي سببتها سياسات امتدت لأربعين عامًا أدت إلي فقدان الثقة في السلطة ورجالها، غير أن الرد الذي نملكه لأصحابها، هو..

أولًا: المعارضة ليست هدفًا في ذاتها بل تقويمًا بالأساس، وممارستها لأربعة عقود لا يعني التشبث بها وإلا صارت إدمانًا وصبيانية لا إخلاصًا لقضايا ودفاعًا عن حقوق، وإعانة السلطة الوطنية وانتقادها في سياق المعين لا المثبط والهادم، دور يفوق في فضله دور أي معارضة، فوليد المعلم وزير خارجية سوريا - كمثال- خير لدينا من كتاب المعارضة "الوطنيين" هم وآبائهم وأبنائهم مجتمعين.

ثانيًا: متطلبات اليوم وجسامة المرحلة لا تسمح لشخص تربّى على الانضباط والمسؤولية، بالرفاهية أو التفكير العشوائي.

ثالثًا: أوراق اللعبة الدولية في صالح مصر، فالعالم يعيد - عن جد - تشكيل أقطابه، والوضع الإقليمي يرحب باستعادة "الشقيقة الكبرى" لمكانتها، والفرصة مهيئة لإصلاح فساد أربع سنوات - بل أربع عقود - ماضية في الأربع القادمة.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نابوكو- والشرق الأوسط الجديد.. ما خفي كان عظيم !.. بقلم: ال ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - أربع سنوات مضت.. وأربع قادمة