أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - ماذا حصدنا من الفيتو المزدوج؟















المزيد.....

ماذا حصدنا من الفيتو المزدوج؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4578 - 2014 / 9 / 18 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الفيتو المزدوج الأول (الروسي الصيني) في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2011 في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار غربي متعلق بالأزمة السورية، ونحن نتغنّى بهذا الموقف ونقول بأن (بريكس) بحالة صعود وأمريكا وحلفاؤها بحالة أفول. وبأن الفيتو ساهم بمنع التدخل العسكري المباشر في سورية وأنقذها من الدمار.
وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات على هذا الحدث، بالرغم من أنه كانت لي وجهة نظر أخرى تقول: (حبّذا لو ترتكب أمريكا هذه الحماقة وتندلع الحرب) أتساءل بمنتهى الشفافية: تُرى لو أن أمريكا وحلفاءها قاموا بعدوانهم على سورية آنذاك، وقد كانت بأوج قوتها مع حلفائها (حزب الله، المقاومة الفلسطينية، إيران إبّان تقلّد أحمدي نجاد الحكم) ولم تكن قدرات هذا الحلف قد استُنفِذت بعد. ولم تكن قد ظهرت التنظيمات التكفيرية المتشددة (جبهة النصرة وداعش ومن في حكمهما)، ولم يكن قد حصل الشرخ الاجتماعي والطائفي والقومي في البلاد. ولم يكن قد نُصِبَ الفخّ الأوكراني لروسيا. ولم نكن قد سلّمنا سلاحنا الكيماوي.. أتساءل: تُرى لو أن الحرب شُنّت على سورية وهي بتلك المواصفات، هل كانت خسائرنا بمثل ما هي عليه الآن؟ وهل كانت الدول التي تدعم الحرب وعلى رأسهم الكيان الصهيوني، ستكون مرتاحة وفي منأى عن لهيبها فيما لو حصلت؟
نعم لقد استطاع الروس والصينيون منع العدوان المباشر الخارجي على سورية من خلال استخدامهما للفيتو. فماذا فعل الغرب إزاء ذلك؟
لقد لجأ إلى أيسر الطرق التي تحقق له أهدافه، وقام بتعديل الخطط التكتيكية مع استمرار التصويب على هدفه الاستراتيجي والقاضي بإحراق سورية من الداخل، عبر تدفق المسلحين المتشددين والمتسلحين بعقيدة قتالية تكفيرية ومن شتى بقاع العالم، مع تقديم كافة أشكال الدعم اللوجستي لهم. وفرض كافة أنواع العقوبات الدبلوماسية منها والاقتصادية على سورية. وتجييش إعلامي غير مسبوق من مئات المحطات التلفزيونية والإذاعية والصحافية، مستخدمين أحدث ما أنتجته التكنولوجيا في مجال التضليل الإعلامي. ومستغلين الثغرات الهائلة في بنية النظام الاقتصادية والسياسية والديمقراطية والتي ساعدت وسهّلت تنفيذ أجندة الغرب الخبيثة في إنهاك الحلقة الوسطى في حلف المقاومة ما بين إيران وسورية ولبنان.
صمد الجيش السوري وسطّر ملاحم بطولية قلّ نظيرها في عالم الحروب. لكنه دفع ثمناً باهظاً، فقد استشهد منه عشرات الألوف من خيرة عناصره وضباطه وكوادره. ودُمّر أكثر من نصف البنية التحتية للدولة. وشُرِّد الملايين من الشعب السوري. واستمرت الأسعار بالارتفاع لأكثر من ثلاثة أضعاف. واستشرى الفساد بشكل أوقح مما كان عليه. وازدادت نسبة العاطلين عن العمل. وتفاقم الفقر والبؤس والمرض. مع غياب أيّ أفق لحل سياسي. ومما زاد في الطين بلّة، تعلّق طرفي النزاع (النظام والمعارضة المسلحة) بوهم الحسم العسكري وسحق الآخر. بالرغم من أن موازين القوى المحلية والإقليمية والدولية لا تسمح بحسم النزاع إطلاقاً لهذا الطرف أو ذاك، خاصةً بعد أن تم تدويل الأزمة السورية، فقد تحولت سورية إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية على حساب دماء السوريين.
وبسبب الحسابات الخاطئة سواء للنظام أو للمعارضة بأغلب مكوناتها، أو حتى للدول المتدخّلة.. فقد تعقّدت أوضاع المنطقة وتشابكت وأصبحت الحلول في غاية الصعوبة. فانكفأ الحراك الشعبي السلمي ليحلّ محله مجموعة من الفصائل والكتائب العسكرية وبأسماء إسلامية يطغى عليها الطابع الطائفي، مرتبطة بالحلف الأطلسي مع أدواته المحلية والإقليمية وفي مقدّمتهم ("إسرائيل" وتركيا وقطر والسعودية). وظهرت بعض التنظيمات المرتبطة بـ "القاعدة" كجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وهذه الأخيرة استطاعت أن تتصدّر هذه المجموعات بسبب ما تمتلكه من مال وسلاح متطور. ونمت وتعملقت لدرجة أنها قامت باحتلال أجزاء واسعة في العراق وسورية وبزمن قصير جداً. واتجهت شمالاً نحو كردستان العراق (المحمية الأمريكية) وأصبحت تشكل خطراً حقيقياً على مصالح من رعاها وموّلها وسوّق لها.. كل ذلك أدّى إلى صدور القرار الدولي رقم (2170) تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد "داعش " و جبهة النصرة. وسارعت أمريكا تنفيذاً للقرار الدولي إلى تشكيل تحالف دولي ضخم ضمّ أكثر من أربعين دولة، مع استبعاد متعمّد لأصدقاء سورية الحقيقيين (إيران وروسيا والصين) لتشهد المنطقة فصلاً جديداً من الحروب طويلة الأمد بذريعة أكذوبة (مكافحة الإرهاب)، بغية استمرار الصراع العنيف والدامي في المنطقة سنوات وسنوات.. كما صرّح أكثر من مسؤول عسكري غربي، لإنهاك جميع الأطراف ومن ثم فرض التسوية التي تحقق مصالح الغرب في المنطقة.
عودٌ على بدء:
أتساءل بمرارة: ما هو مصير سورية فيما لو استمرت الحرب سنوات عديدة أخرى؟!
تُرى، لو حصل التدخل العسكري المباشر في عام 2011 ألم يكن لصالح شعوب المنطقة في ظل موازين القوى التي كانت سائدة آنذاك؟
لو قام حلف المقاومة بقصف "إسرائيل" بآلاف الصواريخ يومياً وعلى أهم المواقع الإستراتيجية فيها، مع فتح كافة الجبهات عليها.. ألم يكن ذلك قد غيّر كافة المعادلات في الشرق الأوسط برمّته. وكلنا يعلم مدى النفوذ الصهيوني في أهم الدوائر الحاكمة في الدول الغربية؟
إذا كانت مجموعة من المقاتلين الأبطال بالآلاف في لبنان وفي قطاع غزة، جعلت الكيان الصهيوني في حروبه الأخيرة يستغيث طالباً وقف القتال. ماذا سيكون عليه الأمر لو دخلت سورية وإيران إلى جانب حزب الله والمقاومة الفلسطينية بقدراتهم العسكرية الجبارة؟
والسؤال: من يتحمّل مسؤولية ما آل إليه الوضع في المنطقة عموماً؟
بتقديري إن المسؤولية تقع على عاتق النظام الحاكم في سورية بالدرجة الأولى، يليه في المسؤولية إيران وروسيا، كونهما مستهدفتان في نهاية المطاف. وبرأيي لم تكن هاتان الدولتان حكيمتين في معالجة الأزمة السورية؛ سواء لجهة الضغط الخجول على النظام لإجباره على القبول بالحل السياسي، أو لجهة اعتماد الدبلوماسية الناعمة وإبقاء ساحة الصراع على الأرضين العراقية والسورية فحسب من جهة أخرى.
هذا كله طبعاً، إذا صدّقنا مقولة ((حلف المقاومة والممانعة)) وأن هذا الحلف جادّ فعلاً في محاربة الإمبريالية الأمريكية وحلفائها، وحريص فعلاً على مصالح شعبه..
هل سبق السيف العذل؟ الأسابيع القادمة كفيلة بالإجابة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة السورية وملفات الفساد
- هل العلمانية دواء للصراع الطائفي؟
- يحدثُ في سورية
- في الباص
- عذراً.. لن أترشّح!
- فوق الموتة.. عصّة قبر!
- وصيّة
- الصورة
- المرآة
- السردين
- العاشق
- دقائق بلا حياء.. ولا خوف
- القطط الضامرة
- مشوار
- روسيا تزداد تعملقاً
- أوباما.. يا بالع الموس عالحدّين!
- عالمكشوووف
- S.M.S إلى الرفيق قدري جميل
- خريف العمر
- من تحت الدلف إلى تحت المزراب


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - ماذا حصدنا من الفيتو المزدوج؟