أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - متفق عليه !














المزيد.....

متفق عليه !


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 16:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متفق عليه


حينما يُبدي شخصاً أو محاوراً، رأيه في قضية ما ، فإنه كثيراً ما يستند لعبارة مشهورة ومتداولة بين الناس، وذلك للتأكيد على صحة ودقة كلامه، وهي عبارة (متفق عليه)،بهدف إقناع الأطراف الأخرى متلقية كانت أم مشاركة في الحوار، وغالباً ما يلجأ المحاور إلى استخدام تلك العبارة رغم إحتمالية أن يكون رأيه ، أبعد ما يكون عن الإتفاق عليه أو حتى على مناقشته ، لدرجة يمكن القول عندها بأن مضمون عبارة ( اتفق العرب على أن لايتفقوا) هو أمر ( متفق عليه) ! .
وبمناسبة الحديث عن الإتفاق أو الإختلاف، فإنه وفق الشريعة الإسلامية فلا حرج في أخذ الأجرة على تعليم القرآن وتعليم العلم؛ فهذا الأمر يبدوا أنه ( متفق عليه!)، لأن من المؤكد بأن الناس في حاجة إلى التعليم، ومن ناحية أخرى وبلا ريب أن المعلم سيصعب عليه تسيير أمور حياته المادية إن هو استمر في مواصلة التعليم مجاناً ودون أي أجر مالي، وخصوصاً إن كان متزوجاً وله أطفالاً ويعيل أسرة بأكملها، وحيث لم تعد الجهات الرسمية في الدول العربية أو حتى المؤسسات والهيئات الأهلية تخصص وقفاً مالياً للمعلمين، كما كان يحدث سابقاً في العصور الذهبية للعالم الإسلامي، فإنه إذا أخذ المعلم أجرة على تعليم الدين والعلوم الإنسانية الأخرى، فلا حرج عليه، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جماعة من الصحابة نزلوا ببعض العرب فلدغ سيدهم ( رئيسهم وأنهم عالجوه بكل شيء ولم ينفعه ذلك وطلبوا منهم أن يرقوه فتقدم أحد الصحابة فرقاه بفاتحة الكتاب فشفاه الله وعافاه، وكانوا قد اشترطوا عليهم قطيعاً من الغنم فأوفوا لهم بشرطهم، فتوقفوا عن قسمه بينهم حتى سألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام:( أحسنتم واضربوا لي معكم بسهم) رواه البخاري في صحيحه، ولم يُنكر عليهم ذلك وقال:( إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله) رواه البخاري في الصحيح أيضا، وهذا يدل على أنه لا بأس بأخذ الأجرة على التعليم.
يقول الشافعي في معرض حديثه عن مهنة تعليم الدين : (لئن أرتزق بالرقص أفضل من أن أرتزق بالدين)، ويعني ذلك بالضرورة أن مهنة التعليم بشكل عام، وعملية تعليم الدين بشكل خاص، تعد من الأعمال والمهن التطوعية في الدرجة الأولى، وليست ذات صبغة مادية أونفعية.
ولطالما كان الأمر كذلك ، فإن ( الإرتزاق ) المقصود بمقولة الإمام الشافعي ، هي حتماً لايقصد بها أجرة تعليم الدين ، بقدر ما يقصد عملية الإتجار بالعلم ، والتقرب من سلاطين الدولة الإسلامية في ذلك العصر، بهدف الحصول على مكاسب مادية ومعنوية منهم، وهو ما يماثل في وقتنا الحالي محاولة التكسب المادي الغير مشروع باسم العلم ، كإدعاء العلم بأي تخصص علمي وأكاديمي، كالطب أوالهندسة أو حتى في أمور الدين والشريعة الإسلامية، بغية الإحتيال على البشر، أوالحصول على وظيفة في مؤسسة تعليمية أو أكاديمية ما ، وعليه فيمكن القول بأن استنساخ الفساد في الوطن العربي بكافة صوره وعلى جميع المستويات هو أمر ( متفق عليه)، وبأن معظم فقهاء وشيوخ الدين الإسلامي في العصر الحديث وتحديداً ممن يستلمون( أجرة تعليمهم ) من الحكومات العربية، قد أصبحوا منافقين وموجهين دينياً وسياسياً، هو أمر ( متفق عليه)، وبأن إلغاء كافة المناهج التعليمية المتعلقة بالتحريض على الجهاد وقتال الكفار، قد بات مطلباً ( متفق عليه) ، وبأن الكيان الصهيوني هي دولة سلام لاحرب، وبأن الجهاد ضدها يعد إرهاباً، فهذا الأمر قد بات ( متفق عليه) ، وأخيراً وليس آخراً فإن التخلف العربي القسري والمفروض على الشعوب العربية هو أمر بلاشك أمر ( متفق عليه)، بين كافة الزعماء العرب فإذا كان الأمر كذلك وهو في الحقيقة كذلك ، فإن العرب متفقون أكثر مما هم مختلفون، فعلام إذن يقتتل العرب!!.

المحامي محمد ابداح



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبدأ الحرية حيث ينتهي الجهل
- أسرار الطفولة
- قانون الطوائف المسيحية في الأردن- زواج وطلاق وفق الشريعة الإ ...
- صاح الوجد بقلبي
- أعداء الله
- المتنزه الإلهي
- القبور الآمنة !
- حبل من الله وحبل من الناس
- عناق الأديان!
- الحدائق البشرية
- فخ الانسحاب الإسرائيلي من غزة
- عقيدة القتل في الأديان السماوية
- الأشياء الحقيقية
- إن الله لاينصر الأغبياء
- التجربة الإلهية !
- سمّار الكلجية !
- نشأة العبودية
- عبودية الأجر
- عباس
- أول مسابقة في التاريخ لملكات الجمال


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد ابداح - متفق عليه !