أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - صفحة من كتاب الرمل















المزيد.....

صفحة من كتاب الرمل


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


(صفحة من كتاب الرمل)

تستقبل السماوة المسافرين ليلاً
أفزعها عويل القطار
الظمأ يمسك بالحناجر
لمسافرين يعبرون المدينة
ترفد الطلائع بالماء المالح
الموت يقف على مسافة خطوة من الروّاد
نشيد الأرض يغرق الرحاب حزناً...
يرتفع إلى أقاصي السماء
مثل وتر مذبوح
أصحاب القمصان البنّية
يثقبون عيون زرقاء اليمامة
بسهام الدعلج
ما رسمته المسيرة التقدّميّة...
موثّقاً بنبل , القيم ...
الأصابع القذرة رمت
بوثائق المستقبل ...
إلى أتون النار
من رمادها أقامت قبراً صغيراً للوطن الكبير
ما نسج من قيم على صفحات كتاب الحضارة ...
علّقها أولاد الأمّهات ...
على شمّاعة اللسان المعقود
موسيقى الرماد تمهد للحصار العنكبوتي
أمواج الخفافيش البنّيّة
تعوم في الدائرة الفلكيّة
المدن تستغيث ولا تغاث...
بدو همجيّون
يرقصون في صالة عصريّة
على جثث ضحاياهم
يغمر بريق لمعان السيوف
الراقصين لموت
للموت في الشوارع ...
للموت في الأقبية ...
للموت في كلّ مكان ...

يرجمُ على الصليب ...
كلّ من تذوّق حليب العراق النقي...
بعد أن سملت عيون القمر الأخضر
فوق وسادة حمراء ...
في خريف أسود
متقيّح بالديدان والحشرات...
شتلات الحقد تتفتّح عن زهور عطور قاتلة
ما يتّصل بالمقدّس ...
يحجر في المجهول
الشوك السام يغوص في باطن القدم
ينمو ويترعرع في الجراح
دور السينما ,
الفنادق ,
المدارس ,
الجامعات
خفّفت الزحام عن المعتقلات , والسجون
موسيقى الألم
تبعث القشعريرة
في جلود طابور البرابرة
من شواذ القرن العشرين
زرعوا الهلع في كلّ مكان
الأسوار تفصل بين السجناء ...
والمدن المستباحة...
السنبلة التي انتزعت من حقلنا
تبعث نكهتها العطرة
اليقظة تفوّت فرص الأحلام البهيّة
الرعد ...
الإعصار ...
السحب الداكنة ...
المطر الأسود...
أرغم النخل على الركوع ...
بعد حين من الدهر
آلت تلك الفقاعات إلى مستنقعاتها النتنة
هؤلاء الذين نشروا الجرب ,
والأوبئة في كلّ مكان
طواهم النسيان على الخطوط المجهولة
ومن قبل حصول الزلزال
أقاموا معرضاً من لوح التوابيت
زجاجه شفّاف
يعكس ما خلفه
بساطاً من القنّب المنقوع بالبترول
تلعب فوقه القطط والجرذان
بمكعّبات من الكبريت
قبالة وثن متحجّر...
و آلهة جبلت من قاذورات الأرض
مع تماثيل , وقطع شطرنج من العجين
تحرّكها العناكب الصفر
على طاولة خشب من الأبنوس
لطغاة كل الأزمنة ...
في متحف الطين
الحزن يضرب نطاقاً رماديّاً...
حوذيّون يقودون المركبات
يضعون الإسطرلاب على غرّة الجواد
عيونهم سمّرت في المستنقعات
سماء من النحاس
تتألّق تحتها النجوم العسكريّة على الأكتاف
عبد النبي مجيد ...
خالد حبيب ...
وغيرهم من الطيور الفضيّة...
كانت تحلّق قبل قص الجناح ...
غضبان السعد يترك تراثاً ضخماً ومميّزاً
(كوريا في موكب الحرّيّة)
الليلة الشهرزاديّة...
استهلكت الليالي الألف ...
والسيف ينتظر بفارغ الصبر ...
شهريار ينصت , وينصت , وينصت
حتى أتعبته الليلة الأخيرة ...
الفوانيس تكنس الظلام أمام موكب الصباح
متعبة وحزينة الخيول
تشقّ طريقها في محيط من الرمال
كما شقّت بالأمس طريقاً بين الكثبان
تهبط من الأعالي
دوّامات من الرمال تذكّر...
بمحيط (الربع الخالي ...)
كالسفن في البحر المضطرب بالأمواج
بديع عمر نظمي ...
شَعرَه غير مصفّف
عشب الأمل ينبت على الصدور
في حقل من الشوك المسموم
الأقزام على طريق الزوّار...
يضعون ثمرات الحنظل المتفجّر
هم والإخوة في الهويّة ...,...
يستكملون بنود الميثاق ...
ليدسّوا محّارة تحت عتبة أبي حنيفة ...
وللحضرة القادريّة محارة أخرى
صدّر منها إلى العراق البابلي الآشوري السومري
والى عتبة أبي الفضل العبّاس ...ع
و لروضة الحسين سيّد الشهداء ...ع
ومن العسكريّين... ع
لصحن الجوادين...ع
يفسح الطريق أمام الأقزام
في وطن العمالقة ...
للتاريخ شبهات , وعاهات :
كان القتلة خيوطاً من نسيجها
اعتقل الوطن في برج دبّابة يمتطيها احد ورثة هولاكو
الجراد والخنافس تكرّر خدعة عمرويّة ...
تلك ترفع القرائين ...
وهذه ترفع صور الشهيد عبد الكريم قاسم...
هذا الماء الآسن العفن
من ذلك المستنقع النتن
الممثّلون المموّهون يجولون على خشبة مسرح الغاب ...
يلعبون برشاقة في السيرك العراقي...
أقزام الألفيّة الثالثة
(((تشاوروا , واعتمروا , واقسموا أن يذبح العراق
من الوريد للوريد يذبح العراق
في فتوة شرعيّة يصدرها الحاخام ...
جباههم صارت مداساً فوقها الأقدام
في صالة للرقص
ورشفة من فم
فلتشربوا , ولتمرحوا لكم مزيداً عندنا
هذي دنان الخمر...
طافحة بالسائل الأحمر من دمائنا
تفيض في كؤوسكم , وصرخة الأطفال
وهذه الجراح
ينساب الدم واللّهب
وصرخة الغضب
والذئب كان يقتفي رائحة الدماء يا عرب...
والشاعر المقتول
يمرّ من حارتنا يردّد الموّال ...
يطرد من صالونهم
ويرتقي المحتال...
وسارق الحبوب , والكنوز , والآمال
يعيش كالديك على السطوح
وهذه القروح
متى متى تستأصل القروح ...؟ )
في القلعتين داخل الأسوار ,
تغرّد البلابل
مظفّر النوّاب .
الفريد سمعان ..
سعدي يوسف ..
محمد الجزائري ..
خالد الخشّان ..
عبّاس باقر البدري ...
وغيرهم , وغيرهم
أطلقوا الأناشيد من النوافذ
ومن خلف الأسوار
كان الصدى يتردّد
ليقتحم اُذن الأعور الدجّال وزبانيته
لوحات مدهشة ...
يعرضها رسّامو السجن ...
بالأسود والأبيض
وبعضها (بالنمنم) الملوّن
تسحب إلى الخلف شرطة السجن
ليحلّ مكانها أبناء الشيطان
الحوت يبتلع الجميع
السنبلة تحتقن بسبع وثلاثين حبّة سامّة ...
تزحف في عمقها الديدان , والعقارب الصفراء
الثعلب يقفز من التحت الى السطح بمهارة فائقة إإ؟
الكثير من النخل قدّر عليه التجريف
غزا القراد كلّ شبر من الجسد ...
القهر ليس له لون
الحزن يستعير لون الرماد
(كافتيريا) الصحراء
يتسلّق أسوارها العوسج
الصفّارات تجرح العيون ...
تطرد الاحلام الى جزر مجهولة
من مكمن الروابي وعيون الحرس
الأيّام تمضي رتيبة تحت الأبراج
الرياح القويّة تحمل حبّات الرمل الأصفر
تنهش الطيور السود وجنة قبطان البحر...
بعد ان اقتحم الدائرة الرمليّة
كسرت حبّة رمل حاقدة
الزجاجة الواقية لعيون غانم حسن
امرأة من هناك اختطفتها عاصفة ثلجيّة ...
تجمّدت كتمثال (فينوس ...)
رجل طاعن في السن من أهل الجبل
جيء به من الأعالي مع أهل قريته
اسلم الروح في جوف الحوت...
شيّع في موكب جنائزي مهيب وحزين
دفن خارج الأسوار
بالقرب من جثمان الدكتور الشهيد محمد الجلبي ورفيقيه ...
جوف الحوت :
تارة يتحوّل إلى مقبرة
وطوراً يتحوّل إلى معرض للإبداع
(يحي قاف) .. المعلّم الأوّل ...
يدرج محاذياً لأسوار الحوت
يصب اللعنات على الآباء
أمام الأبناء غير الشرعيّين
منذ أن دنّست تربة الحوت
أقدام أصحاب القمصان الرمضانيّة
يحي قاف ...
يسجّل حضوراً مشرقاً , وتحّدياً رادعاً
يطاول بقامته القمم
المحيط الأصفر
يقترب من شكل المثلّث البرمودي
عبد الرزّاق غصيبة...
يكتب على الرمل فتهبّ الرياح لتدفن ماكتب
يبعث برسالة حمراء إلى زوجته الشاعرة والرفيقة ...
فتقع في وشاية سوداء...
طاعون الحرس القومي...
ينتشر في كلّ مدينة , وقرية , وقصبة
الأخطبوط يسقط في الشبك
يتلاشى فتلاحقه اللعنات
وعلى حين غرة : يظهر أمام (الدكتور جوهان فاوست)
بشكله القبيح ...
يستنسخُ مع رتوش غاية في الدقّة
ما جفّ على جلده من دماء الغواية
كان قبض الريح
نزع جبّته
ليدخل الحفرة وهو يردد
(عيب القائد يهرب)
كان يظهر بأجنحة وقمصان الملائكة
ذات الملمس الحريري الناعم
عند دخوله للقصر
لعبور جسر الشهداء ...
قبل ان ترصده العيون
كانت السكاكين السامة
تخبّأ في أصص الورد
لقتل (عروة بن الورد)
يرتدون قمصان الحمام
وتحت جببهم صور الذئب
لطّخوا القميص ...
بعصير العندم
جاؤا بطاووسهم يوم باركته (العزّى...)
تحيطه أقزام العمالقة إإ ؟
ضخّ سحبه البيضاء على نكزاكي العراق
جرّف النخيل واقتطف خمساً وعشرين ثمرة
كانت أمرّ من الحنظل
قبل أن تنضج ...
نضج اللقيط ...
أزهقه حبل المشنقة
قرب ماكنة الفرم ,
وبالتحديد في الشعبة الخامسة
كان يدفع إليها
مواكب من الأبرياء لا تحصى , ولا تعد
لتشويه من استخلفه الله على الأرض
حيث صاغه بكماله , وجلاله ...
منهم : من نهشته الكلاب الجائعة ...
الدم : يرسم العذابات على ألواح القفص الزجاجي الشفّاف
تلك وصاياه العشر...
وقف عارياً ينادي
عدنه (كونة صغيرةإإ؟)
وهو مع نفسه يهمس
من السفح ......................... للقمّة
هاجسه يردد
من القمة للمستنقع
ذيل الديناصور يترك , ورأسه يحفظ
لأن يكون صندوقاً (للكشوانيّة)
بغداد تقصف بلا رحمة
الهزيمة في الداخل ... ... ...
الديناصور أعطى تأشيرة الاجتياح
طوفان من الكذب والمماطلات ...
ليهلك الحرث والنسل
سلّم المفاتيح لأقفال مدن (القلعة الحصينة)
لبس جلد الحرباء
أمام المحافل الدوليّة
اجتثّ الحرث والنسل
لم يسلم من شروره
كلّ من غرّد وحلّق للأعالي
هذا من حظّ طالع العراق
ما خطّط له الذين يقفون تحت تمثال الحرّيّة
... , ... , ..., ..., ...,
الأصابع تتحرّك تحت المجهر...
البيض لا يفقّس الا نوعه
ونحن بانتظار رياح التغيير لما هو أفضل
..., ..., ..., ..., ...,
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون _ التوبة

شعوب محمود علي
23/5/2014



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدوس
- السميع
- ذهب ولم يعد الجزء السادس
- (وحدك تليق بك الكلمات المذهّبة)
- (ذهب ولم يعد)
- (النبض وفعل الدورة)
- (النواقيس تقرع من جديد)
- (ايّها النجم المغترب)
- ذهب ولم يعد الجزء ما قبل الاخير
- يالمعان سيفك البتّار
- ذهب ولم يعد **
- (صفحة من كتاب الرمل)
- ذهب ولم يعد
- رؤيا مشوشة
- لسلام للسيّد العراق
- في غرفة مغلقة
- رواية) ذهب ولم يعدإإ ؟الجزءالخامس 4
- بين الماضي والحاضر
- رواية) ذهب ولم يعدإإ ؟ الجزء الخامس 3
- بأنتظار التحول


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - صفحة من كتاب الرمل