أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد شبل - فؤادة أكثر -فرعنة- من عتريس!














المزيد.....

فؤادة أكثر -فرعنة- من عتريس!


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 10:16
المحور: الادب والفن
    


أول ملاحظة تستوقفني كلما شاهدت فيلم "شئ من الخوف" هو أنه مهلهل من ناحية بناء الشبكة الاجتماعية لشخصية العمل المحورية "عتريس"، وما يتبع ذلك من نسف لإمكانية تقبل العمل بعد مخاصمته الجذرية للمنطق والواقع (وما هو عمل أدبي هو عمل أدبي، وما هو فنتازي هو فنتازي، وما هو واقعي هو اقعي، وما هو سياسي هو سياسي، وليس مطلوبًا من المشاهد التفتيش في نوايا مؤلف عجز عن صياغة فكرته في صورة مناسبة)، بحيث يظهر "عتريس" كأنه فرع وحيد من شجرة بلا جذور ولم تثمر غيره، فهو بدون خال أو عم أو جد أو جدة من ناحية الأم.. فقط "عتريس" الهابط من الفضاء على رؤوس الفلاحين المساكين مكسوري الجناح.. بسذاجة "تيمة" الضحايا والجلاد يأخذك الكاتب إلي ملعبه، الذي يزايد فيه على الجميع بالضغط على مواطن الجراح الوهمية التي صنعها.

مبدأيا قصة الفيلم ضعيفة جدًا، وطفولية في تناولها لصراع الخير والشر وفي الرمزية للمعسكرين، لم ينصب عودها المائل سوى المستوى العالي للإخراج (حسين كمال) والتمثيل (محمود مرسي، محمد توفيق .. وآخرين)، إلي جانب أشعار عبدالرحمن الأبنودي بعادية مفرداتها التي تنفذ إلي أعماق المشاهد وتنقله إلي حيث يريد صانع العمل.

أما عن ثاني ملاحظة، فهي فشل الفيلم في تحقيق مراده على الأقل بالنسبة للعبد لله، فمنذ أول مرة شاهدت فيها الفيلم، تعاطفت مع "محمود مرسي-عتريس" ليس لأن الظروف (قسوة جده ودراماتيكية موته) هي التي أجبرته على لعب دور الطاغية، كما أحب أن يروّج الكاتب ثروت أباظة .. ولكن لأني شاهدت في "شادية - فؤادة" فرعنة وجبروت فاقت فرعنته وجبروته، بداية من اللحظة التي تقف فيها تلك الوقفة العنترية المتحدّية، بعد فتحها لـ"الهاويس"، في حين أنها لم تراهن منذ أن شرعت في تنفيذ فعلتها "البطولية" إلا على حبها الساكن في وجدانه، وتعلم يقينًا أن شاعريته وقلبه الذي امتلأ بحبها وفاض هو الذي سيحول بينه وبين البطش بها، حتى لو تجرأت وأهانته أمام حاشيته وفلاحي القرية.. فأين هي بطولة "فؤادة"! وأين هي وحشية "عتريس"! وهل كان -حقًا- يستحيل عليها تغيير "عتريس" صاحب هذا الحضور الفروسي والقلب العاشق!.. وانتهاءًا بالمشهد الذي يحترق فيه جسده، ويهرول فيه بين أركان غرفته يحاول الهروب، بينما لا يصمت لسانه -مستغيثًا- باسمها "فؤادة.. فؤادة"، وهي جامدة المشاعر، متحجرة القلب.. تداري بدمعة كاذبة، نشوتها وغرورها بعد تنصيبها كـ"بطلة أسطورية ثائرة".

أما الثالثة فهي تتعلق بما يكشفه هذا العمل وغيره، من قدرة الأعمال الفنية التي تتحرش بالأمور السياسية الخلافية، من تحقيق قدر كبير من الشهرة والطوباوية لصناعها، رغم أنها تكون من الناحية الفنية (وهو بيت الحديث) نصف مشوهة ونصف ممسوخة، ويعود الفضل في ذلك إلي الجمهور والنقاد الذين يقعون تحت تأثير جرعة السياسة الكبيرة بها، وينشغلون بالرد عليها أو دعمها، بينما يتم إسقاط مسألة تناولها من الناحية الفنية من الحسبان أو على الأقل لا تأخذ نصيبها الكافي.

الملاحظة الأخيرة..

كاتب المقال باحث وكاتب سياسي يحلق على استحياء في ساحة النقد الفني، ويحاكم العمل من منظور ذاتي مجرّد.



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية.. الحل في تبنيها لا الفرار منها
- بعيدًا عن فوضى الشعارات.. ماذا نريد من النظام القادم ؟
- -فلسطنة- الطابور الخامس !
- الانتخابات والإخوان ورجال الأعمال
- الإخوان وأمريكا (الشياطين الصغار في خدمة شيطانهم الأكبر)
- -صربيا- كلمة السر المنسية في أحداث العالم العربي
- قراءة في فرية دعم الفلول للسيسي..
- أربع سنوات مضت.. وأربع قادمة
- -نابوكو- والشرق الأوسط الجديد.. ما خفي كان عظيم !.. بقلم: ال ...


المزيد.....




- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد شبل - فؤادة أكثر -فرعنة- من عتريس!