الكنائس بين مشائخ السعودية وداعش !!

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الشيخ محمد بن عثمين المتوفى قبل سنوات كان الرجل الثاني الأعلى مقاما بعد الشيخ ابن باز في المؤسسة الدينية العليا في السعودية إلا أن ابن عثمين فاقت شعبيته شعبية ابن باز لقرب الأخير من السلطة واعتلائه مناصب عليا فيها خلاف الأول الذي يعد أبا روحيا ومنظرا لكل التيارات الإسلامية في السعودية حتى وفاته ، فهو حتى مع بعض التيارات التي كانت تنتهج منهج العنف فكرا وسلوكا علاقته وسمعته عند هؤلاء مقدسة لأنهم كانوا يعتقدون أن ابتعاده عن العمل شبه الرسمي دليل ورعه وصلاحه !! لهذا الرجل - ابن عثيمين - كان من القلائل من كبار المشائخ الوهابيين الذين أجمعت كافة التيارات الإسلامية في السعودية المعتدلة منها والمتشددة بل وحتى الجهادية على احترامه ، والآن صديقي القارئ الكريم لنر رأي العلامة الشيخ الجهبذ محمد بن صالح بن عثيمين في الكنائس هل هي بيوت لله أم لا ؟!! - علما أن القرآن الكريم عندما تحدث عن أسوأ الظلم وأهله لم يقل مساجد بل قال بيوت الله وفق الآية الكريمة : ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ؛ والآن هاك صديقي القارئ الكريم رأي الشيخ ابن عثيمين في الكنائس : الكنائس دور الكفر والشرك ، والمساجد دور الإيمان والإخلاص ، فنحن إذا بنينا المساجد - يقصد في الغرب - في أرض الله فقد بنيناها بحق ، فالأرض لله والمساجد لله ، والعبادة التي تقام فيها كلها إخلاص لله ، واتباع لرسوله ، بخلاف الكنائس والبيع !! - فات الشيخ أن قرآنه الكريم أثنى على البيع بمواضع ومواقع فيه - ، ويكمل الشيخ كلامه في معرض رده عن سؤال : ومن سفه بعض الناس أنه يقول : لماذا لا نمكنهم من بناء الكنائس في بلادنا كما يمكنوننا من بناء المساجد في بلادهم ؟!
الجواب - جواب الشيخ نصا - نقول : هذا من السفه - الجنون والحمق - وليست المسألة من باب المكافأة !! إذ ليست مسائل دنيوية ، فهي مسائل دينية !! ؛ فالكنائس بيوت الكفر والشرك !!! والمساجد بيوت الإيمان والإخلاص ! ، فبينهما فرق ، والأرض لله ، فنحن إذا بنينا مسجدا في أي مكان من الأرض ، فقد بنينا بيوت الله في أرض الله ، بخلافهم - يقصد الأخوة الكرام المسيحيين ، انتهى النقل وراجع الشرح الممتع ج 8 ص 86 و87 ؛ صديقي القارئ الكريم لقد تعمدت أن أنقل رأي شيخ معتمد عند كل التيارات الإسلامية المعتدلة والمتشددة والجهادية وكان يحظى بتقدير واحترام السلطة حتى وفاته ، هذا رأيه في الكنائس وهذا فكره الذي ورثه من إمامه محمد بن عبدالوهاب والذي هو كان منظر وخليفة الفكر التيماوي في عصره وإمام كل من خلفه ؛ وعندما نقول : إن داعش بحقيقة أمرها وواقعها اليوم ما هي إلا نتاج لهذا الفكر يعترض علينا البعض !! والأعجب أن البعض إياهم يسعون لمواجهة تنظيم داعش التكفيري الإرهابي خارج مجتمعنا وفكر داعش معشعش ومتفشي في داخل مجتمعنا وضارب بعمقه !! يسعون لمواجهته أمنيا وعسكريا لكنهم عن قصد أو غير قصد تناسوا مجابهته فكريا في مجتمعنا وفكره مغروس ويغرس بقوة وبكثرة عبر كثير من مؤسساتنا الدينية الرسمية !! لن تنجح المواجهة العسكرية داخليا وخارجيا قبل المجابهة الفكرية واجتثاثه ابتداءا من مناهجنا التعليمية ومؤسساتنا الدينية وإلجام مشائخ الفتنة ةالتشدد والتطرف !! وإلا باطل عمل البنائين .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات