مرجئة الفقهاء بين نفاق ابن تيمية وقدح سلفيي السعودية

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4580 - 2014 / 9 / 20 - 18:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الإرجاء المقصود به إرجاء العمل عن الإيمان - فالمهم هو الإيمان - والمرجئة أربعة طوائف وفرق من المسلمين ولن أفصل القول بها كلها بل سأتحدث حصرا عن مرجئة الفقهاء عند أهل السنة وقطعا على رأسهم الإمام أبو حنيفة النعمان والذي تحدثنا عنه في المقالة السابقة وذكرنا أن من علل طعن أهل الحديث أو أرباب مدرسة أهل الحديث من السلف والخلف وسلفيي اليوم أنه من المرجئة ؛ ومرجئة فقهاء أهل السنة يقولون : إن الإيمان اعتقاد بالقلب ونطق باللسان ولا يدخل فيه العمل - بالمناسبة صديقي القارئ الكريم هذا الرأي يتفق كنها واصطلاحا مع الإيمان المسيحي وفق نصوص الإنجيل الشريف والذي يؤمن به إخوة الإنسانية الكرام المسيحيون وفق معتقدهم ؛ والعجيب أن سلفيي اليوم يقدحون ويشنعون عليهم بهذا الباب وهم أصلا لم يدخلوا من باب فقهائهم السنة من السلف الصالح - ماعلينا ؛ لكن السؤال المهم : هل نافق وجامل الإمام ابن تيمية مرجئة الفقهاء في كتابة ومصنفه المشهور : رفع الملام عن الأئمة الأعلام ؟!! ولماذا ؟! أولا دعونا ننقل قوله عنهم - عن مرجئة الفقهاء - في مجموع الفتاوى ج 7 وص 394 : وهذه الشبهة - يقصد بما قلناه عن رأيهم في الإرجاء - التي أوقعتهم مع علم كثير منهم وعبادة وحسن إسلامه وإيمانه ولهذا دخل في إرجاء الفقهاء جماعة هم عند الأمة أهل علم ودين ولهذا لم يكفر أحد من السلف أحدا من مرجئة الفقهاء !! بل جعلوا هذا من بدع الأقوال والأفعال لا من بدع العقائد !! فإن كثيرا من النزاع فيها لفظي ؛ انتهى النقل ؛ ونحن ببراءة نسأل كيف حكم ابن تيمية على أنهم مبتدعون في الفروع دون الأصول وهم أي مرجئة الفقهاء ابتداءا محل نزاعهم مع المخالفين في الأصول ؟! ناهيك عن أن الإيمان إنما هو أصل الأصول وأصل العقيدة !! زد على ذلك أن ابن تيمية دلس تدليسا صريحا وواضحا في فتواه هذه فقال : فإن كثيرا من النزاع فيها لفظي !! فابن تيمية أقر بمعرض تدليسه أن النزاع ليس بالكلية نزاعا لفظيا بل كثيرا منه !! والسؤال الآخر : لماذا لم يفصح عن النزاع القليل الحقيقي وليس اللفظي ؟! والمتلقي حينها هو من سيحكم إن كان خلافا لفظيا ؟! أم لا !! ؛ وخلاصة القول :إن النزاع والاختلاف والخلاف بواقع الأمر خلاف حقيقي وليس صوريا أو لفظيا ؛ والآن صديقي القارئ الكريم لنر بعضا من آراء سلفيي السعودية من مشائخها الكبار في الأصول والفروع ؛ الدكتور الفوزان كان بتخطئتهم لينا كإمامه ابن تيمية !! - يرجى الرجوع لموقع الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان - ؛ واكتفى بتأكيده على أن مرجئة الفقهاء مخطئون بدون شك !! لكن الشيخ تحاشى أن يوضح لنا نوع الخطأ إن كان خطأ فقهيا أم عقائديا !! وإن كان لفظيا صوريا أم خلافا حقيقيا !! ؛ أما الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك وهو من كبار مشائخ مدرسة ابن عبدالوهاب فقال : هم - أي مرجئة الفقهاء - الذين يقولون : إن الإيمان هو تصديق بالقلب ؛ أو التصديق بالقلب واللسان يعني مع الإقرار !! - الصراحة الشيخ أعجبني !! - ولكنهم - يكمل الشيخ قوله : يقولون بوجوب الواجبات !!! وتحريم المحرمات !!...إلخ ؛ الشيخ يقدح بأسلوب مبطن !! كالسابق خلاف بعض من بدعهم وقال إن مرجئة الفقهاء ضالون ولا تقبل شهادتهم ومنهم أعلام من السلف الصالح !! فلماذا تهرب عن قول الحق ؟ أو على الأقل نقل بعض أراء أولئك من سلفه؟! لماذا نهج نهج ابن تيمية وإن قدح قدحا مبطنا ؟!! ونهدي سلفيي اليوم بعض أقوال سلفيي سلفهم الصالح !! ؛ ابن سعد في الطبقات : والله إنهم أبغض إلي من أهل الكتاب !!! - ياساتر أيش الحقد هذا ؟! ما علينا ؛ عبدالله بن احمد بن حنبل : لاتجالسوهم !! ؛ شريك : كان يرى ضلالهم ولم يقبل شهادة القاضي أبي يوسف تلميذ أبي حنيفة !! والخلاصة من قال بضلالهم خلق كثير من السلف وبعضهم كفرهم !! ؛ وسؤالنا كعادتنا للسادة القراء الكرام من سلفيي الموقع وعموم الإسلاميين الأعزاء : لماذا ابن تيمية جاملهم حد النفاق ؟! ولماذا مشائخ مدرسة ابن عبدالوهاب من السلفيين اليوم وإن قدحوا بمرجئة الفقهاء إلا أنهم كانوا أقل وطئة من السلف الصالح بشأنهم ؟!! هل من مؤشرات تعضد مزاعم بعض الباحثين من غير المسلمين بهذا الأمر ؟!! أم عندهم تبرير عقلاني نقبله ؟!! ؛ السؤال برسم الإحالة والانتظار لرؤية الإجابة .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل