أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - صراع في دولة فاقدة للمدنية














المزيد.....

صراع في دولة فاقدة للمدنية


شمخي الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



(عندما سئل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا عن سبب نهضة ماليزيا أجاب قائلا . . وقت الصلاة نتوجه إلى مكة . . ووقت العمل نتوجه إلى اليابان )
توقفت عند هذا العملاق وماذا تعني هذه الكلمات لمهندس دولة ماليزيا الذي وفق في ترسيخ قوانين الدولة المدنية وفيها الإسلام دين الدولة الرسمي ومن خلالها توحد الشعب حين كانت ماليزيا متشابكة الأوضاع وبدأت النهضة التي اسميها ثورة الذات انطلقت حين ثار كل فرد على نفسه ضد مواقع يختزنها من مؤثرات براثين طائفية وعرقية في تأهيل الذات مع وجود القانون حتى تغيرت النفوس وتبدل الظلام وأصبح نور . . وهذا نموذج يحتذى به حين ننضر إلى حال العراق الذي يحتاج إلى قائد مفكر وليس إلى ادمي تسير في عروقه الدماء ليقف أمام دولة تخلفت بشكل كبير أثقلت من المخلفات المؤذية لشعب تعاني مكوناته من أزمات خانقة ووضع امني غير مستقر تركت فيه أفات الرشوة والفساد الإداري والمالي حتى أحرز العراق الموقع المتقدم بين دول العلم في هذا المجال وباتت أرضه مختبر لكل الانتهاكات الغير إنسانية مما أصبحت أدوات العلاج منقوصة أمام معضلات كبيرة أخذت حيزها في أشواط مرحلة انتقالية مارست فيها المذاهب أوج طاقتها لأثارت الصراع الطائفي والمذهبي لمحاصرة من ينادي بالعلمانية والدولة المدنية ويعاني من يسعى إلى الوئام والمصالحة الوطنية بين المكونات التي أصبحت بعضها حاضنات إلى الثقافات المتحجرة ثقافة ما بين القرون الوسطى في هذه المرحلة التي لا يمكن إيقافها فأيقنت أن الناس مضللة وبعضها مصابة بالشلل الدماغي لا تميز بين السفح والنفق ويزكون القتل الظلامي بالسيف والحقد الأسود بين الشرائح والمكونات حتى أنخفض الأمن والاستقرار داخل المجتمع وصدق شاعرنا معروف الرصافي حين قال ( لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن ، فالقوم بالسر غير القوم في العلن ) وكل ما حدث ليجعل التردي في الوضع العام للبلاد ليست مفارقات صدفة أو زوبعة عابرة بل هي مؤثرات لمعطيات قديمة تحمل الأحقاد لتوسعة فجوة الخلافات وتصرفات المسؤولين لبناء تركة ضخمة من حالات عبادة التخلف والحروب المدمرة إضافة إلى أعمال المعاداة من قبل أنظمة القبائل الحاكمة في الجزيرة العربية المعلن منها والمبطن وفصائل الإرهاب كلها تلاقت كعناقيد العنب لنشر الرعب والقتل في العراق ، وهذا يتطلب من القوى الواعية لتصرخ كي تعلن أنها مازالت حيا تنادي في الحرية والسلام وهذا يتطلب تضافر الجهود وتضحيات التي تتناسب وحجم واقعية التخلف والعصيان الوثني لان الجهل حريق يجب إطفاءه وكذلك النظام والقانون لن يتحقق دون بذل الجهود والسعي لتنفيذه فلا يمكن تحدي الحقيقة أمام الاحباطات اليومية قي الحياة العامة للبلاد وتبين ان مؤسسات الدولة غير قادرة على تامين الخدمات بشكل جيد التي تحتاج إلى قوانين وسياسة الانفتاح لردم الوثنية فالقوانين المدنية هي صناعة وعمل بشري لا يمكن خلطها مع الأديان مما يستوجب إيجاد تشريعات تنسجم والمسار العام للحياة البشرية في هذا الزمان حين اثبت بشكل واقعي أن المنقذ لهذا الوضع المتردي لم يكن سوى القوانين المدنية المخرج الوحيد من أبواق الطائفية والصراعات المذهبية ويساعد من التخلص من التشرذم والانقسامات الحادة داخل المجتمع بعد وضع الخيارات أمام الشعب بعيدا عن وسائل الترغيب والترهيب السلطوي كي يزحف صوب التمدن الإنساني وفي اعتقادي أن بعض النقاط قد تساعد في أصلاح الوضع . . . * - تفعيل وإشراك القوى الوطنية النزيه ومؤسساتها الفكرية صاحبة مشروع الدولة المدنية مع تشريع القوانين للمساهمة في نسف كهف الثقافة الوثنية والتخلف والبدع والتسلط الدكتاتوري .. * - أن ينشط الإعلام الوطني في رهان نبراته الوطنية الإنسانية لمواجهة الأمراض الاجتماعية الحادة والتصدي بحزم كقوة رقابية لاجتثاث الأحقاد المذهبية والتوعية بأهمية الدولة المدنية والابتعاد عن الترويج لعبادة السلطة الحاكمة كذلك على المؤسسات الإعلامية لتحمل رسالتها في أمانة من اجل تجسيد مفاهيم الأمن والسلام والتصدي لكل مفاهيم التي تجعل من العراقي أن يصبح حاضنة ويستأجر لقتل أبناء الشعب * - تحديد مسار بناء دولة المؤسسات ودولة المواطنة حين تصبح السلطة الأساسية في أدارة البلاد هي السلطة الفيدرالية التي تعطي المكونات حقها الطبيعي وتجعلها تنعم بالسلم الاجتماعي في ظل الدولة بغض النظر عن المعتقد والانتماء السياسي وتمهد المكونات للاعتزاز بالدولة المدنية الضامنة لحق الجميع لان العراق ليس ملك لطائفة أو طرف على حساب المكونات الأصيلة الأخرى والوقوف بحزم لتحييد من يسعى لزرع ألغام الفرقة بين هذه المكونات. * - اعتناق القيم الحضارية المدنية من اجل ترويج توازن الإحساس في ثقافة التنوير وصدق الأعراف في تفاؤل وأمل باعتباره مصدر كل انبعاث للوصول إلى تغيير الذات ونبذ ثقافة التخلف ووثنية العقول وإذا كان جبل الوثنية لا يتحرك يستوجب على القوى الوطنية إعطاء المشكلة حجمها الطبيعي لضخامة الحوادث وفتح الأنفاق داخل الجبل الذي البس التأريخ الآلام والحرمان كي تبدأ الناس التزين بدين الحياة وقوانين البشر من اجل العدالة الاجتماعية والإرادة الوطنية المستقلة في دولة مدنية عادلة .



#شمخي_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماء النهرين سيغسل نجاسة الدواعش
- ان الدواعش انتهكوا عرض العراق
- السهلاني يقول لا هذا النظام ولا ذاك سن القوانين صوب المواطنة
- رشقات على الديمقراطية والديمقراطيين في الأمة . . ؟
- شروق الشمس لن يفيق أمة رشقها الظلام
- تعسرت ولادة التوأمة للرئاسات الثلاث وقد تستدعي عملية قيصرييه
- خذلنا القوم قبل أن يخذلنا داعش
- إعلام عربي يظلم وطن يواجه الإرهاب
- هل خطواتنا للتنسيق والاعتصام ؟ آم للإقصاء والتهميش !!
- الوحدة العربية غرقت في مستنقع الطائفية
- إسرائيل تحدث مفاتيح الأقفال السياسية
- الجار القريب يرمينا بالحجارة الكبيرة
- قد تستفيق الديمقراطية حين خنقت مرتين
- متى تتوفر قناعة المواطن والرضا عن السلطة ؟؟
- من فلسفة الثورة الحسينية . . إحقاق الحق
- بعض السادة موظفين وليس محافظين
- أمنيات صوب العدالة
- إلغاء الراتب التقاعدي لأعضاء البرلمان في العراق
- خطر الأشعة الكهرومغناطيسية إرهابي صامت في العراق
- في العيد طقوس وعادات عراقية


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي الجابري - صراع في دولة فاقدة للمدنية