أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ضيا اسكندر - الصحافة السورية وملفات الفساد














المزيد.....

الصحافة السورية وملفات الفساد


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 14:55
المحور: الصحافة والاعلام
    



دأبت جريدة «قاسيون» منذ سنوات على رصد مواطن الخلل والفساد في كافة الإدارات والمرافق العامة في الدولة. وخاصة منها ذات الطابع الاقتصادي لما لها من تأثير مباشر على حياة المواطن. ولن نغمط حق غيرها من الصحف والمجلات التي أدلت بدلوها في هذا الصدد، وأشارت إلى العديد من حالات الفساد الكبير وبشكل موثق ودامغ. وتناولت أهم المرافق السيادية كالمرافئ والمطارات والبنك المركزي والشركات النفطية، بالإضافة إلى المعامل والمؤسسات بمختلف فروعها الإنتاجية والخدمية.. باختصار لا أعتقد أن ثمة فساداً في جهة ما لم يتم التطرّق إليه من قبل الأجهزة الإعلامية وخاصةً الصحافية منها. فماذا كانت النتائج؟

للأسف، لم نسمع مرة واحدة بإحالة ملف من ملفات الفساد الكبرى إلى الجهات الرقابية والقضائية. في حين من المفترض أن أيّ مقال أو تحقيق صحافي يرصد ضياع المال العام، يجب أن يعتبر بمثابة بلاغ للنيابة العامة، يتوجّب على الجهات المختصة إيلاء الموضوع منتهى الجدّية والقيام بالاستدعاء والتحقيق والمحاكمة عند اللزوم.
في بعض دول العالم، الخوف من الصحافة يبلغ مداه لما لها من تأثير ونفوذ. وتُعدّ الصحافة في تلك البلدان شاهد إثبات لدى القضاء. بينما لدينا فإن عبارة (حكي جرايد) تتردّد على كل شفة ولسان، فلا يعوّل عليها بشيء إلا نادراً. حتى أنه من المواطن البسيط إلى أكبر مسؤول فاسد، تراه مستخفاً مستهتراً بما يكتب في الجرائد، معتبراً أن كل ما كُتِبَ ويكتب لا قيمة له. ولعل من أهم أسباب مقاطعة الناس للصحافة هو خيبتها، وإحساسها باللا جدوى أو اليأس الكامل منها.
تُرى، متى سترتعد فرائص المسؤول الفاسد والظالم هلعاً وخوفاً عندما يتم تناول ارتكاباته في الصحافة؟
قمنا بتوجيه السؤال التالي إلى مجموعة من المهتمين في مجال الإعلام: (لماذا لا يخشى الفاسدون من الصحافة)؟ وكانت الأجوبة التالية:

الفنان التشكيلي علي . م:

«محزنٌ جداً هذا السؤال، إذ يفترض أن يكون القضاء والصحافة حقلين يتكاملان ولا ينفصلان، فكل منهما يتصدّى للتجاوزات ويحدد مكامن الانحراف، والقضاء يُشهر مواد القانون التي من شأنها معاقبة المتجاوزين ويطبقها، فالصحافة هي عون القضاء، والقضاء هو اليد الطولى للصحافة. وأرى أن مسألة التكامل بين الصحافة والقضاء غائبة تماماً للأسف في بلادنا».

عيسى . ج – مراسل:

«يمكن تفعيل دور الصحافة من خلال إحداث هيئة ما – سمّها ما شئت - تتلقى المقالات والتحقيقات التي تتناول الفساد وتقوم بتجميعها وإحالتها إلى الجهات الرقابية المختصة تمهيداً لإحالتها إلى القضاء لنيل الجزاء وإحقاق العدالة. وفي حال تجاهل هذه الهيئة المفترضة أو تقاعسها، يتم الادّعاء عليها قانونياً وفق الأصول. عندها سترى كيف سيخشى الفاسد من الصحافة».

الإعلامي محمد . ع:

«إن ضعف الديمقراطية أو غيابها بالأحرى، هي أحد أسباب تفشّي ظاهرة عدم الاكتراث بما تكتبه الصحافة. وللأسف لم تترسّخ بعد الصحافة كسلطة رابعة في بلدنا. مثلاً لو تم إحالة تحقيق صحفي يتناول ارتكابات مسؤول ما، إلى الجهات الرقابية والقضائية، واتُّخِذَت الإجراءات اللازمة بحقه وعوقِبَ استناداً للقانون، وفي الوقت ذاته تم تكريم الصحافي لكشفه هذه الارتكابات. وتم تسليط الأضواء الإعلامية على هذه الواقعة، فإن تحقيقاً بعد آخر وإحالة إلى القضاء بعد أخرى.. من شأنها أن تسبغ على الصحافة حضوراً مهيباً».

الطالبة باسمة . ج – كلية إعلام:

«دائماً أتساءل، إذا كان المقال الصحافي صادقاً بما يدّعيه عن الفساد، فإن تطنيش الجهات المسؤولة لا يمكن تفسيره إلا تواطؤاً أو تستّراً على ارتكابات ذلك الفاسد. ولا أبالغ إذا قلت بأن هذه الجهات تغتبط عندما يتم رصد حالة فساد، وتعتبر ذلك المقال بأنه «لقيا» من السماء، وحجة لها لممارسة المزيد من الابتزاز على ذلك الفاسد. وإلا ما معنى استشراس الفاسدين إلى هذه الدرجة دون أيّ خوفٍ أو وجل؟!».
أخيراً، يمكننا القول بأنه لا يمكن فصل وظيفة الصحافة والإعلام عن البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لأيّ بلدٍ من البلدان. حيث يمكن للصحافة أن تلعب دوراً في احقاق الحق، وتستحق حينها عن جدارة لقب (صاحبة الجلالة). وفي الأنظمة الاستبدادية، فإن الصحافة والعاملين فيها عرضةً للترهيب والترغيب حتى يتم تدجين الجميع لخدمة وديمومة هذه الأنظمة. وينطبق عليها عند ذاك صفة (مهنة المتاعب) والموت أحياناً للشرفاء وأصحاب الضمير والباحثين عن الحقيقة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العلمانية دواء للصراع الطائفي؟
- يحدثُ في سورية
- في الباص
- عذراً.. لن أترشّح!
- فوق الموتة.. عصّة قبر!
- وصيّة
- الصورة
- المرآة
- السردين
- العاشق
- دقائق بلا حياء.. ولا خوف
- القطط الضامرة
- مشوار
- روسيا تزداد تعملقاً
- أوباما.. يا بالع الموس عالحدّين!
- عالمكشوووف
- S.M.S إلى الرفيق قدري جميل
- خريف العمر
- من تحت الدلف إلى تحت المزراب
- البصلات المحروقة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ضيا اسكندر - الصحافة السورية وملفات الفساد