أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الحادية عشر















المزيد.....


حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الحادية عشر


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 20:28
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الحادية عشر


ج . من الشؤون الفلسفية
الفكر الماركسي قلب موازين القوى في العالم، وإرسى منطق جديد " الفكر الاشتراكي " فخلق تحولا كبيرا في حياة الإنسان الغربي خاصة والعالمي عامة. فدخل سياسيا بــ "حرب باردة " مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة وقتها ...

13. كيف ستكون هناك من اشتراكية أميركية؟ وما حدودها وفق أنظمة سياساتها؟

الجواب :

الإجابة على هذا السؤال المهم تتطلب التمهيد أولاً ، و الشرح الموجز لطبيعة النظام الرأسمالي المعاصر ثانياً ، قبل إستشراف آفاق بناء الإشتراكية في هذه القارة أو تلك على نحو أوجز ، و ذلك إعتماداً على المصادر المترجمة في الأعم .

تمهيد
طوال ما لا يقل عن ثلاثة قرون متواصلة من الزمان ، ما انفكت الوقائع التاريخية - و لن تنفك - في إثبات الفشل الرهيب للنظام الرأسمالي في شرعنة وجوده بالذات . لقد فشل هذا النظام في ضمان حتى الحد الأدنى من سبل العيش الكريم للبشر كافة ، فحرم طوال قرنين و نصف القرن غالبيتهم العظمى من توفير فرص العمل الدائم المناسب لهم ، و من السكن المحترم ، و التعليم الراقي ، و الرعاية الصحية اللازمة ، و البيئة الخضراء الخالية من التلوث ، باعتبار أن كل تلك المستلزمات هي من أبسط الحقوق الأساسية للإنسان ، كل إنسان ؛ و أن الفشل في التكفل بتوفيرها يفقد أي نظام إجتماقتصادي شرعية وجوده . كما وأد النظام الرأسمالي الثمار الجبارة لثلاث ثورات صناعية متتابعة عندما تكفل - عكس منطق الإنسانية و التاريخ - بدفن زبدتها في أتون كل أنواع الحروب المبيدة للزرع و الضرع ، و في جيوب حفنة من أعداء البشر من الطفيليين . هذا الفشل التاريخي المدوي للرأسمالية يتجلى الآن بكل عريه المرعب في بلدان العالم الثالث ، الغنية و الفقيرة منها ، على حد سواء . الأوضاع التي يندى لها الجبين التي تسود العالم الثالث الآن هي المرآة للجوهر الحقيقي الرأسمالية ؛ هي ماكنة الثرم التي تطعم الوحش الرأسمالي الذي لا يشبع أبداً من إزدراد دماء البشر و من تسميم السماء و الأرض و الهواء بالحمم المنبثقة من براكين أفواهه . المجد و الخلود لشهيدة الشيوعية التي صرخت : أمام البشرية خياران ، لا غير : إما الإشتراكية ؛ أو البربرية .
صرخة الخلاص هذه ، لظروف تاريخية موضوعية ، لم ينجح في ترجمتها عملياً - بعد الحربين العالميتين - إلا ثوار الأحزاب الشيوعية في البلدان المتخلفة إقتصادياً في أوربا و آسيا و أفريقيا و أمريكا اللاتينية ، و ليس في معقل الرأسمالية : بلدان أمريكا الشمالية و أوربا الغربية و اليابان ، حيث تكفلت آلة الدول القمعية فيها بعمل كل شيء لتخريب الحركات الثورية الشيوعية القائمة فيها . و من المعلوم أن بناء الشيوعية إنطلاقاً من الإشتراكية كمرحلة إنتقالية هي مهمة معقدة و مختلفة تماماً عن مهمة بناء ما سبقها من التشكيلات التاريخية الإجتماقتصادية . الإختلاف الجوهري بين بناء الإشتراكية ، و بناء الرأسمالية ، مثلاً ، يتجلى في حقيقة أن النظام الرأسمالي قد ولد و ترعرع مادياً و تقنياً في رحم نظام الإقطاع السابق عليه ؛ في حين أن النظام الإشتراكي هو نظام جديد مكتوب عليه أن يبدأ بداية جديدة إنطلاقاً من نقطة الصفر بالإعتماد على أفضل قاعدة تقنية مادية رأسمالية متاحة . النظام الإشتراكي هو ولادة جديدة لا تشب و ترعرع إلا في رحم ذاتها المتطورة أصلاً ، و ليس في رحم الرأسمالية التي تكتفي بخلق الطبقات الإجتماعية المجبرة على قبول إستغلالها اليوم لتصبح حفارة قبرها غداً . هنا ، القاعدة التقنية المادية المتطورة تصبح أحدى الشروط الأساسية لنجاح التجربة الإشتراكية كمرحلة إنتقالية للشيوعية ، و هذا هو أحد الأسباب - من بين أسباب كثيرة أخرى - لفشل التجارب الإشتراكية في البلدان أعلاه ، بعد أن أبهظت تكاليفها المتفاقمة شغيلة الشعوب السوفيتية أيّما إبهاظ بالأموال و الأرواح طوال ما يزيد على السبعين عاماً .
هل هذا يعني أن شعوب العالم مكتوب عليها أن تستسلم لشرور النظام الرأسمالي إلى الأبد حتى ينجز هذا النظام التدمير الشامل لمستقبل البشرية جمعاء ؛ و يحصل كل ذلك لأن آلة الدولة في القلاع الرأسمالية تتكفل بحماية أركان هذا النظام البربري بكل أساليب الترهيب و الترغيب ؟ طبعاً ، لا ، لأن ذلك هو ضد منطق التطور المضطرد للتاريخ .
مميزات النظام الرأسمالي الجديد : رأسمالية النار
خلال ربع القرن الماضي ، طرأت على النظام الرأسمالي العالمي عدة تغيرات بنوية هائلة تتطلب الدراسة و التحليل . و أهمها تحول الرأسمالية إلى نظام عالمي للسوق عالي التمركز يحتكر فيه حفنة من الرأسماليين الهيمنة على كل وسائل الإنتاج و التوزيع و العمل في العالم أجمع تقريباً بعد إنهيار سوق العمل الإشتراكي السابق و الإلحاق المشين و بثمن بخس لإقتصاديات البلدان الإشتراكية السابقة بالسوق رأس المال العالمي ، و هو ما أدى إلى تعميق مستوى التشابك البنيوي بين مختلف الرأسماليات الوطنية و الرأسمال العالمي .
أما التغير البنيوي الجديد الأهم في النظام الرأسمالي المعاصر فيتمثل بتحول السيطرة على إقتصاد العالم من رأس المال الصناعي إلى رأس المال المالي ، الذي أصبح البؤرة لتمركز رأس المال المُحوَّل من موارد بقية القطاعات الإقتصادية لكل أرجاء العالم إلى أسواق المال في الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا خصوصاً ليستثمر بنشاطات المضاربة في أسواق المال عبر العالم .. لقد تحول إقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا من رأسمالية إنتاج البضائع إلى " رأسمالية النار " ( FIRE CAPITALISM) و التي تتركز فيها رؤوس الأموال في ثلاثة قطاعات أساسية : القطاع المالي (المصارف و أسواق المال) ، و قطاع التأمين ، و قطاع العقارات . و هو الأمر الذي ييسر نمو الإئتمان و القوة المالية و الإقتصاد الورقي عبر فترات تمدده ؛ مثلما يسبب هذا الإقتصاد خلال فترات نكوصه الأزمات المتوالية العابرة بشكل موجي متفاوت من قارة لأخرى و التي تكتسح على حد سواء ليس فقط أسواق المال و بل و معها كل القطاعات الإقتصادية الإنتاجية و الخدمية الأخرى ، علاوة على قطاع التمويل العام على مستوى العالم أجمع ( مثل الإنهيار العالمي للسنوات (2008-9) لأسواق المال في أمريكا الشمالية و بريطانيا و بلدان أوربا الغربية أولاً ، ليمتد طوال السنوات الخمس التالية فيضرب كل الإقتصاد الإنتاجي و غير الإنتاجي في اليونان و قبرص و اليابان و الصين و الهند و بلدان جنوب شرقي آسيا و أمريكا اللاتينية - التي خسرت بسببه (40%) من ثروتها القارية - و الخليج ، و إن بتأثير متفاوت الشدة ).
من الذي دفع قيمة فاتورة الأزمات المتأصلة في رأسمالية النار الجديدة مثلما سبق له و أن دفع طوال قرنين و نصف القرن قيمة الفواتير الفلكية لأزمات رأسمالية الإنتاج البضاعي الأسبق ؟ الجواب : الطبقة العاملة العالمية ، بالطبع . و هذا ما ينقلنا إلى ميزة أخرى لرأسمالية النار المعاصرة : فقد تكفل هذا النظام بضمان زيادة عديد جيوش الشغيلة من كل نوع كماً و نوعاً و بأبخس الأجور على مستوى العالم أجمع لكي توفر قوى عملهم المسروقة المصدر الأساس لموارد النظام الرأسمالي المفلس و المشرف على الإنهيار و ذلك عبر نقل مراكز الإنتاج من أمريكا الشمالية و أوربا الغربية إلى آسيا و أمريكا اللاتينية و أوربا الشرقية و أفريقيا ، حيثما وجدت العمالة البخسة ، و هو الأمر الذي أضعف من قوة الطبقة العاملة المحلية في بلدان معاقل الرأسمالية .
ما الذي أفضت إليه كل هذه التغيرات البنيوية الكبيرة ؟ أولاً : لقد أدى نشوء رأسمالية النار في الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و أوربا الغربية إلى حصول تقسيم جديد للعمل في العالم تحولت فيه بلدان آسيا ( الصين ، الهند ، الباكستان ، بنغلادش ، كوريا الجنوبية ، تايوان ، تايلند ، سنغافورا ، الفلبين ، فيتنام ، ماليزيا ، إندونيسيا اليوم ، و ميانمار غداً..) إلى مركز الإنتاج البضاعي المتخصص في التصدير لأنحاء العالم كافة و الممتص للمواد نصف المصنعة و الأولية من العالم أجمع ، خصوصاً النامية منها . و تخصص الشرق الأوسط كمركز لتصدير النفط و الغاز و تحويل رؤوس الأموال الفائضة للإستثمار المضارب في أسواق المال العالمية . و تحولت بلدان أفريقيا إلى بؤرة لتكالب الشركات المتعدية الجنسية للإستعمار الجديد من طرف القوى الإمبريالية القديمة و الجديدة على حد سواء لتحويلها مستقبلاً إلى مركز رخيص للمنتجات الزراعية و المعدنية . أما أمريكا اللاتينية ، فقد أصبحت أكبر مركز لتصدير المنتجات الزراعية-الحيوانية و المعدنية و النفطية للعالم . ثانياً : أبعدت تكاليف الأزمة في أسواق المال العالمية لعامي ( 2008-9 ) (علاوة على مغامراتها العسكرية في أفغانستان و العراق و بقية بلدان الشرق الأوسط ) الولايات المتحدة الأمريكية عن أمريكا اللاتينية ؛ مثلما دفعت نفس الأزمة بلدان نفس تلك القارة إلى الإنكماش نحو نفسها بعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية سياسياً و إقتصادياً .
آفاق الإشتراكية في أمريكا اللاتينية
خلال الألفية الجديدة ، حصلت تطورات مهمة في قارة أمريكا الجنوبية و ذلك لأول مرة منذ إنقلاب السيْ آيْ أي على الحكومة الديمقراطية للشهيد الليندي في تشيلي . و قد تمثلت هذه التغيرات بتسنم السلطة ديمقراطياً من طرف حكومات ثورية في فنزويلا و بوليفيا و الإكوادور ، و التي رفعت راية الإنتقال نحو الإشتراكية في القرن الحادي و العشرين . كما شهدت أقطار القارة توجهاً حقيقياً نحو التكامل الإقتصادي فيما بينها . الظاهرة الجديدة هذه مهمة جداً لكون هذه الحكومات - التي ترفع شعار الإنتقال للإشتراكية - إنما وصلت للسلطة عن طريق صناديق الإقتراع و ليس عبر الثورات الإشتراكية التي سادت في القرنين التاسع عشر و العشرين . أما الأمر الأهم ، فهو أن أصول هذا التوجه الإشتراكي تعود إلى الحركات الإجتماعية التي يقودها المزارعون خصوصاً و منظمات حقوق السكان الأصليين و التي تحركت من الريف الى المدينة بموجات عارمة عندما كانت حكومات المنظومة الإشتراكية في أوربا الشرقية تتهاوى الواحدة تلو الأخرى . حتى إذا حل عام 1995 ، أصبحت هذه المنظمات هي التي تقود الشارع ، خصوصاً في الإكوادور و المكسيك و بوليفيا و البرازيل ، لتُسقِطَ في الإنتخابات العامة غالبية الدكتاتوريات النيولبرالية الواحدة تلو الأخرى و التي سادت طوال ثلاثين عاماً بلدان أمريكا اللاتينية سابقاً. و تتميز هذه الحركات الشعبية بكونها أعلى مشاركةً جماعية و ممارسةً ديمقراطية من الأحزاب السياسية الإشتراكية التقليدية . و هي تتبنى أهدافاً الإشتراكية المنحى علاوة على إستهدافها كفالة حقوق المواطنين الأصليين و الحفاظ على البيئة و اللامركزية في التخطيط . و لهذا ، فقد نجحت هذه الحركات الثورية في ملء الفراغ الذي خلفه تشرذم الطبقة العاملة في بلدان تلك القارة جراء الهجمات الممنهجة ضدها من طرف الحكومات المحلية النيولبرالية أولاً ، و الإحباطات التي أصابتها إثر سقوط الأنظمة الإشتراكية في أوربا الشرقية و الإتحاد السوفييتي سابقاً ، ثانياً . و بهذا فقد انتقلت الراية الحمراء من قارة أوراسيا إلى أمريكا اللاتينية ، و لو إلى حين .
الجدلية المطروحة لضرورة بناء الإشتراكية
الجدلية التي تفرض نفسها في ميدان الصراع هي أن أهداف الحركات الإجتماعية المحلية التي لا مندوحة من تطبيقها ( و المتمثلة بإلغاء التمييز العنصري ضد السكان الأصليين و ضد المرأة و ضد سيادة المجتمع الذكوري و الحفاظ على البيئة و وقف النهب الكولونيالي الجديد ) لا يمكن للنظام الرأسمالي أن يتكفل بتحقيقها مطلقاً حسبما أثبتت ذلك فترة قرنين متواصلين من التسيّد السياسي-الإجتماعي- الإقتصادي لهذا النظام على مقدرات القارة .

الأفكار الأساسية للنماذج الإشتراكية في أمريكا اللاتينية

1. تُعني الإشتراكية بخلق سيرورة جديدة لمنظومة الإنتاج-التوزيع-الإستهلاك تستند على التشريك الإجتماعي لوسائل الإنتاج ، و تولي العمال بأنفسهم مهمة تنظيم إنتاجهم الإجتماعي ، و بما يؤمن تطمين حاجات كل أفراد المجموعة المنتجة .
2. الإشتراكية تعني أن يتطور البشر جميعاً ، و لهذا فإن الشعار الرأسمالي الذي يقدس "السعي وراء الربح" يجب أن يحل محله منطق نشر مبادئ الإنسانية و التضامن الإجتماعي التي تستهدف إشباع حاجات البشر كافة .
3. الإشتراكية تحترم الطبيعة ، و هي تعارض نزعة تعظيم الإستهلاك ؛ و الهدف المرجو منها هو ليس أن نحيا "على نحو أفضل من غيرنا " ، بل أن نحيا جميعاً "على نحو جيد" وفقاً لأعراف الحضارة الأنديزية . (للمزيد بصدد هذا الموضوع ، يمكن للقارئ الكريم المهتم مراجعة مقالتي حول ما سميته بـ "نمط الإنتاج الأنديزي" المنشورة في موقعي الفرعي على الحوار المتمدن .)
4. ترعى الإشتراكية مبدأ "الكفاءة" الفردية (أفضل شخص مناسب في المكان المناسب) و الذي يستوعب قدرات كل البشر و يسعى لتطويرها .
5. من الواجب تطبيق مبدأ التوظيف الرشيد للموارد الطبيعية و البشرية عبر عملية التخطيط الإشتراكي المحلي غير الممركز .

ملاحظات عن النموذج اللاتيني لإشتراكية القرن الحادي و العشرين
من الواضح أن الأفكار الأساسية أعلاه تمثل تجديداً مهماً في التطبيقات الإشتراكية التي تنطلق من تحت المتمثل (بوحدات الإنتاج المحلي) التي يديرها الشغيلة بأنفسهم وفقاً للمفهوم الماركسي " المنتجون الشركاء المنظَّمون طوعاً" (freely organized associate production) ؛ و ليس من القمة (الحزب الإشتراكي الحاكم) مثلما حصل في التجارب الإشتراكية للقرن العشرين . كما أن من شأنها أن تخلق كتلة إجتماعية ضخمة تنخرط كلها بنشاط فاعل في عملية بناء الإشتراكية في إقتصاد جماهيري يستغرق كل أعداد الشغيلة الذين يعملون لحساب أنفسهم ، علاوة على طبقتي العمال و الفلاحين . أما أهتمامها بمبدأ الكفاءة الفردية و الحفاظ على البيئة و التوظيف الرشيد لها و التخطيط غير الممركز للإقتصاد ، فكلها ضرورات تقوي التطبيق الإشتراكي إقتصادياً و إجتماعيا و سياسياً ، و تتجاوز الأخطاء القاتلة السابقة في التطبيق الإشتراكي . و فوق كل هذا، فإن هذا النوع من التطبيق الإشتراكي ديمقراطي المنحى ، لارتباطه دستورياً بنتائج الدورات الإنتخابية . فإذا ما إكتشفت الأغلبية الساحقة فشل هذه السياسة العامة أو تلك ، فإن بمقدورها إزاحة الفاشلين عن طريق صناديق الإقتراع . ها هنا المكمن لمصدر القوة الهائل الذي تشتغل فيه باستمرار جدلية الشد و الجذب بين القاعدة و القمة ، و ذلك لضرورة قيام المجالس المحلية و الحكومات بتلبية مطاليب ناخبيها لتشريع وجودها و ضمان دوامه ؛ و لقدرة القاعدة على إزاحة الفاشلين في القمة في كل إنتخابات قادمة . هذه الآلية للديمقراطية الخلاقة ذات الحدين لم تكن متاحة في التجارب الإشتراكية السابقة المبنية على مبدأ الديمقراطية المركزية و غياب دور صناديق الإقتراع العام في شرعنة سياسة الدولة و وجود أحزاب المعارضة السياسية النشطة . كل هذا يوضح مدى غنى ميدان الممارسة الماركسي ، و قابليته للتطوير و التجديد من طرف كل المفكرين و القادة الميدانيين للجماهير ذات المصلحة الحقيقية في الإنتقال للإشتراكية ، حسب المقتضيات المحلية المتنوعة و المتغيرة المطلوبة ؛ بلا مساطر ، و لا إستنساخات ، و لا أوامر بيروقراطية نازلة كالقدر من فوق ، بعد أن تصبح آفاق و آمال الغد بيد القاعدة و ليس القمة . و أخيراً ، فقد إنبثق لدينا مفهوم جديد للدولة المجبرة بحكم الضرورة للتحول إلى أداة ناجعة لتطمين المصالح الإجتماعية العظمى و تعميم المشروع السياسي الذي تريده الغالبية العظمى من الشعب ، و بعكسه : الرحيل .
بدلاً من الخاتمة
ما تزال التجربة الأمريكية اللاتينية في الإنتقال للإشتراكية خلال القرن الحادي و العشرين في طور البداية . و هي تؤكد حقيقة أن إنبثاق الوعي المناهض للرأسمالية لصيق الصلة بتواجد المنظمات الإجتماعية ذات الأهداف التقدمية المنحى بحكم إرتباط ذلك الوعي بضرورة النجاح في إدارة الصراعات اليومية القائمة و تحقيق الحقوق و المكتسبات الإجتماعية الأساسية للحياة الحرة الكريمة . و سيتطلب بناء الإشتراكية بالإستناد إلى المبادئ الآنفة الذكر بذل جهود مضنية بعيدة المدى تستغرق عدة عقود . و ستواجه دوماً و باستمرار العقبات ألتي تواجه النمو و التطور و المخاطر و التحديات الجسيمة من جانب القوى المناهضة للإشتراكية في الداخل و الخارج على حد سواء . و يمكن أن يكون دور المعارضة الداخلية إيجابياً في تشخيص الإخفاقات مبكراً و تجاوزها في الوقت المناسب و المضي إلى أمام ؛ كما يمكن أن يكون تخريبياً مثلما حصل لحكومة الليندي في تشيلي . ومثل كل تجربة إجتماعية-إقتصادية-سياسية جديدة ، فهي ليست بمنآى عن الأنتكاس و النكبة ، مثلما هي قابلة للتمدد و التطور . و لكن المهم هو أن نقطة البداية قد إنطلقت تاريخياً مرة أخرى ، لتردد بقوة صدى صرخة العظيمة روزا لوكسمبورغ : إما الإشتراكية ، أو البربرية .
___________________
مراجع مختارة:

Arditi (2010) “Arguments about the Left: A Post-Liberal Politics,” edited by Maxwell A. Cameron and Eric Hershberg, Latin America’s Left Turn: Politics, Policies, and Trajectories of Change. Boulder CO: Lynne Rienner Publishers.
Arturo Escobar, (2010) ‘Latin America at a crossroads,’ Cultural Studies, 24(1): 2.
Beasley-Murray, Jon, Maxwell A. Cameron and Eric Hershberg (2010) “Latin America’s Left Turn: A Tour d’Horizon,” edited by Cameron and Hershberg,Latin America’s Left Turn: Politics, Policies, and Trajectories of Change. Boulder CO: Lynne Rienner Publishers.
Correa, Rafael (2009-2010) “Building Socialism for the 21st Century in Ecuador” [interviewed by Helen Yaffe]in Fight Racism! Fight Imperialism [Revolutionary Communist Group] 212 (December-January).
Curato, Nicole (2010) “Venezuela: Democratic Possibilities,” edited by Brendan Howe, Vesselin Popovski and Mark Notaras, Democracy in the South: Participation, the State and the People. Tokyo: United Nations Universtiy Press.
Ellner, Steve (2011) Venezuela’s Social-Based Democratic Model: Innovations and-limit-ations.” Journal of Latin American Studies 43, 3 (August).
Emir Sader, The New Mole: Paths of the Latin American Left (Verso, 2011), 104-5.
French, John D. (2010) “Many Lefts, One Path? Chá-;-vez and Lula,” edited by Maxwell A. Cameron and Eric Hershberg, Latin America’s Left Turn: Politics, Policies, and Trajectories of Change. Boulder CO: Lynne Rienner Publishers.
Geddes, Mike (2010) “The Bolivian Road to Socialism” in Red Pepper (September, 2010).
Gö-;-ran Therborn, (2012) Class in the 21st Century, New Left Review No. 78, Nov.-Dec., 20.
Harnecker, Marta (2010) “Latin America and Twenty-First Century Socialism: Inventing to Avoid Mistakes.” Monthly Review [special issue] 62 no. 3 (July-August): 3-83.
Hedges, Chris (2010) The Death of the Liberal Class. New York: Nation Books.
Hershberg, Eric (2010) “Latin America’s Left Turn: The Impact of the External Environment,” edited by Maxwell A. Cameron and Hershberg, Latin America’s Left Turn: Politics, Policies, and Trajectories of Change. Boulder CO: Lynne Rienner Publishers.
Hylton, Forrest and Sinclair Thompson (2007) Revolutionary Horizons: Past and Present in Bolivian Politics. London: Verso Press.
Katu Arkonada and Alejandra Santillana (2009) ‘Ecuador and Bolivia: The State, the Government and the Popular Camp in Transition.’ Rebelió-;-n, 13 September.www.rebelion.org/noticia.php?id=135502
Lebowitz, Michael A. (2010) “The Spectre of Socialism for the 21st Century,”http://links.org.au/node/503.
Madrid, Raú-;-l L., Wendy Hunter and Kurt Weyland (2010) “The Policies and Performance of the Contestatory and Moderate Left,” edited by Weyland, Hunter and Madrid, Leftist Governments in Latin America: Successes andShortcomings. New York: Cambridge University Press.
Michael Hardt and Antonio Negri (2005) The Multitude: War and Democracy in the Age of Empire (Penguin Books), 68–9.
Motta, Sara C. and Laiz R. Chen (2010) “Re-inventing the Left in Latin America: Critical Perspectives from Below” [prospectus for Latin American Perspectives].
Murillo, Marí-;-a Victoria (2001) Labor -union-s, Partisan Coalitions, and Market Reforms in Latin America. Cambridge, England: Cambridge University Press.
Postero, Nancy (2010) “Morales’s MAS Government: Building Indigenous Popular Hegemony in Bolivia.” Latin American Perspectives 37, 3 (May): 18-34.
Roger Burbach, Michael Fox and Federico Fuentes (2013) Latin Americas Turbulent Transitions: The Future of Twenty First Century Socialism, London, Zed Books, 7-8.
Roger Burbach, (2013) "Chavez Renewed Latin America and Revived Socialism", The Progressive Magazine, March 6, 2013. http://www.progressive.org/chavez-renewed-latin-america
Smith, Amy Erica (2009) “Legitimate Grievances: Preferences for Democracy, System Support, and Political Participation in Bolivia” in Latin American Research Review 44, no. 3: 102-126.



يقول كارل ماركس الفقير: " الحب ينطلق من العمق ويطفو على سطح الصراع الطبقي". فهو لا يتوقف عند حدود التمايز الاجتماعي.
وفي غقلة من قلبه الذي أحب جيني فون ويستنالن الأستقراطية والتي عاشت معه العوز والفاقة ، عشق خادمته " لينخن " ..
_____________
انتظرونا والأديب ، المفكر الماركسي حسين علوان عند ناصية رواق - ج . من الشؤون الفلسفية - وسؤالنا
14.أ. هل ياترى ستقتفي خطو كلام فريدريك انجلز القائل :" إذا خانت الزوجة زوجها...؟



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أتهجاك بين أضلعي
- تفاصيل نهار
- تهجّد الانتماءات
- يباب بلا لون
- حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي ا ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الدكتور الناقد محمد عبد الرضا شياع في- القيم الفاعلة ...
- حوار مع الدكتور الناقد الليبرالي محمد عبد الرضا شياع في- الق ...
- صهوة الكلم
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- وجع الأمنيات
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- حوار مع الأديب والمفكر الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف ...
- عباءة الحُلم
- - سلافة مداد - حوار مع الشاعرة - بارقة أبو الشون - في -بؤرة ...


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - حوار مع الأديب الماركسي حسين علوان حسين وَ - المثقف العضوي الفاعل- من - بؤرة ضوء- - الحلقة الحادية عشر